صفحة جزء
إسماعيل بن أبي أويس ( خ ، م )

عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر ، الإمام الحافظ [ ص: 392 ] الصدوق أبو عبد الله الأصبحي المدني ، أخو أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس .

قرأ القرآن وجوده على نافع ، فكان آخر تلامذته وفاة .

تلا عليه أحمد بن صالح المصري وغيره .

وحدث عن : أبيه عبد الله ، وأخيه أبي بكر ، وخاله مالك بن أنس ، وعبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون ، وسلمة بن وردان صاحب أنس ، وسليمان بن بلال ، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، وعدة .

حدث عنه : البخاري ومسلم ، ثم مسلم وأبو داود والترمذي والقزويني بواسطة ، وأحمد بن صالح ، وأحمد بن يوسف السلمي ، وأبو محمد الدارمي ، ويعقوب الفسوي ، ومحمد بن نصر الصائغ ، وعلي بن جبلة الأصبهاني ، والحسن بن علي السري ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، والفضل بن محمد الشعراني ، وخلق سواهم .

وكان عالم أهل المدينة ومحدثهم في زمانه على نقص في حفظه وإتقانه ، ولولا أن الشيخين احتجا به ، لزحزح حديثه عن درجة الصحيح إلى درجة الحسن . هذا الذي عندي فيه .

قال أحمد بن حنبل : لا بأس به .

وروى أحمد بن زهير عن ابن معين : صدوق ، ضعيف العقل ، ليس [ ص: 393 ] بذاك . يعني أنه لا يحسن الحديث ، ولا يعرف أن يؤديه ، أو أنه يقرأ من غير كتابه .

وقال أبو حاتم الرازي : محله الصدق ، وكان مغفلا .

وقال النسائي : ضعيف . وقال مرة فبالغ : ليس بثقة .

وقال الدارقطني : ليس أختاره في الصحيح .

وقال أبو أحمد بن عدي : روى عن خاله غرائب لا يتابعه عليها أحد ، وهو خير من أبيه .

قلت : الرجل قد وثب إلى ذاك البر ، واعتمده صاحبا " الصحيحين " ولا ريب أنه صاحب أفراد ومناكير تنغمر في سعة ما روى ، فإنه من أوعية العلم ، وهو أقوى من عبد الله كاتب الليث .

مولده في سنة تسع وثلاثين ومائة

[ ص: 394 ] ذكره أحمد بن حنبل مرة ، فوثقه وقال : قام في أمر المحنة مقاما محمودا .

وقال محمد بن وضاح : قال لي إسماعيل : ليس اليوم بالمدينة أحد قرأ على نافع غيري .

وقال الفضل بن زياد : سمعت أحمد بن حنبل ، وقيل له : من بالمدينة اليوم ؟ فقال : إسماعيل بن أبي أويس هو عالم كثير العلم ، أو نحو هذا .

قال البرقاني : قلت للدارقطني : لم ضعف النسائي إسماعيل بن أبي أويس ؟ فقال : ذكر محمد بن موسى الهاشمي - وهو إمام كان النسائي يخصه - قال : حكى لي النسائي أنه حكى له سلمة بن شبيب عن إسماعيل قال ، ثم توقف النسائي ، فما زلت أداريه أن يحكي لي الحكاية حتى قال : قال لي سلمة : سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول : ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم .

قال أبو بكر البرقاني : فقلت للدارقطني : من حكى لك هذا عن ابن موسى ؟ قال : الوزير - يعني ابن حنزابه - وكتبتها من كتابه .

وروى أحمد بن أبي خيثمة أيضا عن يحيى : ليس بشيء . ثم قال يحيى : قال لنا عبد الله بن عبيد الله الهاشمي صاحب اليمن : خرجت معي بإسماعيل بن أبي أويس إلى اليمن ، فدخل إلي يوما ومعه ثوب وشي ، فقال : امرأتي طالق ثلاثا إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمائة دينار ، فقلت للغلام : زن له ، فوزن له ، وإذا بالثوب يساوي خمسين دينارا ، فسأله بعد ، فقال : إن الرجل أعطاني منها عشرين دينارا .

قلت : هذه سخافة عقل واضحة .

[ ص: 395 ] مات في سنة ست وعشرين ومائتين وقيل : سنة سبع في رجب ، - رحمه الله بمنه .

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر البرقاني ، قرأت على أبي العباس بن حمدان ، حدثكم الحسن بن علي السري ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد أخبرني عبد الرحمن بن القاسم ، عن القاسم ، عن ابن عباس أنه قال : ذكر المتلاعنان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ، ثم انصرف ، فأتاه رجل من قومه ، فذكر أنه وجد مع امرأته رجلا ، فقال عاصم : ما ابتليت بهذا إلا لقولي ، فذهب به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأخبره بالذي وجد عليه امرأته ، وكان ذلك الرجل مصفرا ، قليل اللحم ، جعدا قططا . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم بين " ، فوضعت شبيها بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجد عندها ، فلاعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما ، فقال رجل لابن عباس في المجلس : هي التي قال رسول الله : " لو كنت راجما بغير بينة ، لرجمت هذه ؟ " قال : لا ، تلك امرأة كانت تظهر السوء في الإسلام .

أخرجه مسلم عن أحمد بن يوسف عن إسماعيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية