الواقدي
محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي المديني القاضي ، صاحب التصانيف والمغازي ، العلامة الإمام أبو عبد الله ، أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه .
ولد بعد العشرين ومائة .
وطلب العلم عام بضعة وأربعين ، وسمع من صغار التابعين ، فمن بعدهم
بالحجاز والشام وغير ذلك .
حدث عن
محمد بن عجلان ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ،
nindex.php?page=showalam&ids=15614وثور بن يزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر بن راشد ،
وأسامة بن زيد الليثي ،
وكثير بن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16318وعبد الحميد بن جعفر ،
والضحاك بن عثمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب ،
وأفلح بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17239وهشام بن الغاز ،
وأبي بكر بن أبي سبرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16799وفليح بن سليمان ، وخلق كثير ، إلى الغاية من عوام المدنيين .
وجمع ، فأوعى ، وخلط الغث بالسمين ، والخرز بالدر الثمين ،
[ ص: 455 ] فاطرحوه لذلك ، ومع هذا فلا يستغنى عنه في المغازي ، وأيام الصحابة وأخبارهم .
حدث عنه
محمد بن سعد كاتبه ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وأبو بكر بن أبي شيبة ،
وأبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16974ومحمد بن شجاع الثلجي ،
وسليمان بن داود الشاذكوني ،
ومحمد بن يحيى الأزدي ،
وأحمد بن عبيد بن ناصح ،
وأبو بكر الصاغاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14060والحارث بن أبي أسامة ،
ومحمد بن الفرج الأزرق ،
وأحمد بن الوليد الفحام ،
وأحمد بن الخليل البرجلاني ،
وعبد الله بن الحسن الهاشمي ، وعدة .
الأثرم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل يقول : لم نزل ندافع أمر
الواقدي حتى روى عن
معمر ، عن
الزهري ، عن
نبهان ، عن
أم سلمة ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=880680عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أفعمياوان أنتما فجاء بشيء لا حيلة فيه ، فهذا حديث
يونس ، ما رواه غيره عن
الزهري .
[ ص: 456 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر : ورواه
الذهلي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا
نافع بن يزيد ، عن
عقيل ، عن
الزهري .
وقال
الرمادي : لما حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم بهذا ، ضحكت ، فقال : مم تضحك ؟ فأخبرته بما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : وكتب إليه
أحمد يقول : هذا حديث تفرد به
يونس ، وهذا أنت تحدث به عن
نافع بن زيد ، عن
عقيل ، فقال : إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث
الزهري . قال : وفيما كتب
أحمد إلى
ابن المديني : كيف تستحل تروي عن رجل يروي عن
معمر حديث
نبهان مكاتب
أم سلمة ؟ .
رواه
الحافظ محمد بن المظفر ، عن
عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني ، عن
الرمادي .
إبراهيم بن جابر الحافظ : سمعت
الرمادي ، وحدث بحديث
عقيل ، عن
ابن شهاب ، فقال : هذا مما ظلم فيه
الواقدي .
[ ص: 457 ]
قال
محمد بن سعد :
nindex.php?page=showalam&ids=15472محمد بن عمر الواقدي مولى
لبني أسلم ، ثم
بني سهم بطن من
أسلم ، ولي القضاء
ببغداد للمأمون أربع سنين ، وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح والأحكام واختلاف الناس ، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها ، وحدث بها ، أخبرني أنه ولد سنة ثلاثين ومائة .
وقال
ابن سعد في " الطبقات الكبير " : هو مولى
nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة الأسلمي ، قدم
بغداد في دين لحقه سنة ثمانين ومائة ، فلم يزل بها ، وخرج إلى
الشام والرقة ، ثم رجع ، فولاه
المأمون القضاء ، إذ قدم من
خراسان ، ولاه القضاء
بعسكر المهدي ، فلم يزل قاضيا حتى مات
ببغداد لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين .
وذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فقال : سكتوا عنه ، تركه
أحمد وابن نمير .
