[ ص: 407 ] أبو عمرو بن العلاء
ابن عمار بن العريان التميمي ، ثم المازني البصري شيخ القراء والعربية وأمه من
بني حنيفة .
اختلف في اسمه على أقوال : أشهرها
زبان ، وقيل
العريان . استوفينا من أخباره في " طبقات القراء " . مولده في نحو سنة سبعين .
حدث باليسير عن
أنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر ، ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبي صالح السمان ، nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبي رجاء العطاردي ، ونافع العمري ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح ، nindex.php?page=showalam&ids=13283وابن شهاب . وقرأ القرآن على
سعيد بن جبير .
ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر ، وعكرمة ، وابن كثير ، وطائفة . وورد أنه تلا على
أبي العالية الرياحي . وقد كان معه
بالبصرة .
برز في الحروف ، وفي النحو ، وتصدر للإفادة مدة . واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم .
تلا عليه
يحيى اليزيدي ، والعباس بن الفضل ، nindex.php?page=showalam&ids=16501وعبد الوارث بن سعيد ، وشجاع البلخي ، وحسين الجعفي ، nindex.php?page=showalam&ids=17104ومعاذ بن معاذ ، ويونس بن حبيب النحوي ، وسهل بن يوسف ، وأبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس ، وسلام الطويل وعدة .
وحدث عنه :
شعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، وأبو أسامة ، nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16087وشبابة بن سوار ، ويعلى بن عبيد ، وأبو عبيدة اللغوي ، وآخرون . وانتصب للإقراء في
[ ص: 408 ] أيام
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري .
قال
أبو عبيدة . كان أعلم الناس بالقراءات والعربية ، والشعر وأيام العرب . وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف ، ثم تنسك فأحرقها .
وكان من أشراف العرب ، مدحه
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق وغيره .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : ثقة . وقال
أبو حاتم : ليس به بأس . وقال
أبو عمرو الشيباني : ما رأيت مثل
أبي عمرو .
روى
أبو العيناء ، عن
الأصمعي : قال لي
أبو عمرو بن العلاء : لو تهيأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت ، ولقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر
الأعمش على حملها ، ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت حرف كذا ، وذكر حروفا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17206نصر بن علي الجهضمي ، عن أبيه ، عن
شعبة قال : انظر ما يقرأ به
أبو عمرو مما يختاره فاكتبه ، فإنه سيصير للناس أستاذا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي وغيره : كان
أبو عمرو من
أهل السنة .
قال
اليزيدي وآخر : تكلم
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد في الوعيد سنة ، فقال
أبو عمرو : إنك لألكن الفهم ، إذ صيرت الوعيد الذي في أعظم شيء مثله في أصغر
[ ص: 409 ] شيء ، فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء ، وإنما نهى الله عنهما لتتم حجته على خلقه ، ولئلا يعدل عن أمره . ووراء وعيده عفوه وكرمه ثم أنشد :
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ولا أختتي من صولة المتهدد وإني وإن أوعدته ووعدته
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد : صدقت . إن العرب تتمدح بالوفاء بالوعد والوعيد ، وقد يمتدح بهما المرء . تسمع إلى قولهم ؟ ! .
لا يخلف الوعد والوعيد ولا يبيت من ثأره على فوت
فقد وافق هذا قوله تعالى :
ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم .
قال
أبو عمرو : قد وافق الأول أخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحديث يفسر القرآن .
قال
الأصمعي : قال لي
أبو عمرو : كن على حذر من الكريم إذا أهنته ، ومن اللئيم إذا أكرمته ، ومن العاقل إذا أحرجته ، ومن الأحمق إذا مازحته ، ومن الفاجر إذا عاشرته . وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك ، أو تسأل من لا يجيبك ، أو تحدث من لا ينصت لك .
قال
الأصمعي : سألت
أبا عمرو : ما اسمك ؟ قال :
زبان وروي عن
الأصمعي أيضا قال : لا اسم
لأبي عمرو . وأما
يحيى اليزيدي ، فعنه أن اسم
أبي عمرو العريان . ورواية أخرى عنه أن اسمه :
يحيى . قال
الأصمعي : سمعته يقول : كنت رأسا
والحسن حي .
أبو حاتم ، عن
أبي عبيدة : قال
أبو عمرو بن العلاء : أنا زدت هذا البيت في قصيدة
الأعشى ، وأستغفر الله منه :
[ ص: 410 ] وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا
وعن
الطيب بن إسماعيل قال : شهدت
ابن أبي العتاهية ، وقد كتب عن
اليزيدي قريبا من ألف جلد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء خاصة . قال : ويكون ذلك عشرة آلاف ورقة .
قال
الأصمعي : كنت إذا سمعت
أبا عمرو بن العلاء يتكلم ظننته لا يعرف شيئا ، كان يتكلم كلاما سهلا .
قال
اليزيدي : سمعت
أبا عمرو يقول : سمع
سعيد بن جبير قراءتي فقال : الزم قراءتك هذه .
قال
الأصمعي : كان
لأبي عمرو كل يوم يشترى كوز وريحان بفلسين فإذا أمسى تصدق بالكوز ، وقال للجارية : جففي الريحان ودقيه في الأشنان .
قال
أبو عبيد : حدثني عدة أن
أبا عمرو قرأ على
مجاهد . وزاد بعضهم : وعلى
سعيد بن جبير . وروينا أن
أبا عمرو وأباه هربا من
الحجاج ومن عسفه . وحديثه قليل . ذكر غير واحد أن وفاته كانت في سنة أربع وخمسين ومائة .
قال
الأصمعي : عاش
أبو عمرو ستا وثمانين سنة . وقال
خليفة بن خياط وحده : مات
أبو عمرو وأبو سفيان ابنا
العلاء سنة سبع وخمسين ومائة .