[ ص: 255 ] الطبقة الخامسة من التابعين
جعفر بن محمد ( ع )
ابن علي بن الشهيد أبي عبد الله ، ريحانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسبطه ومحبوبه الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن شيبة ، وهو عبد المطلب بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي ، الإمام الصادق شيخ بني هاشم أبو عبد الله القرشي ، الهاشمي ، العلوي ، النبوي ، المدني ، أحد الأعلام .
وأمه هي
أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي ، وأمها هي
أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولهذا كان يقول : ولدني
أبو بكر الصديق مرتين .
وكان يغضب من
الرافضة ، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده
أبي بكر ظاهرا وباطنا . هذا لا ريب فيه ، ولكن
الرافضة قوم جهلة ، قد هوى بهم الهوى في الهاوية فبعدا لهم ، ولد سنة ثمانين ورأى بعض الصحابة أحسبه رأى
أنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=31وسهل بن سعد .
حدث عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبي جعفر الباقر وعبيد الله بن أبي رافع ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح وروايته عنه في
مسلم . وجده
nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد ، ونافع العمري ، nindex.php?page=showalam&ids=16920ومحمد بن المنكدر ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، ومسلم بن أبي مريم وغيرهم ، وليس هو بالمكثر إلا عن أبيه . وكانا من جلة علماء
المدينة .
[ ص: 256 ] حدث عنه ابنه
nindex.php?page=showalam&ids=17169موسى الكاظم ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد وهما أكبر منه ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=11793وأبان بن تغلب ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، ومعاوية بن عمار الدهني ، nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق في طائفة من أقرانه ،
وسفيان ، وشعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=12430وإسماعيل بن جعفر ، ووهب بن خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=15667وحاتم بن إسماعيل ، nindex.php?page=showalam&ids=16036وسليمان بن بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ، nindex.php?page=showalam&ids=14117والحسن بن صالح ، والحسن بن عياش أخو
أبي بكر ، وزهير بن محمد ، وجعفر بن غياث ، وزيد بن حسن الأنماطي ، وسعيد بن سفيان الأسلمي ، وعبد الله بن ميمون ، وعبد العزيز بن عمران الزهري ، وعبد العزيز الدراوردي ، nindex.php?page=showalam&ids=16503وعبد الوهاب الثقفي ، وعثمان بن فرقد ، ومحمد بن ثابت البناني ، ومحمد بن ميمون الزعفراني ، ومسلم الزنجي ، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان ، nindex.php?page=showalam&ids=12063وأبو عاصم النبيل ، وآخرون .
قال
مصعب بن عبد الله : سمعت
الدراوردي يقول : لم يرو
مالك عن
جعفر حتى ظهر أمر
بني العباس .
قال
مصعب : كان
مالك يضمه إلى آخر . وقال
علي عن
يحيى بن سعيد ، قال : أملى علي
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد الحديث الطويل ، يعني في الحج ثم قال : وفي نفسي منه شيء
مجالد أحب إلي منه .
قلت : هذه من زلقات
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان . بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن
جعفرا أوثق من
مجالد . ولم يلتفتوا إلى قول
يحيى . وقال
إسحاق بن حكيم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان :
جعفر ما كان كذوبا . وقال
إسحاق ابن راهويه ، قلت
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي في
[ ص: 257 ] مناظرة جرت : كيف
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد عندك ؟ قال : ثقة . وروى
عباس عن
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين :
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ثقة مأمون . وروى
أحمد بن زهير ، والدارمي ، وأحمد بن أبي مريم ، عن
يحيى : ثقة . وزاد
ابن أبي مريم عن
يحيى : كنت لا أسأل
يحيى بن سعيد عن حديثه . فقال : لم لا تسألني عن حديث
جعفر ؟ قلت : لا أريده . فقال : إن كان يحفظ ، فحديث أبيه المسند ، يعني حديث
جابر في الحج . ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث إلى عبادان وهو موضع رباط ، فاجتمع إليه البصريون ، فقالوا : لا تحدثنا عن ثلاثة ;
أشعث بن عبد الملك ، nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد ، وجعفر بن محمد . فقال : أما
أشعث فهو لكم ، وأما
عمرو فأنتم أعلم به ، وأما
جعفر فلو كنتم
بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة .
قال
ابن أبي حاتم : سمعت
أبا زرعة ، وسئل عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ،
وسهيل عن أبيه ،
والعلاء عن أبيه ، أيها أصح ؟ قال : لا يقرن
جعفر إلى هؤلاء . وسمعت
أبا حاتم يقول :
جعفر لا يسأل عن مثله .
قلت :
جعفر ثقة صدوق . ما هو في الثبت
كشعبة ، وهو أوثق من
سهيل nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق . وهو في وزن
ابن أبي ذئب ونحوه . وغالب رواياته عن أبيه مراسيل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357أبو أحمد بن عدي : له حديث كثير عن أبيه ، عن
جابر وعن آبائه ، ونسخ لأهل البيت . وقد حدث عنه الأئمة . وهو من ثقات الناس كما قال
ابن معين .
وعن
عمرو بن أبي المقدام قال : كنت إذا نظرت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين . قد رأيته واقفا عند الجمرة يقول : سلوني ، سلوني .
وعن
صالح بن أبي الأسود ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي .
nindex.php?page=showalam&ids=13370ابن عقدة الحافظ ، حدثنا
جعفر بن محمد بن حسين بن حازم ، حدثني
إبراهيم بن محمد الرماني أبو نجيح ، سمعت
حسن بن زياد ، سمعت
أبا حنيفة ، وسئل : من أفقه من رأيت ؟ قال : ما رأيت أحدا أفقه من
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، لما
[ ص: 258 ] أقدمه
المنصور الحيرة ، بعث إلي فقال : يا
أبا حنيفة ، إن الناس قد فتنوا
بجعفر بن محمد ، فهيئ له من مسائلك الصعاب . فهيأت له أربعين مسألة . ثم أتيت
أبا جعفر ، وجعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت بهما ، دخلني
لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني
لأبي جعفر ، فسلمت وأذن لي ، فجلست . ثم التفت إلى
جعفر ، فقال : يا
أبا عبد الله ، تعرف هذا ؟ قال : نعم . هذا
أبو حنيفة . ثم أتبعها : قد أتانا . ثم قال : يا
أبا حنيفة ، هات من مسائلك نسأل
أبا عبد الله فابتدأت أسأله . فكان يقول في المسألة : أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل
المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن نقول كذا وكذا ، فربما تابعنا وربما تابع
أهل المدينة ، وربما خالفنا جميعا ، حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة . ثم قال
أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ؟ ! .
علي بن الجعد ، عن
زهير بن معاوية قال : قال أبي
لجعفر بن محمد إن لي جارا يزعم أنك تبرأ من
أبي بكر وعمر . فقال
جعفر : برئ الله من جارك . والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من
أبي بكر . ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي
عبد الرحمن بن القاسم .
قال
ابن عيينة : حدثونا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ولم أسمعه منه ، قال : كان
آل أبي بكر يدعون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . وروى
ابن أبي عمر العدني وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، نحو ذلك .
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن
سالم بن أبي حفصة قال : سألت
أبا جعفر وابنه
جعفرا عن
أبي بكر وعمر ، فقال : يا
سالم تولهما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى . ثم قال
جعفر : يا
سالم ، أيسب الرجل جده ؟
أبو بكر جدي ، لا نالتني
[ ص: 259 ] شفاعة
محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما ، وأبرأ من عدوهما .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يقول : ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة
أبي بكر مثله . لقد ولدني مرتين .
