العباس بن الوليد : حدثنا أبي : سمعت
الأوزاعي يقول : عليك بآثار من سلف ، وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال ، وإن زخرفوه لك بالقول ، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم .
قال
بقية بن الوليد : قال لي
الأوزاعي : يا
بقية ، لا تذكر أحدا من أصحاب نبيك إلا بخير . يا
بقية ، العلم ما جاء عن أصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم - وما لم يجئ عنهم ، فليس بعلم .
قال
بقية ،
nindex.php?page=showalam&ids=15499والوليد بن مزيد : قال
الأوزاعي : لا يجتمع حب
علي وعثمان - رضي الله عنهما - إلا في قلب مؤمن .
كتب إلي
القاضي عبد الواسع الشافعي ، وعدة ، عن
أبي الفتح المندائي أنبأنا
عبيد الله بن محمد بن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنبأنا جدي في كتاب " الأسماء والصفات " له ، أنبأنا
أبو عبد الله [ ص: 121 ] الحافظ ، أنبأنا
محمد بن علي الجوهري ببغداد ، حدثنا
إبراهيم بن الهيثم ، حدثنا
محمد بن كثير المصيصي : سمعت
الأوزاعي يقول : كنا - والتابعون متوافرون - نقول : إن الله - تعالى - فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته .
قال
الوليد بن مزيد : سمعت
الأوزاعي يقول : إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل ، ومنعهم العمل .
محمد بن الصباح : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، حدثنا
الأوزاعي قال : كتب إلي
قتادة من
البصرة : إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك ، فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة .
قلت : قوله : كتب إلي - وفي بعض حديثه يقول - : كتب إلي
قتادة : هو على المجاز ، فإن
قتادة ولد أكمه ، وإنما أمر من يكتب إلى
الأوزاعي . ويتفرع على هذا أن رواية ذلك عن الأعمى إنما وقعت بواسطة من كتب ، ولم يسم في الحديث ، ففي ذلك انقطاع بين .
خيثمة بن سليمان : حدثنا
العباس بن الوليد : سمعت أبي ، سمعت
الأوزاعي يقول : جئت إلى
بيروت أرابط فيها ، فلقيت سوداء عند المقابر ، فقلت لها : يا سوداء ، أين العمارة ؟ قالت : أنت في العمارة ، وإن أردت الخراب فبين يديك .
أحمد بن عبد الواحد بن عبود : حدثنا
محمد بن كثير ، عن
الأوزاعي ، قال : وقع عندنا رجل من جراد
ببيروت ، وكان عندنا رجل له فضل ، فحدث أنه رأى رجلا راكبا ، فذكر من عظم الجرادة ، وعظم الرجل ، قال : وعليه خفان أحمران طويلان ، وهو يقول : الدنيا باطلة ، وباطل ما فيها ، ويومئ
[ ص: 122 ] بيده ، حيثما أومأ انساب الجراد إلى ذلك الموضع . رواها
علي بن زيد الفرائضي ، عن
محمد بن كثير ، سمعت
الأوزاعي : أنه هو الذي رأى ذلك .
ابن ذكوان : حدثنا
ابن أبي السائب ، عن أبيه ، قال : حدثنا
الأوزاعي . يقول
مكحول : ما أحرص
ابن أبي مالك على القضاء ! فقال : لقد كنت ممن سدد لي رأيي .
قال
أبو زرعة : أريد على القضاء في أيام يزيد الناقص فامتنع - يعني
الأوزاعي - جلس لهم مجلسا واحدا .
قال
الأوزاعي : من أكثر ذكر الموت ، كفاه اليسير ، ومن عرف أن منطقه من عمله ، قل كلامه .
أبو يعقوب الأذرعي : حدثنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن الغمر الطبراني ، حدثنا
هاشم بن مرثد : سمعت
أحمد بن الغمر ، قال : لما جلت المحنة التي نزلت
nindex.php?page=showalam&ids=13760بالأوزاعي - لما نزل
عبد الله بن علي حماة - بعث إليه ، فأشخص ، قال : فنزل على
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد الحمصي . قال
الأوزاعي : فلم يزل
ثور يتكلم في القدر من بعد صلاة العشاء الآخرة إلى أن طلع الفجر ، وأنا ساكت - ما أجابه بحرف - فلما انفجر الفجر ، صليت ، ثم أتيت حماة فأدخلت على
عبد الله بن علي ، فقال : يا
أوزاعي ، أيعد مقامنا هذا
[ ص: 123 ] ومسيرنا رباطا ؟ فقلت : جاءت الآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880359 " من كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله " ثم ساق القصة .
