[ ص: 706 ]
وهذه
ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم جد خلفاء بني أمية الذين كانوا بعده
هو
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، أبو عبد الملك ، ويقال : أبو الحكم . ويقال : أبو القاسم . وهو صحابي عند طائفة كثيرة ; لأنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عنه في حديث صلح
الحديبية ، وفي رواية في " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " ، عن
مروان nindex.php?page=showalam&ids=83والمسور بن مخرمة ، الحديث بطوله . وروى عن
عمر ،
وعثمان ، وكان كاتبه ،
وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت ، وبسرة بنت صفوان الأسدية ، وكانت حماته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم أبو أحمد : كانت خالته . ولا منافاة بين كونها حماته وخالته . وروى عنه ابنه
عبد الملك ،
nindex.php?page=showalam&ids=31وسهل بن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16600وعلي بن الحسين زين العابدين ،
ومجاهد وغيرهم .
قال
الواقدي ومحمد بن سعد : أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يحفظ عنه شيئا ، وكان عمره ثماني سنين حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم . وذكره
ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين . وقد كان
مروان من سادات
قريش وفضلائها .
[ ص: 707 ] روى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر وغيره أن
عمر بن الخطاب خطب امرأة إلى أمها ، فقال : إن
nindex.php?page=showalam&ids=97جريرا البجلي يخطب إليكم
أسلم ، وهو سيد شباب المشرق ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم ، وهو سيد شباب
قريش ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر ، وهو من قد علمتم ،
وعمر . فقالت المرأة : أجاد يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم . قالت : قد زوجناك يا أمير المؤمنين .
وقد كان
عثمان بن عفان يكرمه ويعظمه ، وكان كاتب الحكم بين يديه ، ومن تحت رأسه جرت قضية الدار ، وبسببه حصر
عثمان فيها ، وألح عليه أولئك أن يسلمه إليهم ، فامتنع
عثمان أشد الامتناع ، وقد قاتل
مروان يوم الدار قتالا شديدا ، وقتل بعض أولئك
الخوارج ، وكان على الميسرة يوم الجمل ، ويقال : إنه رمى
طلحة بسهم في ركبته ، فقتله . فالله أعلم .
وقال
ابن عبد الحكم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : كان
علي يوم الجمل حين انهزم الناس يكثر السؤال عن
مروان ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنه تعطفني عليه رحم ماسة ، وهو سيد من شباب
قريش .
وقال
ابن المبارك ، عن
جرير بن حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، عن
قبيصة بن جابر ، أنه قال
لمعاوية : من ترى لهذا الأمر من بعدك ؟ فقال : وأما القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، الشديد في حدود الله ،
[ ص: 708 ] فمروان بن الحكم . وقد استنابه على
المدينة غير مرة ، يعزله ثم يعيده إليها ، وأقام للناس الحج في سنين متعددة .
وقال
حنبل عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد قال : يقال : إنه كان عند
مروان قضاء ، وكان يتبع قضاء
عمر بن الخطاب .
وقال
ابن وهب : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول وذكر
مروان يوما ، فقال : قال
مروان : قرأت كتاب الله منذ أربعين سنة ، ثم أصبحت فيما أنا فيه من هراقة الدماء وهذا الشأن .
وقال
إسماعيل بن عياش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
شريح بن عبيد وغيره قال : كان
مروان إذا ذكر الإسلام قال :
بنعمة ربي لا بما قدمت يدي ولا ببراتي إنني كنت خاطئا
وقال
الليث ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15956سالم أبي النضر ، أنه قال : شهد
مروان جنازة ، فلما صلى عليها انصرف ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : أصاب قيراطا وحرم قيراطا . فأخبر بذلك
مروان ، فأقبل يجري قد بدت ركبتاه ، فقعد
[ ص: 709 ] حتى أذن له .
وروى
المدائني عن
إبراهيم بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، أن
مروان كان أسلف
علي بن الحسين حين رجع إلى
المدينة بعد مقتل أبيه ستة آلاف دينار ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه
عبد الملك أن لا يسترجع من
علي بن الحسين شيئا ، فبعث إليه
عبد الملك بذلك ، فامتنع من قبولها ، فألح عليه فقبلها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أنبأنا
حاتم بن إسماعيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، أن
الحسن والحسين كانا يصليان خلف
مروان ولا يعيدانها ، ويعتدان بها .
وقد روى
عبد الرزاق عن
الثوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب قال : أول من قدم الخطبة على الصلاة يوم العيد
مروان ، فقال له رجل : خالفت السنة . فقال له
مروان : إنه قد ترك ما هنالك . فقال
أبو سعيد : أما هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " .
قالوا : ولما كان نائبا بالمدينة كان إذا وقعت معضلة جمع من عنده من الصحابة ، فاستشارهم فيها . قالوا : وهو الذي جمع الصيعان ، فأخذ بأعدلها ، فنسب إليه الصاع ، فقيل : صاع
مروان .
[ ص: 710 ] وقال
الزبير بن بكار : حدثنا
إبراهيم بن حمزة ، حدثني
علي بن أبي علي اللهبي ، عن
إسماعيل بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه قال : خرج
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة من عند
مروان ، فلقيه قوم قد خرجوا من عنده فقالوا : إنه أشهدنا الآن على مائة رقبة أعتقها الساعة . قال : فغمز
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يدي ، وقال : يا
أبا سعيد ، يك من كسب طيب خير من مائة رقبة . قال
الزبير : اليك : الواحد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن
الأعمش ، عن عطية ، عن
أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إذا بلغ بنو أبي فلان ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا ، ودين الله دخلا ، وعباد الله خولا " .
