وممن توفي فيها من الأعيان أيضا
أبو الأسود الدؤلي
ويقال : الديلي . قاضي
البصرة ، تابعي جليل ، واسمه
ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر أبو [ ص: 126 ] الأسود ، الذي نسب إليه علم النحو ويقال : إنه أول من تكلم فيه ، وإنما أخذه عن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب
وقد اختلف في اسمه على أقوال ; أشهرها أن اسمه
ظالم بن عمرو . وقيل : عكسه . وقال
الواقدي : اسمه
عويمر بن ظويلم . قال : وقد أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ، وشهد الجمل مع
علي ، وهلك في ولاية
عبيد الله بن زياد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، و
nindex.php?page=showalam&ids=14765أحمد بن عبد الله العجلي : كان ثقة ، وهو
أول من تكلم في النحو ، وقال
ابن معين وغيره : مات في طاعون الجارف سنة تسع وستين . قال
ابن خلكان ، وقيل : إنه توفي في خلافة
عمر بن عبد العزيز ، وقد كان ابتداؤها في سنة تسع وتسعين . قلت : وهذا غريب جدا .
قال
ابن خلكان وغيره : كان أول من ألقى إليه علم النحو
علي بن أبي [ ص: 127 ] طالب وذكر له أن الكلام اسم وفعل وحرف ، ثم إن
أبا الأسود نحا نحوه وفرع على قوله ، وسلك طريقه فسمي هذا العلم النحو لذلك . وكان
الباعث لأبي الأسود على بسط ذلك تغير لغة الناس ، ودخول اللحن في كلام بعضهم أيام ولاية
زياد على
العراق ، وكان
أبو الأسود مؤدب بنيه ; فإنه جاء رجل يوما إلى
زياد فقال : توفي أبانا وترك بنون ، فأمره
زياد أن يضع للناس شيئا يهتدون به إلى معرفة كلام العرب . ويقال : إن أول ما وضع منه باب التعجب ; من أجل أن ابنته قالت له ليلة : يا أبه ، ما أحسن السماء ! فقال : نجومها . فقالت : إني لم أسأل عن أحسنها ، إنما تعجبت من حسنها . فقال قولي : ما أحسن السماء !
قال
ابن خلكان : وقد كان
أبو الأسود يبخل ، وكان يقول : لو أطعنا المساكين في أموالنا لكنا مثلهم ، وعشى ليلة مسكينا ، ثم قيده وبيته عنده ، ومنعه أن يخرج ليلته تلك ; لئلا يؤذي المسلمين بسؤاله ، فقال له المسكين : أطلقني . فقال : هيهات ، إنما عشيتك لأريح منك المسلمين الليلة . فلما أصبح أطلقه . وله شعر حسن - رحمه الله .
[ ص: 128 ] قال
ابن جرير : وحج بالناس في هذه السنة
عبد الله بن الزبير ، وقد أظهر خارجي التحكيم
بمنى فقتل عند الجمرة . والنواب فيها هم الذين كانوا في السنة التي قبلها .
وممن توفي فيها من الأعيان
جابر بن سمرة بن جنادة
، له صحبة ورواية ، ولأبيه أيضا صحبة ورواية . نزل
الكوفة وبها توفي هذه السنة ، وقيل : توفي سنة ست وستين . فالله أعلم .
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية
، بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقتلت بعمود خيمتها يوم
اليرموك تسعة من الروم ليلة عرسها ، وسكنت
دمشق وقبرها بباب الصغير .
حسان بن مالك بن بحدل ، الأمير أبو سليمان البحدلي [ ص: 129 ] الكلبي . وهو الذي قام ببيعة
مروان . وقيل : إنهم سلموا عليه بالخلافة أربعين يوما ، ثم سلمها
لمروان .
وقصر
حسان بدمشق ، ويعرف بقصر
ابن أبي الحديد ، وهو قصر
البحادلة .
مات في هذه السنة . والله سبحانه أعلم .
يوسف بن الحكم الثقفي
والد الحجاج . قدم من
الطائف إلى
الشام ثم ذهب إلى
مصر والمدينة ، وكان يلزم
مروان .
عبد الرحمن بن الحكم
أخو
مروان ، شهد الدار مع
عثمان بن عفان ، وكان شاعرا محسنا ، وله منزلة عند
معاوية وابنه .