قصة السد
ذكر
ابن جرير بسنده أن
شهربراز قال
لعبد الرحمن بن ربيعة لما قدم عليه حين وصل إلى
الباب ، وأراه رجلا فقال
شهربراز : أيها الأمير إن هذا الرجل كنت بعثته نحو
السد ، وزودته مالا جزيلا ، وكتبت له إلى الملوك الذين يلوني ، وبعثت لهم هدايا ، وسألت منهم أن يكتبوا له إلى من يليهم من الملوك حتى ينتهي إلى
سد nindex.php?page=showalam&ids=15873ذي القرنين ، فينظر إليه ويأتينا بخبره . فسار حتى انتهى إلى الملك الذي
السد في أرضه ، فبعثه إلى عامله مما يلي
السد ، فبعث معه بازياره ومعه عقابه ، فلما انتهوا إلى
السد إذا جبلان بينهما سد مسدود ، حتى ارتفع على الجبلين ، وإذا دون السد خندق أشد سوادا من الليل لبعده ، فنظر إلى ذلك كله وتفرس فيه ، ثم
[ ص: 159 ] لما هم بالانصراف قال له
البازيار : على رسلك . ثم شرح بضعة لحم معه فألقاها في ذلك الوادي ، وانقض عليها العقاب . فقال : إن أدركها في الهواء قبل أن تقع فلا شيء ، وإن لم يدركها حتى تقع ، فذلك شيء . قال : فلم يدركها حتى وقعت في أسفله وأتبعها العقاب فأخرجها ، فإذا فيها ياقوتة ، وهي هذه . ثم ناولها الملك
شهربراز لعبد الرحمن بن ربيعة ، فنظر إليها
عبد الرحمن ثم ردها إليه ، فلما ردها إليه فرح وقال : والله لهذه خير من مملكة هذه المدينة - يعني
مدينة باب الأبواب التي هو فيها - ووالله لأنتم أحب إلي ملكة من
آل كسرى ، ولو كنت في سلطانهم ثم بلغهم خبرها لانتزعوها مني ، وايم الله لا يقوم لكم شيء ما وفيتم ووفى ملككم الأكبر .
ثم أقبل
عبد الرحمن بن ربيعة على الرسول الذي ذهب على
السد فقال : ما حال هذا الردم ؟ يعني : ما صفته ؟ - فأشار إلى ثوب في زرقة وحمرة ؛ فقال : مثل هذا . فقال رجل
لعبد الرحمن : صدق والله ؛ لقد نفذ ورأى . فقال : أجل ، وصف صفة الحديد والصفر ، قال الله تعالى :
آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا . [ الكهف : 96 ] وقد ذكرت
صفة السد في " التفسير " ، وفي
[ ص: 160 ] أوائل هذا الكتاب .
وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " تعليقا
أن رجلا قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، رأيت السد . فقال : " كيف رأيته ؟ " قال : مثل البرد المحبر . فقال : " رأيته " .
قالوا : ثم قال
عبد الرحمن بن ربيعة لشهربراز : كم كانت هديتك ؟ قال : قيمة مائة ألف في بلادي ، وثلاثة آلاف ألف في تلك البلدان .