يعقوب بن شيبة : حدثنا
أبو عبد الملك بن الفارسي ، وهو عبد الرحمن بن عبد العزيز ، حدثنا
الفريابي ، حدثنا
الأوزاعي ، قال : لما فرغ
عبد الله بن علي - يعني عم السفاح - من قتل
بني أمية ، بعث إلي ، وكان قتل يومئذ نيفا
[ ص: 124 ] وسبعين منهم بالكافركوبات فدخلت عليه ، فقال : ما تقول في دماء
بني أمية ؟ فحدت ، فقال : قد علمت من حيث حدت فأجب . قال : وما لقيت مفوها مثله . فقلت : كان لهم عليك عهد . قال : فاجعلني وإياهم ولا عهد ، ما تقول في دمائهم ؟ قلت : حرام ، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=880360 " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث . . . " الحديث .
فقال : ولم ويلك ؟ ! وقال : أليست الخلافة وصية من رسول الله ، قاتل عليها
علي - رضي الله عنه -
بصفين ؟ قلت : لو كانت وصية ما رضي بالحكمين . فنكس رأسه ، ونكست ، فأطلت ، ثم قلت : البول . فأشار بيده : اذهب . فقمت ، فجعلت لا أخطو خطوة إلا قلت : إن رأسي يقع عندها .
سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى : حدثنا
أبو خليد عتبة بن حماد القارئ ، حدثنا
الأوزاعي ، قال : بعث
عبد الله بن علي إلي ، فاشتد ذلك علي ، وقدمت ، فدخلت ، والناس سماطان فقال : ما تقول في مخرجنا وما نحن فيه ؟ قلت : أصلح الله الأمير ! قد كان بيني وبين
داود بن علي مودة . قال : لتخبرني . فتفكرت ، ثم قلت : لأصدقنه ، واستبسلت للموت ، ثم رويت له عن
يحيى بن سعيد حديث " الأعمال " وبيده قضيب ينكت به ، ثم قال : يا
عبد الرحمن : ما تقول في قتل أهل هذا البيت ؟ قلت : حدثني
محمد بن مروان ، عن
مطرف بن الشخير ، عن
عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880361 " لا يحل قتل المسلم إلا في ثلاث . . . " [ ص: 125 ] وساق الحديث . فقال : أخبرني عن الخلافة ، وصية لنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقلت : لو كانت وصية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ترك
علي - رضي الله عنه - أحدا يتقدمه . قال : فما تقول في أموال
بني أمية ؟ قلت : إن كانت لهم حلالا ، فهي عليك حرام ، وإن كانت عليهم حراما ، فهي عليك أحرم . فأمرني ، فأخرجت .
قلت : قد كان
عبد الله بن علي ملكا جبارا ، سفاكا للدماء ، صعب المراس ، ومع هذا فالإمام
الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما ترى ، لا كخلق من علماء السوء ، الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف ، ويقلبون لهم الباطل حقا - قاتلهم الله - أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق .
خيثمة : حدثنا
الحوطي ، حدثنا
أبو الأسوار محمد بن عمر التنوحي ، قال : كتب
المنصور إلى
الأوزاعي :
أما بعد . . . فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه ، فاكتب إلي بما رأيت فيه المصلحة مما أحببت . فكتب إليه : أما بعد . . فعليك بتقوى الله ، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق ، واعلم أن قرابتك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لن تزيد حق الله عليك إلا عظما ، ولا طاعته إلا وجوبا .
قال
محمد بن شعيب : سمعت
الأوزاعي يقول : من أخذ بنوادر العلماء ، خرج من الإسلام .
وعن
الأوزاعي قال : ما ابتدع رجل بدعة ، إلا سلب الورع . رواها
بقية عن
معمر بن عريب ، عنه .
الوليد بن مزيد : سمعت
الأوزاعي يقول : إن المؤمن يقول قليلا ، ويعمل كثيرا ، وإن المنافق يتكلم كثيرا ، ويعمل قليلا .
[ ص: 126 ]
قال
بشر بن المنذر قاضي المصيصة : رأيت
الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع .
وقال
الوليد بن مزيد : سمعت
الأوزاعي يقول : كان يقال : ويل للمتفقهين لغير العبادة ، والمستحلين الحرمات بالشبهات .
العباس بن الوليد بن مزيد : حدثني
محمد بن عبد الرحمن السلمي ، حدثني
محمد بن الأوزاعي : قال لي أبي : يا بني ، أحدثك بشيء لا تحدث به ما عشت : رأيت كأنه وقف بي على باب الجنة ، فأخذ بمصراعي الباب ، فزال عن موضعه ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه
أبو بكر وعمر يعالجون رده ، فردوه ، فزال ، ثم أعادوه ، قال : فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا
عبد الرحمن : ألا تمسك معنا ؟ فجئت حتى أمسك معهم حتى ردوه .
قال
أحمد بن علي الأبار : حدثنا
يحيى بن أيوب ، حدثنا
الحواري بن أبي الحواري قال : دخل
الأوزاعي على
أبي جعفر ، فلما أراد أن ينصرف ، استعفى من لبس السواد ، فأجابه
أبو جعفر ، فلما خرج
الأوزاعي ، قالوا له ، فقال : لم يحرم فيه محرم ، ولا كفن فيه ميت ، ولم يزين فيه عروس .
عبد الحميد بن بكار : حدثنا
ابن أبي العشرين : سمعت أميرا كان بالساحل يقول - وقد دفنا
الأوزاعي ، ونحن عند القبر - : رحمك الله
أبا عمرو فلقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني .
قال
محمد بن عبيد الطنافسي : كنت عند
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، فجاءه رجل ، فقال : رأيت كأن ريحانة من
المغرب رفعت . قال : إن صدقت رؤياك ، فقد مات
الأوزاعي . فكتبوا ذلك ، فوجد كذلك في ذلك اليوم .
قال
عباس الدوري : سمعت
يحيى يقول : مات
الأوزاعي في الحمام .
[ ص: 127 ] أحمد بن عيسى المصري : حدثني
خيران بن العلاء - وكان من خيار أصحاب
الأوزاعي - قال : دخل
الأوزاعي الحمام ، وكان لصاحب الحمام حاجة ، فأغلق عليه الباب وذهب ، ثم جاء ، ففتح ، فوجد
الأوزاعي ميتا مستقبل القبلة .
ابن زبر : حدثنا
إسحاق بن خالد ، حدثنا
أبو مسهر ، قال : بلغنا موت
الأوزاعي ، وأن امرأته أغلقت عليه باب الحمام ، غير متعمدة ، فمات ، فأمرها
سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة ، ولم يخلف سوى ستة دنانير ، فضلت من عطائه ، وكان قد اكتتب - رحمه الله - في ديوان الساحل .
العباس بن الوليد بن مزيد : سمعت
عقبة بن علقمة قال : سبب موت
الأوزاعي أنه اختضب ، ودخل الحمام الذي في منزله ، وأدخلت معه امرأته كانونا فيه فحم ، لئلا يصيبه البرد ، وأغلقت عليه من برا ، فلما هاج الفحم ، ضعفت نفسه ، وعالج الباب ليفتحه ، فامتنع عليه ، فألقى نفسه ، فوجدناه موسدا ذراعه إلى القبلة .
قال
العباس بن الوليد : وحدثني
سالم بن المنذر ، قال : لما سمعت الضجة بوفاة
الأوزاعي ، خرجت ، فأول من رأيت نصرانيا ، قد ذر على رأسه الرماد ، فلم يزل المسلمون من أهل
بيروت يعرفون له ذلك ، وخرجنا في جنازته أربعة أمم : فحمله المسلمون ، وخرجت
اليهود في ناحية ،
والنصارى في ناحية ،
والقبط في ناحية .
قال
ابن المديني : مات
الأوزاعي سنة إحدى وخمسين ومائة .
قلت : هذا خطأ . وقال
هشام بن عمار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : في سنة ست وخمسين فوهم
هشام ; لأن
صفوان بن صالح روى عن
الوليد هو وغيره ،
nindex.php?page=showalam&ids=15499والوليد بن مزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=12153وأبو مسهر وعدة ، قالوا : مات سنة
[ ص: 128 ] سبع وخمسين ، ومائة وزاد بعضهم فقال : في صفر ، وفيها مات .
قال
ابن أبي الدنيا : حدثني
أبو جعفر الآدمي قال : قال
يزيد بن مذعور : رأيت
الأوزاعي في منامي ، فقلت : دلني على درجة أتقرب بها إلى الله ، فقال : ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء ، ومن بعدها درجة المحزونين .
ترجمة
الأوزاعي في " تاريخ "
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر في أربعة كراريس وهو أول من دون العلم
بالشام ، وبلغنا أنه كان يعتم بعمامة مدورة بلا عذبة - رحمه الله تعالى .
