صفحة جزء
إسحاق بن الفرات ( س )

الإمام الكبير ، فقيه الديار المصرية ، وقاضيها ، أبو نعيم التجيبي ، مولاهم المصري ، تلميذ مالك الإمام ، ليس هو بدون ابن القاسم .

حدث عن حميد بن هانئ ، وهو أقدم شيخ له ، ويحيى بن أيوب ، والليث ، ومالك وطائفة .

حدث عنه أبو الطاهر بن السرح ، وأحمد بن عبد الرحمن ، بحشل ، وبحر بن نصر الخولاني ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وجماعة .

روي عن الشافعي أنه قال : ما رأيت أحدا أعلم باختلاف العلماء من إسحاق بن الفرات . [ ص: 504 ]

وقال بحر بن نصر الخولاني : سمعت ابن علية يقول : ما رأيت ببلدكم أحدا يحسن العلم إلا إسحاق بن الفرات .

وقال ابن عبد الحكم : ما رأيت فقيها أفضل منه .

وقال أحمد بن سعيد الهمداني : قرأ علينا إسحاق بن الفرات " موطأ " مالك من حفظه فما أسقط منه حرفا فيما أعلم .

وعن إسحاق قال : مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة .

قلت : هو إسحاق بن الفرات بن الجعد بن سليم ، مولى الأمير معاوية بن حديج ولي قضاء مصر نيابة عن القاضي محمد بن مسروق .

سئل أبو حاتم الرازي عنه ، فقال : شيخ ليس بالمشهور . قال ابن الذهبي : ما هو بمشهور بالحديث ، بلى هو مشهور ، بالإمامة في الفقه ، عاش سبعين سنة .

قال أبو سعيد بن يونس : مات في ثاني شهر ذي الحجة ، سنة أربع ومائتين .

قلت : وفيها مات قبله الشافعي وأشهب بمصر ، فمثل هؤلاء الثلاثة إذا خلت منهم مدينة في عام واحد ، فقد بان عليها النقص ، ومات حافظ البصرة أبو داود الطيالسي ، وعالم مرو النضر بن شميل وشيخ النسب هشام [ ص: 505 ] بن الكلبي ، ومسند الوقت أبو بدر شجاع بن الوليد ، وعبد الوهاب بن عطاء ، وعدة من العلماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية