ذكر المتوفين في هذه السنة مرتبين على الحروف كما ذكرهم شيخنا
nindex.php?page=showalam&ids=14324الحافظ الذهبي في تاريخه :
أبان بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي أبو الوليد المكي ، صحابي
[ ص: 605 ] جليل ، وهو الذي أجار
عثمان بن عفان يوم
الحديبية حتى دخل
مكة لأداء رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسلم بعد مرجع أخويه من
الحبشة ;
خالد وعمرو ، فدعواه إلى الإسلام فأجابهما ، وساروا فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح
خيبر ، وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع على
البحرين وقتل
بأجنادين .
أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : المشهور أنه قتل
ببدر فيما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره . وزعم
الواقدي فيما نقله عن أهل العلم أنه شهد
أحدا ، وأنه بقي بعد ذلك زمانا قال : وحدثني
ابن أبي الزناد عن
محمد بن يوسف ، أن
أنسة مات في خلافة
أبي بكر الصديق ، وكان يكنى
أبا مسروح . وقال
الزهري : كان يأذن للناس على النبي صلى الله عليه وسلم .
تميم بن الحارث بن قيس السهمي وأخوه
سعيد ; صحابيان جليلان هاجرا إلى
الحبشة ، وقتلا
بأجنادين .
الحارث بن أوس بن عتيك ، من مهاجرة
الحبشة ، قتل
بأجنادين .
[ ص: 606 ] خالد بن سعيد بن العاص الأموي ، من السابقين الأولين ، ممن هاجر إلى
الحبشة ، وأقام بها بضع عشرة سنة ، ويقال : إنه كان على
صنعاء من جهة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمره
الصديق على بعض الفتوحات كما تقدم ، قتل يوم
مرج الصفر في قول ، وقيل : بل هرب فلم يمكنه
الصديق من دخول
المدينة تعزيرا له ، فأقام شهرا في بعض ظواهرها حتى أذن له . ويقال : إن الذي قتله أسلم ، وقال : رأيت له حين قتلته نورا ساطعا إلى السماء ، رضي الله عنه .
سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة - ويقال : حارثة بن حرام بن حزيمة - بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ، الأنصاري الخزرجي سيدهم ، أبو ثابت ويقال : أبو قيس . صحابي جليل ، كان أحد النقباء ليلة
العقبة ، وشهد
بدرا في قول
عروة nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=13484وابن ماكولا .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15689حجاج بن أرطاة ، عن
الحكم ، عن
مقسم ، عن
ابن عباس أن راية
المهاجرين يوم
بدر كانت مع
علي ، وراية
الأنصار كانت مع
سعد بن عبادة ، رضي الله عنهما . قلت : والمشهور أن هذا كان يوم الفتح . والله أعلم .
[ ص: 607 ] وقال
الواقدي : لم يشهدها ; لأنه نهسته حية ، فشغلته عنها بعد أن تجهز لها ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره ، وشهد
أحدا وما بعدها . وكذا قال
خليفة بن خياط . وكانت له جفنة تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث دار من بيوت نسائه بلحم وثريد ، أو لبن وخبز ، أو خبز وسمن ، أو بخل وزيت ، وكان ينادي عند أطمه كل ليلة لمن أراد القرى ، وكان يحسن الكتابة بالعربي والرمي والسباحة ، وكان يسمى من أحسن ذلك كاملا ، وقد ذكر
أبو عمر بن عبد البر ما ذكره غير واحد من علماء التاريخ أنه تخلف عن بيعة
الصديق حتى خرج إلى
الشام . فمات بقرية من
حوران سنة ثلاث عشرة في خلافة
الصديق . قاله
ابن إسحاق والمدائني وخليفة . قال : وقيل : في أول خلافة
عمر . وقيل : سنة أربع عشرة . وقيل : سنة خمس عشرة . وقال
الفلاس وابن بكير : سنة ست عشرة .
قلت : أما بيعة
الصديق ، فقد روينا في " مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " أنه سلم
للصديق ما قاله من أن الخلفاء من
قريش . وأما موته بأرض
الشام فمحقق ، والمشهور أنه
بحوران .
[ ص: 608 ] قال
محمد بن عائذ الدمشقي ، عن
عبد الأعلى ، عن
سعيد بن عبد العزيز ، أنه قال :
أول مدينة فتحت من الشام بصرى ، وبها توفي
سعد بن عبادة . وعند كثير من أهل زماننا أنه دفن بقرية من غوطة
دمشق يقال لها :
المنيحة . وبها قبر مشهور به . ولم أر
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر تعرض لذكر هذا القبر في ترجمته بالكلية . فالله أعلم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر جسده ، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول :
. قتلنا سيد الخزر ج سعد بن عباده رميناه بسهمين
فلم نخط فؤاده
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : سمعت
عطاء يقول : سمعت أن الجن قالوا في
سعد بن عبادة هذين البيتين .
له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ، وكان ، رضي الله عنه ، من أشد الناس غيرة ، ما تزوج امرأة إلا بكرا ، ولا طلق امرأة فتجاسر أحد أن يخطبها بعده . وقد روي أنه لما خرج من
المدينة قسم ماله بين بنيه ، فلما توفي ولد له ولد ، فجاء
أبو بكر وعمر إلى ابنه
قيس بن سعد ، فأمراه أن يدخل هذا معهم ، فقال : إني لا أغير ما صنع
سعد ، ولكن نصيبي لهذا الولد .
