مقتل خولي بن يزيد الأصبحي الذي احتز رأس الحسين
بعث إليه
المختار أبا عمرة صاحب حرسه ، فكبس بيته ، فخرجت إليهم امرأته ، فسألوها عنه ، فقالت : لا أدري أين هو . وأشارت بيدها إلى المكان الذي هو مختف فيه ، وكانت تبغضه من ليلة قدم برأس
الحسين معه إليها ، وكانت تلومه على ذلك ، واسمها
العيوف بنت مالك بن نهار بن عقرب الحضرمي ، فدخلوا عليه فوجدوه قد وضع على رأسه قوصرة ، فحملوه إلى
المختار ، فأمر بقتله قريبا من داره وأن يحرق بعد ذلك .
[ ص: 25 ] وبعث
المختار إلى
حكيم بن فضيل السنبسي - وكان قد سلب
العباس بن علي بن أبي طالب يوم قتل
الحسين - فأخذ ، فذهب أهله إلى
عدي بن حاتم فركب ليشفع فيه عند
المختار ، فخشي أولئك الذين أخذوه أن يسبقهم عدي إلى
المختار فيشفعه فيه ، فقتلوا حكيما قبل أن يصل إلى
المختار ، فدخل عدي فشفع فيه فشفعه فيه ، فلما رجعوا وقد قتلوه شتمهم
عدي ، وقام متغضبا عليهم ، وقد تقلد منة
المختار ، وبعث
المختار إلى
زيد بن رقاد ، وكان قد قتل
عبد الله بن مسلم بن عقيل ، فلما أحاط الطلب بداره خرج فقاتلهم فرموه بالنبل والحجارة حتى سقط ، ثم حرقوه وبه رمق الحياة ، وطلب
المختار سنان بن أنس ، الذي كان يدعي أنه قتل
الحسين ، فوجدوه قد هرب إلى
البصرة أو
الجزيرة فهدمت داره . وكان
محمد بن الأشعث بن قيس ممن هرب إلى
مصعب فأمر
المختار بهدم داره ، وأن يبنى بها دار
حجر بن عدي التي كان زياد هدمها .