[ ص: 165 ] غزو المسلمين بلاد خراسان مع nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس
وذلك أن
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس هو الذي أشار على
عمر بأن يتوسع المسلمون بالفتوحات في بلاد
العجم ، ويضيقوا على
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى يزدجرد ، فإنه هو الذي يستحث
الفرس والجنود على قتال المسلمين ، فأذن
عمر بن الخطاب في ذلك عن رأيه ، وأمر
الأحنف ، وأمره بغزو بلاد
خراسان . فركب
الأحنف في جيش كثيف إلى
خراسان قاصدا حرب
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد ، فدخل
خراسان فافتتح
هراة عنوة واستخلف عليها
صحار بن فلان العبدي . ثم سار إلى
مرو الشاهجان وفيها
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد ، وبعث
الأحنف بين يديه
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن عبد الله بن الشخير إلى
نيسابور ،
والحارث بن حسان إلى
سرخس ، ولما اقترب
الأحنف من
مرو الشاهجان ، ترحل منها
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد إلى
مرو الروذ ، فافتتح
الأحنف مرو الشاهجان فنزلها ، وكتب
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد حين نزل
مرو الروذ إلى
خاقان ملك
الترك يستمده ، وكتب إلى ملك
الصغد يستمده ، وكتب إلى ملك
الصين يستعينه . وقصده
الأحنف بن [ ص: 166 ] قيس إلى
مرو الروذ ، وقد استخلف على
مرو الشاهجان nindex.php?page=showalam&ids=1882حارثة بن النعمان ، وقد وفدت إلى
الأحنف أمداد من أهل
الكوفة مع أربعة أمراء . فلما بلغ مسيره إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد ، ترحل إلى
بلخ وجاء
الأحنف ، فافتتح
مرو الروذ ، ثم سار وراء
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد إلى
بلخ فالتقى معه
ببلخ nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد ، فهزمه الله ، عز وجل ، وهرب هو ومن بقي معه من جيشه ، فعبر النهر .
واستوثق ملك
خراسان على يدي
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس ، واستخلف في كل بلدة أميرا ، ورجع
الأحنف فنزل
مرو الروذ ، وكتب إلى
عمر بما فتح الله عليه من بلاد
خراسان بكمالها ، فقال
عمر : وددت أنه كان بيننا وبين
خراسان بحر من نار . فقال له
علي : ولم يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إن أهلها سينقضون عهدهم ثلاث مرات ، فيجتاحون في الثالثة . فقال : يا أمير المؤمنين ، لأن يكون ذلك بأهلها ، أحب إلي من أن يكون ذلك بالمسلمين .
وكتب
عمر إلى
الأحنف ينهاه عن العبور إلى
ما وراء النهر وقال : احفظ ما بيدك من بلاد
خراسان . ولما وصل رسولا
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد إلى اللذين استنجد بهما لم يحتفلا بأمره ، فلما عبر
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد النهر ، ودخل في بلادهما تعين عليهما إنجاده
[ ص: 167 ] في شرع الملوك ، فسار معه
خاقان الأعظم ملك
الترك ، ورجع
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد بجنود عظيمة فيهم ملك
التتار خاقان ، فوصل إلى
بلخ واسترجعها ، وفر عمال
الأحنف إليه إلى
مرو الروذ ، وخرج المشركون من
بلخ حتى نزلوا على
الأحنف بمرو الروذ ، فبرز
الأحنف بمن معه من أهل
البصرة ،
وأهل الكوفة ، والجميع عشرون ألفا ، فسمع رجلا يقول لآخر : إن كان الأمير ذا رأي ، فإنه يقف دون هذا الجبل ، فيجعله وراء ظهره ، ويبقي هذا النهر خندقا حوله ; فلا يأتيه العدو إلا من جهة واحدة ، فلما أصبح
الأحنف ، أمر المسلمين فوقفوا في ذلك الموقف بعينه ، وكان أمارة النصر والرشد ، وجاءت
الأتراك والفرس في جمع عظيم هائل مزعج ، فقام