وقال
مسلم وغيره : متروك الحديث .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ليس بثقة .
وقال
الخطيب : هو ممن طبق ذكره شرق الأرض وغربها ، وسارت بكتبه الركبان في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات والفقه ، وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16968محمد بن سلام الجمحي :
الواقدي عالم دهره .
[ ص: 458 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي :
الواقدي أمين الناس على أهل الإسلام ، كان أعلم الناس بأمر الإسلام . قال : فأما الجاهلية ، فلم يعلم فيها شيئا .
وقال
موسى بن هارون : سمعت
مصعبا الزبيري يذكر
الواقدي ، فقال : والله ما رأينا مثله قط .
وعن
الدراوردي وذكر
الواقدي فقال : ذاك أمير المؤمنين في الحديث . رواها
يعقوب الفسوي ، عن
عبيد بن أبي الفرج ، عن
يعقوب مولى آل عبيد الله ، عنه .
وعن
الواقدي قال : كانت ألواحي تضيع ، فأوتى بها من شهرتها
بالمدينة ، يقال : هذه ألواح
ابن واقد .
قد كانت
nindex.php?page=showalam&ids=15472للواقدي في وقته جلالة عجيبة ، ووقع في النفوس بحيث إن
أبا عامر العقدي قال : نحن نسأل عن
الواقدي ؟ ما كان يفيدنا الشيوخ والحديث إلا
الواقدي .
وقال
مصعب الزبيري : حدثني من سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك يقول : كنت أقدم
المدينة ، فما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا
الواقدي .
وقال
معاوية بن صالح الدمشقي : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد بن داود قال : كنا عند
[ ص: 459 ] هشيم ، فدخل
الواقدي ، فسأله
هشيم عن باب ما يحفظ فيه ، فقال : ما لا عندك يا
أبا معاوية ، فذكر خمسة أحاديث أو ستة في الباب ، ثم قال
هشيم nindex.php?page=showalam&ids=15472للواقدي : ما عندك ؟ فحدثه بثلاثين حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين ، ثم قال : وسألت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ، وسألت
ابن أبي ذئب ، وسألت وسألت ، فرأيت وجه
هشيم يتغير ، فلما خرج ، قال
هشيم : لئن كان كذابا ، فما في الدنيا مثله ، وإن كان صادقا ، فما في الدنيا مثله .
أحمد بن علي الأبار : سمعت
مجاهد بن موسى يقول : ما كتبنا عن أحد أحفظ من
الواقدي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14555سليمان الشاذكوني : كتبت ورقة من حديث
الواقدي ، وجعلت فيها حديثا عن
مالك لم يروه إلا
ابن مهدي عنه ، ثم أتيت بها
الواقدي ، فحدثني إلى أن بلغ الحديث ، فتركني وقام ، ثم أتى فقال لي : هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك ، فلم أكتبه ، ثم حدثني به .
قال
محمد بن جرير : قال
ابن سعد : كان
الواقدي يقول : ما من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه ، وحفظي أكثر من كتبي .
قال
يعقوب بن شيبة : لما انتقل
الواقدي من جانب الغربي يقال : إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر .
[ ص: 460 ]
وعن
أبي حذافة السهمي قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=15472للواقدي ست مائة قمطر كتب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : سمعت
المسيبي يقول : رأينا
الواقدي يوما جالسا إلى أسطوانة في مسجد
المدينة ، وهو يدرس ، فقلنا : أي شيء تدرس ؟ فقال : جزئي من المغازي . وقلنا يوما له : هذا الذي تجمع الرجال تقول : حدثنا فلان وفلان ، وجئت بمتن واحد ، لو حدثتنا بحديث كل واحد على حدة ، فقال : يطول . قلنا له : قد رضينا ، فغاب عنا جمعة ، ثم جاءنا بغزوة أحد ، في عشرين جلدا ، فقلنا : ردنا إلى الأمر الأول .
