حمزة بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب .
[ ص: 172 ]
الإمام البطل الضرغام أسد الله أبو عمارة ، وأبو يعلى القرشي الهاشمي المكي ثم المدني البدري الشهيد ، عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأخوه من الرضاعة .
قال
ابن إسحاق لما أسلم
حمزة ، علمت
قريش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد امتنع ، وأن
حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .
قال
أبو إسحاق : عن
حارثة بن مضرب ، عن
علي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878730قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ناد حمزة " ، فقلت : من هو صاحب الجمل الأحمر ؟ فقال حمزة : هو عتبة بن ربيعة . فبارز يومئذ حمزة عتبة فقتله .
وروى
أسامة بن زيد ، عن
نافع ، عن
ابن عمر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878731سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، نساء الأنصار يبكين على هلكاهن ، فقال : " لكن حمزة لا بواكي له " . فجئن فبكين على حمزة عنده ، إلى أن قال : " مروهن لا يبكين على هالك بعد اليوم " [ ص: 173 ] .
وفي كتاب " المستدرك "
nindex.php?page=showalam&ids=14070للحاكم : عن
جابر مرفوعا :
" سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر ، فأمره ونهاه ، فقتله " .
قلت : سنده ضعيف .
الدغولي حدثنا
أحمد بن سيار ، حدثنا
رافع بن أشرس ، حدثنا
خليد الصفار ، عن
إبراهيم الصائغ ، عن
عطاء ، عن
جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال :
" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب " هذا غريب .
[ ص: 174 ] أسامة بن زيد : عن
نافع ، عن
ابن عمر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878734رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يوم أحد ، فسمع نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن ، فقال : " لكن حمزة لا بواكي له " . فجئن نساء الأنصار ، فبكين على حمزة عنده ، فرقد ، فاستيقظ وهن يبكين ، فقال : " يا ويحهن ! أهن هاهنا حتى الآن ، مروهن فليرجعن ، ولا يبكين على هالك بعد اليوم " .
ابن إسحاق : حدثني
عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة ، عن
سليمان بن يسار ، عن
جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، قال : خرجت أنا
nindex.php?page=showalam&ids=5414وعبيد الله بن عدي بن الخيار في زمن
معاوية غازيين ، فمررنا
بحمص - وكان
وحشي بها - فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : هل لك أن نسأل
وحشيا كيف قتل
حمزة . فخرجنا نريده ، فسألنا عنه ، فقيل لنا : إنكما ستجدانه بفناء داره على طنفسة له ، وهو رجل قد غلب عليه الخمر ، فإن تجداه صاحيا ، تجدا رجلا عربيا ، فأتيناه فإذا نحن بشيخ كبير أسود مثل البغاث على طنفسة له ، وهو صاح ، فسلمنا عليه ، فرفع رأسه إلى
عبيد الله بن عدي ، فقال :
ابن لعدي والله ابن الخيار أنت ؟ قال : نعم .
فقال : والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك
بذي طوى ، وهي على بعيرها ، فلمعت لي قدماك . قلنا : إنا أتينا لتحدثنا كيف قتلت
حمزة . قال : سأحدثكما بما حدثت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنت عبد
جبير بن مطعم ، وكان عمه
طعيمة بن عدي قتل يوم
بدر ، فقال لي : إن قتلت
حمزة ،
[ ص: 175 ] فأنت حر ، وكنت صاحب حربة أرمي قلما أخطئ بها ، فخرجت مع الناس ، فلما التقوا ، أخذت حربتي ، وخرجت أنظر
حمزة ، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ما يليق شيئا ، فوالله إني لأتهيأ له إذ تقدمني إليه
سباع بن عبد العزى الخزاعي ، فلما رآه
حمزة ، قال : هلم إلي يا ابن مقطعة البظور . ثم ضربه
حمزة ، فوالله لكأن ما أخطأ رأسه ، ما رأيت شيئا قط كان أسرع من سقوط رأسه . فهززت حربتي ، حتى إذا رضيت عنها ، دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته حتى خرجت بين رجليه فوقع ، فذهب لينوء فغلب ، فتركته وإياها ، حتى إذا مات قمت إليه ، فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ، ولم يكن لي حاجة بغيره .
