محمد بن أحمد بن عياض المفرض : سمعت
حرملة يقول : كان
الليث بن سعد يصل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا بمائة دينار في السنة ، فكتب
مالك إليه : علي دين ، فبعث إليه بخمس مائة دينار ، فسمعت
ابن وهب يقول : كتب
مالك إلى
الليث : إني أريد أن أدخل بنتي على زوجها ، فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر ، فبعث إليه بثلاثين حملا عصفرا ، فباع منه بخمس مائة دينار ، وبقي عنده فضلة .
قال
أبو داود : قال
قتيبة : كان
الليث يستغل عشرين ألف دينار في كل سنة ، وقال : ما وجبت علي زكاة قط . وأعطى
الليث ابن لهيعة ألف دينار ،
[ ص: 149 ] وأعطى
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ألف دينار ، وأعطى
منصور بن عمار الواعظ ألف دينار وجارية تسوى ثلاث مائة دينار .
قال : وجاءت امرأة إلى
الليث ، فقالت : يا
أبا الحارث ، إن ابنا لي عليل ، واشتهى عسلا ، فقال : يا غلام ، أعطها مرطا من عسل ، والمرط : عشرون ومائة رطل .
قال
عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد : سمعت أبي يقول : ما وجبت علي زكاة منذ بلغت .
وقال
أبو صالح : سألت امرأة
الليث منا [ من ] عسل ، فأمر لها بزق ، وقال : سألت على قدرها ، وأعطيناها على قدر السعة علينا .
قال
يعقوب بن شيبة : حدثني
عبد الله بن إسحاق ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17303يحيى بن إسحاق السيلحيني ، قال : جاءت امرأة بسكرجة إلى
الليث تطلب عسلا ، فأمر من يحمل معها زقا ، فجعلت تأبى ، وجعل
الليث يأبى إلا أن يحمل معها من عسل ، وقال : نعطيك على قدرنا . .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ، قال : اشترى قوم من
الليث ثمرة ، فاستغلوها ، فاستقالوه ، فأقالهم ، ثم دعا بخريطة فيها أكياس ، فأمر لهم بخمسين دينارا ، فقال له ابنه
الحارث في ذلك . فقال : اللهم غفرا ، إنهم قد كانوا أملوا فيها أملا ، فأحببت أن أعوضهم من أملهم بهذا .
[ ص: 150 ] أحمد بن عثمان النسائي : سمعت
قتيبة ، سمعت
شعيب بن الليث يقول : خرجت حاجا مع أبي ، فقدم
المدينة ، فبعث إليه
مالك بن أنس بطبق رطب ، قال : فجعل على الطبق ألف دينار ، ورده إليه .
إسماعيل سمويه : حدثنا
عبد الله بن صالح ، قال : صحبت
الليث عشرين سنة ، لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس . كان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض .
محمد بن أحمد بن عياض المفرض : حدثنا
إسماعيل بن عمرو الغافقي ، سمعت
أشهب بن عبد العزيز يقول : كان
الليث له كل يوم أربعة مجالس يجلس فيها : أما أولها ، فيجلس لنائبة السلطان في نوائبه وحوائجه ، وكان
الليث يغشاه السلطان ، فإذا أنكر من القاضي أمرا ، أو من السلطان ، كتب إلى أمير المؤمنين ، فيأتيه العزل ، ويجلس لأصحاب الحديث ، وكان يقول : نجحوا أصحاب الحوانيت ، فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم . ويجلس للمسائل ، يغشاه الناس ، فيسألونه ، ويجلس لحوائج الناس ، لا يسأله أحد فيرده ، كبرت حاجته أو صغرت . وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر ، وفي الصيف سويق اللوز في السكر .
وبه إلى
الخطيب أبي بكر : أخبرنا
البرقاني ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15213أبو إسحاق المزكي ، أخبرنا
السراج : سمعت
قتيبة يقول : قفلنا مع
الليث بن سعد من
الإسكندرية ، وكان معه ثلاث سفائن : سفينة فيها مطبخه ، وسفينة فيها عائلته ، وسفينة فيها أضيافه . وكان إذا حضرت الصلاة يخرج إلى الشط فيصلي . وكان ابنه
شعيب إمامه ، فخرجنا لصلاة المغرب ، فقال : أين
[ ص: 151 ] شعيب ؟ ، فقالوا : حم ، فقام
الليث ، فأذن وأقام ، ثم تقدم ، فقرأ
والشمس وضحاها فقرأ : " فلا يخاف عقباها " . وكذلك في مصاحف أهل
المدينة يقولون : هو غلط من الكاتب عند أهل
العراق ، ويجهر : ببسم الله الرحمن الرحيم . ويسلم تلقاء وجهه .
