هشام بن عمار ( خ ، 4 )
ابن نصير بن ميسرة بن أبان ، الإمام الحافظ العلامة المقرئ ، عالم أهل الشام ، أبو الوليد السلمي ، ويقال : الظفري ، خطيب
دمشق .
نقل عنه
الباغندي ، قال : ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة .
وسمع من :
مالك ، وتمت له معه قصة ،
ومسلم الزنجي ،
وعبد الرحمن بن أبي الرجال ،
ومعاوية بن يحيى بن الأطرابلسي ،
ومعروف أبي الخطاب صاحب
واثلة بن الأسقع ،
nindex.php?page=showalam&ids=17311ويحيى بن حمزة ،
وهقل بن زياد ،
وعبد الرحمن بن سعد بن عمار القرظي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12434وإسماعيل بن عياش ،
ورديح بن عطية ،
ورفدة بن قضاعة ،
والجراح بن مليح البهراني ،
والبختري بن عبيد [ ص: 421 ] الطابخي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15667وحاتم بن إسماعيل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،
وحفص بن سليمان المقرئ ،
والحسن بن يحيى الخشني ،
والربيع بن بدر السعدي ،
وسعد بن سعد بن أبي سعيد المقبري ،
وسعدان بن يحيى ،
وسويد بن عبد العزيز القاضي ،
وصدقة بن خالد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16106وشعيب بن إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=15500والوليد بن مسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16753وعيسى بن يونس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15550وبقية بن الوليد ،
وإبراهيم بن أعين ،
وأيوب بن تميم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12345وأيوب بن سويد ،
وحرملة بن عبد العزيز ،
والحسن بن يحيى ،
ومسلمة بن علي الخشنيين ،
وحفص بن عمر البزاز ،
والحكم بن هشام الثقفي ،
وحماد بن عبد الرحمن الكلبي .
وحماد أبي الخطاب ،
والخليل بن موسى ،
وزكريا بن منظور ،
وسبرة الجهني أخو
حرملة المذكور ،
وسعيد بن الفضل البصري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ،
وسليم بن مطير ،
وسليمان بن عتبة ،
وسليمان بن موسى الزهري ،
وسهل بن هاشم البيروتي ،
وشهاب بن خراش ،
وصدقة بن عمرو ،
وضمرة بن ربيعة ،
وعبد الله بن الحارث الجمحي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16432وعبد الله بن رجاء المكي ،
وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،
وعبد الحميد بن أبي العشرين ،
وعبد ربه بن ميمون ،
وعبد الرحمن بن أبي الجون ،
nindex.php?page=showalam&ids=16372وعبد العزيز بن أبي حازم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16379والدراوردي ،
وعبد العزيز بن الحصين ،
وعبد الملك الصنعاني .
وعثمان بن حصن ،
وعراك بن خالد ،
وعطاء بن مسلم ،
والعطاف بن خالد ،
وأبي نوفل علي بن سليمان ، وأبيه
عمار ،
وعمر بن الدرفس ،
وعمر بن عبد الواحد ،
وعمر بن مغيرة ،
وعمرو بن واقد ،
وعيسى بن خالد اليمامي ،
وغالب بن غزوان الثقفي ،
والقاسم بن عبد الله بن عمر ،
ومحمد بن إبراهيم الهاشمي ،
ومحمد بن حرب ،
وابن شابور [ ص: 422 ] وابن سميع nindex.php?page=showalam&ids=17070ومروان بن معاوية ،
ومعن القزاز ،
والهيثم بن حميد ،
والهيثم بن عمران ،
ووزير بن صبيح ،
ويحيى بن سليم الطائفي ،
ويوسف بن محمد بن صيفي ، وعدة سواهم مذكورين في " تهذيب الكمال " وفي " تاريخ
دمشق " .
