[ ص: 510 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سنة ثنتي عشرة من الهجرة النبوية .
استهلت هذه السنة وجيوش
الصديق وأمراؤه الذين بعثهم لقتال أهل الردة جوالون في البلاد يمينا وشمالا ; لتمهيد قواعد الإسلام وقتال الطغاة من الأنام ، حتى رد شارد الدين بعد ذهابه ، ورجع الحق إلى نصابه ، وتمهدت
جزيرة العرب ، وصار البعيد الأقصى كالقريب الأدنى .
وقد قال جماعة من علماء السير والتواريخ : إن
وقعة اليمامة كانت في ربيع الأول من هذه السنة . وقيل : إنها كانت في أواخر التي قبلها . والجمع بين القولين أن ابتداءها كان في السنة الماضية ، وانتهاءها وقع في هذه السنة الآتية ، فعلى قول الأولين ينبغي أن تنقل تراجم من ذكرنا أنه قتل في
اليمامة إلى هذه السنة ، وعلى القول الآخر ينبغي أن يذكروا في السنة الماضية كما ذكرناه ; لاحتمال أنهم قتلوا في الماضية ، ومبادرة إلى استيفاء تراجمهم قبل أن يذكروا مع من قتل
بالشام والعراق في هذه السنة ، على ما سنذكر إن شاء الله ، وبه الثقة وعليه التكلان .
[ ص: 511 ] وقد قيل : إن وقعة
جواثى وعمان ومهرة ، وما كان من الوقائع التي أشرنا إليها إنما كانت في سنة ثنتي عشرة .
وفيها كان قتل الملوك الأربعة ;
جمد ،
ومخوس ،
وأبضعة ،
ومشرح ، وأختهم
العمردة ، الذين ورد الحديث في " مسند
أحمد " بلعنهم ، وكان الذي قتلهم
زياد بن لبيد الأنصاري .