[ ص: 78 ] وفيها توفي
عبد الله بن عباس ترجمان القرآن ، وابن عم رسول الملك الديان
هو
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو العباس الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حبر هذه الأمة ، ومفسر كتاب الله وترجمانه ، كان يقال له : الحبر والبحر ، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كثيرا ، وعن جماعة من الصحابة ، وأخذ عنه خلق من الصحابة ، وأمم من التابعين ، وله مفردات ليست لغيره من الصحابة ; لاتساع علمه وكثرة فهمه وكمال عقله وسعة فضله ونبل أصله رضي الله عنه وأرضاه .
وأمه
nindex.php?page=showalam&ids=11696أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية أخت
nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين ، وهو والد الخلفاء العباسيين وهو أحد إخوة عشرة ذكور
للعباس من
أم الفضل ، وهو آخرهم مولدا ، وقد مات كل واحد منهم في بلد بعيد من الآخر جدا ، كما سيأتي ذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم بن خالد الزنجي المكي ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس قال : لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب جاء أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 79 ] فقال : يا
محمد أرى
أم الفضل قد اشتملت على حمل ، فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512629لعل الله أن يقر أعينكم " قال : فأتى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا في خرقة فحنكني بريقه . قال
مجاهد : فلا نعلم أحدا حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه غيره . وفي رواية أخرى : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512630لعل الله أن يبيض وجوهنا بغلام فولدت
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار قال : ولد
ابن عباس عام الهجرة .
وروى
الواقدي ، من طريق
شعبة ، عن
ابن عباس أنه قال : ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب ، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة ، ثم قال
الواقدي : وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل العلم ، واحتج
الواقدي بأنه كان قد ناهز الحلم عام حجة الوداع .
وفي " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " عن
ابن عباس ، قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مختون ، وكانوا لا يختنون الغلام حتى يحتلم . وقال
شعبة ، و
هشيم [ ص: 80 ] وأبو عوانة ، عن
أبي بشر ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين ، مختون . زاد
هشيم : وقد جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وما المحكم ؟ قال : المفصل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ، عن
شعبة ، عن
أبي إسحاق ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة مختون . وهذا هو الأصح ، ويؤيده صحة ما ثبت في " الصحيحين " ، ورواه
مالك ، عن
الزهري ، عن
عبيد الله ، عن
ابن عباس قال : أقبلت راكبا على حمار أتان ، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس
بمنى إلى غير جدار ، فمررت بين يدي بعض الصف ، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف ، فلم ينكر ذلك علي أحد . وثبت عنه في " الصحيح " أنه قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين ;
[ ص: 81 ] كانت أمي من النساء وكنت أنا من الولدان . وهاجر مع أبيه قبل الفتح ، فاتفق لقياهما النبي صلى الله عليه وسلم
بالجحفة وهو ذاهب لفتح
مكة ، فشهد الفتح
وحنينا والطائف عام ثمان ، وقيل : كان في سنة تسع ، وحجة الوداع سنة عشر . وصحب النبي صلى الله عليه وسلم من حينئذ ولزمه وأخذ عنه وحفظ ، وضبط الأقوال والأفعال والأحوال ، وأخذ عن الصحابة علما عظيما مع الفهم الثاقب والبلاغة والفصاحة والجمال والملاحة والأصالة والبيان ، ودعا له رسول الرحمن صلى الله عليه وسلم ، وذلك كما وردت به الأحاديث الثابتة الأركان أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بأن يعلمه الله التأويل ، وأن يفقهه في الدين .
وقال
الزبير بن بكار : حدثني
ساعدة بن عبيد الله المزني ، عن
داود بن عطاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
ابن عمر أنه قال : إن
عمر كان يدعو
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس فيقربه ويقول :
إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك يوما فمسح رأسك ، وتفل في فيك وقال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ، وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
اللهم بارك فيه وانشر منه ، وقال
حماد بن سلمة ، عن
عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال :
بت في بيت خالتي ميمونة فوضعت للنبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 82 ] غسلا فقال : من وضع هذا ؟ قالوا : nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس . فقال : اللهم علمه التأويل ، وفقهه في الدين وقد رواه غير واحد ، عن
ابن خثيم بنحوه .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
عبد الله بن بكر ، ثنا
حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار أن
nindex.php?page=showalam&ids=16845كريبا أخبره أن
ابن عباس قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فصليت خلفه ، فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه ، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف قال لي : ما شأني أجعلك في حذائي فتخنس ؟ فقلت : يا رسول الله أوينبغي لأحد أن يصلي حذاءك ، وأنت رسول الله الذي أعطاك الله عز وجل ؟ قال : فأعجبته ، فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما ، قال : ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى سمعته ينفخ ، ثم أتاه بلال فقال : يا رسول الله ، الصلاة . فقام فصلى ما أعاد وضوءا .
وقال الإمام
أحمد وغيره : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11920هاشم بن القاسم ، ثنا
ورقاء ، سمعت
عبيد الله بن أبي يزيد يحدث عن
ابن عباس ، قال :
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلاء فوضعت له وضوءا ، فلما خرج قال : من وضع ذا ؟ فقيل : ابن عباس . فقال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل [ ص: 83 ] وقال
الثوري وغيره ، عن
ليث ، عن
أبي جهضم موسى بن سالم ، عن
ابن عباس ، أنه رأى
جبريل ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بالحكمة - وفي رواية بالعلم - مرتين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14816حمزة بن القاسم الهاشمي وآخرون ، قالوا : حدثنا
العباس بن محمد ، حدثنا
محمد بن مصعب ، حدثنا
أبو مالك النخعي ، عن
أبي إسحاق ، عن
عكرمة ،
عن ابن عباس قال : رأيت جبريل مرتين ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين . ثم قال : غريب من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي ، عن
عكرمة . تفرد به عنه
أبو مالك النخعي عبد الملك بن حسين .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
هشيم ، عن
خالد ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال :
ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم علمه الحكمة . ورواه
أحمد أيضا ، عن
إسماعيل بن علية ، عن
خالد الحذاء ، عن
عكرمة عنه ، قال :
ضمني إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم علمه الكتاب . وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، و
الترمذي ، و
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، و
ابن ماجه ، من حديث
خالد - وهو ابن مهران [ ص: 84 ] الحذاء - عن
عكرمة عنه به . وقال
الترمذي : حسن صحيح .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
أبو سعيد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، ثنا
حسين بن عبد الله ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم أعط ابن عباس الحكمة وعلمه التأويل تفرد به
أحمد .
وقد روى هذا الحديث غير واحد عن
عكرمة بنحو هذا . ومنهم من أرسله عن
عكرمة ، والمتصل هو الصحيح ، فقد رواه غير واحد من التابعين عن
ابن عباس ، وروي من طريق أمير المؤمنين
المهدي ، عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=15337أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
اللهم علمه الكتاب وفقهه في الدين
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
أبو كامل ، و
عفان ، المعنى ، قالا : ثنا
حماد ، ثنا
عمار بن أبي عمار ، عن
ابن عباس قال :
كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه ، قال عفان : وهو كالمعرض عن العباس ، فخرجنا من عنده فقال العباس : ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل [ ص: 85 ] يناجيه . قال عفان : قال : أوكان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه فقال : يا رسول الله هل كان عندك أحد ; فإن عبد الله أخبرني أنه كان عندك رجل تناجيه ؟ قال : هل رأيته يا عبد الله ؟ قال : قلت : نعم . قال : ذاك جبريل عليه السلام . وقد روي من حديث
المهدي عن آبائه ، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :
أما إنك ستصاب في بصرك فكان كذلك ، وقد روي من وجه آخر أيضا ، والله أعلم .
ذكر صفة أخرى لرؤيته
جبريل
، رواها
قتيبة ، عن
الدراوردي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، عن
موسى بن ميسرة nindex.php?page=hadith&LINKID=3512633أن العباس بعث ابنه عبد الله في حاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد عنده رجلا ، فرجع ولم يكلمه من أجل مكان ذلك الرجل ، فلقي العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، فقال العباس : أرسلت إليك ابني فوجد عندك رجلا فلم يستطع أن يكلمك فرجع وراءه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم ، تدري من ذاك الرجل ؟ قال : لا . قال : ذاك جبريل [ ص: 86 ] ولن يموت ابنك حتى يذهب بصره ويؤتى علما ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد كذلك ، وله طريق أخرى . وقد ورد في فضائل
ابن عباس أحاديث كثيرة منها ما هو منكر جدا أضربنا عن كثير منها صفحا ، وذكرنا ما فيه مقنع وكفاية عما سواه .
وقال أبو
nindex.php?page=showalam&ids=13933بكر البيهقي : أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ
عبد الله بن الحسن القاضي بمرو ، ثنا
الحارث بن محمد ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أخبرنا
جرير بن حازم ، عن
يعلى بن حكيم ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من
الأنصار : هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير . فقال : يا عجبا لك
nindex.php?page=showalam&ids=11يابن عباس ! أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم ؟ قال : فترك ذلك ، وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريح علي من التراب ، فيخرج فيراني فيقول : يابن عم رسول الله ، ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : لا ، أنا أحق أن آتيك . قال : فأسأله عن الحديث . قال :
[ ص: 87 ] فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع حولي الناس يسألوني ، فيقول : هذا الفتى كان أعقل مني .
وقال
محمد بن عبد الله الأنصاري : ثنا
محمد بن عمرو بن علقمة ، ثنا
أبو سلمة ، عن
ابن عباس ، قال : وجدت عامة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحي من
الأنصار ، إن كنت لأقيل بباب أحدهم ، ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن ، ولكن أبتغي بذلك طيب نفسه .
وقال
محمد بن سعد : أخبرنا
محمد بن عمر ، حدثني
قدامة بن موسى ، عن
أبي سلمة الحضرمي ، قال : سمعت
ابن عباس يقول : كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
المهاجرين والأنصار ، فأسألهم عن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نزل من القرآن في ذلك ، وكنت لا آتي أحدا منهم إلا سر بإتياني ; لقربي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلت أسأل
أبي بن كعب يوما - وكان من الراسخين في العلم - عما نزل من القرآن بالمدينة . فقال : نزل سبع وعشرون سورة وسائرها
بمكة .
وقال
أحمد : عن
عبد الرزاق ، ، عن
معمر ، قال : عامة علم
ابن عباس من
[ ص: 88 ] ثلاثة من
عمر ، و
علي ، و
أبي بن كعب . وقال
طاوس : عن
ابن عباس أنه قال : إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال
مغيرة ، عن
الشعبي قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : أنى أصبت هذا العلم ؟ قال : بلسان سئول ، وقلب عقول . وثبت عن
عمر بن الخطاب أنه كان يجلس
ابن عباس مع مشايخ الصحابة ، ويقول : نعم ترجمان القرآن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، وكان إذا أقبل يقول عمر : جاء فتى الكهول ، وذو اللسان السئول والقلب العقول . وثبت في الصحيح أن
عمر سأل الصحابة عن تفسير
إذا جاء نصر الله والفتح فسكت بعض وأجاب بعض بجواب لم يرتضه
عمر ، ثم سأل
ابن عباس عنها فقال : أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي إليه ، فقال : لا أعلم منها إلا ما تعلم . وأراد
عمر بذلك أن يقرر عندهم جلالة قدره ، وكبير منزلته في العلم والفهم . وسأله مرة عن ليلة القدر ، فاستنبط أنها في الليلة السابعة من العشر الأخير ، فاستحسنه
عمر واستجاده ، كما ذكرنا
[ ص: 89 ] في التفسير .
وقد قال
الحسن بن عرفة : حدثنا
يحيى بن اليمان ، عن
عبد الملك بن أبي سليمان ، عن
سعيد بن جبير ، قال : قال
عمر nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : لقد علمت علما ما علمناه . وقال
الأوزاعي : قال
عمر nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : إنك لأصبح فتياننا وجها ، وأحسنهم عقلا وأفقههم في كتاب الله عز وجل . وقال
مجالد ، عن
الشعبي ، عن
ابن عباس قال : قال لي أبي : إن
عمر بن الخطاب يدنيك ويجلسك مع أكابر الصحابة ، فاحفظ عني ثلاثا ; لا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ، ولا يجربن عليك كذبا . قال
الشعبي : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : كل واحدة خير من ألف ، فقال
ابن عباس : بل كل واحدة خير من عشرة آلاف .
وقال
الواقدي : حدثنا
عبد الله بن الفضل بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ،
أن عمر ، و عثمان كانا يدعوان ابن عباس [ ص: 90 ] فيشير مع أهل بدر ، وكان يفتي في عهد
عمر ، و
عثمان إلى يوم مات . قلت : وشهد فتح
إفريقية سنة سبع وعشرين مع
ابن أبي سرح . وقال
الزهري : عن
علي بن الحسين ، عن أبيه قال : نظر أبي إلى
ابن عباس يوم
الجمل يمشي بين الصفين ، فقال : أقر الله عين من له ابن عم مثل هذا . وقد شهد مع
علي الجمل وصفين ، وكان أميرا على الميسرة ، وشهد معه قتال
الخوارج ، وكان ممن أشار على
علي أن يستنيب
معاوية على
الشام وأن لا يعزله عنها في بادئ الأمر ، حتى قال له فيما قال : إن أحببت عزله فوله شهرا واعزله دهرا . فأبى
علي إلا أن يقاتله ، فكان ما كان مما قد سبق بيانه . ولما تراوض الفريقان على تحكيم الحكمين ، طلب
ابن عباس أن يكون من جهة
علي ; ليكافئ
عمرو بن العاص ، فامتنعت
مذحج وأهل اليمن إلا أن يكون من جهة
علي nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري ، فكان من أمر الحكمين ما سلف أيضا .
وقد استنابه
علي على
البصرة ، وأقام للناس الحج في بعض السنين ، فخطب بهم في
عرفات خطبة ، وفسر فيها سورة البقرة ، وفي رواية : سورة النور . قال من سمعه : فسر ذلك تفسيرا لو سمعته
الروم والترك والديلم لأسلموا .
وهو
أول من عرف بالناس في البصرة ، فكان يصعد المنبر ليلة
عرفة ، ويجتمع
أهل البصرة حوله فيفسر شيئا من القرآن ، ويذكر الناس من بعد العصر إلى
[ ص: 91 ] الغروب ، ثم ينزل فيصلي بهم المغرب . وقد اختلف العلماء بعده في ذلك ; فمنهم من كره ذلك وقال : هو بدعة لم يعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من الصحابة إلا
ابن عباس ، ومنهم من استحب ذلك لأجل ذكر الله وموافقة الحجاج .
وقد كان
ابن عباس ينتقد على
علي في بعض أحكامه فيرجع إليه
علي في ذلك ، كما قال الإمام
أحمد : حدثنا
إسماعيل ، حدثنا
أيوب ، عن
عكرمة أن
عليا حرق ناسا ارتدوا عن الإسلام ، فبلغ ذلك
ابن عباس فقال : لم أكن لأحرقهم بالنار ; إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا تعذبوا بعذاب الله . وكنت قاتلهم ; لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بدل دينه فاقتلوه . فبلغ ذلك
عليا فقال : ويح
ابن عباس ! وفي رواية : ويح
ابن عباس إنه لغواص على الهنات . وقد كافأه
علي ،
فإن ابن عباس كان يرى إباحة المتعة ، وتحليل الحمر الإنسية ، فقال له
علي : إنك امرؤ تائه ;
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512634إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة ، وعن لحوم الحمر الإنسية يوم خيبر . وهذا الحديث مخرج في " الصحيحين " وغيرهما ، وله ألفاظ هذا من أحسنها ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
[ ص: 92 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أنبأ
أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت
أبا بكر بن المؤمل يقول : سمعت
أبا نصر بن أبي ربيعة يقول : ورد
صعصعة بن صوحان على
علي بن أبي طالب من
البصرة ، فسأله عن
ابن عباس - وكان على خلافته بها - فقال
صعصعة : يا أمير المؤمنين ، إنه آخذ بثلاث ، وتارك لثلاث ; آخذ بقلوب الرجال إذا حدث ، وبحسن الاستماع إذا حدث ، وبأيسر الأمرين إذا خولف ، وترك المراء ، ومقارنة اللئيم ، وما يعتذر منه .
وقال
الواقدي : ثنا
أبو بكر بن أبي سبرة ، عن
موسى بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : ما رأيت أحدا أحضر فهما ولا ألب لبا ، ولا أكثر علما ، ولا أوسع حلما من
ابن عباس ، ولقد رأيت
عمر يدعوه للمعضلات ، ثم يقول : عندك ، قد جاءتك معضلة . ثم لا يجاوز قوله ، وإن حوله
لأهل بدر من
المهاجرين والأنصار . وقال
الأعمش ، عن
أبي الضحى ، عن
مسروق قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود لو أدرك
ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد . وكان يقول : نعم ترجمان القرآن
ابن عباس ، وعن
ابن عمر أنه قال :
ابن عباس أعلم
[ ص: 93 ] الناس بما أنزل الله على
محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال
محمد بن سعد : حدثنا
محمد بن عمر ، حدثني
يحيى بن العلاء ، عن
يعقوب بن زيد ، عن أبيه قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول حين بلغه موت
ابن عباس ، وصفق بإحدى يديه على الأخرى : مات اليوم أعلم الناس وأحلم الناس ، وقد أصيبت به هذه الأمة لا ترتق . وبه إلى
يحيى بن العلاء ، عن
عمر بن عبد الله ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11949أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : لما مات
ابن عباس قال
رافع بن خديج : مات اليوم من كان يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم .
قال
الواقدي : وحدثني
أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو ، عن
عكرمة قال : سمعت
معاوية يقول : مولاك والله أفقه من مات ومن عاش .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ، عن
ابن عباس قال : دخلت على
معاوية حين كان الصلح وأول ما التقيت أنا وهو فإذا عنده أناس ، فقال : مرحبا
nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس ، ما تحاكت الفتنة بيني وبين أحد كان أعز علي بعدا ولا أحب إلي قربا ، الحمد لله الذي أمات
عليا ، فقلت له : إن الله لا يذم في قضائه ، وغير هذا
[ ص: 94 ] الحديث أحسن منه ، ثم قلت له : إني أحب أن تعفيني من ابن عمي وأعفيك من ابن عمك . قال : ذلك لك . وقالت
عائشة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة حين حج
ابن عباس بالناس : هو أعلم الناس بالمناسك . وقال
ابن المبارك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
الشعبي قال : ركب
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فأخذ
ابن عباس بركابه ، فقال : لا تفعل يابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا . فقال له
زيد : أرني يديك . فأخرج يديه ، فقبلهما ، وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا .
وقال
الواقدي : حدثني
داود بن جبير ، سمعت
ابن المسيب يقول :
ابن عباس أعلم الناس . وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : كان
ابن عباس قد فات الناس بخصال ; بعلم ما سبقه ، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه ، وحلم ونسب ونائل ، وما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم منه ، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان
[ ص: 95 ] منه ولا أفقه في رأي منه ، ولا أعلم بشعر ولا عربية ، ولا بتفسير القرآن ولا بحساب ، ولا بفريضة منه ، ولا أعلم بما مضى ، ولا أثبت رأيا فيما احتيج إليه منه ، ولقد كان يجلس يوما ما يذكر فيه إلا الفقه ، ويوما التأويل ، ويوما المغازي ، ويوما الشعر ، ويوما أيام العرب ، وما رأيت عالما قط جلس إليه إلا خضع له ، وما رأيت سائلا قط سأله إلا وجد عنده علما . قال : وربما حفظت القصيدة من فيه ينشدها ثلاثين بيتا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه : ما رأيت مثل
ابن عباس قط . وقال
عطاء : ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس
ابن عباس ، أكثر فقها ، ولا أعظم هيبة ; أصحاب القرآن يسألونه ، وأصحاب العربية يسألونه ، وأصحاب الشعر عنه يسألونه ، فكلهم يصدر في واد واسع .
وقال
الواقدي : حدثني
بشر بن أبي سليم ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : كان
ابن عباس قد بسق على الناس في العلم كما تبسق النخلة
[ ص: 96 ] السحوق على الودي الصغار ، وقال
ليث بن أبي سليم : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=16248لطاوس : لم لزمت هذا الغلام - يعني
ابن عباس - وتركت الأكابر من الصحابة ؟ فقال : إني رأيت سبعين من الصحابة إذا تدارءوا في شيء صاروا إلى قوله . وقال
طاوس أيضا : ما رأيت أفقه منه . قال : وما خالفه أحد قط فتركه حتى يقرره .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، و
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، و
أبو نعيم ، وغيرهم ، عن
سفيان بن عيينة ، عن
ابن أبي نجيج ، عن
مجاهد ، قال : ما رأيت مثله قط ، ولقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة . يعني
ابن عباس .
وقال
أبو بكر بن أبي شيبة وغيره ، عن
أبي أسامة ، عن
الأعمش ، عن
مجاهد . قال : كان
ابن عباس يسمى البحر ; لكثرة علمه .
[ ص: 97 ] وروى
الواقدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار ، عن
مجاهد أنه قال : كان
ابن عباس أمدهم قامة ، وأعظمهم جفنة ، وأوسعهم علما . وقال
مجاهد أيضا : ما رأيت أحدا قط أعرب لسانا من
ابن عباس ; وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، قال : ما رأيت مجلسا قط أجمع لكل خير من مجلس
ابن عباس ; الحلال والحرام وتفسير القرآن ، والعربية والشعر ، والطعام .
وقال
محمد بن سعد : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم ، ثنا
سليم بن أخضر ، عن
سليمان التيمي ، قال : أنبأني من أرسله
الحكم بن أيوب إلى
الحسن يسأله : من أول من جمع بالناس في هذا المسجد يوم
عرفة ؟ فقال : إن أول من جمع
ابن عباس وكان رجلا مثجا - أحسب في الحديث - كثير العلم ، وكان يصعد المنبر فيقرأ سورة البقرة ويفسرها آية آية . وقد
[ ص: 98 ] روي من وجه آخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري نحوه . وقال
عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري : روى
سفيان ، عن
أبي بكر الهذلي ، عن
الحسن قال : كان
ابن عباس أول من عرف
بالبصرة ; صعد المنبر فقرأ البقرة ، وآل عمران ففسرهما حرفا حرفا ، وكان مثجا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : مثجا من الثج وهو السيلان ، قال الله تعالى
وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا وقيل : كثيرا بسرعة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير : حدثنا
أبو حمزة الثمالي ، عن
أبي صالح ، قال : لقد رأيت من
ابن عباس مجلسا لو أن جميع
قريش فخرت به لكان لها فخرا ، لقد رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق ، فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا يذهب . قال : فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه . فقال لي : ضع لي وضوءا . قال : فتوضأ وجلس ، وقال : اخرج فقل لهم : من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أريد منه فليدخل . قال : فخرجت
[ ص: 99 ] فآذنتهم فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم عنه وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر . ثم قال : إخوانكم . فخرجوا . ثم قال : اخرج فقل : من كان يريد أن يسأل عن تفسير القرآن أو تأويله فليدخل . قال : فخرجت ، فآذنتهم . قال : فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به ، وزادهم مثل ما سألوا أو أكثر . ثم قال : إخوانكم ، فخرجوا ، ثم قال : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل . فخرجت فقلت لهم ، فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ، ثم قال إخوانكم . فخرجوا ثم قال : اخرج فقل من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل . قال : فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة . فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ، ثم قال : إخوانكم . فخرجوا ، ثم قال : اخرج فقل من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل . قال : فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله . قال
أبو صالح : فلو أن
قريشا كلها فخرت بذلك لكان فخرا ،
[ ص: 100 ] فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس .
وقال
طاوس ، و
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران : ما رأينا أورع من
ابن عمر ، ولا أفقه من
ابن عباس . قال
ميمون : وكان
ابن عباس أفقههما . وقال
شريك القاضي ، عن
الأعمش ، عن
أبي الضحى ، عن
مسروق قال : كنت إذا رأيت
ابن عباس قلت : أجمل الناس . فإذا نطق قلت : أفصح الناس . فإذا تحدث قلت : أعلم الناس .
وقال
يعقوب بن سفيان : ثنا
أبو النعمان ، ثنا
حماد بن زيد ، عن
الزبير بن الخريت ، عن
عكرمة قال : كان
ابن عباس أعلمهما بالقرآن ، وكان علي أعلمهما بالمبهمات . وقال
إسحاق بن راهويه : إنما كان كذلك ; لأن
ابن عباس كان قد أخذ ما عند
علي من التفسير ، وضم إلى ذلك ما أخذه عن
أبي بكر ، و
عمر ، و
عثمان ، و
أبي بن كعب ، وغيرهم من كبار الصحابة ، مع
[ ص: 101 ] دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له أن يعلمه الله الكتاب .
وقال
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
أبي وائل شقيق بن سلمة قال : خطب
ابن عباس وهو على الموسم فافتتح سورة البقرة فجعل يقرؤها ويفسر ، فجعلت أقول : ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله ، لو سمعته
فارس والروم لأسلمت . وقد روى
أبو بكر بن عياش ، عن
عاصم بن أبي النجود ، عن
أبي وائل ، أن
ابن عباس حج بالناس عام قتل
عثمان ، فقرأ سورة النور ففسرها . وذكر نحو ما تقدم ، فلعل الأول كان في زمان علي ، فقرأ في تلك الحجة سورة البقرة ، وفي فتنة
عثمان سورة النور . والله أعلم .
وقد روينا عن
ابن عباس أنه قال : أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله ، وقال
مجاهد : عرضت القرآن على
ابن عباس مرتين ، من أوله إلى آخره ، أقف عند كل آية فأسأله عنها . وروي عنه أنه قال :
[ ص: 102 ] أربع من القرآن لا أدري ما هي ; الأواه ، والحنان ، والرقيم ، والغسلين ، وكل القرآن أعلمه إلا هذه الأربع . وقال
ابن وهب وغيره ، عن
سفيان بن عيينة ، عن
عبيد الله بن أبي يزيد ، قال : كان
ابن عباس إذا سئل عن مسألة ; فإن كانت في كتاب الله قال بها ، وإن لم تكن وهي في السنة قال بها ، فإن لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجدها عن
أبي بكر ، و
عمر قال بها ، وإلا اجتهد رأيه .
وقال
يعقوب بن سفيان : ثنا
أبو عاصم ، و
عبد الرحمن بن حماد الشعبي ، عن
كهمس بن الحسن ، عن
عبد الله بن بريدة ، قال : شتم رجل
ابن عباس فقال : إنك لتشتمني وفي ثلاث خصال ، إني لآتي على الآية من كتاب الله فلوددت أن الناس علموا منها مثل الذي أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل ، فأفرح به ، ولعلي لا أقاضي إليه ، ولا أحاكم أبدا ، وإني لأسمع بالغيث يصيب الأرض من أرض المسلمين فأفرح به ،
[ ص: 103 ] وما لي بها من سائمة أبدا . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، عن
الأصم ، عن
الحسن بن مكرم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن
كهمس به . وقال
الواقدي : سأل رجل
ابن عباس عن قوله تعالى
أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما فقال : كانت السماء رتقا لا تمطر ، والأرض رتقا لا تنبت ، ففتق هذه بالمطر ، وهذه بالنبات . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : صحبت
ابن عباس من
المدينة إلى
مكة ، وكان يصلي ركعتين ، فإذا نزل قام شطر الليل ، ويرتل القرآن يقرأ حرفا حرفا ، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب ، ويقرأ
وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
وقال
الأصمعي ، عن
المعتمر بن سليمان ، عن
شعيب بن درهم ، قال : كان في هذا المكان - وأومأ إلى مجرى الدموع من خديه - من خدي
ابن عباس - مثل الشراك البالي من البكاء . وقال غيره : كان يصوم يوم الاثنين والخميس ، ويقول : أحب أن يرفع عملي وأنا صائم . وروى
هشيم [ ص: 104 ] وغيره عن
علي بن زيد ، عن
يوسف بن مهران ، عن
ابن عباس أن ملك
الروم كتب إلى
معاوية يسأله عن أحب الكلام إلى الله ، عز وجل ، ومن أكرم العباد على الله ، عز وجل ، ومن أكرم الإماء على الله ، عز وجل ، وعن أربعة فيهم الروح لم يركضوا في رحم ، وعن قبر سار بصاحبه ، وعن مكان في الأرض لم تطلع عليه الشمس إلا مرة واحدة ، وعن قوس قزح ما هو ؟ وعن المجرة . فبعث
معاوية فسأل
ابن عباس عنهن ، فكتب
ابن عباس إليه : أما أحب الكلام إلى الله فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأكرم العباد على الله
آدم ، خلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء ، وأكرم الإماء على الله
مريم بنت عمران ، وأما الأربعة الذين لم يركضوا في رحم ،
فآدم وحواء ، وعصا
موسى ، وكبش
إبراهيم الذي فدى به
إسماعيل - وفي رواية : وناقة
صالح - وأما القبر الذي سار بصاحبه فهو حوت
يونس ، وأما المكان الذي لم تصبه الشمس إلا مرة واحدة فهو البحر الذي انفلق
لموسى حتى جاز
بنو إسرائيل فيه ، وأما قوس قزح فأمان لأهل الأرض من الغرق ، والمجرة باب السماء ، وفي رواية : الذي تنشق منه ، فلما قرأ ملك
الروم ذلك أعجبه ، وقال : والله ما هي من عند
معاوية ، ولا من قوله ، وإنما هي من عند أهل النبي صلى الله عليه وسلم . وقد ورد في هذه
[ ص: 105 ] الأسئلة روايات كثيرة ، وزيادات كثيرة فيها ، وفي بعضها نظر ; أنه سأله عن من لا قبل له ، وعن من لا عشيرة له ، وعن من لا أب له ، وعن شيء ، ونصف شيء ، ولا شيء ، وأرسل قارورة ; فقال : ابعث إلي في هذه ببزر كل شيء . فكتب إليه يقول : أما الذي لا قبل له فالله عز وجل ، وأما من لا عشيرة له
فآدم عليه السلام ، وأما من لا أب له
فعيسى عليه السلام ، وأما عن شيء فهو العاقل يعمل بعقله ، وأما نصف شيء ، فالذي له عقل ويعمل برأي غيره ، وأما لا شيء فالذي لا عقل له ولا يعمل بعقل غيره . وملأ القارورة ماء وقال : هذا بزر كل شيء . فأعجب ذلك ملك
الروم جدا . والله أعلم .