خديجة أم المؤمنين
وسيدة نساء العالمين في زمانها أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، القرشية الأسدية . أم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد وثبتت جأشه ، ومضت به إلى ابن عمها
ورقة .
[ ص: 110 ]
ومناقبها جمة . وهي ممن كمل من النساء . كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة ، من أهل الجنة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ، ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ، ويبالغ في تعظيمها ، بحيث إن
عائشة كانت تقول : ما غرت من امرأة ما غرت من
خديجة ، من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها .
ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنه لم يتزوج امرأة قبلها ، وجاءه منها عدة أولاد ، ولم يتزوج عليها قط ، ولا تسرى إلى أن قضت نحبها ، فوجد لفقدها ، فإنها كانت نعم القرين . وكانت تنفق عليه من مالها ، ويتجر هو صلى الله عليه وسلم لها .
وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب .
الواقدي : حدثنا
ابن أبي حبيبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12458وابن أبي الزناد ، عن
هشام ، وروى عن
جبير بن مطعم : أن عم
خديجة ،
عمرو بن أسد ، زوجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن أباها مات قبل
[ ص: 111 ] الفجار . ثم قال
الواقدي : هذا المجتمع عليه عند أصحابنا ، ليس بينهم اختلاف .
الكلبي ، عن
أبي صالح ، عن
ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بنت ثمان وعشرين سنة .
قال
الزبير بن بكار : كانت
خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة . وأمها هي
فاطمة بنت زائدة العامرية .
كانت
خديجة - أولا - تحت
أبي هالة بن زرارة التميمي ، ثم خلف عليها بعده
عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ثم بعده النبي صلى الله عليه وسلم ، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة . وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة .
عن
عائشة : أن
خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة وقيل : توفيت
[ ص: 112 ] في رمضان ودفنت
بالحجون عن خمس وستين سنة .
وقال
مروان بن معاوية ، عن
وائل بن داود ، عن
عبد الله البهي ، قال : قالت
عائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879158كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها ، فذكرها يوما ، فحملتني الغيرة ، فقلت : لقد عوضك الله من كبيرة السن . قالت : فرأيته غضب غضبا . أسقطت في خلدي وقلت في نفسي : اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما لقيت ، قال : كيف قلت ؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس ، وآوتني إذ رفضني الناس ، ورزقت منها الولد وحرمتموه مني قالت : فغدا وراح علي بها شهرا .
قال
الواقدي : خرجوا من شعب
بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين ، فتوفي
أبو طالب ، وقبله
خديجة بشهر وخمسة أيام .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : ماتت بعد
أبي طالب بثلاثة أيام .
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه ، عن
عائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879159ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، مما كنت أسمع من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، وما تزوجني إلا بعد موتها بثلاث سنين . ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب .
[ ص: 113 ] أبو يعلى في " مسنده " سماعنا : حدثنا
إسحاق بن أبي إسرائيل : حدثنا
سهل بن زياد - ثقة - : حدثني
الأزرق بن قيس ، عن
عبد الله بن نوفل - أو
ابن بريدة - عن
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد ، قالت :
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين أطفالي منك ؟ قال : في الجنة . قالت : فأين أطفالي من أزواجي من المشركين ؟ قال : في النار ، فقلت : بغير عمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين فيه انقطاع .
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن
عمارة ، عن
أبي زرعة ، سمع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879161أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه خديجة أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب . متفق على صحته .
عبد الله بن جعفر : سمعت
عليا : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879162خير نسائها nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد ، وخير نسائها مريم بنت عمران .
أحمد : حدثنا
محمد بن بشر : حدثنا
محمد بن عمرو : حدثنا
أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن ، قالا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879163لما هلكت خديجة جاءت nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم ، امرأة عثمان بن مظعون ، فقالت : يا رسول الله ، ألا تزوج ؟ قال : [ ص: 114 ] ومن ؟ قالت : nindex.php?page=showalam&ids=93سودة بنت زمعة ، قد آمنت بك واتبعتك . . . الحديث بطوله وهو مرسل .
