معروف الكرخي
علم الزهاد ، بركة العصر ، أبو محفوظ البغدادي ، واسم أبيه فيروز ، وقيل : فيرزان ، من الصابئة .
وقيل : كان أبواه نصرانيين ، فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له قل : ثالث ثلاثة ، فيقول معروف : بل هو الواحد ، فيضربه ، فيهرب ، فكان والداه يقولان : ليته رجع ، ثم إن أبويه أسلما .
وذكر
السلمي أنه صحب
داود الطائي ، ولم يصح .
[ ص: 340 ]
روى عن
الربيع بن صبيح ،
وبكر بن خنيس ،
nindex.php?page=showalam&ids=12762وابن السماك وغيرهم شيئا قليلا .
وعنه
خلف بن هشام ،
وزكريا بن يحيى بن أسد ،
ويحيى بن أبي طالب .
ذكر معروف عند
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، فقيل : قصير العلم ، فقال : أمسك ، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف .
قال
إسماعيل بن شداد : قال لنا
سفيان بن عيينة : ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم
ببغداد ؟ قلنا : من هو ؟ قال : أبو محفوظ معروف . قلنا : بخير ، قال : لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم .
قال
السراج : حدثنا
أبو بكر بن أبي طالب قال : دخلت مسجد معروف ، فخرج ، وقال : حياكم الله بالسلام ، ونعمنا وإياكم بالأحزان ، ثم أذن ، فارتعد ، وقف شعره ، وانحنى حتى كاد يسقط .
عن
معروف قال : إذا أراد الله بعبد شرا ، أغلق عنه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل .
وقال
جشم بن عيسى : سمعت عمي
معروف - بن الفيرزان - يقول : سمعت
بكر بن خنيس يقول : كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي ؟ رواها
أحمد الدورقي عن
معروف . قال : ثم يقول
معروف : إذا كنت لا تحسن
[ ص: 341 ] تتقي ، أكلت الربا ، ولقيت المرأة ، فلم تغض عنها ، ووضعت سيفك على عاتقك ، إلى أن قال : ومجلسي هذا ينبغي لنا أن نتقيه ، فتنة للمتبوع ، وذلة للتابع .
قيل : أتى رجل بعشرة دنانير إلى
معروف ، فمر سائل ، فناوله إياها ، وكان يبكي ، ثم يقول : يا نفس كم تبكين ؟ أخلصي تخلصي .
وسئل : كيف تصوم ؟ فغالط السائل ، وقال : صوم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان كذا وكذا ، وصوم
داود كذا وكذا ، فألح عليه ، فقال : أصبح دهري صائما ، فمن دعاني ، أكلت ، ولم أقل : إني صائم .
وقص إنسان شارب
معروف ، فلم يفتر من الذكر ، فقال : كيف أقص ؟ فقال : أنت تعمل ، وأنا أعمل .
وقيل : اغتاب رجل عند
معروف ، فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك .
وعنه قال : ما أكثر الصالحين ، وما أقل الصادقين .
وعنه من كابر الله صرعه ، ومن نازعه ، قمعه ، ومن ماكره ، خدعه ، ومن توكل عليه منعه ، ومن تواضع له رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله .
[ ص: 342 ]
وقيل : أتاه ملهوف سرق منه ألف دينار ليدعو له ، فقال : ما أدعو أما زويته عن أنبيائك وأوليائك ، فرده عليه .
قيل أنشد مرة في السحر :
ما تضر الذنوب لو أعتقتني رحمة لي فقد علاني المشيب
وعنه : من لعن إمامه حرم عدله .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17029محمد بن منصور الطوسي ، قال : قعدت مرة إلى
معروف ، فلعله قال : واغوثاه يا الله ، عشرة آلاف مرة ، وتلا :
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم .
وعن
ابن شيرويه : قلت
لمعروف : بلغني أنك تمشي على الماء .
قال : ما وقع هذا ، ولكن إذا هممت بالعبور ، جمع لي طرفا النهر ، فأتخطاه .
أبو العباس بن مسروق : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17029محمد بن منصور الطوسي قال : كنت عند
معروف ، ثم جئت ، وفي وجهه أثر ، فسئل عنه ، فقال للسائل : سل عما يعنيك عافاك الله ، فأقسم عليه ، فتغير وجهه ، ثم قال : صليت البارحة ، ومضيت ، فطفت
بالبيت ، وجئت لأشرب من
زمزم ، فزلقت ، فأصاب وجهي هذا .
ابن مسروق : حدثنا
يعقوب ابن أخي معروف ، أن
معروفا استسقى
[ ص: 343 ] لهم في يوم حار ، فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا .
وقد استجيب دعاء
معروف في غير قضية ، وأفرد
الإمام أبو الفرج بن الجوزي مناقب
معروف في أربع كراريس
قال
عبيد بن محمد الوراق : مر
معروف ، وهو صائم بسقاء يقول : رحم الله من شرب ، فشرب رجاء الرحمة .
وقد حكى
أبو عبد الرحمن السلمي شيئا غير صحيح ، وهو أن
معروفا الكرخي كان يحجب
علي بن موسى الرضى ، قال : فكسروا ضلع
معروف ، فمات فلعل
الرضى ، كان له حاجب اسمه
معروف ، فوافق اسمه اسم زاهد
العراق .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي قال : قبر
معروف الترياق المجرب يريد
[ ص: 344 ] إجابة دعاء المضطر عنده; لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء ، كما أن الدعاء في السحر مرجو ، ودبر المكتوبات ، وفي المساجد ، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ، اللهم إني مضطر إلى العفو ، فاعف عني .
قال
أبو جعفر بن المنادي وثعلب : مات
معروف سنة مائتين . قال
الخطيب : هذا هو الصحيح . وقال
يحيى بن أبي طالب : مات سنة أربع ومائتين . - رحمة الله عليه - .
أخبرنا
محمد بن علي السلمي ، أخبرنا
البهاء عبد الرحمن المقدسي ، أخبرتنا
تجني مولاة ابن وهبان ، أخبرنا
الحسين بن أحمد النعالي ، أخبرنا
[ ص: 345 ] محمد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14642إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا
زكريا بن يحيى المروزي ، حدثنا
معروف الكرخي قال : قال
بكر بن خنيس : إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم منها كل يوم سبع مرات ، يبدأ بفسقة حملة القرآن ، فيقولون : أي رب ، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من يعلم كمن لا يعلم .
أنبأنا
مؤمل بن محمد ، أخبرنا
الكندي ، أخبرنا
أبو منصور الشيباني ، أخبرنا
أبو بكر الخطيب ، أخبرنا
ابن رزق ، حدثنا
عثمان بن أحمد ، حدثنا
يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا
معروف الكرخي ، حدثني
الربيع بن صبيح ، عن
الحسن ، عن
عائشة ، قالت : لو أدركت ليلة القدر ، ما سألت الله إلا العفو والعافية .