قال
أبو بكر الخطيب : كان
الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه ، وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن . فأنبأني
الحسين بن محمد الرافقي حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13456أحمد بن كامل القاضي ، حدثني
محمد بن موسى البربري قال : قال
المأمون nindex.php?page=showalam&ids=15472للواقدي : أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس ، فامتنع ، قال : لا بد ، فقال : والله ما أحفظ سورة الجمعة ، قال : فأنا أحفظك ، فجعل
المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى بلغ النصف منها ، فإذا حفظه ، ابتدأ بالنصف الثاني ، فإذا حفظه ، نسي الأول ، فأتعب
المأمون ، ونعس ، فقال
لعلي بن صالح : حفظه أنت ، قال علي : ففعلت ، فبقي كلما حفظته شيئا ، نسي شيئا ، فاستيقظ
المأمون ، فقال
[ ص: 461 ] لي : ما فعلت ؟ فأخبرته ، فقال : هذا رجل يحفظ التأويل ، ولا يحفظ التنزيل ، اذهب فصل بهم ، واقرأ أي سورة شئت .
فهذه حكاية مرسلة ،
والبربري :
فحافظ .
قال
إبراهيم بن جابر الفقيه : سمعت
أبا بكر الصاغاني - وذكر
الواقدي - فقال : والله لولا أنه عندي ثقة ، ما حدثت عنه ، قد حدث عنه
أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو عبيد ، وسمى غيرهما .
وقال إبراهيم الحربي : سمعت
مصعب بن عبد الله يقول :
الواقدي ثقة مأمون .
وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=17126معن بن عيسى عن
الواقدي ، فقال : أنا أسأل عن
الواقدي ؟
الواقدي يسأل عني . وسألت
ابن نمير عنه ، فقال : أما حديثه هاهنا ، فمستو ، وأما حديث أهل
المدينة ، فهم أعلم به .
وروى
جابر بن كردي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون قال :
الواقدي ثقة .
الحربي : سمعت
أبا عبد الله يقول :
الواقدي ثقة ، قال
الحربي : أما فقه
أبي عبيد ، فمن كتب
الواقدي ، الاختلاف والإجماع كان عنده ، ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : وهو إمام كبير ، له إن أخطأ في اجتهاده هذا ، من قال : إن مسائل
مالك وابن أبي ذئب تؤخذ عمن هو أوثق من
الواقدي ، فلا يصدق ، لأنه قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ، وسألت
ابن أبي ذئب .
[ ص: 462 ] قال
أبو داود السجستاني : أخبرني من سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني يقول : روى
الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب .
وروى
عبد الله بن علي بن المديني ، عن أبيه ، قال : عند
الواقدي عشرون ألف حديث لم أسمع بها ، ثم قال : لا يروى عنه ، وضعفه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين قال : أغرب
الواقدي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين ألف حديث .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : كتب
الواقدي كذب .
المغيرة بن محمد المهلبي : سمعت
ابن المديني يقول :
الهيثم بن عدي أوثق عندي من
الواقدي .
قلت : أجمعوا على ضعف
الهيثم .
أحمد بن زهير ، عن
ابن معين قال : ليس
الواقدي بشيء وقال مرة : لا يكتب حديثه .
الدولابي : حدثنا
معاوية بن صالح ، قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل :
الواقدي كذاب .
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في " الكنى " : أخبرنا
عبد الله بن أحمد الخفاف ، قال : قال
إسحاق : هو عندي ممن يضع الحديث - يعني
الواقدي - .
[ ص: 463 ] أبو إسحاق الجوزجاني : لم يكن
الواقدي مقنعا ، ذكرت
لأحمد موته يوم مات
ببغداد ، فقال : جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ما عندي
nindex.php?page=showalam&ids=15472للواقدي حرف ، وما عرفت من حديثه ، فلا أقنع به .