فلقد كان من أوعية العلم ، وكان ابتداء طلبه للعلم وهو حدث قبل السبعين ومائة ، وفيها ، وقرأ القرآن على
أيوب بن تميم ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، وجماعة سيأتي ذكرهم في أثناء ترجمته .
تلا على
هشام طائفة ، منهم :
أحمد بن يزيد الحلواني ،
وأبو عبيد ، ومات قبله ،
وهارون الأخفش ،
وإسماعيل بن الحويرس ،
وأحمد بن محمد بن مامويه ، وطائفة .
وروى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام ، ومات قبله بنيف وعشرين سنة ،
ومحمد بن سعد ، ومات قبله ببضع عشرة سنة ،
ومؤمل بن الفضل الحراني كذلك ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين كذلك .
وحدث عنه من كبار شيوخه :
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16976ومحمد بن شعيب بن شابور .
وحدث عنه من أصحاب الكتب :
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وروى
الترمذي عن رجل عنه ، ولم يلقه
مسلم ، ولا ارتحل إلى
الشام ، ووهم من زعم أنه دخل
دمشق .
[ ص: 423 ] نعم ، وحدث عنه بشر كثير ، وجم غفير ، منهم : ولده
أحمد ،
وأبو زرعة الدمشقي والرازي ،
وأبو حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15863ودحيم ،
ومحمد بن عوف ،
والذهلي ،
ونوح بن حبيب ،
ويعقوب الفسوي ،
ويزيد بن عبد الصمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15549وبقي بن مخلد ،
وصالح بن محمد جزرة ،
والحسن بن محمد بن بكار ،
nindex.php?page=showalam&ids=12510وابن أبي عاصم ،
وأحمد بن يحيى البلاذري المؤرخ ،
وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ،
وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي .
وإسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري البشتي ، بمعجمة ،
وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الشافعي ،
وجعفر بن أحمد بن عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14907وجعفر الفريابي ،
وجماهر بن أحمد الزملكاني ،
والحسين بن عبد الله الرقي القطان ،
والحسين بن الهيثم الرازي الكسائي ،
وحمدان بن عارم البخاري ،
وخالد بن روح الثقفي ،
وزكريا خياط السنة ،
وسعد البيروتي ،
وسليمان بن حذلم وسلامة بن ناهض المقدسي ،
والضحاك بن الحسين الإستراباذي ،
وعبد الله بن عتاب الزفتي ،
وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي ،
وعبد الله بن محمد بن طويط الرملي ،
وعبد الحميد بن محمود بن خالد السلمي ،
وعبد الرحيم بن عمر المازني ،
وأبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد ،
وعبدان الأهوازي ،
وعثمان بن خرزاذ ،
وعلي بن الحسين بن ثابت الرازي ،
وعمرو بن أبي زرعة الدمشقي .
والفضل بن العباس الرازي فضلك ،
وقسطنطين الرومي ،
ومحمد بن أحمد بن عبد بن فياض الوراق ،
ومحمد بن بشر بن يوسف الأرموي وابن قتيبة العسقلاني ،
وأبو بكر محمد بن خزيم العقيلي ،
ومحمد بن شيبة الراهبي ،
ومحمد بن صالح بن أبي عصمة ،
ومحمد بن عبدوس بن جرير الصوري ،
ومحمد بن عمير [ ص: 424 ] الرملي ،
ومحمد بن عون الوحيدي ،
ومحمد بن الفيض الغساني ،
وأبو بكر الباغندي ،
ومحمد بن وضاح القرطبي ،
ومحمد بن يحيى بن رزين الحمصي ،
ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد ،
ومحمد بن يوسف بن بشير الهروي ،
ومحمود بن سميع الحافظ ،
وأبو عمران موسى بن سهل الجوني ،
ونصر بن زكريا نزيل بخارى ،
وهميم بن همام الآملي ،
ووريزة بن محمد الغساني ،
ويحيى بن محمد بن أبي صغير الحلبي ، وأمم سواهم .
وثقه
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين فيما نقله
معاوية بن صالح ،
وابن الجنيد ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : كيس كيس .
وقال
أحمد العجلي : ثقة . وقال مرة : صدوق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : لا بأس به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : صدوق كبير المحل .
وقال
أبو حاتم : صدوق ، لما كبر تغير ، وكل ما دفع إليه قرأه ، وكل ما لقن تلقن ، وكان قديما أصح . كان يقرأ من كتابه .
وقال
أبو داود : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، يقول :
هشام بن عمار كيس . ثم قال
أبو داود :
سليمان بن بنت شرحبيل أبو أيوب خير منه ،
هشام حدث بأرجح من أربعمائة حديث ، ليس لها أصل مسندة كلها ، كان
فضلك يدور على أحاديث
أبي مسهر وغيره ، يلقنها
هشاما ، ويقول
هشام : حدثني قد روي ، فلا أبالي من حمل الخطأ .
[ ص: 425 ]
وقال
أبو عبيد الآجري ، عن
أبي داود : كان
فضلك يدور
بدمشق على أحاديث
أبي مسهر والشيوخ يلقنها
هشام بن عمار ، فيحدثه بها . وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا .
أحمد بن خالد الخلال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، حدثنا
هشام بن عمار ، وليس بالكذوب ، فذكر حديثا .
وقال
هاشم بن مرثد : سمعت
ابن معين ، يقول :
هشام بن عمار أحب إلي من
ابن أبي مالك .
قال
أبو القاسم بن الفرات : أخبرنا
أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني المقرئ ، لما توفي
أيوب بن تميم ، يعني : مقرئ
دمشق ، رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين : أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط ، وهو
ابن ذكوان ، فائتم الناس به ، والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية ، والعلم ، والدراية ، وهو
هشام بن عمار ، وكان خطيبا
بدمشق ، رزق كبر السن ، وصحة العقل والرأي ، فارتحل الناس إليه في نقل القراءة والحديث .
نقل القراءة عنه
أبو عبيد قبل موت
هشام بنحو من أربعين سنة ، وحدث عنه هو
nindex.php?page=showalam&ids=15500والوليد بن مسلم ،
وابن شابور .
وكان
ابن ذكوان يفضله ، ويرى مكانه لكبر سنه . ولد قبله بعشرين سنة . فأخذ القراءة عن أيوب تلاوة ، كما أخذها
ابن ذكوان ، وزاد عليه بأخذه القراءة عن
الوليد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16070وسويد بن عبد العزيز ،
وصدقة بن هشام ، كذا قال ، وأظنه أراد
صدقة بن خالد وعراك بن خالد ،
وصدقة بن يحيى ،
ومدرك بن أبي سعد ،
وعمر بن عبد الواحد . وكل هؤلاء أئمة ، قرءوا على
يحيى الحارث . فلما توفي ابن ذكوان سنة اثنتين وأربعين ، اجتمع الناس على إمامة
[ ص: 426 ] هشام بن عمار في القراءة والنقل . وتوفي بعده بثلاث سنين .
قلت :
هشام عظيم القدر ، بعيد الصيت ، وغيره أتقن منه وأعدل رحمه الله تعالى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357أبو أحمد بن عدي في " كامله " : سمعت
قسطنطين بن عبد الله مولى المعتمد ، يقول : حضرت مجلس
هشام بن عمار ، فقال
المستملي : من ذكرت ؟ فقال : أخبرنا بعض مشايخنا ، ثم نعس ، ثم قال له : من ذكرت ؟ فنعس ، فقال
المستملي : لا تنتفعوا به ، فجمعوا له شيئا فأعطوه . فكان بعد ذلك يملي عليهم حتى يملوا .
وقال
محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13621ابن وارة ، يقول : عزمت زمانا أن أمسك عن حديث
هشام بن عمار ; لأنه كان يبيع الحديث .
قلت : العجب من هذا الإمام مع جلالته ، كيف فعل هذا ، ولم يكن محتاجا ، وله اجتهاده .
