nindex.php?page=showalam&ids=16867ولمالك - رحمه الله - رسالة في القدر ، كتبها إلى
ابن وهب وإسنادها صحيح . وله مؤلف : في النجوم ومنازل القمر ، رواه
سحنون ، عن
ابن نافع الصائغ ، عنه مشهور .
[ ص: 89 ] ورسالة في الأقضية ، مجلد ، رواية
محمد بن يوسف بن مطروح ، عن
عبد الله بن [ عبد ] الجليل . ورسالة إلى
أبي غسان محمد بن مطرف .
ورسالة آداب إلى
الرشيد ، إسنادها منقطع ، قد أنكرها
إسماعيل القاضي وغيره ، وفيها أحاديث لا تعرف . قلت : هذه الرسالة موضوعة . وقال
القاضي الأبهري : فيها أحاديث لو سمع
مالك من يحدث بها لأدبه . وله جزء في التفسير يرويه
خالد بن عبد الرحمن المخزومي ، يرويه
القاضي عياض عن
أبي جعفر أحمد بن سعيد ، عن
أبي عبد الله محمد بن الحسن المقرئ ، عن
محمد بن علي المصيصي ، عن أبيه بإسناده .
وكتاب " السر " من رواية
ابن القاسم عنه ، رواه
الحسن بن أحمد العثماني ، عن
محمد بن عبد العزيز بن وزير الجروي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ، عنه .
قلت : هو جزء واحد سمعه
أبو محمد بن النحاس المصري ، من
محمد بن بشر العكري ، حدثنا
مقدام بن داود الرعيني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ،
وأبو زيد بن أبي الغمر ، قالا : حدثنا
ابن القاسم .
[ ص: 90 ]
قال : ورسالة إلى
الليث في إجماع
أهل المدينة معروفة . فأما ما نقل عنه كبار أصحابه من المسائل والفتاوى والفوائد ، فشيء كثير . ومن كنوز ذلك : " المدونة " و " الواضحة " وأشياء .
قال مالكي : قد ندر الاجتهاد اليوم ، وتعذر ،
فمالك أفضل من يقلد ، فرجح تقليده .
وقال شيخ : إن الإمام لمن التزم بتقليده ، كالنبي مع أمته ، لا تحل مخالفته .
قلت : قوله : لا تحل مخالفته ، مجرد دعوى واجتهاد بلا معرفة ، بل له مخالفة إمامه إلى إمام آخر ، حجته في تلك المسألة أقوى ، لا بل عليه اتباع الدليل فيما تبرهن له ، لا كمن تمذهب لإمام ، فإذا لاح له ما يوافق هواه ، عمل به من أي مذهب كان ، ومن تتبع رخص المذاهب ، وزلات المجتهدين ، فقد رق دينه ، كما قال
الأوزاعي أو غيره : من أخذ بقول
المكيين في المتعة ،
والكوفيين في النبيذ ،
والمدنيين في الغناء ،
والشاميين في عصمة الخلفاء ، فقد جمع الشر . وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها ، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه ، وشبه ذلك ، فقد تعرض للانحلال ، فنسأل الله العافية والتوفيق .
ولكن : شأن الطالب أن يدرس أولا مصنفا في الفقه ، فإذا حفظه ، بحثه ، وطالع الشروح ، فإن كان ذكيا فقيه النفس ، ورأى حجج الأئمة ، فليراقب الله ، وليحتط لدينه ، فإن خير الدين الورع ، ومن ترك الشبهات
[ ص: 91 ] فقد استبرأ لدينه وعرضه ، والمعصوم من عصمه الله .
فالمقلدون صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرط ثبوت الإسناد إليهم ، ثم أئمة التابعين
كعلقمة ،
ومسروق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16536وعبيدة السلماني ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ،
وأبي الشعثاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ،
وعبيد الله بن عبد الله ،
وعروة ،
والقاسم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ،
nindex.php?page=showalam&ids=12377وإبراهيم النخعي . ثم
كالزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=11863وأبي الزناد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني ،
وربيعة ، وطبقتهم . ثم
nindex.php?page=showalam&ids=11990كأبي حنيفة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ،
ومعمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=12514وابن أبي عروبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ، والحمادين ،
وشعبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث ،
nindex.php?page=showalam&ids=12873وابن الماجشون ،
nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب .
ثم
كابن المبارك ،
ومسلم الزنجي ،
والقاضي أبي يوسف ،
nindex.php?page=showalam&ids=15453والهقل بن زياد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ،
nindex.php?page=showalam&ids=15500والوليد بن مسلم ، وطبقتهم . ثم
nindex.php?page=showalam&ids=13790كالشافعي ،
وأبي عبيد ،
وأحمد ،
وإسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور ،
nindex.php?page=showalam&ids=13920والبويطي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وأبي بكر بن أبي شيبة . ثم
كالمزني ،
وأبي بكر الأثرم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
وداود بن علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17032ومحمد بن نصر المروزي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12352وإبراهيم الحربي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12425وإسماعيل القاضي . ثم
كمحمد بن جرير الطبري ،
وأبي بكر بن خزيمة ،
وأبي عباس بن سريج ،
وأبي بكر بن المنذر ،
وأبي جعفر الطحاوي ،
وأبي بكر الخلال . ثم من بعد هذا النمط تناقص الاجتهاد ، ووضعت المختصرات ، وأخلد الفقهاء إلى التقليد من غير نظر في الأعلم ، بل بحسب الاتفاق ، والتشهي ، والتعظيم ، والعادة ، والبلد . فلو أراد الطالب اليوم أن يتمذهب في
المغرب nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة ، لعسر عليه ، كما لو أراد أن يتمذهب
لابن حنبل [ ص: 92 ] ببخارى ،
وسمرقند ، لصعب عليه ، فلا يجيء منه حنبلي ، ولا من المغربي حنفي ، ولا من الهندي مالكي . وبكل حال : فإلى فقه
مالك المنتهى . فعامة آرائه مسددة ، ولو لم يكن له إلا حسم مادة الحيل ، ومراعاة المقاصد ، لكفاه .
ومذهبه قد ملأ
المغرب ،
والأندلس ، وكثيرا من بلاد
مصر ، وبعض
الشام ،
واليمن ،
والسودان ،
وبالبصرة ،
وبغداد ،
والكوفة ، وبعض
خراسان .
وكذلك اشتهر مذهب
الأوزاعي مدة ، وتلاشى أصحابه ، وتفانوا . وكذلك مذهب
سفيان وغيره ممن سمينا ، ولم يبق اليوم إلا هذه المذاهب الأربعة . وقل من ينهض بمعرفتها كما ينبغي ، فضلا عن أن يكون مجتهدا . وانقطع أتباع
nindex.php?page=showalam&ids=11956أبي ثور بعد الثلاث مائة ، وأصحاب
داود إلا القليل ، وبقي مذهب
ابن جرير إلى ما بعد الأربع مائة .
وللزيدية مذهب في الفروع
بالحجاز وباليمن ، لكنه معدود في أقوال أهل البدع ،
كالإمامية ، ولا بأس بمذهب
داود ، وفيه أقوال حسنة ، ومتابعة للنصوص ، مع أن جماعة من العلماء لا يعتدون بخلافه ، وله شذوذ في مسائل شانت مذهبه .
وأما القاضي ، فذكر ما يدل على جواز تقليدهم إجماعا ، فإنه سمى المذاهب الأربعة ،
والسفيانية ،
والأوزاعية ،
والداودية . ثم إنه قال : فهؤلاء الذين وقع إجماع الناس على تقليدهم ، مع الاختلاف في أعيانهم ، واتفاق العلماء على اتباعهم ، والاقتداء بمذاهبهم ، ودرس كتبهم ، والتفقه على مآخذهم ، والتفريع على أصولهم ، دون غيرهم ممن تقدمهم أو عاصرهم ، للعلل التي ذكرناها .
[ ص: 93 ] وصار الناس اليوم في الدنيا إلى خمسة مذاهب ، فالخامس : هو مذهب
الداودية . فحق على طالب العلم أن يعرف أولاهم بالتقليد ، ليحصل على مذهبه . وها نحن نبين أن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا - رحمه الله - هو ذلك ، لجمعه أدوات الإمامة وكونه أعلم القوم .
ثم وجه القاضي دعواه ، وحسنها ونمقها ، ولكن ما يعجز كل واحد من حنفي ، وشافعي ، وحنبلي ، وداودي ، عن ادعاء مثل ذلك لمتبوعه ، بل ذلك لسان حاله ، وإن لم يفه به .
