عبد الرحمن بن مهدي ( ع )
ابن حسان ، بن عبد الرحمن ، الإمام الناقد المجود ، سيد
[ ص: 193 ] الحفاظ أبو سعيد العنبري ، وقيل : الأزدي ، مولاهم البصري اللؤلؤي .
ولد سنة خمس وثلاثين ومائة قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل .
وطلب هذا الشأن ، وهو ابن بضع عشرة سنة .
سمع
nindex.php?page=showalam&ids=12339أيمن بن نابل ،
وعمر بن أبي زائدة ،
ومعاوية بن صالح الحضرمي ،
وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي ،
وإسماعيل بن مسلم العبدي قاضي جزيرة قيس ،
وأبا خلدة خالد بن دينار ،
وسفيان ،
وشعبة ،
والمسعودي ،
وعبد الله بن بديل بن ورقاء ،
وأبا يعلى عبد الله بن عبد الرحمن الثقفي ،
وعبد الجليل بن عطية البصري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16585وعكرمة بن عمار ،
وعلي بن مسعدة الباهلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16687وعمران القطان ،
والمثنى بن سعيد الضبعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17415ويونس بن أبي إسحاق ،
وأبا حرة واصل بن عبد الرحمن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11792وأبان بن يزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس ، وعبد العزيز بن الماجشون ، وأمما سواهم .
حدث عنه :
ابن المبارك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب - وهما من شيوخه -
وعلي ، ويحيى ،
وأحمد ،
وإسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15573وبندار ،
nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12260وأحمد بن سنان ،
والقواريري ،
وأبو عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ،
وعبد الله بن هاشم ،
وعبد الرحمن بن عمر : رستة ،
ومحمد بن يحيى ،
وهارون بن سليمان الأصبهاني ،
وعبد الرحمن بن محمد الحارثي كربزان ،
ومحمد بن ماهان زنبقة ، وخلق يتعذر حصرهم .
[ ص: 194 ]
وكان إماما حجة ، قدوة في العلم والعمل .
قال
الخليلي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا أعرف له نظيرا في هذا الشأن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل :
عبد الرحمن أفقه من
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان وقال : إذا اختلف عبد
الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ،
فعبد الرحمن أثبت ، لأنه أقرب عهدا بالكتاب ، واختلفا في نحو من خمسين حديثا
nindex.php?page=showalam&ids=16004للثوري قال : فنظرنا ، فإذا عامة الصواب في يد
عبد الرحمن .
قال
أيوب بن المتوكل : كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا ، ذهبنا إلى دار
عبد الرحمن بن مهدي .
إسماعيل القاضي : سمعت
ابن المديني يقول : أعلم الناس بالحديث
عبد الرحمن بن مهدي . قلت له : قد كتبت حديث
الأعمش ، وكنت عند نفسي أنني قد بلغت فيها ، فقلت : ومن يفيدني عن
الأعمش ؟ فقال لي : من يفيدك عن
الأعمش ؟ قلت : نعم . فأطرق ، ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي ، يتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا ولم أكتب حديثهم نازلا . قال
إسماعيل : أحفظ من ذلك
منصور بن أبي الأسود .
قال
محمد بن أبي بكر المقدمي : ما رأيت أحدا أتقن لما سمع ولما لم يسمع ولحديث الناس من
عبد الرحمن بن مهدي إمام
[ ص: 195 ] ثبت ، أثبت من
يحيى بن سعيد ، وأتقن من
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، كان عرض حديثه على
سفيان .
قال
عبيد الله بن عمر القواريري : أملى علي
عبد الرحمن عشرين ألف حديث حفظا .
وقال
عبيد الله بن سعيد : سمعت
ابن مهدي يقول : لا يجوز أن يكون الرجل إماما حتى يعلم ما يصح مما لا يصح .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : كان علم
عبد الرحمن في الحديث كالسحر .
وقال
أبو عبيد : سمعت
عبد الرحمن يقول : ما تركت حديث رجل إلا دعوت الله له وأسميه .
قال
إبراهيم بن زياد سبلان قلت
nindex.php?page=showalam&ids=16349لعبد الرحمن بن مهدي : ما تقول فيمن يقول : القرآن مخلوق ؟ فقال : لو كان لي سلطان ، لقمت على الجسر ، فلا يمر بي أحد إلا سألته ، فإذا قال : مخلوق ، ضربت عنقه ، وألقيته في الماء .