قال
صالح بن محمد جزرة : كان
هشام بن عمار يأخذ على الحديث ، ولا يحدث ما لم يأخذ ، فدخلت عليه ، فقال : يا
أبا علي ، حدثني بحديث
لعلي بن الجعد ، فقال : حدثنا
ابن الجعد ، حدثنا
أبو جعفر الرازي ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية ، قال : علم مجانا كما علمت مجانا . قال : تعرضت بي يا
أبا علي ؟ فقلت : ما تعرضت ، بل قصدتك .
وقال
صالح أيضا : كنت شارطت
هشاما أن أقرأ عليه بانتخابي ورقة ، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطا . فكان إذا جاء الليل ، أقرأ
[ ص: 427 ] عليه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة ، يقعد وأقرأ عليه ، فيقول : يا
صالح ، ليس هذه ورقة ، هذه شقة .
nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : أخبرنا
عبد الله بن محمد بن سيار ، قال : كان
هشام بن عمار يلقن ، وكان يلقن كل شيء ما كان من حديثه . فكان يقول : أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا . وقال الله تعالى :
فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه قال : وكان يأخذ على كل ورقتين درهما . ويشارط ، ويقول : إن كان الخط دقيقا ، فليس بيني وبين الدقيق عمل . وكان يقول : وذاك أني قلت له : إن كنت تحفظ فحدث ، وإن كنت لا تحفط ، فلا تلقن ما يلقن ، فاختلط من ذلك ، وقال : أنا أعرف هذه الأحاديث . ثم قال لي بعد ساعة : إن كنت تشتهي أن تعلم ، فأدخل إسنادا في شيء ، فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب ، فجعلت أسأله عنها ، فكان يمر فيها يعرفها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15202أبو بكر المروذي : ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل هشام بن عمار ، فقال : طياش خفيف .
nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة : سمعت
محمد بن عوف ، يقول : أتينا
هشام بن عمار في مزرعة له ، وهو قاعد على مورج له ، وقد انكشفت سوءته ، فقلنا : يا شيخ ، غط عليك . فقال : رأيتموه ؟ ! لن ترمد عينكم أبدا ، يعني : يمزح .
قال
الحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي : أخبرني بعض أصحاب الحديث
ببغداد أن
هشام بن عمار ، قال : سألت الله - تعالى - سبع حوائج ، فقضي لي منها ستا ، والواحدة ما أدري ما صنع فيها . سألته أن يغفر لي ولوالدي ، فما أدري ، وسألته أن يرزقني الحج ، ففعل ، وسألته أن يعمرني مائة سنة ، ففعل قلت : إنما عاش اثتنين وتسعين سنة ، ثم قال : وسألته أن
[ ص: 428 ] جعلني مصدقا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل : وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم ، ففعل . وسألته أن أخطب على منبر
دمشق ، ففعل . وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل . قال : فقيل له : كل شيء قد عرفناه ، فألف دينار حلال من أين لك ؟ فقال : وجه
المتوكل بعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا ، يعني لما سكن
دمشق ، وبني له القصر
بداريا . قال : ونحن نلبس الأزر ، ولا نلبس السراويلات . فجلست ، فانكشف ذكري ، فرآه الغلام ، فقال : استتر يا عم . قلت : رأيته ؟ قال : نعم . قلت : أما إنه لا ترمد عينك أبدا إن شاء الله . قال : فلما دخل على
المتوكل ، ضحك . قال : فسأله فأخبره بما قلت له ، فقال : فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم ، احملوا إليه ألف دينار . فحملت إلي ، فأتتني من غير مسألة ، ولا استشراف نفس .
فهذه حكاية منقطعة . ولعلها جرت .