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : حدثنا
أبو بكر الإسماعيلي إملاء ، أنبأنا
محمد بن خلف بن المرزبان ، أنبأنا
أبو نشيط محمد بن هارون ، حدثنا
الفريابي ، قال : اجتمع
الثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=16290وعباد بن كثير بمكة ، فقال
الثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760للأوزاعي : حدثنا يا
أبا عمرو حديثك مع
عبد الله بن علي . قال : نعم ، لما قدم
الشام ، وقتل
بني أمية ، جلس يوما على سريره ، وعبأ أصحابه أربعة أصناف : صنف معهم السيوف المسللة ، وصنف معهم الجزرة ، أظنها الأطبار ، وصنف معهم الأعمدة ، وصنف معهم الكافركوب ، ثم بعث إلي ، فلما صرت بالباب ، أنزلوني ، وأخذ اثنان بعضدي ، وأدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني مقاما يسمع كلامي ، فسلمت . فقال : أنت
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ؟ قلت : نعم ، أصلح الله الأمير . قال : ما تقول في دماء
بني أمية ؟ - فسأل مسألة رجل
[ ص: 129 ] يريد أن يقتل رجلا - فقلت : قد كان بينك وبينهم عهود . فقال : ويحك ! اجعلني وإياهم لا عهد بيننا . فأجهشت نفسي ، وكرهت القتل ، فذكرت مقامي بين يدي الله - عز وجل - فلفظتها ، فقلت : دماؤهم عليك حرام ، فغضب ، وانتفخت عيناه وأوداجه ، فقال لي : ويحك ، ولم ؟ ! قلت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=880360 " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : ثيب زان ، ونفس بنفس ، وتارك لدينه " قال : ويحك ، أوليس الأمر لنا ديانة ؟ ! قلت : وكيف ذاك ؟ . قال : أليس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أوصى إلى
علي ؟ قلت : لو أوصى إليه ما حكم الحكمين . فسكت ، وقد اجتمع غضبا ، فجعلت أتوقع رأسي تقع بين يدي ، فقال بيده : هكذا - أومأ أن أخرجوه - فخرجت ، فركبت دابتي ، فلما سرت غير بعيد ، إذا فارس يتلوني ، فنزلت إلى الأرض ، فقلت : قد بعث ليأخذ رأسي ، أصلي ركعتين ، فكبرت ، فجاء - وأنا قائم أصلي - فسلم ، وقال : إن الأمير قد بعث إليك بهذه الدنانير فخذها . فأخذتها ، ففرقتها قبل أن أدخل منزلي . فقال
سفيان : ولم أردك أن تحيد حين قال لك ما قال .
الوليد بن مزيد : سمع
الأوزاعي يقول : لا ينبغي للإمام أن يخص نفسه بشيء من الدعاء ، فإن فعل فقد خانهم .
[ ص: 130 ] العباس بن الوليد : حدثني
عباس بن نجيح الدمشقي ، حدثني
عون بن حكيم قال : حججت مع
الأوزاعي ، فلما أتى
المدينة ، وأتى
المسجد ، بلغ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا مقدمه ، فأتاه ، فسلم عليه ، فلما صليا الظهر تذاكرا أبواب العلم ، فلم يذكرا بابا إلا ذهب عليه
الأوزاعي فيه ، ثم صلوا العصر ، فتذاكرا ، كل يذهب عليه
الأوزاعي فيما يأخذان فيه ، حتى اصفرت الشمس ، أو قرب اصفرارها ، ناظره
مالك في باب المكاتبة والمدبر .
العباس بن الوليد : حدثنا
محمد بن عبد الوهاب ، قال : كنا عند
nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري ، فذكر
الأوزاعي ، فقال : ذاك رجل كان شأنه عجيا ، كان يسأل عن الشيء عندنا فيه الأثر ، فيرد - والله - الجواب ، كما هو في الأثر ، لا يقدم منه ولا يؤخر .
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : سمعت
صدقة بن عبد الله يقول : ما رأيت أحدا أحلم ولا أكمل ولا أحمل فيما حمل من
الأوزاعي .
العباس بن الوليد : سمعت
أبا مسهر يقول : كان
الأوزاعي يقول : ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب
الوليد بن مزيد .