ورواه
أبو يعلى ، عن
زكريا بن يحيى زحمويه ، عن
صالح بن عمر ، عن
مطرف ، عن
عطية ، عن
أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين اتخذوا دين الله دخلا ، وعباد الله خولا ، ومال الله دولا " . وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، عن
أحمد بن عبد الوهاب ، عن
أبي المغيرة ، عن
أبي بكر بن أبي مريم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15880راشد بن سعد ، عن
أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
إذا بلغ بنو أمية أربعين رجلا " . وذكره ، وهذا منقطع . ورواه
العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من قوله :
" إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا " فذكره .
[ ص: 711 ] ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره من حديث
ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن
ابن موهب ، عن
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512620إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين اتخذوا مال الله بينهم دولا ، وعباد الله خولا ، وكتاب الله دغلا ، فإذا بلغوا ستة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة " .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512621وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان فقال : " أبو الجبابرة الأربعة " . وهذه الطرق كلها ضعيفة .
وروى
أبو يعلى وغيره ، من غير وجه عن
العلاء ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512622أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أن بني الحكم ينزون على منبره ويرقون ، فأصبح كالمتغيظ ، وقال : " رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة " . فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات . ورواه
الثوري ، عن
علي بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب مرسلا ، وفيه : فأوحي إليه : إنما هي دنيا أعطوها . فقرت عينه . وهي قوله :
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس [ الإسراء : 60 ] . يعني بلاء للناس وهذا مرسل ، وسنده إلى
سعيد ضعيف . وقد ورد في هذا المعنى أحاديث كثيرة موضوعة ، فلهذا أضربنا صفحا عن إيرادها لعدم صحتها .
وقد كان أبوه
الحكم من أكبر أعداء النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما أسلم يوم الفتح ،
[ ص: 712 ] وقدم
الحكم المدينة ثم طرده النبي صلى الله عليه وسلم إلى
الطائف ، ومات بها ،
ومروان كان أكبر الأسباب في حصار
عثمان ، لأنه زور على لسانه كتابا إلى
مصر بقتل أولئك الوفد ، ولما كان متوليا على
المدينة لمعاوية كان يسب
عليا كل جمعة على المنبر ، وقال له
الحسن بن علي : لقد لعن الله أباك
الحكم وأنت في صلبه على لسان نبيه ، فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512623لعن الله الحكم وما ولد " والله أعلم .
وقد تقدم أن
nindex.php?page=showalam&ids=15715حسان بن مالك بن بحدل لما قدم عليه
مروان أرض الجابية ، أعجبه إتيانه إليه ، فبايعه ، وبايع له أهل
الأردن على أنه إذا انتظم له الأمر نزل عن الإمرة
لخالد بن يزيد ، ويكون
لمروان إمرة
حمص ،
nindex.php?page=showalam&ids=5947ولعمرو بن سعيد نيابة
دمشق .
وكانت البيعة
لمروان يوم الاثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع وستين . قاله
الليث بن سعد وغيره .
وقال
الليث : وكانت وقعة
مرج راهط في ذي الحجة ، من هذه السنة بعد عيد النحر بيومين .
قالوا : فغلب
الضحاك بن قيس ، واستوسق له ملك
الشام ومصر ، فلما
[ ص: 713 ] استقر ملكه في هذه البلاد بايع من بعده لولده
عبد الملك ، ثم من بعده لولده
عبد العزيز - والد
عمر بن عبد العزيز - وترك البيعة
nindex.php?page=showalam&ids=15815لخالد بن يزيد بن معاوية ; لأنه كان لا يراه أهلا للخلافة ، ووافقه على ذلك
حسان بن مالك ، وإن كان خالا
لخالد بن يزيد ، وهو الذي قام بأعباء بيعة
عبد الملك ، ثم إن
أم خالد دبرت أمر
مروان فسمته ، ويقال : بل وضعت على وجهه وهو نائم وسادة ، فمات مخنوقا ، ثم إنها أعلنت الصراخ هي وجواريها وصحن : مات أمير المؤمنين فجأة . فقام من بعده ولده
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان في الخلافة ، كما سنذكره .
وقال
عبد الله بن أبي مذعور : حدثني بعض أهل العلم قال : كان آخر ما تكلم به
مروان : وجبت الجنة لمن خاف النار . وكان نقش خاتمه : العزة لله .
وقال
الأصمعي : حدثنا
عدي بن أبي عمارة ، عن أبيه ، عن
حرب بن زياد قال : كان نقش خاتم
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم آمنت بالعزيز الرحيم .
وكانت وفاته
بدمشق عن إحدى - وقيل : ثلاث - وستين سنة .
وقال
أبو معشر وغير واحد : كان عمره يوم توفي إحدى وثمانين سنة .
وقال
خليفة : حدثني
الوليد بن هشام ، عن أبيه ، عن جده قال : مات
[ ص: 714 ] مروان بدمشق لثلاث خلون من شهر رمضان سنة خمس وستين ، وهو ابن ثلاث وستين وصلى عليه ابنه
عبد الملك ، وكانت ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يوما . وقال غيره : عشرة أشهر .
وقال
ابن أبي الدنيا وغيره : كان قصيرا ، أحمر الوجه ، أوقص ، دقيق العنق ، كبير الرأس واللحية ، وكان يلقب : خيط باطل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر : وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15998سعيد بن كثير بن عفير ، أن
مروان مات حين انصرف من
مصر بالصنبرة ، ويقال : بلد . وقد قيل : إنه مات
بدمشق ، ودفن بين
باب الجابية وباب الصغير .