ثم قال
القاضي عياض : وعندنا - ولله الحمد - لكل إمام من المذكورين مناقب تقضي له بالإمامة .
قلت : ولكن هذا الإمام الذي هو النجم الهادي قد أنصف ، وقال قولا فصلا ، حيث يقول : كل أحد يؤخذ من قوله ويترك ، إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم . ولا ريب أن كل من أنس من نفسه فقها ، وسعة علم ، وحسن قصد ، فلا يسعه الالتزام بمذهب واحد في كل أقواله ، لأنه قد تبرهن له مذهب الغير
[ ص: 94 ] في مسائل ، ولاح له الدليل ، وقامت عليه الحجة ، فلا يقلد فيها إمامه ، بل يعمل بما تبرهن ، ويقلد الإمام الآخر بالبرهان ، لا بالتشهي والغرض . لكنه لا يفتي العامة إلا بمذهب إمامه ، أو ليصمت فيما خفي عليه دليله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : العلم يدور على ثلاثة :
مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث ،
وابن عيينة .
قلت : بل وعلى سبعة معهم ، وهم :
الأوزاعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ،
ومعمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة ،
وشعبة ، والحمادان .
وروي عن
الأوزاعي أنه كان إذا ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : عالم العلماء ، ومفتي
الحرمين .
وعن بقية أنه قال : ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنة ماضية منك يا
مالك .
وقال
أبو يوسف : ما رأيت أعلم من
أبي حنيفة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ، فقدمه على
الأوزاعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث ،
وحماد ،
والحكم ، في العلم . وقال : هو إمام في الحديث وفي الفقه . وقال
القطان : هو إمام يقتدى به . وقال
ابن معين :
مالك من حجج الله على خلقه . وقال
أسد بن الفرات : إذا أردت الله والدار الآخرة فعليك
بمالك .
[ ص: 95 ] وقد صنف
مكي القيسي كتابا فيما روي عن
مالك في التفسير ، ومعاني القرآن . وقد ذكره أبو عمرو الداني في " طبقات القراء " . وأنه تلا على نافع بن أبي نعيم .
وقال
بهلول بن راشد ما رأيت أنزع بآية من
مالك مع معرفته بالصحيح والسقيم .
قرأت على
إسحاق بن طارق ، أخبرنا
ابن خليل ، أخبرنا
أبو المكارم التيمي ، ونبأني
ابن سلامة ، عن
أبي المكارم ، أخبرنا
أبو علي الحداد ، أخبرنا
أبو نعيم الحافظ ، حدثنا
أبو محمد بن حيان ، حدثنا
محمد بن أحمد بن عمرو ، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن كليب ، عن
الفضل بن زياد ، سألت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : من ضرب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ؟ قال : بعض الولاة في طلاق المكره ، كان لا يجيزه ، فضربه لذلك . وبه قال
أبو نعيم : حدثنا
محمد بن علي ، حدثنا
المفضل الجندي ،
[ ص: 96 ] سمعت
أبا مصعب ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ، يقول : ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك .
ثم قال
أبو مصعب : كان
مالك لا يحدث إلا وهو على طهارة إجلالا للحديث .
وبه قال : حدثنا
ابن حيان ، حدثنا
محمد بن أحمد بن الوليد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إذا جاء الأثر كان
مالك كالنجم ، وهو
وسفيان القرينان .
وبه : حدثنا
إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا
السراج ، حدثنا
محمود بن غيلان ، حدثنا
أبو داود ، حدثنا
شعبة : أتيت
المدينة بعد موت
نافع بسنة ، فإذا الحلقة
لمالك .
وبه : حدثنا
أحمد بن إسحاق ، أخبرنا
محمد بن أحمد بن راشد ، سمعت
أبا داود يقول : حكى لي بعض أصحاب
ابن وهب ، عنه ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا لما ضرب ، حلق وحمل على بعير ، فقيل له : ناد على نفسك . فقال : ألا من عرفني ، فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا
مالك بن أنس ، أقول : طلاق المكره ليس بشيء . فبلغ ذلك
جعفر بن سليمان الأمير ، فقال : أدركوه ، أنزلوه .