قال
أبو بكر محمد بن سليمان الربعي : حدثنا
محمد بن الفيض الغساني ، سمعت
هشام بن عمار ، يقول : باع أبي بيتا له بعشرين دينارا ، وجهزني للحج . فلما صرت إلى
المدينة ، أتيت مجلس
مالك ، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها . فأتيته ، وهو جالس في هيئة الملوك ، وغلمان قيام ، والناس يسألونه ، وهو يجيبهم . فلما انقضى المجلس ، قال لي بعض أصحاب الحديث : سل عن ما معك ؟ فقلت له : يا
أبا عبد الله ، ما تقول في كذا وكذا ؟ فقال : حصلنا على الصبيان ، يا غلام ، احمله . فحملني كما يحمل الصبي ، وأنا يومئذ غلام مدرك ، فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة ، فوقفت أبكي ، فقال لي : ما يبكيك ؟ أوجعتك هذه
[ ص: 429 ] الدرة ؟ قلت : إن أبي باع منزله ، ووجه بي أتشرف بك ، وبالسماع منك ، فضربتني ؟ فقال : اكتب ، قال : فحدثني سبعة عشر حديثا ، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني .
قال
يعقوب بن إسحاق الهروي ، عن
صالح بن محمد الحافظ : سمعت
هشام بن عمار ، يقول : دخلت على
مالك ، فقلت له : حدثني ، فقال : اقرأ ، فقلت : لا . بل حدثني ، فقال : اقرأ ، فلما أكثرت عليه ، قال : يا غلام ، تعال اذهب بهذا ، فاضربه خمسة عشر ، فذهب بي فضربني خمس عشرة درة ، ثم جاء بي إليه ، فقال : قد ضربته ، فقلت له : لم ظلمتني ؟ ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم ، لا أجعلك في حل ، فقال
مالك : فما كفارته ؟ قلت : كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا .
قال : فحدثني بخمسة عشر حديثا . فقلت له : زد من الضرب ، وزد في الحديث ، فضحك
مالك ، وقال : اذهب .
قال
الخليلي : سمعت
علي بن أحمد بن صالح المقرئ ، حدثنا
الحسن بن علي الطوسي ، سمعت
محمد بن طرخان ، سمعت
هشام بن عمار ، يقول : قصدت باب
مالك ، فهجمت عليه بلا إذن ، فأمر غلاما له ، حتى ضربني سبعة عشر ضرب السلاطين . وأخرجت ، فقعدت على بابه أبكي ، ولم أبك للضرب ; بل بكيت حسرة ، فحضر جماعة . قال : فقصصت عليهم ، فشفعوا في ، فأملى علي سبعة عشر حديثا .
قال
محمد بن خريم الخريمي : سمعت
هشام بن عمار ، يقول في خطبته : قولوا الحق ، ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق .
[ ص: 430 ] معروف بن محمد بن معروف الواعظ ، عن
أبي المستضيء معاوية بن أوس السكسكي من أهل بيت قوفا ، قال : رأيت
هشام بن عمار إذا مشى أطرق إلى الأرض لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل .
قلت : وكان
هشام خطيبا بليغا صاحب بديهة .
روى عنه
عبدان الجواليقي ، قال : ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة . ثم قال
عبدان : ما كان في الدنيا مثله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة الرازي : من فاته
هشام بن عمار ، يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث .
قال
أبو بكر أحمد بن المعلى القاضي : رأيت
هشام بن عمار في النوم ، والمشايخ متوافرون ،
سليمان بن عبد الرحمن وغيره ، وهو يكنس المسجد ، فماتوا ، وبقي هو آخرهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان البستي : كانت أذناه لاصقتين برأسه ، وكان يخضب بالحناء .
قلت : لم يخرج له
الترمذي سوى حديث سوق الجنة رواه عن
[ ص: 431 ] nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل البخاري عنه ، ورواه
ابن ماجه عاليا عنه . ووقع لي عاليا في أمالي
أبي الحسين بن سمعون ، رواه عن شيخ ليس بثقة ، يقال له :
أحمد بن سليمان بن زبان الكندي ، عن
هشام .