كتب إلي
عبد المنعم بن يحيى الزهري ، وطائفة قالوا : أنبأنا
داود بن أحمد ، أنبأنا
محمد بن عمر القاضي ، أنبأنا
عبد الصمد بن علي ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=14269أبو الحسن الدارقطني ، حدثنا
أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي ، حدثنا
محمد بن الحسين الحنيني ، حدثنا
مخلد بن أبي قريش الطحان ، حدثنا
عبد الجبار بن العباس الهمداني ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من
المدينة ، فقال : " إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم ، فأبلغوهم عني : من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة ، فأنا منه بريء ، ومن زعم أني أبرأ من
أبي بكر وعمر ، فأنا منه بريء " .
وبه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، حدثنا
إسماعيل الصفار ، حدثنا
أبو يحيى جعفر بن محمد الرازي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14714علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا
حنان بن سدير ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، وسئل عن
أبي بكر وعمر ، فقال : إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة .
[ ص: 260 ] وبه حدثنا
الحسين بن إسماعيل ، حدثنا
محمود بن خداش ، حدثنا
أسباط بن محمد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16717عمرو بن قيس الملائي ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يقول : برئ الله ممن تبرأ من
أبي بكر وعمر .
قلت : هذا القول متواتر عن
جعفر الصادق ، وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد ، فقبح الله
الرافضة .
وروى
معبد بن راشد ، عن
معاوية بن عمار ، سألت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد عن القرآن فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله .
حماد بن زيد ، عن
أيوب سمعت
جعفرا يقول : إنا -والله- لا نعلم كل ما يسألوننا عنه ، ولغيرنا أعلم منا .
محمد بن عمران بن أبي ليلى ، عن
مسلمة بن جعفر الأحمسي : قلت
لجعفر بن محمد : إن قوما يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة ، تجعلونها واحدة ، يروونها عنكم . قال : معاذ الله! ما هذا من قولنا ، من طلق ثلاثا فهو كما قال .
[ ص: 261 ]
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، عن
معاوية بن عمار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد قال : من صلى على
محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى أهل بيته مائة مرة قضى الله له مائة حاجة .
أجاز لنا
أحمد بن سلامة ، عن
أبي المكارم اللبان ، أنبأنا
أبو علي الحداد ، أنبأنا
أبو نعيم ، حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا
محمد بن العباس ، حدثني
محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، حدثنا
مالك بن أنس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد قال ، لما قال له
سفيان : لا أقوم حتى تحدثني . قال : أما إني أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير . يا
سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها ، فإن الله قال في كتابه :
لئن شكرتم لأزيدنكم وإذا استبطأت الرزق ، فأكثر من الاستغفار ، فإن الله قال في كتابه :
استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال الآية . يا
سفيان ; إذا حزبك أمر من السلطان أو غيره ، فأكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها مفتاح الفرج ، وكنز من كنوز الجنة . فعقد
سفيان بيده وقال : ثلاث وأي ثلاث !قال
جعفر : عقلها والله
أبو عبد الله ولينفعنه الله بها .
قلت : حكاية حسنة إن لم يكن
ابن غزوان وضعها فإنه كذاب .
وبه قال
أبو نعيم : حدثنا
أبو أحمد الغطريفي ، حدثنا
محمد بن أحمد بن مكرم الضبي ، حدثنا
علي بن عبد الحميد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11980موسى بن مسعود ، حدثنا
سفيان قال : دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز أيدجاني فجعلت أنظر إليه تعجبا ، فقال : ما لك ، يا ثوري ؟ قلت : يا ابن رسول الله ،
[ ص: 262 ] ليس هذا من لباسك ، ولا لباس آبائك ، فقال : كان ذاك زمانا مقترا ، وكانوا يعملون على قدر إقتاره وإفقاره ، وهذا زمان قد أسبل كل شيء فيه عزاليه ثم حسر عن ردن جبته ، فإذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل ، وقال : لبسنا هذا لله ، وهذا لكم ، فما كان لله أخفيناه ، وما كان لكم أبديناه .
