القول
فيما أوتي صالح ، عليه السلام .
قال
أبو نعيم : فإن قيل : فقد أخرج الله
لصالح ناقة من الصخرة
[ ص: 328 ] جعلها الله له آية وحجة على قومه ، وجعل لها شرب يوم ولهم شرب يوم معلوم . قلنا : وقد أعطى الله
محمدا صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، بل أبلغ ; لأن ناقة
صالح لم تكلمه ولم تشهد له بالنبوة والرسالة ،
ومحمد صلى الله عليه وسلم شهد له البعير الناد بالرسالة ، وشكى إليه ما يلقى من أهله ، من أنهم يجيعونه ويدئبونه ، ثم ساق الحديث بذلك ، كما قدمنا في دلائل النبوة بطرقه وألفاظه وعزوه بما أغنى عن إعادته ها هنا وهو في الصحاح والحسان والمسانيد ، وقد ذكرنا مع ذلك حديث الغزالة ، وحديث الضب ، وشهادتهما له صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، كما تقدم التنبيه على ذلك والكلام فيه ، وثبت الحديث في الصحيح بتسليم الحجر عليه قبل أن يبعث ، وكذلك سلام الأشجار والأحجار والمدر عليه حين بعث صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين .