صفة ابن عباس رضي الله عنه
كان جسيما إذا قعد يأخذ مكان رجلين ، جميلا له وفرة ، قد شاب مقدم رأسه ، وشابت لمته ، وكان يخضب بالحناء ، وقيل : بالسواد . حسن الوجه ،
[ ص: 111 ] يلبس حسنا ويكثر من الطيب ، بحيث إنه كان إذا مر في الطريق تقول النساء : هذا
ابن عباس . أو : رجل معه مسك ، وكان وسيما أبيض ، طويلا ، صبيحا ، فصيحا ، ولما عمي اعترى لونه صفرة يسيرة ، وقد كان
بنو العباس عشرة ، وهم
الفضل ، و
عبد الله ، و
عبيد الله ، و
معبد ، و
قثم ، و
عبد الرحمن ، و
كثير ، و
الحارث ، و
عون ، و
تمام ، وكان أصغرهم
تمام ; ولهذا كان
العباس يحمله ويقول :
تموا بتمام فصاروا عشره يا رب فاجعلهم كراما برره واجعلهم ذكرا وأنم الثمره
فأما
الفضل فمات
بأجنادين شهيدا
، وعبد الله بالطائف ، و
عبيد الله باليمن ، و
معبد ، و
عبد الرحمن بإفريقية ، ، و
قثم ، و
كثير بينبع وقيل : إن
قثم مات
بسمرقند .
وقد قال
مسلم بن قمادين المكي مولى بني مخزوم : ما رأيت مثل بني أم واحدة أشرافا ، ولدوا في دار واحدة ، أبعد قبورا من
بني أم الفضل ، ثم ذكر مواضع قبورهم ، كما تقدم . إلا أنه قال :
الفضل مات
بالمدينة ، ، و
عبيد الله بالشام .
وقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس يلبس الحلة بألف درهم ، وكان له من الولد
[ ص: 112 ] العباس ، و
علي ، ويدعى السجاد ; لكثرة صلاته ، وكان أجمل قرشي على وجه الأرض ، وقد قيل : إنه كان يصلي كل يوم ألف ركعة . وقيل في الليل والنهار مع الجمال التام . وعلى هذا فهو
أبو الخلفاء العباسيين ، ففي ولده كانت الخلافة العباسية ، كما سيأتي ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس أيضا
محمد ، و
الفضل ، و
عبد الله ، و
لبابة ، وأمهم
زرعة بنت مسرح بن معديكرب .
وأسماء وهي لأم ولد . وكان له من الموالي
عكرمة ، و
كريب ، و
أبو معبد ، و
شعبة ، و
دقيق ، و
أبو عمرة ، و
أبو عبيد ، و
مقسم .
وقد أسند ألفا وستمائة وسبعين حديثا . والله سبحانه وتعالى أعلم .
وفيها توفي
أبو شريح الخزاعي العدوي الكعبي ، اختلف في اسمه على أقوال ; أصحها
خويلد بن عمرو ، أسلم عام الفتح ، وكان معه أحد ألوية
بني كعب الثلاثة . قال
محمد بن سعد : مات في هذه السنة ، وله أحاديث .
وأبو واقد الليثي ، صحابي جليل مختلف في اسمه وفي شهوده
بدرا . قال
الواقدي : توفي سنة ثمان وستين ، عن خمس وستين سنة ، وكذا قال غير
[ ص: 113 ] واحد في تاريخ وفاته ، وزعم بعضهم أنه عاش سبعين سنة .
وكانت وفاته
بمكة بعدما جاور بها سنة ، ودفن في مقابر المهاجرين . والله أعلم .
حميد بن ثور الهلالي ، الشاعر المشهور ، قال الشعر في أيام
عمر ، وهو من فحول الشعراء .