وابن زبان هو آخر من زعم في الدنيا ، أنه سمع من
هشام ، وبقي بعده إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وله جزء مشهور .
قال
الفسوي : سمعت
هشام بن عمار ، يقول : سمعت من
nindex.php?page=showalam&ids=15991سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا ، فلم أكتبه ، وسمعت الكثير من
بكير بن معروف .
قال
عبدان الأهوازي : كنا لا نصلي خلف
هدبة بن خالد من طول صلاته ، يسبح في الركوع والسجود نيفا وثلاثين تسبيحة ، وكان من أشبه خلق الله
بهشام بن عمار لحيته ووجهه ، وكل شيء حتى في صلاته .
قلت : أما قول الإمام فيه : طياش ; فلأنه بلغه عنه أنه قال في خطبته : الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه ; فهذه الكلمة لا ينبغي
[ ص: 432 ] إطلاقها ، وإن كان لها معنى صحيح ، لكن يحتج بها الحلولي والاتحادي . وما بلغنا أنه - سبحانه وتعالى - تجلى لشيء إلا
بجبل الطور ، فصيره دكا . وفي تجليه لنبينا - صلى الله عليه وسلم - اختلاف أنكرته
عائشة ، وأثبته
ابن عباس .
وبكل حال كلام الأقران بعضهم في بعض يحتمل ، وطيه أولى من بثه إلا أن يتفق المتعاصرون على جرح شيخ ، فيعتمد قولهم ، والله أعلم .
وقد روى
هشام غير حديث ، عن
ابن لهيعة في كتابه إليه . وحسبك قول
أحمد بن أبي الحواري مع جلالته : إذا حدثت ببلد فيه مثل
هشام بن عمار يجب للحيتي أن تحلق .
وقال
أبو بكر المروذي في كتاب " القصص " : ورد علينا كتاب من
دمشق : سل لنا
أبا عبد الله ، فإن
هشاما ، قال : لفظ
جبريل - عليه السلام -
ومحمد - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن مخلوق . فسألت
أبا عبد الله ، فقال : أعرفه طياشا ، لم يجتر
الكرابيسي أن يذكر
جبريل ولا
محمدا . هذا قد تجهم في كلام غير هذا .
قلت : كان
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد يسد الكلام في هذا الباب ، ولا يجوزه ، وكذلك كان يبدع من يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق . ويضلل من يقول : لفظي بالقرآن قديم ، ويكفر من يقول : القرآن مخلوق . بل يقول : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ، وينهى عن الخوض في مسألة اللفظ . ولا ريب أن تلفظنا بالقرآن من كسبنا ، والقرآن الملفوظ المتلو كلام الله - تعالى - غير مخلوق ، والتلاوة والتلفظ والكتابة والصوت به من أفعالنا ، وهي مخلوقة ، والله أعلم .
[ ص: 433 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في " كامله " : حدثنا
الحسين بن عبد الله القطان ، حدثنا
هشام بن عمار ، قال : كتب إلينا
ابن لهيعة ، عن
أبي عشانة ، عن
عقبة بن عامر : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880958إن الله ليعجب إلى الشاب ليست له صبوة .
قال
محمد بن خريم العقيلي : سمعت
هشام بن عمار ، يخطب : قولوا الحق ينزلكم الحق منازل أهل الحق ، يوم لا يقضى إلا بالحق .
وقال
محمد بن الفيض الغساني : كان
هشام بن عمار يربع
بعلي رضي الله عنه . .
قلت : خالف أهل بلده ، وتابع أئمة الأثر .
وقال
أبو حاتم : لما كبر
هشام ، تغير .
قال
محمد بن الفيض : سمعت
هشاما يقول : في جوسية رجل شرعبي كان له بغل ، فكان يدلج على بغله من جوسية ، وهي من قرى
حمص يوم الجمعة ، فيصلي الجمعة في مسجد
دمشق ، ثم يروح ، فيبيت في أهله ، فكان الناس يعجبون منه . ثم إن بغله مات ، فنظر إلى جنبيه ، فإذا ليس له أضلاع ، إنما له صفحتان ، عظم مصمت . ثم قال
محمد بن [ ص: 434 ] الفيض : وسمعت جدي ،
وبكار بن محمد يذكران حديث الشرعبي ، كما قال
هشام بن عمار . رواها تمام
الرازي عن محمد بن سليمان الربعي عنه .
وقال
محمد بن الفيض أيضا : جاء رجل من قرية
الحرجلة يطلب لعرس أخيه لعابين ، فوجد الوالي قد منعهم ، فجاء يطلب مغبرين ، يعني : مزمزمين يغبرون بالقضيب ، قال : فلقيه صوفي ماجن ، فأرشده إلى ابن ذكوان ، وهو خلف المنبر ، فجاءه ، وقال : إن السلطان قد منع المخنثين . فقال : أحسن والله ، فقال : فنعمل العرس بالمغبرين ، وقد دللت عليك ، فقال : لنا رفيق ، فإن جاء جئت ، وهو ذاك ، وأشار إلى
هشام بن عمار . فقام الرجل إليه ، وهو عند المحراب متكئ ، فقال الرجل
لهشام : أبو من أنت ؟ فرد عليه ردا ضعيفا ، فقال :
أبو الوليد ، فقال : يا
أبا الوليد ، أنا من
الحرجلة ، قال : ما أبالي من أين كنت . قال : إن أخي يعمل عرسه ، فقال : فماذا أصنع ؟ قال : قد أرسلني أطلب له المخنثين . قال : لا بارك الله فيهم ولا فيك . قال : وقد طلب المغبرين فأرشدت إليك . قال : ومن بعثك ؟ قال : هذاك الرجل ، فرفع
هشام رجله ، ورفسه ، وقال : قم . وصاح
بابن ذكوان : أقد تفرغت لهذا ؟ ! قال : إي والله ، أنت رئيسنا ، لو مضيت مضينا .
قال
ابن الفيض : رأى
هشام عصا
لابن ذكوان ، فقال : أنا أكبر من أبيه ، وما أحمل عصا .
أخبرنا
أحمد بن إسحاق ، أخبرنا
الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا
محمد بن عمر القاضي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17002ومحمد بن علي ،
ومحمد بن أحمد الطرائفي ، قالوا : أخبرنا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة ، أنبأنا
عبيد الله بن عبد الرحمن ، أخبرنا
[ ص: 435 ] nindex.php?page=showalam&ids=14907جعفر بن محمد الفريابي ، حدثنا
هشام بن عمار ، حدثنا
عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن
ابن عمر ، أنه رأى الناس يدخلون المسجد ، فقال : من أين جاء هؤلاء ؟ قالوا : من عند الأمير ، فقال : إن رأوا منكرا أنكروه ، وإن رأوا معروفا أمروا به ؟ فقالوا : لا . قال : فما يصنعون ؟ قال : يمدحونه ، ويسبونه إذا خرجوا من عنده . فقال
ابن عمر : إن كنا لنعد النفاق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيما دون هذا . رواته ثقات ، لكنه ليس بمتصل . ما أظن
أبا حازم سمعه من
ابن عمر .
وبه : حدثنا
هشام بن عمار ، حدثنا
أسد بن موسى ، حدثنا
عوف بن موسى البصري ، سمعت
معاوية بن قرة ، يقول : أن لا نكون في نفاق ، أحب إلي من الدنيا وما فيها . كان
عمر يخشاه ، وآمنه أنا ! .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره : توفي
هشام بن عمار في آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين . وكان ولده
أحمد ممن قرأ عليه القرآن . وعاش إلى سنة ست عشرة وثلاث مائة .