وممن توفي فيها من الأعيان
[ ص: 131 ] عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي
وأمه :
جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح . ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يرو إلا عن أبيه حديثا واحدا ، " إذا أقبل الليل من هاهنا " الحديث . وعنه ابناه
حفص ، و
عبيد الله ، و
عروة بن الزبير ، وقد طلق أبوه أمه فأخذته جدته
الشموس بنت أبي عامر ، حكم له بها
الصديق ، وقال : شمها ولطفها أحب إليه منك . ثم لما زوجه أبوه في أيامه أنفق عليه من بيت المال شهرا ، ثم كف عن الإنفاق عليه وأعطاه ثمن ماله ، وأمره أن يتجر وينفق على عياله . وذكر غير واحد : أنه كان بين
عاصم وبين
الحسن أو
الحسين منازعة في أرض ، فلما تبين
عاصم من
الحسن الغضب قال : هي لك . فقال له : بل هي لك . فتركاها ولم يتعرضا لها ، ولا أحد من ذريتهما حتى أخذها الناس من كل جانب . وكان
عاصم رئيسا وقورا ، كريما فاضلا .
قال
الواقدي : مات سنة سبعين .
[ ص: 132 ] قبيصة بن جابر بن وهب الأسدي الكوفي أبو العلاء
، من كبار التابعين ، شهد خطبة
عمر بالجابية ، وكان أخا
معاوية من الرضاعة ، وكان من الفصحاء البلغاء .
قيس بن ذريح ، أبو يزيد ، الليثي
الشاعر المشهور ، من بادية
الحجاز . وقيل : إنه أخو
الحسين بن علي من الرضاعة .
وكان قد تزوج
لبنى بنت الحباب ، ثم طلقها ، فلما طلقها ، هام لما به من الغرام ، وسكن البادية ، وجعل يقول فيها الأشعار ونحل جسمه ، فلما زاد ما به أتاه
ابن أبي عتيق ، فأخذه ومضى به إلى
عبد الله بن جعفر ، فقال له : فداك أبي وأمي ، اركب معي في حاجة . فركب ، واستنهض معه أربعة نفر من وجوه
قريش ، فذهبوا معه ، وهم لا يدرون ما يريد ، حتى أتى بهم باب ،
[ ص: 133 ] زوج
لبنى ، فخرج إليهم فإذا وجوه
قريش ، فقال : جعلني الله فداكم ! ما جاء بكم ؟ قالوا : حاجة
لابن أبي عتيق . فقال الرجل : اشهدوا على أن حاجته مقضية ، وحكمه جائز . فقالوا : أخبره بحاجتك . فقال
ابن أبي عتيق : اشهدوا على أن زوجته
لبنى منه طالق . فقال
عبد الله بن جعفر : قبحك الله ، ألهذا جئت بنا ؟ فقال : جعلت فداكم ، يطلق هذا زوجته ، ويتزوج بغيرها ، خير من أن يموت رجل مسلم في هواها صبابة ، والله لا أبرح حتى ينتقل متاعها إلى بيت
قيس ، ففعلت ، وأقاموا مدة في أرغد عيش وأطيبه رحمهم الله تعالى .
يزيد بن زياد بن ربيعة الحميري الشاعر
كان كثير الشعر والهجو . وقد أراد
عبيد الله بن زياد قتله ; لكونه هجا أباه
زيادا ، فمنعه
معاوية من قتله ، وقال : أدبه . فسقاه دواء مسهلا وأركبه على حمار ، وطاف به في الأسواق ، وهو يسلح على الحمار ، فقال في ذلك :
يغسل الماء ما صنعت وشعري راسخ منك في العظام البوالي
[ ص: 134 ] بشير بن النضر
قاضي
مصر ، كان رزقه في العام ألف دينار . توفي
بمصر ، وولي بعده
عبد الرحمن بن حمزة الخولاني . والله سبحانه أعلم .
مالك بن يخامر السكسكي الألهاني الحمصي
تابعي جليل ، ويقال : له صحبة . فالله أعلم . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريق
معاوية عنه عن
معاذ بن جبل في حديث الطائفة الظاهرة على الحق أنهم
بالشام ، وهذا من باب رواية الأكابر عن الأصاغر ، إلا أن يقال : له صحبة . والصحيح : أنه تابعي وليس بصحابي ، وكان من أخص أصحاب
معاذ بن جبل ، رضي الله عنه . قال غير واحد : مات في هذه السنة . وقيل : سنة اثنتين وسبعين ، والله سبحانه وتعالى أعلم .