[ ص: 570 ] انتقال إمرة الشام من خالد إلى أبي عبيدة في الدولة العمرية وذلك بعد وقعة
اليرموك وصيرورة الإمرة
بالشام إلى
أبي عبيدة فكان
أبو عبيدة أول من سمي أمير الأمراء .
قد تقدم أن البريد قدم بموت
الصديق والمسلمون مصافو
الروم يوم
اليرموك ، وأن
خالدا كتم ذلك عن المسلمين ; لئلا يقع وهن ، فلما أصبحوا أجلى لهم الأمر ، وقال ما قال ، ثم شرع
أبو عبيدة في جمع الغنيمة وتخميسها ، وبعث بالفتح والخمس مع
قباث بن أشيم إلى الحجاز ، ثم نودي بالرحيل إلى
دمشق ، فساروا حتى نزلوا
مرج الصفر ، وبعث
أبو عبيدة بين يديه طليعة
أبا أمامة الباهلي ، ومعه رجلان من أصحابه . قال
أبو أمامة : فسرت ، فلما كان ببعض الطريق أمرت الواحد ، فكمن هناك ، وسرت أنا والآخر ، فلما كان ببعض الطريق أمرت الآخر فكمن هناك ، ثم سرت أنا وحدي حتى جئت باب البلد وهو مغلق في الليل ، وليس هناك أحد فنزلت وغرزت رمحي بالأرض ، ونزعت لجام فرسي ، وعلقت عليه مخلاته ونمت ، فلما أصبح الصباح قمت فتوضأت وصليت الفجر ، فإذا باب المدينة يقعقع ،
[ ص: 571 ] فلما فتح حملت على البواب فطعنته بالرمح فقتلته ، ثم رجعت والطلب ورائي ، فلما انتهينا إلى الرجل الذي في الطريق من أصحابي ظنوا أنه كمين فرجعوا عني ، ثم سرنا حتى أخذنا الآخر ، وجئت إلى
أبي عبيدة فأخبرته بما رأيت ، فأقام
أبو عبيدة ينتظر كتاب
عمر فيما يعتمده من أمر
دمشق ، فجاءه الكتاب يأمره بالمسير إليها ، فساروا إليها حتى أحاطوا بها ، واستخلف
أبو عبيدة على
اليرموك بشير بن كعب ، في خيل هناك .