قال
أبو داود السجستاني : التقى
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وعبد الرحمن في
الحرم بعد العشاء ، فتواقفا ، حتى سمعا أذان الصبح . وروي عن
ابن مهدي قال : لولا أني أكره أن يعصى الله ، لتمنيت
[ ص: 196 ] أن لا يبقى أحد في
المصر إلا اغتابني ! أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها ؟ ! .
وعنه قال : كنت أجلس يوم الجمعة ، فإذا كثر الناس ، فرحت ، وإذا قلوا ، حزنت ، فسألت
بشر بن منصور ، فقال : هذا مجلس سوء ، فلا تعد إليه ، فما عدت إليه .
قال
عبد الرحمن رسته : حدثنا
يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي ، أن أباه قام ليلة ، وكان يحيي الليل كله ، قال : فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس ، ولم يصل الصبح ، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئا شهرين ، فقرح فخذاه جميعا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16353رسته : سمعت
ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير
جعفر بن سليمان : بلغني أنك تتكلم في الرب ، وتصفه وتشبهه . قال : نعم ، نظرنا ، فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان ، فأخذ يتكلم في الصفة ، والقامة . فقال له : رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق ، فإن عجزنا عنه ، فنحن عن الخالق أعجز ، أخبرني عما حدثني
شعبة ، عن
الشيباني ، عن
سعيد بن جبير ، عن
عبد الله :
لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال : رأى
جبريل له ستمائة جناح فبقي الغلام ينظر . فقال : أنا أهون عليك صف لي خلقا
[ ص: 197 ] له ثلاثة أجنحة ، وركب الجناح الثالث منه موضعا حتى أعلم . قال : يا
أبا سعيد ، عجزنا عن صفة المخلوق ، فأشهدك أني قد عجزت ، ورجعت .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل عن
يحيى وابن مهدي ، فقال :
ابن مهدي أكثر حديثا .
قال
أحمد العجلي : شرب
عبد الرحمن بن مهدي البلاذر وكذا
الطيالسي ، فبرص
عبد الرحمن ، وجذم الآخر . قال : وقيل
لعبد الرحمن : أيما أحب إليك ، يغفر لك ذنبا ، أو تحفظ حديثا ؟ قال : أحفظ حديثا .
أبو الربيع الزهراني : سمعت
جريرا الرازي يقول : ما رأيت مثل
عبد الرحمن بن مهدي . ووصف حفظه وبصره بالحديث .
قال
نعيم بن حماد : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=16349لعبد الرحمن بن مهدي : كيف تعرف الكذاب ؟ قال : كما يعرف الطبيب المجنون .
قال
محمد بن أبي صفوان : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني يقول : لو
[ ص: 198 ] أخذت ، فحلفت بين الركن والمقام ، لحلفت بالله أني لم أر أحدا قط أعلم بالحديث من
عبد الرحمن بن مهدي . سمعه
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي منه .
أخبرنا
محمد بن قيماز ، وغيره ، قالوا : أخبرنا
عبد الله بن اللتي ، أخبرنا
أبو الوقت ، أخبرنا
عبد الله بن محمد الأنصاري ، أخبرنا
عبد الجبار الجراحي ، أخبرنا
ابن محبوب ، حدثنا
أبو عيسى الترمذي ، سمعت
محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفي ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني يقول : لو حلفت بين الركن والمقام ، لحلفت أني لم أر أحدا أعلم من
عبد الرحمن بن مهدي .
وبه إلى
الترمذي : حدثنا
أحمد بن الحسن ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : ما رأيت بعيني مثل
يحيى بن سعيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16349وعبد الرحمن بن مهدي إمام .
وقال
زياد بن أيوب الطوسي : قمنا من مجلس
هشيم ، فأخذ
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين وأصحابه بيد فتى ، فأدخلوه مسجدا ، وكتبنا عنه ، فإذا الفتى
عبد الرحمن بن مهدي .
محمد بن عيسى الطرسوسي : سمعت
عبد الرحمن رسته يقول : كانت
لعبد الرحمن بن مهدي جارية ، فطلبها منه رجل ، فكان منه شبه العدة ، فلما عاد إليه ، قيل
لعبد الرحمن : هذا صاحب الخصومات .