[ ص: 97 ]
وبه : حدثنا
إبراهيم ، حدثنا
السراج ، حدثنا
الحسن بن عبد العزيز ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ، عن
ابن وهب قال : قيل
لمالك : ما تقول في طلب العلم ؟ قال : حسن جميل ، لكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي ، فالزمه .
وبه عن
ابن وهب : سئل
مالك عن الداعي يقول : يا سيدي . فقال : يعجبني دعاء الأنبياء : ربنا ، ربنا .
وبه : حدثنا
أحمد بن جعفر بن سلم ، حدثنا
الأبار ، حدثنا
أحمد بن هاشم ، حدثنا
ضمرة ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : لو أن لي سلطانا على من يفسر القرآن لضربت رأسه .
قلت : يعني تفسيره برأيه . وكذلك جاء عن
مالك ، من طريق أخرى .
وبه : حدثنا
محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا
أبو إسماعيل الترمذي ، حدثنا
نعيم بن حماد ، سمعت
ابن المبارك يقول : ما رأيت أحدا ارتفع مثل
مالك ، ليس له كثير صلاة ولا صيام ، إلا أن تكون له سريرة .
قلت : ما كان عليه من العلم ونشره أفضل من نوافل الصوم والصلاة لمن أراد به الله .
وبه : حدثنا
سليمان بن أحمد ، حدثنا
المقدام بن داود ، حدثنا
عبد الله [ ص: 98 ] بن عبد الحكم ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : شاورني
nindex.php?page=showalam&ids=14370هارون الرشيد في ثلاثة : في أن يعلق الموطأ في
الكعبة ، ويحمل الناس على ما فيه ، وفي أن ينقض منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويجعله من ذهب وفضة وجوهر ، وفي أن يقدم
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافعا إماما في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : أما تعليق " الموطأ " ، فإن الصحابة اختلفوا في الفروع ، وتفرقوا ، وكل عند نفسه مصيب . وأما نقض المنبر ، فلا أرى أن يحرم الناس أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما تقدمتك
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافعا فإنه إمام في القراءة ، لا يؤمن أن تبدر منه بادرة في المحراب ، فتحفظ عليه . فقال : وفقك الله يا
أبا عبد الله .
هذا إسناد حسن ، لكن لعل الراوي وهم في قوله :
هارون ، لأن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافعا قبل خلافة
هارون مات .
من قول
مالك في السنة : وبه حدثنا
محمد بن أحمد بن علي ، حدثنا
الفريابي ، حدثنا
الحلواني ، سمعت
مطرف بن عبد الله ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر بعده سننا ، الأخذ بها اتباع لكتاب الله ، واستكمال بطاعة الله ، وقوة على دين الله ، ليس لأحد تغييرها ، ولا تبديلها ، ولا النظر في شيء خالفها ، من اهتدى بها ، فهو مهتد ، ومن استنصر بها ، فهو منصور ، ومن تركها ، اتبع غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا .
[ ص: 99 ] وبه إلى
الحلواني : سمعت
إسحاق بن عيسى يقول : قال
مالك : أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل ، تركنا ما نزل به
جبريل على
محمد - صلى الله عليه وسلم - لجدله ؟!
وبه حدثنا
الحسن بن سعيد ، حدثنا
زكريا الساجي ، حدثنا
أبو داود ، حدثنا
أبو ثور : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول : كان
مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء ، قال : أما إني على بينة من ديني ، وأما أنت ، فشاك ، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه .
وبه حدثنا
سليمان الطبراني ، حدثنا
الحسين بن إسحاق ، حدثنا
يحيى بن خلف الطرسوسي - وكان من ثقات المسلمين - ، قال : كنت عند
مالك ، فدخل عليه رجل ، فقال : يا
أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول : القرآن مخلوق ؟ فقال
مالك : زنديق ، اقتلوه . فقال : يا
أبا عبد الله ، إنما أحكي كلاما سمعته ، قال : إنما سمعته منك ، وعظم هذا القول .
وبه حدثنا
ابن حيان ، حدثنا
ابن أبي داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، حدثنا
ابن وهب ، قال : قال
مالك : الناس ينظرون إلى الله عز وجل يوم القيامة بأعينهم .