الفسوي : قال
ابن بكير : سمعت
الليث كثيرا يقول : أنا أكبر من
ابن لهيعة ، فالحمد لله الذي متعنا بعقلنا .
ثم قال
ابن بكير : حدثني
شعيب بن الليث ، عن أبيه قال : لما ودعت
أبا جعفر ببيت المقدس قال : أعجبني ما رأيت من شدة عقلك ، والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك . قال
شعيب : كان أبي يقول : لا تخبروا بهذا ما دمت حيا .
قال
قتيبة : كان
الليث أكبر من
ابن لهيعة بثلاث سنين ، وإذا نظرت تقول : ذا ابن ، وذا أب ، يعني
ابن لهيعة الأب .
قال : ولما احترقت كتب
ابن لهيعة ، بعث إليه
الليث من الغد بألف دينار .
قال
محمد بن صالح الأشج : سئل
قتيبة : من أخرج لكم هذه
[ ص: 152 ] الأحاديث من عند
الليث ؟ فقال : شيخ كان يقال له :
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب . وقدم
منصور بن عمار على
الليث ، فوصله بألف دينار . واحترقت دار
ابن لهيعة ، فوصله بألف دينار ، ووصل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا بألف دينار ، وكساني قميص سندس ، فهو عندي . رواها
صالح بن أحمد الهمذاني ، عن
محمد بن علي بن الحسين الصيدناني ، سمعت
الأشج .
أحمد بن عثمان النسائي : سمعت
قتيبة ، سمعت
شعيبا يقول : يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألفا ، تأتي عليه السنة وعليه دين .
وبه إلى
الخطيب : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ، حدثنا
إسحاق بن إسماعيل الرملي ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16958محمد بن رمح يقول : كان دخل
الليث بن سعد في كل سنة ثمانين ألف دينار ، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط . قلت : ما مضى في دخله أصح .
أحمد بن محمد بن نجدة التنوخي : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16958محمد بن رمح يقول : حدثني
سعيد الآدم ، قال : مررت
بالليث بن سعد فتنحنح لي ، فرجعت إليه ، فقال لي : يا
سعيد ، خذ هذا القنداق فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ، ممن لا بضاعة له ولا غلة . فقلت : جزاك الله خيرا يا
أبا [ ص: 153 ] الحارث . وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل ، فلما صليت أوقدت السراج وكتبت : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قلت : فلان بن فلان . ثم بدرتني نفسي . فقلت : فلان بن فلان . قال : فبينا أنا على ذلك إذ أتاني آت ، فقال : ها الله يا
سعيد ، تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا ، فتكشفهم لآدمي ؟! مات
الليث ، ومات
شعيب ، أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه ؟ فقمت ولم أكتب شيئا ، فلما أصبحت ، أتيت
الليث ، فتهلل وجهه ، فناولته القنداق فنشره ، فما رأى فيه غير : بسم الله الرحمن الرحيم . فقال : ما الخبر ؟ فأخبرته بصدق عما كان ، فصاح صيحة ، فاجتمع عليه الناس من الحلق ، فسألوه فقال : ليس إلا خير ، ثم أقبل علي ، فقال : يا
سعيد ، تبينتها وحرمتها ، صدقت . مات
الليث أليس مرجعهم إلى الله .
قال
مقدام بن داود : رأيت
سعيدا الآدم ، وكان يقال : إنه من الأبدال .
قال
أبو صالح : كان
الليث يقرأ
بالعراق من فوق علية على أصحاب الحديث ، والكتاب بيدي ، فإذا فرغ رميت به إليهم ، فنسخوه .
روى
عبد الملك بن شعيب ، عن أبيه ، قال : قيل
لليث : أمتع الله بك ، إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك ، فقال : أوكل ما في صدري في كتبي ؟ لو كتبت ما في صدري ، ما وسعه هذا المركب . رواها
الحافظ بن يونس ، حدثنا
أحمد بن محمد بن الحارث ، حدثنا
محمد بن عبد الملك ، عن أبيه .