[ ص: 199 ] فقال له
عبد الرحمن : بلغني أنك تخاصم في الدين . فقال : يا
أبا سعيد ، إنا نضع عليهم لنحاجهم بها فقال : أتدفع الباطل بالباطل ، إنما تدفع كلاما بكلام ، قم عني ، والله لا بعتك جاريتي أبدا .
قال
ابن المديني : قال
عبد الرحمن : اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليها .
وقال
ابن المديني : دخلت على امرأة
عبد الرحمن بن مهدي ، وكنت أزورها بعد موته ، فرأيت سوادا في القبلة ، فقلت : ما هذا ؟ قالت : موضع استراحة
عبد الرحمن ، كان يصلي بالليل ، فإذا غلبه النوم ، وضع جبهته عليه .
ويروى عن
ابن مهدي قال : من طلب العربية ، فآخره مؤدب ، ومن طلب الشعر ، فآخره شاعر ، يهجو أو يمدح بالباطل ، ومن طلب الكلام ، فآخر أمره الزندقة ، ومن طلب الحديث ، فإن قام به ، كان إماما ، وإن فرط ، ثم أناب يوما ، يرجع إليه ، وقد عتقت وجادت .
قال
يحيى بن يحيى : كنت أسأل
عبد الرحمن عن المشايخ
بالبصرة .
ونقل غير واحد عن
عبد الرحمن بن مهدي قال : إن
الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم
موسى ، وأن يكون استوى على العرش ،
[ ص: 200 ] أرى أن يستتابوا ، فإن تابوا ، وإلا ضربت أعناقهم .
قال
ابن المديني : ثم كان بعد
مالك بن أنس عبد الرحمن بن مهدي ، يذهب مذهب تابعي أهل
المدينة ، ويقتدي بطريقتهم .
وقال : نظرت ، فإذا الإسناد يدور على ستة ، ثم صار علمهم إلى اثني عشر نفسا ، ثم صار علمهم إلى
يحيى بن سعيد ،
ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ،
nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16349وعبد الرحمن بن مهدي ،
ويحيى بن آدم .
قال
علي : وأوثق أصحاب
سفيان nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان وعبد الرحمن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل :
عبد الرحمن ثقة خيار صالح مسلم ، من معادن الصدق .
قال
ابن مهدي : كان
أبو الأسود يتيم عروة أخا
nindex.php?page=showalam&ids=17245لهشام بن عروة من
[ ص: 201 ] الرضاعة ، وقد قال
هشام : حدثنا أخي
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ، عن أبي ، قال : لم يزل أمر
بني إسرائيل معتدلا ، حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم ، فقالوا فيهم بالرأي ، فضلوا وأضلوا .
قال
أيوب بن المتوكل : كان
حماد بن زيد إذا نظر إلى
عبد الرحمن بن مهدي في مجلسه ، تهلل وجهه .
وقال
صدقة بن الفضل المروزي الحافظ : أتيت
يحيى بن سعيد أسأله ، فقال لي : إلزم
عبد الرحمن بن مهدي ، وأفادني عنه أحاديث ، فسألت
عبد الرحمن عنها ، فحدثني بها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12260أحمد بن سنان القطان : سمعت
مهدي بن حسان يقول : كان
عبد الرحمن يكون عند
سفيان عشرة أيام ، خمسة عشر يوما بالليل والنهار ، فإذا جاءنا ساعة ، جاء رسول
سفيان في أثره يطلبه ، فيدعنا ، ويذهب إليه .
قال
أحمد بن سنان : وسمعت
عبد الرحمن يقول : أفتى
سفيان في مسألة ، فرآني كأني أنكرت فتياه ، فقال : أنت ما تقول ؟ قلت : كذا وكذا ، خلاف قوله ، فسكت .
قال
ابن المديني : حدثنا
عبد الرحمن ، قال لي
سفيان : لو أن عندي كتبي ، لأفدتك علما .
قال
أحمد بن سنان : كان لا يتحدث في مجلس
عبد الرحمن ، ولا يبرى قلم ، ولا يتبسم أحد ، ولا يقوم أحد قائما ، كأن على رءوسهم الطير ،
[ ص: 202 ] أو كأنهم في صلاة ، فإذا رأى أحدا منهم تبسم أو تحدث ، لبس نعله ، وخرج .