الأحنف في الناس خطيبا فقال : إنكم قليل وعدوكم كثير ، فلا يهولنكم ، ف
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين [ البقرة : 249 ] . فكانت
الترك يقاتلون بالنهار ، ولا يدري
الأحنف أين يذهبون في الليل . فسار ليلة مع طليعة من أصحابه نحو جيش
خاقان ، فلما كان قريب الصبح ، خرج فارس من
الترك طليعة ، وعليه طوق ، وضرب بطبله ، فتقدم إليه
الأحنف فاختلفا طعنتين فطعنه
الأحنف فقتله وهو يرتجز :
إن على كل رئيس حقا أن يخضب الصعدة أو يندقا إن لنا شيخا بها ملقى
سيف أبي حفص الذي تبقى
قال : ثم استلب التركي طوقه ووقف موضعه ، فخرج آخر عليه طوق ومعه
[ ص: 168 ] طبل ، فجعل يضرب بطبله ، فتقدم إليه
الأحنف فقتله أيضا ، واستلبه طوقه ووقف موضعه ، فخرج ثالث فقتله ، وأخذ طوقه ثم أسرع
الأحنف الرجوع إلى جيشه ولا يعلم بذلك أحد من
الترك بالكلية . وكان من عادتهم أنهم لا يخرجون من مبيتهم ، حتى يخرج ثلاثة من كهولهم بين أيديهم ؛ يضرب الأول بطبله ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، ثم يخرجون بعد الثالث ، فلما خرجت
الترك ليلتئذ بعد الثالث ، فأتوا على فرسانهم مقتلين ، تشاءم بذلك الملك
خاقان وتطير ، وقال لعسكره : قد طال مقامنا ، وقد أصيب هؤلاء القوم بمكان لم نصب بمثله ، ما لنا في قتال هؤلاء القوم من خير ، فانصرفوا بنا . فرجعوا إلى بلادهم وانتظرهم المسلمون يومهم ذلك ؛ ليخرجوا إليهم من شعبهم ، فلم يروا أحدا منهم ، ثم بلغهم انصرافهم إلى بلادهم راجعين عنهم . وقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد -
وخاقان في مقابلة
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس ومقاتلته - ذهب إلى
مرو الشاهجان فحاصر
nindex.php?page=showalam&ids=1882حارثة بن النعمان بها واستخرج منها خزانته التي كان دفنها بها ، ثم رجع وانتظره
خاقان ببلخ حتى رجع إليه .
وقد قال المسلمون
nindex.php?page=showalam&ids=13669للأحنف : ما ترى في اتباعهم ؟ فقال : أقيموا بمكانكم ودعوهم . وقد أصاب
الأحنف في ذلك ، فقد جاء في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512323اتركوا الترك ما تركوكم وقد رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا [ الأحزاب : 25 ] . ورجع
كسرى خاسرا الصفقة لم يشف له غليل ، ولا حصل على خير ، ولا انتصر كما كان في
[ ص: 169 ] زعمه ، بل تخلى عنه من كان يرجو النصر منه ، وتنحى عنه وتبرأ منه أحوج ما كان إليه ، وبقي مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا . وتحير في أمره ماذا يصنع ؟ وإلى أين يذهب ؟ وقد أشار عليه بعض أولي النهى من قومه حين قال : قد عزمت أن أذهب إلى بلاد
الصين أو أكون مع
خاقان في بلاده . فقالوا : إنا نرى أن نصانع هؤلاء القوم ، فإن لهم ذمة ودينا يرجعون إليه ، فنكون في بعض هذه البلاد وهم مجاورينا ، فهم خير لنا من غيرهم . فأبى عليهم
كسرى ذلك ، ثم بعث إلى ملك
الصين يستغيث به ويستنجده ، فجعل ملك
الصين يسأل عن صفة هؤلاء القوم الذين قد فتحوا البلاد وقهروا رقاب العباد ، فجعل يخبره عن صفتهم ، وكيف يركبون الخيل والإبل ، وماذا يصنعون ، وكيف يصلون . فكتب معه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16848يزدجرد ، إنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجيش أوله
بمرو وآخره
بالصين الجهالة بما يحق علي ، ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم ; لو يحاولون الجبال لهدوها ، ولو جئت لنصرك ، أزالوني ما داموا على ما وصف لي رسولك ، فسالمهم وارض منهم بالمسالمة . فأقام
كسرى وآل كسرى في بعض البلاد مقهورين ، ولم يزل ذلك دأبه حتى قتل بعد سنتين من إمارة
عثمان ، كما سنورده في موضعه .