[ ص: 609 ] سلمة بن هشام بن المغيرة . أخو
أبي جهل بن هشام ، أسلم
سلمة قديما وهاجر إلى
الحبشة ، فلما رجع منها حبسه أخوه وأجاعه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت ولجماعة معه من المستضعفين . ثم انسل فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة بعد
الخندق ، وكان معه بها ، وقد شهد
أجنادين وقتل بها ، رضي الله عنه .
ضرار بن الأزور الأسدي ، كان من الفرسان المشهورين ، والأبطال المذكورين ، له مواقف مشهودة ، وأحوال محمودة . ذكر
عروة nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة أنه قتل
بأجنادين . له حديث في استحباب إبقاء شيء من اللبن في الضرع عند الحلب .
طليب بن عمير بن وهب بن كثير بن عبد بن قصي القرشي العبدي ، أمه
nindex.php?page=showalam&ids=10359أروى بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، أسلم قديما وهاجر إلى
الحبشة الهجرة الثانية ، وشهد
بدرا . قاله
ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار . ويقال : إنه
أول من ضرب مشركا . وذلك أن
أبا جهل سب النبي صلى الله عليه وسلم فضربه
طليب بلحي جمل فشجه . استشهد
طليب بأجنادين وقد شاخ ، رضي الله عنه .
عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، ابن عم
[ ص: 610 ] النبي صلى الله عليه وسلم ، كان من الأبطال المذكورين والشجعان المشهورين ، قتل يوم
أجنادين بعدما قتل عشرة من
الروم مبارزة ، كلهم بطارقة أبطال . وله من العمر يومئذ بضع وثلاثون سنة .
عبد الله بن عمرو الدوسي ، قتل
بأجنادين . وليس هذا الرجل معروفا .
nindex.php?page=showalam&ids=5546عثمان بن طلحة العبدري الحجبي ، قيل : إنه قتل
بأجنادين . والصحيح أنه تأخر إلى ما بعد الأربعين .
عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي . أبو عبد الرحمن ، أمير
مكة نيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، استعمله عليها عام الفتح وله من العمر عشرون سنة ، فحج بالناس عامئذ ، واستنابه عليها
أبو بكر بعده عليه الصلاة والسلام ، وكانت وفاته
بمكة ، قيل : يوم توفي
أبو بكر . رضي الله عنهما . له حديث واحد . رواه أهل السنن الأربعة .
عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، أبو عثمان القرشي المخزومي ، كان من سادات الجاهلية كأبيه ، ثم أسلم عام الفتح بعدما فر ، ثم رجع إلى الحق ، واستعمله
الصديق على
عمان حين ارتدوا ، فظفر بهم ، كما تقدم ، ثم قدم
الشام وكان أميرا على بعض الكراديس ،
[ ص: 611 ] ويقال : إنه لا يعرف له ذنب بعدما أسلم . وكان يقبل المصحف ويبكي ويقول : كلام ربي كلام ربي . احتج بهذا
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد على جواز
تقبيل المصحف ومشروعيته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : كان
عكرمة محمود البلاء في الإسلام . قال
عروة : قتل
بأجنادين . وقال غيره :
باليرموك بعدما وجد به بضع وسبعون ما بين ضربة وطعنة . رضي الله عنه .
الفضل بن العباس بن عبد المطلب ، قيل : إنه توفي في هذه السنة . والصحيح أنه تأخر إلى سنة ثماني عشرة .
نعيم بن عبد الله النحام ، أحد
بني عدي ، أسلم قديما قبل
عمر ، ولم يتهيأ له هجرة إلى ما بعد
الحديبية ; وذلك لأنه كان فيه بر بأقاربه ، فقالت له
قريش : أقم عندنا على أي دين شئت ، فوالله لا يتعرضك أحد إلا ذهبت أنفسنا دونك . استشهد يوم
أجنادين ، وقيل : يوم
اليرموك . رضي الله عنه .
هبار بن الأسود بن أسد . أبو الأسود القرشي الأسدي ، هذا الرجل كان قد طعن راحلة
زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرجت من
مكة حتى أسقطت ، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه ، وقتل
بأجنادين ، رضي الله عنه .
[ ص: 612 ] هبار بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي . ابن أخي أبي سلمة . أسلم قديما وهاجر إلى
الحبشة ، واستشهد يوم
أجنادين على الصحيح ، وقيل : قتل يوم
مؤتة . والله أعلم .
هشام بن العاص بن وائل السهمي ، أخو
عمرو بن العاص ، روى
الترمذي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
ابنا العاص مؤمنان . وقد أسلم
هشام قبل
عمرو . ، وهاجر إلى
الحبشة ، فلما رجع منها احتبس
بمكة ، ثم هاجر بعد
الخندق ، وقد أرسله
الصديق إلى ملك
الروم ، وكان من الفرسان . وقتل
بأجنادين ، وقيل :
باليرموك . والأول أصح . والله أعلم .
أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، تقدم ، وله ترجمة مفردة ، ولله الحمد .