قال
أحمد بن سنان : سمعت
عبد الرحمن يقول : عندي عن
المغيرة بن شعبة في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثا - يعني الطرق .
قال
بندار : سمعت
عبد الرحمن يقول : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ، لكتبت تفسير الحديث إلى جنبه ، ولأتيت المدينة حتى أنظر في كتب قوم سمعت منهم .
قال
محمد بن عبد الرحيم صاعقة : سمعت
عليا يقول : - وذكر الفقهاء السبعة - فقال : كان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن
شهاب ، ثم بعده
مالك ، ثم بعده
عبد الرحمن بن مهدي .
[ ص: 203 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : إذا حدث
عبد الرحمن عن رجل ، فهو ثقة .
وقال
علي : كان ورد
عبد الرحمن كل ليلة نصف القرآن .
وقال
محمد بن يحيى الذهلي : ما رأيت في يد
عبد الرحمن بن مهدي كتابا قط - يعني كان يحدث حفظا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16353رسته : سمعت
عبد الرحمن يقول : كان يقال : إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم ، فهو يوم غنيمته ، وإذا لقي من هو مثله ، دارسه ، وتعلم منه ، وإذا لقي من هو دونه ، تواضع له ، وعلمه ، ولا يكون إماما في العلم من حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما من حدث عن كل أحد ، ولا من يحدث بالشاذ ، والحفظ للإتقان .
وقال
ابن نمير : قال
عبد الرحمن بن مهدي : معرفة الحديث إلهام .
قال
يوسف بن ضحاك : سمعت
القواريري يقول : كان
ابن مهدي يعرف حديثه وحديث غيره ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان يعرف حديثه ، فسمعت
[ ص: 204 ] حماد بن زيد يقول : لئن عاش
عبد الرحمن بن مهدي ، لنخرجن رجل
أهل البصرة .
قال
أبو بكر بن أبي الأسود : سمعت
ابن مهدي يقول بحضرة
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان ، وذكر
الجهمية ، فقال : ما كنت لأناكحهم ، ولا أصلي خلفهم .
قال
عبد الرحمن بن عمر رسته : سمعت
عبد الرحمن يقول :
الجهمية يريدون أن ينفوا الكلام عن الله ، وأن يكون القرآن كلام الله ، وأن يكون كلم
موسى ، وقد وكده الله تعالى فقال :
وكلم الله موسى تكليما .
قال
عبد الرحمن رسته : سألت
ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله ، أيترك الجماعة أياما ؟ قال : لا ، ولا صلاة واحدة . وحضرته صبيحة بني على ابنته ، فخرج ، فأذن ، ثم مشى إلى بابهما ، فقال للجارية : قولي لهما : يخرجان إلى الصلاة ، فخرج النساء والجواري ، فقلن : سبحان الله ! أي شيء هذا ؟ فقال : لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة ، فخرجا بعدما صلى ، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب .
قلت : هكذا كان السلف في الحرص على الخير .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16353رسته : وكان
عبد الرحمن يحج كل عام ، فمات أخوه ، وأوصى إليه ، فأقام على أيتامه ، فسمعته يقول : قد ابتليت بهؤلاء الأيتام ،
[ ص: 205 ] فاستقرضت من
يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم .
ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ لابن مهدي في " الحلية " ترجمة طويلة جدا ، فروى فيها من حديثه مائتين وثمانين حديثا وقد لحق صغار التابعين
كأيمن بن نابل ،
وصالح بن درهم ،
ويزيد بن أبي صالح ،
nindex.php?page=showalam&ids=15627وجرير بن حازم ، وكان قد ارتحل في آخر عمره من
البصرة ، فحدث
بأصبهان .
قال
بندار : سمعت
عبد الرحمن يقول : ما نعرف كتابا في الإسلام بعد كتاب الله أصح من " موطأ مالك " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16353رسته : سمعت
عبد الرحمن يقول : أئمة الناس في زمانهم :
سفيان بالكوفة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد بالبصرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بالحجاز ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي بالشام .
nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم بن حبان : حدثنا
عمر بن محمد الهمداني ، حدثنا
عمرو بن علي ، سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول : حدثنا
أبو خلدة ، فقال له رجل : أكان ثقة ؟ فقال : كان صدوقا ، وكان خيارا ، وكان مأمونا ، الثقة
سفيان وشعبة .