وقال
أبو داود : لا أكتب حديثه ، ما أشك أنه كان ينقل الحديث ، لا ينظر
nindex.php?page=showalam&ids=15472للواقدي في كتاب إلا تبين أمره فيه ، روى في فتح
اليمن وخبر
العنسي أحاديث عن
الزهري ليست من حديثه . وكان
أحمد لا يذكر عنه كلمة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : المعروفون بوضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة :
ابن أبي يحيى بالمدينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي ببغداد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل بن سليمان بخراسان ،
ومحمد بن سعيد بالشام .
وقال
أبو زرعة : ترك الناس حديث
الواقدي .
قلت : لا شيء
nindex.php?page=showalam&ids=15472للواقدي في الكتب الستة إلا حديث واحد ، عند
ابن ماجه حدثنا
ابن أبي شيبة ، حدثنا شيخ لنا ، فما جسر
ابن ماجه [ ص: 464 ] أن يفصح به ، وما ذاك إلا لوهن
الواقدي عند العلماء ، ويقولون : إن ما رواه عنه كاتبه في " الطبقات " ، هو أمثل قليلا من رواية الغير عنه .
قال
أبو بكر بن الأنباري : حدثنا أبي ، حدثنا
أبو عكرمة الضبي ، حدثنا
العنبري قال : قال
الواقدي : كنت حناطا
بالمدينة في يدي مائة ألف درهم للناس ، أضارب بها ، فتلفت الدراهم ، فشخصت إلى
العراق ، فأتيت
nindex.php?page=showalam&ids=17312يحيى بن خالد البرمكي في دهليزه ، وآنست الخدم ، وسألتهم أن يوصلوني إليه ، فقالوا : إذا قدم الطعام إليه لم يحجب عنه أحد ، ونحن ندخلك ، قال : فأدخلوني ، فأجلسوني على المائدة ، فقال : من أنت ؟ وما قصتك ؟ فأخبرته ، فلما رفع الطعام ، دنوت لأقبل رأسه ، فاشمأز من ذلك ، فلما خرجت ، لحقني خادم بألف دينار ، وقال : الوزير يقرأ عليك السلام ، ويقول : استعن بهذه ، وعد إلينا ، قال : فعدت من الغد ، فوصلني بألف دينار أخرى ، وفي اليوم الثالث بألف ، وقال : لم يمنعني أن أدعك تقبل رأسي إلا أنه لم يكن وصلك من معروفنا ما يوجب ذلك ، يا غلام : أعطه الدار الفلانية ، وأعطه مائتي ألف درهم ، ثم قال : الزمني ، وكن عندي ، فقلت : أعز الله الوزير ، لو أذنت لي في الشخوص إلى
المدينة ، لأقضي الناس أموالهم وأعود ، قال : قد فعلت ، وأمر بتجهيزي ، قال : فقضيت ديني ، ورجعت ، فلم أزل في ناحيته .
وروى
حسين بن فهم عن
أحمد بن مسبح : حدثنا
عبيد الله بن عبد الله ، قال : قال لي
الواقدي : حج
nindex.php?page=showalam&ids=14370هارون الرشيد ، فورد
المدينة ، فقال
ليحيى بن خالد : ارتد لي رجلا عارفا
بالمدينة والمشاهد ، وكيف كان
[ ص: 465 ] نزول
جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومن أي وجه كان يأتيه ، وقبور الشهداء ، فسأل
يحيى ، فكل أحد دله علي ، فبعث إلي فأتيته ، فواعدني إلى عشاء الآخرة ، فإذا شموع ، فلم أدع مشهدا ولا موضعا إلا أريتهما ، فجعلا يصليان ، ويجتهدان في الدعاء ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر ، ثم أمر لي بكرة بعشرة آلاف درهم ، وقال لي الوزير : لا عليك أن تلقانا حيث كنا ، قال : فاتسعنا ، وزوجنا بعض الولد ، ثم إن الدهر أعضنا ، فقالت لي
أم عبد الله : ما قعودك ؟ فقدمت
العراق ، فسألت عن أمير المؤمنين ، فقالوا : هو
بالرقة ، فمضيت إليها ، وطلبت الإذن على
يحيى ، فصعب ، فأتيت
أبا البختري ، وهو في عارف ، فقال : أخطأت على نفسك ، وسأذكرك له ، وقلت نفقتي ، وتخرقت ثيابي ، فرجعت مرة في سفينة ، ومرة أمشي حتى وردت السيلحين .
