[ ص: 239 ] جعفر بن سليمان
ابن علي بن حبر الأمة عبد الله بن عباس ، الأمير سيد
بني هاشم ، أبو القاسم العباسي . ابن عم المنصور . روى عن أبيه .
وعنه : ابناه
قاسم ،
ويعقوب .
وعمر بن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي . وكان من نبلاء الملوك جودا وبذلا ، وشجاعة وعلما ، وجلالة ، وسؤددا ، ولي
المدينة ، ثم
مكة معها ، ثم عزل ، فولي
البصرة للرشيد .
قال
عبد السميع بن علي : لا نعرف في
بني هاشم أغبط منه ، حصل له الشرف والإمرة والمال الجم ، والأولاد الزهر والعبيد . مات عن ثمانين ولدا لصلبه ، منهم ثلاثة وأربعون ذكرا . وولي ابنه
أيوب اليمن في حياته . وله مآثر كثيرة ووقف على المنقطعين .
قال
الأصمعي : ما رأيت أكرم أخلاقا ، ولا أشرف أفعالا منه . وفيه يقول حبيب بن شوذب :
يا أيها السائل عن هاشم هل لك في سيدها جعفر
هل لك في أشبههم غرة إذا بدا بالقمر الأزهر
ولي
المدينة سنة ست وأربعين ومائة بعد
عبد الله بن الربيع الحارثي .
[ ص: 240 ]
وقال
الأصمعي : ركب
جعفر بن سليمان في زي عجيب من التجمل ، وكان
بالبصرة فقيه صالح غلب على عقله ، فخرج إلى طريق
جعفر ، فقال له : يا
جعفر ، انظر أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك ، وحملت على الصراط ، وهذا الجمع والزي لا يساوي غدا حبة ، ولا يغنون عنك من الله شيئا ، إنك تموت وحدك ، وتدخل قبرك وحدك ، وتقف بين يدي الله وحدك ، وتحاسب وحدك ، فانظر لنفسك ، فقد نصحتك .
ذكر
ابن الفوطي جعفرا فلقبه بسيد
بني هاشم ، وقال : كان له
بالبصرة كل يوم غلة ثمانين ألف درهم .
وقال
حماد بن زيد : غسلت
جعفر بن سليمان ، وزررت عليه قميصه حين ألبسته الكفن . ثم جاء عمه
عبد الصمد بتسعة أثواب ليكفنه فيها ، فما كفن إلا في ثلاثة أثواب عملا بالسنة . وقد امتدحه جماعة ، وأخذوا جوائزه . توفي سنة أربع وسبعين ومائة وقيل سنة خمس .