ابن أبي حاتم : حدثنا
أحمد بن سنان ، سمعت
ابن مهدي يقول : لزمت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا حتى ملني ، فقلت يوما : قد غبت عن أهلي هذه الغيبة الطويلة ، ولا أعلم ما حدث بهم بعدي قال : يا بني ، وأنا بالقرب من أهلي ، ولا أدري ما حدث بهم منذ خرجت .
[ ص: 206 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صدر كتابه في " الضعفاء " : إلا إن من أكثرهم : تنقيرا عن شأن المحدثين وأتركهم للضعفاء والمتروكين حتى يجعله لهذا الشأن صناعة لهم لم يتعدوها - مع لزوم الدين ، والورع الشديد ، والتفقه في السنن - رجلين :
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=16349وعبد الرحمن بن مهدي .
قال
سهل بن صالح : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون يقول : وقعت بين أسدين :
عبد الرحمن بن مهدي nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان .
قلت : توفي
ابن مهدي بالبصرة في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة .
وعاش أبوه بعده ، وكان شيخا عاميا ، ربما كان يمزح بجهل ، ويشير إلى الجماعة إلى ابنه ، ويشير إلى متاعه ، فيقول : هذا خرج من هذا .
وقال
عبد الرحمن بن محمد بن سلم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14595عبد الرحمن بن عمر ، سمعت
ابن مهدي يقول : فتنة الحديث أشد من فتنة المال والولد .
قال
أبو قدامة : سمعت
ابن مهدي يقول : لأن أعرف علة حديث أحب إلي من أن أستفيد عشرة أحاديث .
قال
عبد الله أخو
nindex.php?page=showalam&ids=16353رسته : سمعت
ابن مهدي يقول : محرم على الرجل أن يفتي إلا في شيء سمعه من ثقة " .
[ ص: 207 ]
وعن
عبد الرحمن أنه كان يكره الجلوس إلى ذي هوى أو ذي رأي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16353رسته : قام
ابن مهدي من المجلس ، وتبعه الناس ، فقال : يا قوم ، لا تطؤن عقبي ، ولا تمشن خلفي ، حدثنا
أبو الأشهب ، عن
الحسن ، قال
عمران : خفق النعال خلف الأحمق قل ما يبقي من دينه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16353رسته : سألت
ابن مهدي عن الرجل يتمنى الموت مخافة الفتنة على دينه ، قال : ما أرها بذلك بأسا ، لكن لا يتمناه من ضر به ، أو فاقة ، تمنى الموت
أبو بكر وعمر ومن دونهما .
وسمعت
ابن مهدي يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فقلت : الآمر رجل ، فقال : خذ بما لا يريبك حتى لا يصيبك ما يريبك - يعني الحيل .
وبلغنا عن
ابن مهدي قال : ما هو - يعني الغرام بطلب الحديث - إلا مثل لعب الحمام ونطاح الكباش .
قلت : صدق والله إلا لمن أراد به الله ، وقليل ما هم .
أخبرنا
أبو حفص عمر بن عبد المنعم أخبرنا
القاضي جمال الدين [ ص: 208 ] عبد الصمد بن محمد ، أخبرنا
علي بن المسلم ، أخبرنا
أبو نصر بن طلاب ، أخبرنا
محمد بن أحمد بن محمد بن جميع بصيدا ، حدثنا
عبد الملك بن أحمد ببغداد ، حدثنا
حفص بن عمرو الربالي حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، عن
إسرائيل ، عن
عبد الكريم ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن النفخ في الطعام والشراب .
قال
أبو عبيد الآجري : سمعت
أبا داود يقول : قال
أحمد بن سنان : سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول : لو كان لي عليه سلطان - على من يقرأ قراءة
حمزة - لأوجعت ظهره وبطنه .
قلت : جاء نحو هذا عن جماعة وإنما ذلك عائد إلى ما فيها من
[ ص: 209 ] قبيل الأداء ، والله أعلم ، وقد استقر اليوم الإجماع على تلقي قراءة
حمزة بالقبول .