فبينا أنا في سوقها ، إذ بقافلة من
بغداد من أهل
المدينة ، وإن صاحبهم
بكارا الزبيري أخرجه أمير المؤمنين ليوليه قضاء
المدينة ، وهو أصدق الناس لي ، فقلت : أدعه حتى ينزل ويستقر ، ثم أتيته ، فاستخبرني أمري ، فقال : أما علمت أن
أبا البختري لا يحب أن يذكرك لأحد ، قلت : أصير إلى
المدينة ، قال : هذا رأي خطأ ، ولكن صر معي ، فأنا الذاكر
ليحيى بن خالد أمرك ، قال : فصرت معهم إلى
الرقة ، فلما كان من الغد ، ذهبت إلى باب الوزير ، فإذا
الزبيري قد خرج ، فقال :
أبا عبد الله أنسيت أمرك ، قف حتى أدخل إليه فدخل ثم خرج الحاجب ، فقال لي : ادخل ، فدخلت في حال خسيسة ، وقد بقي من رمضان ثلاثة أو أربعة أيام ، فلما رآني
يحيى في تلك الحال ، رأيت الغم في وجهه ، فقرب مجلسي ، وعنده
[ ص: 466 ] قوم يحادثونه ، فجعل يذاكرني الحديث بعد الحديث ، وقال : أفطر عندنا ، فأفطرت عنده ، وأعطاني خمس مائة دينار ، وقال : عد إلينا ، فذهبت ، فتجملت ، واكتسيت ، ولقيت
الزبيري ، فلما رآني بتلك الحال ، سر ، وأخبرته الخبر ، ولم يزل الوزير يقربني ، ويوصلني كل ليلة خمس مائة دينار إلى ليلة العيد ، فقال لي : يا
أبا عبد الله ، تزين غدا لأمير المؤمنين بأحسن زي للقضاة ، واعترض له ، فإنه سيسألني عن خبرك ، فأخبره ، ففعلت ، قال : وجعل أمير المؤمنين يلحظني في الموكب ، ثم نزلنا ، ومضيت مع
يحيى بن خالد ، فقال لي : يا
أبا عبد الله ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك ، فأخبرته بخبر حجنا ، وقد أمر بثلاثين ألف درهم ، ثم تجهزت إلى
المدينة . وكيف ألام على حب
يحيى ؟ وساق حكاية طويلة .
قال
أبو عكرمة الضبي : حدثنا
سليمان بن أبي شيخ ، حدثنا
الواقدي قال : أضقت مرة ، وأنا مع
يحيى بن خالد ، وحضر عيد ، فجاءتني الجارية ، فقالت : ليس عندنا من آلة العيد شيء ، فمضيت إلى تاجر صديق لي ليقرضني ، فأخرج إلي كيسا مختوما فيه ألف دينار ومائتا درهم ، فأخذته ، فما استقررت في منزلي حتى جاءني صديق لي هاشمي ، فشكا إلي تأخر غلته وحاجته إلى القرض ، فدخلت ، إلى زوجتي ، فأخبرتها ، فقالت : على أي شيء عزمت ؟ قلت : على أن أقاسمه الكيس ، قالت : ما صنعت شيئا ، أتيت رجلا سوقة ، فأعطاك ألفا ومائتي درهم ، وجاءك رجل من آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، تعطيه نصف ما أعطاك السوقة ؟ فأخرجت الكيس كله إليه ، فمضى ، فذهب صديقي التاجر إلى الهاشمي - وكان صاحبه - فسأله القرض ، فأخرج الهاشمي إليه الكيس بعينه ، فعرفه التاجر ، وانصرف إلي ، فحدثني بالأمر . قال :
[ ص: 467 ] وجاءني رسول
يحيى يقول : إنما تأخر رسولنا عنك لشغلي ، فركبت إليه ، فأخبرته أمر الكيس ، فقال : يا غلام ، هات تلك الدنانير ، فجاءه بعشرة آلاف دينار ، فقال : خذ ألفي دينار لك ، وألفي دينار للتاجر ، وألفين للهاشمي ، وأربعة آلاف لزوجتك ، فإنها أكرمكم .