أبو فروة ،
يزيد بن محمد الرهاوي : سمعت أبي يقول : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=16753لعيسى بن يونس : أيهما أفضل :
الأوزاعي أو
سفيان ؟ فقال : وأين أنت من
سفيان ؟ قلت : يا
أبا عمرو : ذهبت بك العراقية ،
الأوزاعي ، فقهه ، وفضله ، وعلمه ! فغضب ، وقال : أتراني أؤثر على الحق شيئا . سمعت
الأوزاعي يقول : ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على
علي بالنفاق ، وتبرأنا منه ، وأخذ علينا بذلك
[ ص: 131 ] الطلاق والعتاق وأيمان البيعة ، قال : فلما عقلت أمري ، سألت
مكحولا nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح ،
nindex.php?page=showalam&ids=12186وعبد الله بن عبيد بن عمير ، فقال : ليس عليك شيء ، إنما أنت مكره ، فلم تقر عيني . حتى فارقت نسائي ، وأعتقت رقيقي ، وخرجت من مالي ، وكفرت أيماني . فأخبرني :
سفيان كان يفعل ذلك ؟
العباس بن الوليد : حدثنا
أبو عبد الله بن فلان : سمعت
الأوزاعي يقول : نتجنب من قول
أهل العراق خمسا ، ومن قول
أهل الحجاز خمسا . من قول
أهل العراق : شرب المسكر ، والأكل عند الفجر في رمضان ، ولا جمعة إلا في سبعة أمصار ، وتأخير العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثاله ، والفرار يوم الزحف . ومن قول أهل
الحجاز : استماع الملاهي ، والجمع بين الصلاتين من غير عذر ، والمتعة بالنساء ، والدرهم بالدرهمين ، والدينار بالدينارين يدا بيد ، وإتيان النساء في أدبارهن .
[ ص: 132 ] عن
سعيد بن سالم صاحب
الأوزاعي : قدم
أبو مرحوم من
مكة على
الأوزاعي ، فأهدى له طرائف ، فقال له : إن شئث قبلت منك ، ولم تسمع مني حرفا ، وإن شئت ، فضم هديتك ، واسمع .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : قلت
لسعيد بن عبد العزيز : من أدركت من التابعين كان يبكر إلى الجمعة ؟ قال : ما رأيت
أبا عمرو ؟ قلت : بلى . قال : فإنه قد كفا من قبله ، فاقتد به ، فلنعم المقتدى .
موسى بن أعين : قال
الأوزاعي : كنا نضحك ونمزح ، فلما صرنا يقتدى بنا ، خشيت أن لا يسعنا التبسم . قال
الوليد بن مزيد : رأيت
الأوزاعي يعتم ، فلا يرخي لها شيئا .
ذكر بعض الحفاظ أن حديث
الأوزاعي نحو الألف - يعني المسند - أما المرسل والموقوف ، فألوف . وهو في الشاميين نظير معمر لليمانيين ، ونظير
الثوري للكوفيين ، ونظير
مالك للمدنيين ، ونظير
الليث للمصريين ، ونظير
حماد بن سلمة للبصريين .
أخبرنا
أحمد بن إسحاق القرافي بها ، أنبأنا
المبارك بن أبي الجود ببغداد ، أنبأنا
أحمد بن أبي غالب الزاهد ، أنبأنا
عبد العزيز بن علي الأنماطي ، أنبأنا
الشيخ أبو طاهر المخلص ، حدثنا
عبد الله بن محمد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15856داود بن رشيد ، حدثنا
شعيب بن إسحاق ، عن
الأوزاعي ، حدثني
يحيى بن [ ص: 133 ] أبي كثير ، حدثني
أبو قلابة الجرمي ، حدثني
أنس بن مالك ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880362قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية نفر من عكل ، فاجتووا المدينة فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها ، فأتوها ، فقتلوا رعاتها ، واستاقوا الإبل . فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طلبهم قافة ، فأتى بهم ، فقطع أيديهم وأرجلهم ثم لم يحسمهم أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن رجل ، عن
شعيب .
أخبرنا
إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي ، أنبأنا
الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي الدمشقي ، أنبأنا جدي ، أنبأنا
علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء الفقيه ، حدثنا
محمد بن الفضل الفراء بمصر ، أنبأنا
أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين السندي ، حدثنا
فهد بن سليمان ، حدثنا
محمد بن كثير ، سمعت
الأوزاعي ، عن
قتادة ، عن
أنس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880363قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، إلا النبيين والمرسلين " [ ص: 134 ] هذا حديث حسن اللفظ ، لولا لين في
محمد بن كثير المصيصي لصحح . أخرجه
الترمذي ، وحسنه عن
الحسن بن الصباح ، عن
ابن كثير . وأخرجه
الحافظ الضياء في " المختارة " عن هذا
الأسدي .