وقيل : كان
جعفر يقول : كيف أعتذر وقد احتججت ؟ وكيف أحتج وقد علمت ؟ .
روى
يحيى بن أبي بكر عن
هياج بن بسطام قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء .
عن بعض أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن
جعفر ، وسئل : لم حرم الله الربا ؟ قال : لئلا يتمانع الناس المعروف .
وعن
هشام بن عباد ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يقول : الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين ، فاتهموهم .
وبه حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، حدثنا
أحمد بن زيد بن الجريش ، حدثنا
الرياشي ، حدثنا
الأصمعي قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد : الصلاة قربان كل تقي ، والحج جهاد كل ضعيف ، وزكاة البدن الصيام ، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ، واستنزلوا الرزق بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة . وما عال من اقتصد ، والتقدير نصف العيش ، وقلة العيال أحد اليسارين ، ومن أحزن والديه ، فقد عقهما ، ومن ضرب بيده على فخذه عند مصيبة فقد حبط أجره ، والصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، والله ينزل الصبر على قدر المصيبة
[ ص: 263 ] وينزل الرزق على قدر المؤنة ، ومن قدر معيشته ، رزقه الله ، ومن بذر معيشته ، حرمه الله .
وعن رجل ، عن بعض أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد قال : رأيت
جعفرا يوصي
موسى ، يعني ابنه : يا بني من قنع بما قسم له استغنى ، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ، ومن لم يرض بما قسم له ، اتهم الله في قضائه ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه ، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته ، ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن احتفر بئرا لأخيه ، أوقعه الله فيه ، ومن داخل السفهاء حقر ، ومن خالط العلماء وقر ، ومن دخل مداخل السوء اتهم . يا بني إياك أن تزري بالرجال . فيزرى بك ، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك ، يا بني قل الحق لك وعليك تستشار من بين أقربائك ، كن للقرآن تاليا ، وللإسلام فاشيا ، وللمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا ، ولمن قطعك واصلا ، ولمن سكت عنك مبتدئا ، ولمن سألك معطيا ، وإياك والنميمة ، فإنها تزرع الشحناء في القلوب ، وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف . إذا طلبت الجود ، فعليك بمعادنه فإن للجود معادن ، وللمعادن أصولا ، وللأصول فروعا ، وللفروع ثمرا . ولا يطيب ثمر إلا بفرع ، ولا فرع إلا بأصل ، ولا أصل إلا بمعدن طيب . زر الأخيار ولا تزر الفجار ، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها ، وشجرة لا يخضر ورقها ، وأرض لا يظهر عشبها .
عن
عائذ بن حبيب ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد : لا زاد أفضل من التقوى ، ولا شيء أحسن من الصمت ، ولا عدو أضر من الجهل ، ولا داء أدوأ من الكذب .
وعن
يحيى بن الفرات ، أن
جعفرا الصادق قال : لا يتم المعروف إلا بثلاثة : بتعجيله ، وتصغيره ، وستره .
كتب إلي
أحمد بن أبي الخير ، عن
أبي المكارم اللبان ، أنبأنا
الحداد ، أنبأنا
أبو [ ص: 264 ] نعيم ، حدثنا
أحمد بن جعفر بن سلم ، حدثنا
أحمد بن علي الأبار ، حدثنا
منصور بن أبي مزاحم ، حدثنا
عنبسة الخثعمي ، وكان من الأخيار ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يقول : إياكم والخصومة في الدين ، فإنها تشغل القلب ، وتورث النفاق .
ويروى أن
أبا جعفر المنصور وقع عليه ذباب ، فذبه عنه ، فألح فقال
لجعفر : لم خلق الله الذباب ؟ قال : ليذل به الجبابرة .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد : إذا بلغك عن أخيك ما يسوءك ، فلا تغتم ، فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت ، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها .
قال
موسى عليه السلام : يا رب أسألك ألا يذكرني أحد إلا بخير قال : ما فعلت ذلك بنفسي .
أخبرنا وحدثنا عن
سعيد بن محمد بن محمد بن عطاف ، أنبأنا
أبو القاسم بن السمرقندي ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، أنبأنا
الحسين بن محمد المالكي القيسي بمصر ، أنبأنا
عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار ، أخبرنا
أبو علي الحسن بن رخيم ، حدثنا
هارون بن أبي الهيذام ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، قال ، قال
الخليل بن أحمد : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري يقول : قدمت
مكة فإذا أنا
بأبي عبد الله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح ، فقلت : يا ابن رسول الله ، لم جعل الموقف من وراء الحرم ؟ ولم يصير في المشعر الحرام ؟ فقال :
الكعبة بيت الله ، والحرم حجابه ، والموقف بابه . فلما قصده الوافدون ، أوقفهم بالباب يتضرعون ، فلما أذن لهم في الدخول ، أدناهم من الباب الثاني وهو
المزدلفة . فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم ، فلما رحمهم ، أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم ، وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه وبينهم ، أمرهم
[ ص: 265 ] بزيارة بيته على طهارة . قال : فلم كره الصوم أيام التشريق ؟ قال : لأنهم في ضيافة الله . ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه . قلت : جعلت فداك فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئا ؟ قال : ذاك
[ ص: 266 ] مثل رجل بينه وبين رجل جرم ، فهو يتعلق به ، ويطوف حوله رجاء أن يهب له ذلك ، ذاك الجرم .
ومن بليغ قول
جعفر ، وذكر له بخل
المنصور فقال : الحمد لله الذي حرمه من دنياه ما بذل لأجله دينه .
أخبرنا
علي بن أحمد في كتابه ، أنبأنا
عمر بن محمد ، أنبأنا
محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، أنبأنا
أبو الحسن بن المهتدي بالله ، أنبأنا
عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا
أبو طالب علي بن أحمد الكاتب ، حدثنا
عيسى بن أبي حرب الصفار ، عن
الفضل بن الربيع ، عن أبيه ، قال : دعاني
المنصور فقال : إن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يلحد في سلطاني قتلني الله إن لم أقتله . فأتيته ، فقلت : أجب أمير المؤمنين . فتطهر ولبس ثيابا ، أحسبه قال جددا فأقبلت به فاستأذنت له ، فقال : أدخله ، قتلني الله إن لم أقتله . فلما نظر إليه مقبلا قام من مجلسه فتلقاه وقال :
مرحبا بالنقي الساحة ، البريء من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي ، فأقعده معه على سريره وأقبل عليه بوجهه ، وسأله عن حاله ، ثم قال : سلني عن حاجتك فقال :
أهل مكة والمدينة قد تأخر عطاؤهم فتأمر لهم به . قال : أفعل . ثم قال : يا جارية ائتني بالتحفة . فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلفه بيده وانصرف . فاتبعته ، فقلت : يا ابن رسول الله ; أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت . وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو ؟ قال : قلت : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك علي ، ولا تهلكني . وأنت رجائي . رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري ؟ ! فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا ، ويا ذا المعروف
[ ص: 267 ] الذي لا ينقطع أبدا ، أعني على ديني بدنيا ، وعلى آخرتي بتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما خطرت . يا من لا تضره الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، اغفر لي ما لا يضرك ، وأعطني ما لا ينقصك ، يا وهاب أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، والعافية من جميع البلايا ، وشكر العافية .