ولما بعث
الأحنف بكتاب الفتح ، وما أفاء الله عليهم من أموال
الترك ومن كان معهم ، وأنهم قتلوا منهم مع ذلك مقتلة عظيمة ، ثم ردهم الله بغيظهم لم
[ ص: 170 ] ينالوا خيرا . فقام
عمر على المنبر وقرئ الكتاب بين يديه ، ثم قال
عمر : إن الله بعث
محمدا بالهدى ، ووعد على اتباعه من عاجل الثواب وآجله خير الدنيا والآخرة ، فقال :
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون [ التوبة : 33 ] . فالحمد لله الذي أنجز وعده ، ونصر جنده ، ألا وإن الله قد أهلك ملك المجوسية وفرق شملهم ، فليسوا يملكون من بلادهم شبرا يضر بمسلم ، ألا وإن الله قد أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأبناءهم ؛ لينظر كيف تعملون ، فقوموا في أمره على وجل ، يوف لكم بعهده ، ويؤتكم وعده ، ولا تغيروا فيستبدل قوما غيركم ، فإني لا أخاف على هذه الأمة أن تؤتى إلا من قبلكم .
وقال شيخنا
أبو عبد الله الذهبي الحافظ في تاريخ هذه السنة - أعني سنة ثنتين وعشرين - : وفيها
فتحت أذربيجان على يدي المغيرة بن شعبة . قاله
ابن إسحاق . فيقال : إنه صالحهم على ثمانمائة ألف درهم . وقال
أبو عبيدة : فتحها
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة الفهري بأهل
الشام عنوة ، ومعه أهل
الكوفة ؛ فيهم
حذيفة فافتتحها بعد قتال شديد . والله أعلم .
وفيها
افتتح حذيفة الدينور عنوة ، بعد ما كان
سعد افتتحها فانتقضوا عهدهم .
وفيها
افتتح حذيفة ماسبذان عنوة - وكانوا نقضوا أيضا عهد
سعد -
[ ص: 171 ] وكان مع
حذيفة أهل
البصرة فلحقهم أهل
الكوفة فاختصموا في الغنيمة ، فكتب
عمر : إن الغنيمة لمن شهد الوقعة . قال
أبو عبيدة : ثم غزا
حذيفة همذان فافتتحها عنوة ، ولم تكن فتحت قبل ذلك ، وإليها انتهى فتوح
حذيفة . قال : ويقال : افتتحها
nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله بأمر
المغيرة . ويقال : افتتحها
المغيرة سنة أربع وعشرين . وفيها افتتحت
جرجان .
قال
خليفة : وفيها
افتتح عمرو بن العاص أطرابلس المغرب . ويقال : في السنة التي بعدها . قلت : وفي هذا كله غرابة بالنسبة إلى ما سلف . والله أعلم .
قال شيخنا وفيها توفي
أبي بن كعب في قول
الواقدي ، وابن نمير ، والذهلي ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي . وقد تقدم في سنة تسع عشرة .
معضد بن يزيد الشيباني ، استشهد
بأذربيجان ولا صحبة له .