[ ص: 154 ] يحيى بن بكير : قال
الليث : كنت
بالمدينة مع الحجاج وهي كثيرة السرقين ، فكنت ألبس خفين ، فإذا بلغت باب المسجد ، نزعت أحدهما ، ودخلت . فقال
يحيى بن سعيد الأنصاري : لا تفعل هذا ، فإنك إمام منظور إليك - يريد لبس خف على خف .
الأثرم : سمعت
أبا عبد الله يقول : ما في هؤلاء المصريين - أثبت من
الليث ، لا
عمرو بن الحارث ولا أحد ، وقد كان
عمرو بن الحارث عندي ، ثم رأيت له أشياء مناكير ، ما أصح حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15124ليث بن سعد ، وجعل يثني عليه ، فقال رجل
لأبي عبد الله : إن إنسانا ضعفه . فقال : لا يدري . وقال
الفضل بن زياد : قال
أحمد :
ليث كثير العلم ، صحيح الحديث .
وقال
أحمد بن سعد الزهري : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل يقول :
الليث ثقة ثبت .
وقال
أبو داود : سمعت
أحمد يقول : ليس في المصريين أصح حديثا من
الليث بن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16700وعمرو بن الحارث يقاربه . وقال
عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : أصح الناس حديثا عن
سعيد المقبري nindex.php?page=showalam&ids=15124ليث بن سعد ، يفصل ما روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وما عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . هو ثبت في حديثه جدا .
وقال
حنبل : سئل
أحمد :
ابن أبي ذئب أحب إليك عن
المقبري أو
[ ص: 155 ] ابن عجلان ؟ قال :
ابن عجلان اختلط عليه سماعه من سماع أبيه ،
الليث أحب إلي منهم في
المقبري .
وقال
عثمان الدارمي : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين يقول :
الليث أحب إلي من
يحيى بن أيوب ،
ويحيى ثقة . قلت : فكيف حديثه عن
نافع ؟ فقال : صالح ، ثقة .
وقال
أحمد بن سعد بن أبي مريم : قال
ابن معين :
الليث عندي أرفع من
ابن إسحاق . قلت :
فالليث أو
مالك ؟ قال :
مالك .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح - وذكر
الليث - فقال : إمام قد أوجب الله علينا حقه ، لم يكن بالبلد بعد
عمرو بن الحارث مثله .
وقال
سهل بن أحمد الواسطي : سمعت
الفلاس يقول :
nindex.php?page=showalam&ids=15124ليث بن سعد صدوق ، سمعت
ابن مهدي يحدث عن
ابن المبارك ، عنه .
قال
ابن سعد : استقل
الليث بالفتوى ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، سريا من الرجال ، سخيا ، له ضيافة .
وقال
يعقوب بن شيبة : في حديثه عن
الزهري بعض الاضطراب .
عن
الليث قال : ارتحلت إلى
الإسكندرية إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، فوجدته قد مات ، فصليت عليه . وقال
العجلي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي :
الليث ثقة . وقال
ابن خراش : صدوق صحيح الحديث .
[ ص: 156 ] عباس الدوري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، قال : هذه رسالة
مالك إلى
الليث ، حدثنا بها
عبد الله بن صالح يقول فيها : وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك ، وحاجة من قبلك إليك ، واعتمادهم على ما جاءهم منك .
nindex.php?page=showalam&ids=15517أحمد بن عبد الرحمن بن وهب : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول :
الليث أفقه من
مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة الرازي : سمعت
يحيى بن بكير يقول :
الليث أفقه من
مالك ، ولكن الحظوة
لمالك - رحمه الله . وقال
حرملة : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول :
الليث أتبع للأثر من
مالك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني :
الليث ثبت . وقال
أبو حاتم : هو أحب إلي من
مفضل بن فضالة .
وقال
أبو داود : حدثني
محمد بن الحسين : سمعت
أحمد يقول :
الليث ثقة ولكن في أخذه سهولة .
قال
يحيى بن بكير : قال
الليث : قال لي
المنصور : تلي لي
مصر ؟ فاستعفيت . قال : أما إذ أبيت فدلني على رجل أقلده
مصر . قلت :
عثمان بن الحكم الجذامي رجل له صلاح ، وله عشيرة . قال : فبلغ
عثمان ذلك ، فعاهد الله ألا يكلم
الليث .
[ ص: 157 ]
قال : وولي لهم
الليث ثلاث ولايات
لصالح بن علي . قال
صالح nindex.php?page=showalam&ids=16700لعمرو بن الحارث : لا أدع
الليث حتى يتولى لي . فقال
عمرو : لا يفعل . فقال : لأضربن عنقه ، فجاءه
عمرو فحذره ، فولي ديوان العطاء ، وولي
الجزيرة أيام
أبي جعفر ، وولي الديوان أيام
المهدي .