قال
ابن إسحاق : تتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك
أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة . وكانت
خديجة وزيرة صدق . وهي أقرب إلى
قصي من النبي صلى الله عليه وسلم برجل . وكانت متمولة ، فعرضت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج في مالها إلى
الشام ، فخرج مع مولاها
ميسرة . فلما قدم باعت
خديجة ما جاء به ، فأضعف ، فرغبت فيه ، فعرضت نفسها عليه ، فتزوجها ، وأصدقها عشرين بكرة .
فأولادها منه :
القاسم ،
والطيب ، والطاهر ، ماتوا رضعا ؛
nindex.php?page=showalam&ids=10733ورقية ،
وزينب ،
وأم كلثوم ،
وفاطمة .
قالت
عائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879164أول ما بدئ به النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة . . . إلى أن قالت : فقال : اقرأ باسم ربك الذي خلق قالت : فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة ، فقال : زملوني . ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال : ما لي يا خديجة ؟ . وأخبرها الخبر ، وقال : قد خشيت على نفسي ، فقالت له : كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله [ ص: 115 ] أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتعين على نوائب الحق . وانطلقت به إلى ابن عمهاورقة بن نوفل بن أسد ، وكان امرأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الخط العربي ، وكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا قد عمي ، فقالت : اسمع من ابن أخيك ما يقول ، فقال : يا ابن أخي ، ما ترى ؟ فأخبره ، فقال : هذا الناموس الذي أنزل على موسى الحديث .
قال الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12570عز الدين بن الأثير :
خديجة أول خلق الله أسلم ، بإجماع المسلمين .
وقال
الزهري ، وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي ،
وسعيد بن يحيى : أول من آمن بالله ورسوله
خديجة ،
وأبو بكر ،
وعلي رضي الله عنهم .
[ ص: 116 ]
قال
ابن إسحاق : حدثني
إسماعيل بن أبي حكيم ، أنه بلغه عن
خديجة أنها قالت :
يا ابن عم ، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك ؟ فلما جاءه ، قال : يا خديجة ، هذا جبريل ، فقالت : اقعد على فخذي ، ففعل ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم . قالت : فتحول إلى الفخذ اليسرى ، ففعل . قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، فألقت خمارها ، وحسرت عن صدرها ، فقالت : هل تراه ؟ قال : لا . قالت : أبشر ، فإنه والله ملك ، وليس بشيطان .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : روي من وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
يا خديجة ، جبريل يقرئك السلام وفي بعضها :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879167يا محمد ، اقرأ على خديجة من ربها السلام .
عن
حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم في إسناده لين .
حماد بن سلمة ، عن
حميد ، عن
عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال :
وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى خشي عليه ، حتى تزوج عائشة .
معمر ، عن
قتادة .
nindex.php?page=showalam&ids=11960وأبو جعفر الرازي ، عن
ثابت ، واللفظ
لقتادة ، عن
[ ص: 117 ] أنس مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879170حسبك من نساء العالمين أربع .
وقال
ثابت ، عن
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879171خير نساء العالمين مريم ، وآسية ، nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة الدراوردي ، عن
إبراهيم بن عقبة ، عن
كريب ، عن
ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879172سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم فاطمة ، nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة ، وامرأة فرعون آسية .
مجالد ، عن
الشعبي ، عن
مسروق ، عن
عائشة ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879173ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ، فتناولتها ، فقلت : عجوز ! كذا وكذا ، قد أبدلك الله بها خيرا منها . قال : ما أبدلني الله خيرا منها ، لقد آمنت بي حين كفر الناس ، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ، ورزقني الله ولدها ، وحرمني ولد غيرها . قلت : والله لا أعاتبك فيها بعد اليوم .
وروى
عروة ، عن
عائشة ، قالت : توفيت
خديجة قبل أن تفرض الصلاة .
قال
الواقدي : توفيت في رمضان ، ودفنت
بالحجون .
وقال
قتادة : ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين وكذا قال
عروة .