يعقوب ( م ، د ، س ، ق )
ابن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق ، الإمام المجود الحافظ ، مقرئ
البصرة أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري ، أحد العشرة .
ولد بعد الثلاثين ومائة .
تلا على
أبي المنذر سلام الطويل ،
وأبي الأشهب العطاردي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17162ومهدي بن ميمون ،
وشهاب بن شرنفة وسمع أحرفا من
حمزة الزيات .
وسمع الكثير من :
شعبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17258وهمام وأبي عقيل الدورقي ،
وهارون بن موسى ،
وسليم بن حيان ،
والأسود بن شيبان ،
nindex.php?page=showalam&ids=15908وزائدة بن قدامة ، وعدة ، وتقدم في علم الحديث .
[ ص: 170 ] وفاق الناس في القراءة ، وما هو بدون
الكسائي بل هو أرجح منه عند أئمة ، لكن رزق
أبو الحسن سعادة .
وازدحم القراء على
يعقوب ، فتلا عليه
روح بن عبد المؤمن ومحمد بن المتوكل رويس والوليد بن حسان ،
وأحمد بن عبد الخالق المكفوف ،
وكعب بن إبراهيم ،
وحميد بن وزير ،
والمنهال بن شاذان ،
وأبو عمر الدوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=11971وأبو حاتم السجستاني ، وعدد كثير .
وكان يقرئ الناس علانية بحرفه
بالبصرة في أيام
ابن عيينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ،
nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان ،
وابن مهدي ،
والقاضي أبي يوسف ،
ومحمد بن الحسن ،
ويحيى اليزيدي ،
وسليم nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ، وعدد كثير من أئمة الدين ، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدا من القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء
كالرشيد والأمين والمأمون أنكروا قراءته ، ولا منعوه منها أصلا .
ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر ، بل مدحها غير واحد ، وأقرأ بها أصحابه
بالعراق ، واستمر إمام جامع
البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة ، فما أنكر عليه مسلم ، بل تلقاها الناس بالقبول ، ولقد عومل
حمزة مع جلالته بالإنكار عليه
[ ص: 171 ] في قراءته من جماعة من الكبار ، ولم يجر مثل ذلك
للحضرمي أبدا ، حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها ، ولا عرفوها ، فأنكروها ، ومن جهل شيئا عاداه ، قالوا : لم تتصل بنا متواترة ، قلنا : اتصلت بخلق كثير متواترة ، وليس من شرط التواتر أن يصل إلى كل الأمة .
فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم ، وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء ، وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء ، أو أفادتهم ظنا فقط ، وعند النحاة مسائل قطعية ، وكذلك اللغويون ، وليس من جهل علما حجة على من علمه ، وإنما يقال للجاهل : تعلم ، وسل أهل العلم إن كنت لا تعلم ، لا يقال للعالم : اجهل ما تعلم ، رزقنا الله وإياكم الإنصاف ، فكثير من القراءات تدعون تواترها ، وبالجهد أن تقدروا على غير الآحاد فيها .
ونحن نقول : نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد ، لكونها تلقيت بالقبول ، فأفادت العلم ، وهذا واقع في حروف كثيرة ، وقراءات عديدة ، ومن ادعى تواترها فقد كابر الحس .
أما القرآن العظيم ، سوره وآياته فمتواتر ، ولله الحمد ، محفوظ من الله تعالى ، لا يستطيع أحد أن يبدله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة ، ولو فعل ذلك أحد عمدا لانسلخ من الدين ، قال الله تعالى :
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
[ ص: 172 ] وأول من ادعى أن حرف
يعقوب من الشاذ
أبو عمرو الداني ، وخالفه في ذلك أئمة ، وصار في الجملة في المسألة خلاف حادث ، والله أعلم .
نعم ، وحدث عن
يعقوب :
أبو حفص الفلاس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15573وبندار ،
وأبو قلابة الرقاشي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16082وإسحاق بن إبراهيم شاذان ،
والكديمي وخلق سواهم .
وكان أخوه
أحمد بن إسحاق الحضرمي أسن منه .
قال العلامة
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني :
يعقوب أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : هو صدوق .
وقال
محمد بن أحمد العجلي يمدح
يعقوب :
أبوه من القراء كان وجده ويعقوب في القراء كالكوكب الدري تفرده محض الصواب ووجهه
فمن مثله في وقته وإلى الحشر
[ ص: 173 ] قال
أبو الحسن طاهر بن غلبون وإمام
أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة
يعقوب -رحمه الله
وقال الإمام
علي بن جعفر السعيدي : كان
يعقوب أقرأ أهل زمانه ، وكان لا يلحن في كلامه وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني من بعض غلمانه .
وعن
أبي عثمان المازني قال : رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم ، فقرأت عليه سورة طه ، فقلت : مكانا سوى فقال : اقرأ " سوى " قراءة
يعقوب .
قال
أبو القاسم الهذلي في " كامله " : ومنهم
يعقوب الحضرمي ، لم ير في زمنه مثله ، كان عالما بالعربية ووجوهها ، والقرآن واختلافه ، فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا ، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة ، ولم يشعر ، ورد إليه ، فلم يشعر ، لشغله بعبادة ربه وبلغ من جاهه
بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق .
وقال
أبو طاهر بن سوار : كان
يعقوب حاذقا بالقراءة ، قيما بها ،
[ ص: 174 ] متحريا نحويا ، فاضلا .
قال
روح بن عبد المؤمن وغيره : قرأ
يعقوب على
سلام الطويل ، وقرأ
سلام على
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء .
وقال
رويس : قرأت على
يعقوب ، وقرأ على
سلام ، عن
عاصم بن أبي النجود .
وروي عن
يعقوب أنه قرأ على
سلام ، عن قراءته على
عاصم الجحدري . فهذه ثلاثة أقوال ، فيحتمل أن
سلاما أخذ عن الثلاثة .
مات
يعقوب في ذي الحجة سنة خمس ومائتين .