وبه حدثنا
عبد الله بن محمد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدثنا
يونس ، حدثنا
ابن وهب ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول لرجل سأله عن القدر : نعم . قال الله تعالى :
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها .
[ ص: 100 ]
وبه حدثنا
عبد الله بن محمد ، حدثنا
ابن أبي عاصم ، سمعت
سعيد بن عبد الجبار ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : رأيي فيهم أن يستتابوا ، فإن تابوا ، وإلا قتلوا - يعني القدرية .
وبه حدثنا
محمد بن علي العقيلي ، حدثنا
القاضي أبو أمية الغلابي ، حدثنا
سلمة بن شبيب ، حدثنا
مهدي بن جعفر ، حدثنا
جعفر بن عبد الله قال : كنا عند
مالك ، فجاءه رجل ، فقال : يا
أبا عبد الله :
الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ فما وجد
مالك من شيء ما وجد من مسألته ، فنظر إلى الأرض ، وجعل ينكت بعود في يده ، حتى علاه الرحضاء ثم رفع رأسه ، ورمى بالعود ، وقال : الكيف منه غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأظنك صاحب بدعة . وأمر به فأخرج .
قال
سلمة بن شبيب مرة في رواية هذا : وقال للسائل : إني أخاف أن تكون ضالا .
وقال
أبو الربيع الرشيديني : حدثنا
ابن وهب قال : كنا عند
مالك ، [ ص: 101 ] فقال رجل : يا أبا عبد الله :
الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه ؟ . فأطرق
مالك ، وأخذته الرحضاء ، ثم رفع رأسه ، فقال :
الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ، ولا يقال له : كيف ، و " كيف " عنه مرفوع ، وأنت رجل سوء صاحب بدعة ، أخرجوه .
وقال
محمد بن عمرو قشمرد النيسابوري : سمعت
يحيى بن يحيى يقول : كنا عند
مالك فجاءه رجل ، فقال :
الرحمن على العرش استوى فذكر نحوه ، وفيه ، فقال : الاستواء غير مجهول .
وروى
عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب : " الرد على
الجهمية " له ، قال : حدثني أبي ، حدثنا
سريج بن النعمان ، عن
عبد الله بن نافع ، قال : قال
مالك : الله في السماء ، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14624محمد بن إسحاق الصغاني : حدثنا
أبو بكر أحمد بن محمد العمري ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : القرآن كلام الله ، وكلام الله منه ، وليس من الله شيء مخلوق .
[ ص: 102 ]
قال
القاضي عياض في سيرة
مالك قال
ابن نافع وأشهب - وأحدهما يزيد على الآخر - قلت : يا
أبا عبد الله :
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ينظرون إلى الله ؟ قال : نعم ، بأعينهم هاتين . قلت : فإن قوما يقولون : ناظرة : بمعنى منتظرة إلى الثواب . قال : بل تنظر إلى الله ، أما سمعت قول
موسى :
رب أرني أنظر إليك أتراه سأل محالا ؟ قال الله : لن تراني في الدنيا ، لأنها دار فناء ، فإذا صاروا إلى دار البقاء ، نظروا بما يبقى إلى ما يبقى . قال تعالى :
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون .
قال
القاضي وقال غير واحد عن
مالك : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص ، وبعضه أفضل من بعض .
قال : وقال
ابن القاسم : كان
مالك يقول : الإيمان يزيد . وتوقف عن النقصان .
قال : وروى
ابن نافع ، عن
مالك : من قال : القرآن مخلوق ، يجلد ويحبس .
قال : وفي رواية
بشر بن بكر ، عن
مالك قال : يقتل ولا تقبل له توبة .
يونس الصدفي : حدثنا
أشهب ، عن
مالك ، قال :
القدرية لا
[ ص: 103 ] تناكحوهم ، ولا تصلوا خلفهم .
