عبد الله بن حذافة ( س )
ابن قيس بن عدي ، أبو حذافة السهمي . أحد السابقين هاجر إلى الحبشة ، ونفذه النبي صلى الله عليه وسلم رسولا إلى كسرى . وله رواية يسيرة .
[ ص: 12 ]
خرج إلى
الشام مجاهدا ، فأسر على
قيسارية ، وحملوه إلى طاغيتهم ، فراوده عن دينه ، فلم يفتتن .
حدث عنه
سليمان بن يسار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل ،
ومسعود بن الحكم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حديثه مرسل . وقال
أبو بكر بن البرقي : الذي حفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بمتصلة .
وقال
أبو سعيد بن يونس ،
وابن منده : شهد
بدرا .
يونس ، عن
الزهري ، عن
أبي سلمة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879063أن nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة قام يصلي ، فجهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا ابن حذافة ، لا تسمعني وسمع الله .
محمد بن عمرو ، عن
عمر بن الحكم بن ثوبان ، أن
أبا سعيد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879064بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، عليهم علقمة بن مجزز ، وأنا فيهم ، فخرجنا ، حتى إذا كنا ببعض الطريق ، استأذنه طائفة فأذن لهم ، وأمر عليهم nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة ، وكان من أهل بدر ، وكانت فيه دعابة ، فبينا نحن في الطريق ، فأوقد القوم نارا يصطلون بها ، ويصنعون عليها صنيعا لهم ، إذ قال : أليس لي عليكم السمع والطاعة ؟ قالوا : بلى . قال : فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار ، فقام ناس ، فتحجزوا [ ص: 13 ] حتى إذا ظن أنهم واقعون فيها قال : أمسكوا ، إنما كنت أضحك معكم ، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكروا ذلك له ، فقال : من أمركم بمعصية فلا تطيعوه .
أخرجه
أبو يعلى في " مسنده " ورواه
ابن المنكدر عن
عمر بن الحكم ، فأرسله .
ثابت البناني ، عن
أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879065سلوني ، فقال رجل : من أبي يا رسول الله ؟ قال : أبوك حذافة " [ ص: 14 ] .
nindex.php?page=showalam&ids=16464عبد الله بن معاوية الجمحي : حدثنا
عبد العزيز القسملي : حدثنا
ضرار بن عمرو ، عن
أبي رافع ، قال : وجه
عمر جيشا إلى
الروم ، فأسروا
nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة ، فذهبوا به إلى ملكهم ، فقالوا : إن هذا من أصحاب
محمد ، فقال : هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف ملكي ؟ قال : لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما تملك ، وجميع ملك العرب ، ما رجعت عن دين
محمد طرفة عين . قال : إذا أقتلك . قال : أنت وذاك ، فأمر به ، فصلب ، وقال للرماة : ارموه قريبا من بدنه ، وهو يعرض عليه ، ويأبى ، فأنزله . ودعا بقدر ، فصب فيها ماء حتى احترقت ، ودعا بأسيرين من المسلمين ، فأمر بأحدهما ، فألقي فيها ، وهو يعرض عليه النصرانية ، وهو يأبى . ثم بكى ، فقيل للملك : إنه بكى ، فظن أنه قد جزع ، فقال : ردوه . ما أبكاك ؟ قال : قلت : هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب ، فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله .
فقال له الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك ؟ .
فقال له
عبد الله : وعن جميع الأسارى ؟ قال : نعم ، فقبل رأسه .
وقدم بالأسارى على
عمر ، فأخبره خبره ، فقال
عمر : حق على كل مسلم أن يقبل رأس
ابن حذافة ، وأنا أبدأ ، فقبل رأسه .
[ ص: 15 ] nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : حدثنا
أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس : أن
أهل قيسارية أسروا
ابن حذافة ، فأمر به ملكهم ، فجرب بأشياء صبر عليها . ثم جعلوا له في بيت معه الخمر ولحم الخنزير ثلاثا لا يأكل ، فاطلعوا عليه ، فقالوا للملك : قد انثنى عنقه ، فإن أخرجته وإلا مات ، فأخرجه ، وقال : ما منعك أن تأكل وتشرب ؟
قال : أما إن الضرورة كانت قد أحلتها لي ، ولكن كرهت أن أشمتك بالإسلام . قال : فقبل رأسي ، وأخلي لك مائة أسير . قال : أما هذا ، فنعم .
فقبل رأسه ، فخلى له مائة ، وخلى سبيله .
وقد روى
ابن عائذ قصة
ابن حذافة فقال : حدثنا
الوليد بن محمد : أن
ابن حذافة أسر ، فذكر القصة مطولة ، وفيها : أطلق له ثلاثمائة أسير ، وأجازه بثلاثين ألف دينار ، وثلاثين وصيفة ، وثلاثين وصيفا .
ولعل هذا الملك قد أسلم سرا . ويدل على ذلك مبالغته في إكرام
ابن حذافة .
وكذا القول في
هرقل إذ عرض على قومه الدخول في الدين ، فلما خافهم قال : إنما كنت أختبر شدتكم في دينكم .
فمن أسلم في باطنه هكذا ، فيرجى له الخلاص من خلود النار ؛ إذ قد حصل في باطنه إيمانا ما وإنما يخاف أن يكون قد خضع للإسلام وللرسول ، واعتقد أنهما حق ، مع كون أنه على دين صحيح ، فتراه يعظم للدينين ، كما قد فعله كثير من المسلمانية الدواوين فهذا لا ينفعه
[ ص: 16 ] الإسلام حتى يتبرأ من الشرك .
مات
ابن حذافة في خلافة
عثمان رضي الله عنهم - .