رواها
المعافى والدارقطني ، عن
ابن الأنباري ، حدثنا أبي ، حدثنا
أبو عكرمة .
وقد روي بإسناد آخر إلى
الواقدي نحو منها ، لكن أمر له بخمس مائة دينار ، ولكل من الثلاثة بمائتي دينار ، وهذا أشبه .
قال
الحسن بن شاذان عنه صار إلي من السلطان ست مائة ألف درهم ، ما وجبت علي زكاة فيها .
قال
عباس الدوري : مات
الواقدي وهو على القضاء ، وليس له كفن ، فبعث
المأمون بأكفانه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : مات
الواقدي في ذي الحجة سنة سبع ومائتين .
قرأت على
المؤيد علي بن إبراهيم بن يحيى الكاتب ، أخبرنا
عبد الرحيم بن نجم ، أخبرتنا
فخر النساء شهدة ، وأخبرنا
المؤيد ، أخبرنا
علي بن باسويه المقرئ ، أخبرنا
أبو السعادات القزاز قالا : أخبرنا
محمد [ ص: 468 ] بن عبد الكريم الخشيشي ، أخبرنا
الحسن بن أحمد ، أخبرنا
محمد بن جعفر الآدمي القارئ ، حدثنا
أبو جعفر أحمد بن عبيد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15472محمد بن عمر الواقدي ، حدثنا
معمر ، عن
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880681ما من مولود يولد إلا الشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ثم يقول nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم .
قرأت
على أبي الفهم بن أحمد السلمي ، أخبرنا
عبد الله بن أحمد الفقيه ، أخبرنا
محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا
مالك بن أحمد البانياسي ، حدثنا
علي بن محمد المعدل ، أخبرنا
أبو بكر الشافعي ، حدثنا
محمد بن الفرج ، حدثنا
الواقدي ، حدثنا
عاصم بن عمر ، عن
سهيل بن أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم التيمي ، عن
أبي سلمة ، عن
أبي أروى السدوسي قال :
كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا ، فطلع أبو بكر وعمر ، فقال : الحمد لله الذي أيدني بكما .
أخبرنا
إسماعيل بن الفراء ، أخبرنا
ابن قدامة ، أخبرنا
ابن البطي ،
[ ص: 469 ] أخبرنا
النعالي ، أخبرنا
ابن بشران ، أخبرنا
ابن البختري ، حدثنا
أحمد بن الخليل ، حدثنا
الواقدي ، حدثنا
معمر ، عن
همام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880683نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سب أسعد الحميري ، قال : هو أول من كسا البيت .
وقد تقرر أن
الواقدي ضعيف ، يحتاج إليه في الغزوات ، والتاريخ ، ونورد آثاره من غير احتجاج ، أما في الفرائض ، فلا ينبغي أن يذكر ، فهذه الكتب الستة ، ومسند
أحمد ، وعامة من جمع في الأحكام ، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء ، بل ومتروكين ، ومع هذا لا يخرجون
لمحمد بن عمر شيئا ، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه ، ويروى ، لأني لا أتهمه بالوضع ، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه ، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه ،
كيزيد ،
وأبي عبيد ،
والصاغاني ،
والحربي ،
ومعن ،
وتمام عشرة محدثين ، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة ، وأن حديثه في عداد الواهي ، - رحمه الله - .