قال
أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري : سمعت
محمد بن معاوية ، يقول -
nindex.php?page=showalam&ids=16039وسليمان بن حرب إلى جنبه - : خرج
الليث بن سعد يوما ، فقوموا ثيابه ، ودابته ، وخاتمه ، وما عليه ، ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا . فقال
سليمان : لكن خرج علينا
شعبة يوما ، فقوموا حماره وسرجه ، ولجامه ، ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما .
عن
أبي صالح كاتب الليث ، قال : كنا على باب
مالك ، فامتنع عن الحديث ، فقلت : ما يشبه هذا صاحبنا ؟ قال : فسمعها
مالك ، فأدخلنا ، وقال : من صاحبكم ؟ قلت :
الليث ، قال : تشبهونا برجل كتبت إليه في قليل عصفر ، نصبغ به ثياب صبياننا ، فأنفذ منه ما بعنا فضلته بألف دينار !
قال
عبد الملك بن شعيب بن الليث : سمعت
أسد بن موسى يقول : كان
عبد الله بن علي يطلب
بني أمية ، فيقتلهم ، قال : فدخلت
مصر في هيئة
[ ص: 158 ] رثة ، فأتيت
الليث ، فلما فرغت من المجلس ، تبعني خادم له بمائة دينار ، وكان في حزتي هميان فيه ألف دينار ، فأخرجتها ، فقلت : أنا في غنى ، استأذن لي على الشيخ ، فاستأذن ، فدخلت ، وأخبرته بنسبي واعتذرت من الرد ، فقال : هي صلة . قلت : أكره أن أعود نفسي . قال : ادفعها إلى من ترى من أصحاب الحديث .
قال
قتيبة : كان
الليث يركب في جميع الصلوات إلى الجامع ، ويتصدق كل يوم على ثلاث مائة مسكين .
سليم بن منصور بن عمار : حدثنا أبي قال : دخلت على
الليث خلوة ، فأخرج من تحته كيسا فيه ألف دينار ، وقال : يا
أبا السري ، لا تعلم بها ابني ، فتهون عليه .
أبو صالح ، عن
الليث ، قال لي
الرشيد : ما صلاح بلدكم ؟ قلت : بإجراء النيل ، وبصلاح أميرها ، ومن رأس العين يأتي الكدر ، فإن صفت العين ، صفت السواقي . قال : صدقت .
وعن
ابن وزير قال : قد ولي
الليث الجزيرة ، وكان أمراء
مصر لا يقطعون أمرا إلا بمشورته . فقال
أبو المسعد ، ووصلها إلى
المنصور :
لعبد الله عبد الله عندي نصائح حكتها في السر وحدي أمير المؤمنين تلاف مصرا
فإن أميرها ليث بن سعد
[ ص: 159 ]
قال
بكر بن مضر : قدم علينا كتاب
مروان بن محمد إلى
حوثرة والي
مصر : إني قد بعثت إليكم أعرابيا بدويا فصيحا من حاله ، ومن حاله ، فاجمعوا له رجلا يسدده في القضاء ، ويصوبه في المنطق . فأجمع رأي الناس على
الليث بن سعد ، وفي الناس معلماه :
يزيد بن أبي حبيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16700وعمرو بن الحارث .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح : أعضلت
الرشيد مسألة فجمع لها فقهاء الأرض ، حتى أشخص
الليث ، فأخرجه منها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم : حدثنا
الليث قال : قدمت
مكة ، فجئت
أبا الزبير ، فدفع إلي كتابين ، فانقلبت بهما ، ثم قلت : لو عاودته ، فسألته : أسمعت هذا كله من
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ؟ فقال : منه ما سمعته ، ومنه ما حدثت به . فقلت له : علم لي على ما سمعت ، فعلم لي على هذا الذي عندي .
قلت : قد روى
الليث إسنادا عاليا في زمانه ، فعنده عن
عطاء عن
عائشة ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن
ابن عباس ، وعن
نافع عن
ابن عمر ، وعن
المقبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وهذا النمط أعلى ما يوجد في زمانه . ثم تراه ينزل في أحاديث ، ولا يبالي لسعة علمه ، فقد روى أحاديث عن
الهقل بن زياد ،
[ ص: 160 ] وهو أصغر منه بكثير ، عن
الأوزاعي ، عن
داود بن عطاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن
نافع مولى ابن عمر .