فأعلى ما يقع لنا من حديث
جعفر الصادق ، ما أنبأنا الإمام
أبو محمد بن قدامة الحاكم ، وطائفة قالوا : أنبأنا
عمر بن محمد ، أنبأنا
أحمد بن الحسن ، أنبأنا
أبو محمد الجوهري ، أنبأنا
أبو بكر القطيعي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15061أبو مسلم الكجي ، حدثنا
أبو عاصم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، حدثني أبي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : ما أدري ما أصنع
بالمجوس ؟ فقام
عبد الرحمن بن عوف قائما ، فقال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880076سنوا بهم سنة أهل الكتاب .
[ ص: 268 ] هذا حديث عال ، في إسناده انقطاع .
أخبرنا
أبو المعالي أحمد بن المؤيد ، أنبأنا
زكريا بن علي بن حسان ( ح ) وأنبأنا
أحمد بن محمد ، ومحمد بن إبراهيم وعلي بن محمد ، وجماعة قالوا : أنبأنا
أبو المنجى عبد الله بن عمر قالا : أنبأنا
عبد الأول بن عيسى قال : أخبرتنا
أم الفضل بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية ، أنبأنا
عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري ، أنبأنا عبد الله بن محمد ، حدثنا
مصعب بن عبد الله . حدثني
مالك عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=880289أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا وقف على الصفا كبر ثلاثا ويقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير يصنع ذلك ثلاث مرات ، ويصنع على المروة مثل ذلك ، وكان إذا نزل من الصفا ، مشى حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي ، سعى حتى يخرج منه رواه
مسلم .
وبه إلى
عبد الرحمن بن أحمد : حدثنا
يحيى بن محمد ، حدثنا
عبد الوهاب بن فليح المقرئ بمكة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16468عبد الله بن ميمون القداح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
nindex.php?page=hadith&LINKID=880290لا يؤمن مؤمن حتى يؤمن بالقدر كله ، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
هذا حديث غريب فيه نكارة . تفرد به
القداح . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ذاهب الحديث . أخرجه
أبو عيسى عن
زياد بن يحيى عنه ، فوقع بدلا بعلو درجة .
[ ص: 269 ] قال
المدائني ، وشباب العصفري وعدة : مات
جعفر الصادق في سنة ثمان وأربعين ومائة وقد مر أن مولده سنة ثمانين أرخه
الجعابي وأبو بكر بن منجويه ، وأبو القاسم اللالكائي فيكون عمره ثمانيا وستين سنة -رحمه الله .
لم يخرج له
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الصحيح ، بل في كتاب الأدب وغيره .
وله عدة أولاد : أقدمهم
إسماعيل بن جعفر ومات شابا في حياة أبيه ، سنة ثمان وثلاثين ومائة . وخلف
محمدا وعليا وفاطمة . فكان
لمحمد من الولد
جعفر وإسماعيل فقط . فولد
جعفر محمدا ، وأحمد ، درج ولم يعقب ، فولد
لمحمد بن جعفر ، جعفر وإسماعيل وأحمد وحسن ، فولد
لحسن جعفر الذي مات
بمصر سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وخلف ابنه
محمدا ، فجاءه خمسة بنين ، وولد
لإسماعيل بن محمد ، أحمد ويحيى ومحمد وعلي درج ولم يعقب ، فولد
لأحمد جماعة بنين ، منهم
إسماعيل بن أحمد المتوفى
بمصر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة .
فبنو
محمد بن إسماعيل بن جعفر عدد كثير كانوا
بمصر ، وبدمشق قد استوعبهم الشريف العابد
أبو الحسين محمد بن علي بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق . ويعرف هذا بأخي
محسن . كان يسكن
بباب توما . مات قبل الأربعمائة . وذكر منهم قوما
بالكوفة . وبالغ في نفي
عبيد الله المهدي من أن يكون من هذا النسب الشريف ، وألف كتابا في أنه
[ ص: 270 ] دعي ، وأن نحلته خبيثة ، مدارها على المخرقة والزندقة .
رجعنا إلى تتمة
آل جعفر الصادق . فأجلهم وأشرفهم ابنه :
nindex.php?page=showalam&ids=17169موسى الكاظم