أحمد بن عيسى : حدثنا
ابن وهب ، قال : قال
مالك : لا يستتاب من سب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكفار والمسلمين .
nindex.php?page=showalam&ids=13357أبو أحمد بن عدي : حدثنا
أحمد بن علي المدائني ، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن جابر ، حدثنا
أبو زيد بن أبي الغمر ، قال : قال
القاسم : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا عمن حدث بالحديث ، الذين قالوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880218إن الله خلق آدم على صورته . والحديث الذي جاء :
إن الله يكشف عن ساقه ، وأنه [ ص: 104 ] يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد فأنكر
مالك ذلك إنكارا شديدا ، ونهى أن يحدث بها أحد ، فقيل له : إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به ، فقال : من هو ؟ قيل :
ابن عجلان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، قال : لم يكن
ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ، ولم يكن عالما . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبا الزناد ، فقال : لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات . رواها
مقدام الرعيني ، عن
ابن أبي الغمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14061والحارث بن مسكين ، قالا : حدثنا
ابن القاسم .
قلت : أنكر الإمام ذلك ، لأنه لم يثبت عنده ، ولا اتصل به ، فهو معذور ، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك - أعني الحديث الأول والثاني - لثبوت سندهما ، وأما الحديث الثالث ، فلا أعرفه
[ ص: 105 ] بهذا اللفظ ، فقولنا في ذلك وبابه : الإقرار ، والإمرار ، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : حدثنا
محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا
صالح بن أيوب ، حدثنا
حبيب بن أبي حبيب ، حدثني
مالك قال : يتنزل ربنا - تبارك وتعالى - أمره ، فأما هو ، فدائم لا يزول . قال
صالح : فذكرت ذلك
ليحيى بن بكير ، فقال : حسن والله ، ولم أسمعه من
مالك .
قلت : لا أعرف
صالحا ،
وحبيب مشهور ، والمحفوظ عن
مالك - رحمه الله - رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات ، فقال : أمرها كما جاءت ، بلا تفسير . فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية
حبيب .
أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي ، حدثنا
عمرو بن أبي سلمة ، حدثنا
عمرو بن حسان أن
أبا خليد قال
لمالك : يا
أبا عبد الله إن أهل
دمشق يقرءون : إبراهام . فقال : أهل
دمشق بأكل البطيخ أعلم منهم بالقراءة . قال له
أبو خليد : إنهم يدعون قراءة
عثمان ، قال
مالك : فهذا مصحف
عثمان عندي . ودعا به ، ففتح ، فإذا فيه : إبراهام ، كما قال أهل
دمشق .
قلت : رسم المصحف محتمل للقراءتين ، وقراءة الجمهور أفصح وأولى .
[ ص: 106 ]
قال
ابن القاسم : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا عن
علي وعثمان . فقال : ما أدركت أحدا ممن أقتدي به إلا وهو يرى الكف عنهما ، قال
ابن القاسم : يريد التفضيل بينهما . فقلت :
فأبو بكر وعمر ؟ فقال : ليس فيهما إشكال ، إنهما أفضل من غيرهما .
قال
الحسن بن رشيق : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي يقول : أمناء الله على علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة :
شعبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان .
قال
القاضي عياض : قال
معن : انصرف
مالك يوما ، فلحقه رجل يقال له :
أبو الجويرية ، متهم بالإرجاء . فقال : اسمع مني ، قال : احذر أن أشهد عليك . قال : والله ما أريد إلا الحق ، فإن كان صوابا فقل به ، أو فتكلم . قال : فإن غلبتني ؟ قال : اتبعني . قال : فإن غلبتك ؟ قال : اتبعتك . قال : فإن جاء رجل فكلمنا ، فغلبنا ؟ قال : اتبعناه . فقال
مالك : يا هذا ، إن الله بعث
محمدا - صلى الله عليه وسلم - بدين واحد ، وأراك تتنقل .
وعن
مالك قال : الجدال في الدين ينشئ المراء ، ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي ، ويورث الضغن .
قال
القاضي عياض : قال
أبو طالب المكي : كان
مالك - رحمه الله - أبعد الناس من مذاهب المتكلمين ، وأشد نقضا للعراقيين . ثم قال
القاضي عياض : قال
سفيان بن عيينة : سأل رجل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا فقال :
الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ فسكت
مالك حتى علاه الرحضاء ، ثم قال : الاستواء منه معلوم ، والكيف منه غير معقول ، والسؤال عن هذا
[ ص: 107 ] بدعة ، والإيمان به واجب ، وإني لأظنك ضالا . أخرجوه . فناداه الرجل : يا
أبا عبد الله ، والله لقد سألت عنها أهل
البصرة والكوفة والعراق ، فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له .