وقال
عبد الله بن صالح : حدثنا
الليث ، عن
خالد بن يزيد ، عن
سعيد بن أبي هلال ، عن
ابن الهاد ، عن
ابن شهاب ، عن
عروة ، أنه سأل
عائشة - رضي الله عنها - عن قوله تعالى :
وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى . . . الحديث .
وقال
أبو صالح : حدثنا
الليث ، حدثني
خالد بن يزيد ، عن
سعيد ، عن
ابن عجلان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، أخبره أنه رأى
ابن عمر إذا سجد ، فرفع رأسه من السجدة الأولى ، قعد على أطراف أصابعه ويقول : إنه من السنة . لم يروه إلا
الليث ، تفرد به عنه
أبو صالح .
جماعة قالوا : حدثنا
الليث ، عن
ابن الهاد ، عن
عبد الوهاب بن أبي بكر ، عن
عبد الله بن مسلم ، عن
ابن شهاب ، عن
أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=880497أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الكوثر فقال : " نهر أعطانيه ربي ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وفيه طير كأعناق الجزر " فقال عمر : يا رسول الله ، إن تلك الطير ناعمة ! قال : آكلها أنعم منها يا عمر .
[ ص: 161 ]
سمعه
ابن بكير ومنصور بن سلمة ،
ويونس بن محمد منه ،
وعبد الله هو أخو الزهري .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16448عبد الله بن عبد الحكم : كنا في مجلس
الليث ، فذكر العدس ، فقال
مسلمة بن علي : بارك فيه سبعون نبيا ، فقضى
الليث صلاته وقال : ولا نبي واحد ، إنه بارد مؤذ .
قال
عبد العزيز الدراوردي : لقد رأيت
الليث ، وإن
ربيعة ويحيى بن سعيد ليتزحزحون له زحزحة . قال
سعيد الآدم : قال
العلاء بن كثير :
الليث بن سعد سيدنا وإمامنا وعالمنا .
قال
ابن سعد : كان
الليث قد استقل بالفتوى في زمانه .
قال
يحيى بن بكير ،
nindex.php?page=showalam&ids=15974وسعيد بن أبي مريم : مات
الليث للنصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة ، قال
يحيى : يوم الجمعة ، وصلى عليه
[ ص: 162 ] موسى بن عيسى . وقال
سعيد : مات ليلة الجمعة .
قال
خالد بن عبد السلام الصدفي : شهدت جنازة
الليث بن سعد مع والدي ، فما رأيت جنازة قط أعظم منها ، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن ، وهم يعزي بعضهم بعضا ، ويبكون ، فقلت : يا أبت ، كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة ، فقال : يا بني ، لا ترى مثله أبدا .
قال
أبو بكر الخلال الفقيه : أخبرني
أحمد بن محمد بن واصل المقرئ ، حدثنا
الهيثم بن خارجة ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي عن الأخبار التي في الصفات . فقالوا : أمروها كما جاءت .
وقال
أبو عبيد : ما أدركنا أحدا يفسر هذه الأحاديث ، ونحن لا نفسرها .
قلت : قد صنف
أبو عبيد كتاب " غريب الحديث " وما تعرض لأخبار الصفات الإلهية بتأويل أبدا ، ولا فسر منها شيئا . وقد أخبر بأنه ما لحق أحدا يفسرها ، فلو كان والله تفسيرها سائغا ، أو حتما ، لأوشك أن يكون اهتمامهم بذلك فوق اهتمامهم بأحاديث الفروع والآداب . فلما لم يتعرضوا لها بتأويل ، وأقروها على ما وردت عليه ، علم أن ذلك هو الحق الذي لا حيدة عنه . وقد روى
الليث عمن هو في طبقته ، بل أصغر : روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=15991سعيد بن بشير ،
وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي ،
وشعيب [ ص: 163 ] بن إسحاق الدمشقي ،
وعبد العزيز بن الماجشون .
وأبي معشر ،
nindex.php?page=showalam&ids=17241وهشام بن سعد ، وروى عن رجل ، عن
إبراهيم بن سعد ،
وإبراهيم أصغر منه ، وقد روى عن كاتبه
أبي صالح حديثا واحدا . فهذا ما انتهى إلينا من ترجمة
الليث موجزا - رحمه الله - والحمد لله وحده .
[ ص: 164 ]