شداد بن أوس ( ع )
ابن ثابت بن المنذر بن حرام . أبو يعلى ، وأبو عبد الرحمن ، الأنصاري ، النجاري ، الخزرجي . أحد بني مغالة ، وهم بنو عمرو بن مالك بن النجار .
وشداد هو ابن أخي
حسان بن ثابت ، شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 461 ]
من فضلاء الصحابة ، وعلمائهم . نزل
بيت المقدس .
حدث عنه ابنه
يعلى ;
nindex.php?page=showalam&ids=11811وأبو إدريس الخولاني ،
وأبو أسماء الرحبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11824وأبو الأشعث الصنعاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16345وعبد الرحمن بن غنم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15622وجبير بن نفير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16839وكثير بن مرة ،
وبشير بن كعب ، وآخرون .
قال
عبد الحميد بن بهرام ، عن
شهر ، سمع
عبد الرحمن بن غنم يقول : لما دخلنا
مسجد الجابية أنا
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء ، لقينا
عبادة بن الصامت ، فأخذ بشماله يميني ، وبيمينه شمال
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، فقال : إن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما ، فيوشك أن تريا الرجل من ثبج المسلمين قد قرأ القرآن ، أعاده وأبداه ، وأحل حلاله ، وحرم حرامه ، ونزل عند منازله ، أو قرأ به على لسان أحد لا يحور فيكم إلا كما يحور رأس الحمار الميت .
فبينا نحن كذلك ، إذ طلع علينا
شداد بن أوس ،
nindex.php?page=showalam&ids=6201وعوف بن مالك ، فجلسا إلينا ، فقال
شداد : إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس ، لما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في الشهوة الخفية والشرك . فقال عبادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء : اللهم غفرا ، أولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب . فأما الشهوة الخفية ، فقد عرفناها ، فهي شهوات الدنيا ، من نسائها وشهواتها ، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا
شداد ؟ [ ص: 462 ]
قال : أرأيتكم لو رأيتم أحدا يصلي لرجل ، أو يصوم له ، أو يتصدق له ، أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا : نعم . قال : فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879522من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي فقد أشرك .
فقال
عوف : أولا يعمد الله إلى ما ابتغي فيه وجهه من ذلك العمل كله ، فيقبل منه ما خلص له ، ويدع ما أشرك به فيه ؟ قال
شداد : فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول عن الله ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879523أنا خير قسيم ، فمن أشرك بي شيئا ، فإن جسده وعمله ، قليله وكثيره ، لشريكه الذي أشرك به . أنا عنه غني .
شداد ، كناه
مسلم ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي :
أبا يعلى .
ابن جوصاء حدثني
محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري : حدثنا أبي ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كنية
شداد بن أوس :
أبو يعلى
وكان له خمسة أولاد ، منهم بنته
خزرج ، تزوجت في
الأزد . وكان أكبرهم
يعلى ، ثم
محمدا ، ثم
عبد الوهاب ،
والمنذر .
فمات
شداد ، وخلف
عبد الوهاب ،
والمنذر ، صغيرين ، وأعقبوا ، سوى
يعلى .
[ ص: 463 ]
ونسأ لابنته نسل إلى سنة ثلاثين ومائة .
وكانت الرجفة التي كانت
بالشام في هذه السنة . وكان أشدها
ببيت المقدس ، ففني كثير ممن كان فيها من
الأنصار وغيرهم ، ووقع منزل
شداد عليهم ، وسلم
محمد ، وقد ذهبت رجله تحت الردم .
وكانت النعل زوجا ، خلفها
شداد عند ولده ، فصارت إلى
محمد بن شداد ; فلما أن رأت أخته
خزرج ما نزل به وبأهله ، جاءت ، فأخذت فرد النعلين وقالت : يا أخي ، ليس لك نسل ، وقد رزقت ولدا ، وهذه مكرمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحب أن تشرك فيها ولدي ، فأخذتها منه .
وكان ذلك في أول أوان الرجفة ، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها فلما جاء
المهدي إلى
بيت المقدس ، أتوه بها ، وعرفوه نسبها من
شداد ، فعرف ذلك ، وقبله ، وأجاز كل واحد منهما بألف دينار ، وأمر لكل واحد منهما بضيعة ، وبعث إلى
محمد بن شداد ، فأتي به يحمل لزمانته فسأله عن خبر النعل ، فصدق مقالة الرجلين ، فقال له
المهدي : ائتني بالأخرى . فبكى ، وناشده الله ، فرق له ، وخلاها عنده .
معان بن رفاعة ، عن
أبي يزيد الغوثي ، عمن حدثه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال : إن لكل أمة فقيها ، وإن فقيه هذه الأمة
شداد بن أوس .
لم يصح .
[ ص: 464 ]
وقال
سفيان بن عيينة ، قال
أبو الدرداء : إن
شداد بن أوس أوتي علما وحلما .
وقال
سعيد بن عبد العزيز : فضل
شداد بن أوس الأنصار بخصلتين : ببيان إذا نطق ، وبكظم إذا غضب .
عن
شداد أبي عمار ، عن
شداد بن أوس ، وكان بدريا . فذكر حديثا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
شداد له صحبة . قال : وقال بعضهم : شهد
بدرا . ولم يصح .
وقال
ابن سعد : نزل
فلسطين . وله عقب ، مات سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة . وكانت له عبادة واجتهاد .
وقال
أحمد بن البرقي : كان أبوه
أوس بن ثابت بدريا ، واستشهد يوم
أحد .
ابن سعد : أخبرني من سمع
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، عن
خالد بن معدان ، قال : لم يبق
بالشام أحد كان أوثق ولا أفقه ولا أرضى من
عبادة بن الصامت ،
nindex.php?page=showalam&ids=75وشداد بن أوس .
[ ص: 465 ]
قال
المفضل الغلابي : زهاد
الأنصار ثلاثة :
أبو الدرداء ،
وعمير بن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=75وشداد بن أوس .
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : حدثنا
عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن رجل ، عن
مطرف بن الشخير ، عن رجل - أحسبه من
بني مجاشع - قال : انطلقنا نؤم البيت ، فإذا نحن بأخبية بينها فسطاط ; فقلت لصاحبي : عليك بصاحب الفسطاط ، فإنه سيد القوم . فلما انتهينا إلى باب الفسطاط ، سلمنا . فرد السلام . ثم خرج إلينا شيخ . فلما رأيناه ، هبناه مهابة لم نهبها والدا قط ولا سلطانا . فقال : ما أنتما ؟ قلنا : فتية نؤم البيت . قال : وأنا قد حدثتني نفسي بذلك ، وسأصحبكم ، ثم نادى . فخرج إليه من تلك الأخبية شباب ! فجمعهم ، ثم خطبهم ، وقال : إني ذكرت بيت ربي ، ولا أراني إلا زائره .
فجعلوا ينتحبون عليه بكاء . فالتفت إلى شاب منهم . فقلت : من هذا الشيخ ؟ قال :
شداد بن أوس ، كان أميرا ، فلما أن قتل
عثمان ، اعتزلهم .
قال : ثم دعا لنا بسويق ، فجعل يبس لنا ، ويطعمنا ويسقينا .
ثم خرجنا معه ; فلما علونا في الأرض ، قال لغلام له : اصنع لنا طعاما يقطع عنا الجوع - يصغره- كلمة قالها; فضحكنا . فقال : ما أراني إلا مفارقكما . قلنا : رحمك الله ، إنك كنت لا تكاد تتكلم بكلمة ، فلما تكلمت ، لم نتمالك أن ضحكنا . فقال : أزودكما حديثا كان رسول الله يعلمنا في السفر والحضر . فأملى علينا ، وكتبناه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879524اللهم ، إني أسألك الثبات في الأمر ، وأسألك عزيمة الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك يقينا صادقا ، وقلبا [ ص: 466 ] سليما ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب .
وروي الدعاء بإسناد آخر .
قتيبة : حدثنا
فرج بن فضالة ، عن
أسد بن وداعة ، عن
شداد بن أوس : أنه كان إذا دخل الفراش ، يتقلب على فراشه ، لا يأتيه النوم فيقول : اللهم ، إن النار أذهبت مني النوم . فيقوم ، فيصلي حتى يصبح .
رواه جماعة ، عن
فرج ، عن
أسد .
قال
سلام بن مسكين : حدثنا
قتادة : أن
شداد بن أوس خطب ، فقال : أيها الناس ، إن الدنيا أجل حاضر ، يأكل منها البر والفاجر ، وإن الآخرة أجل مستأخر ، يحكم فيها ملك قادر . ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة ; وإن الشر كله بحذافيره في النار .
اتفقوا على موته كما قلنا في سنة ثمان وخمسين إلا ما يروى عن بعض
[ ص: 467 ] أهل بيته : أنه في سنة أربع وستين .
خرجوا له في الكتب الستة .
وعدد أحاديثه في " مسند
بقي " خمسون حديثا . أعني بالمكرر .