فلما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مكة ، هربت إلى
الطائف . فلما خرج وفد
الطائف ليسلموا ، ضاقت علي الأرض بما رحبت ، وقلت : ألحق
بالشام ، أو
اليمن ، أو بعض البلاد . فوالله إني لفي ذلك من همي ، إذ قال رجل : والله إن يقتل
محمد أحدا دخل في دينه . فخرجت حتى
[ ص: 176 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=878735قدمت المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال : " وحشي " ؟ قلت : نعم . قال : " اجلس ، فحدثني كيف قتلت حمزة " . فحدثته كما أحدثكما ، فقال : " ويحك ! غيب عني وجهك ، فلا أرينك " . فكنت أتنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان ، حتى قبض .
فلما خرج المسلمون إلى
مسيلمة خرجت معهم بحربتي التي قتلت بها
حمزة ، فلما التقى الناس ، نظرت إلى
مسيلمة وفي يده السيف ، فوالله ما أعرفه ، وإذا رجل من
الأنصار يريده من ناحية أخرى ، فكلانا يتهيأ له ، حتى إذا أمكنني ، دفعت عليه حربتي ، فوقعت فيه ، وشد الأنصاري عليه ، فضربه بالسيف ، فربك أعلم أينا قتله ، فإن أنا قتلته ، فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقتلت شر الناس .
وبه عن
سليمان بن يسار : عن
عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رجلا يقول : قتله العبد الأسود يعني
مسيلمة .
[ ص: 177 ] أسامة بن زيد ، عن
الزهري ، عن
أنس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878736لما كان يوم أحد وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، على حمزة وقد جدع ومثل به ، فقال : " لولا أن تجد صفية في نفسها ، لتركته حتى يحشره الله من بطون السباع والطير " . وكفن في نمرة إذا خمر رأسه ، بدت رجلاه ، وإذا خمرت رجلاه بدا رأسه ، ولم يصل على أحد من الشهداء ، وقال : أنا شهيد عليكم ، وكان يجمع الثلاثة في قبر ، والاثنين فيسأل : " أيهما أكثر قرآنا; فيقدمه في اللحد ، وكفن الرجلين والثلاثة في ثوب " .
ابن عون : عن
عمير بن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، قال :
كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسيفين ويقول : أنا أسد الله . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
ابن عون ، عن
عمير ، مرسلا ، وزاد : فعثر فصرع مستلقيا ، وانكشفت الدرع عن بطنه ، فزرقه
العبد الحبشي ، فبقره .
عبد العزيز بن الماجشون : عن
عبد الله بن الفضل ، عن
سليمان بن يسار ،
[ ص: 178 ] عن
جعفر بن عمرو الضمري ، قال : خرجت مع
ابن الخيار إلى
الشام ، فسألنا عن
وحشي ، فقيل : هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت . فجئنا ، فسلمنا ووقفنا يسيرا . وكان
ابن الخيار معتجرا بعمامته ما يرى
وحشي إلا عينيه ورجليه ، فقال : يا
وحشي ، تعرفني ؟ قال : لا والله ، إلا أني أعلم أن
عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها
أم قتال بنت أبي العيص ، فولدت غلاما
بمكة ، فاسترضعته ، فحملته مع أمه ، فناولتها إياه ، لكأني أنظر إلى قدميك . قال : فكشف
عبيد الله عن وجهه ، ثم قال : ألا تخبرنا عن قتل
حمزة . قال : نعم ، إنه قتل
طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر ، فقال لي مولاي
جبير : إن قتلت
حمزة بعمي فأنت حر . فلما خرج الناس عن عينين - وعينون ، جبل تحت أحد ، بينه وبين أحد واد - قال
سباع : هل من مبارز ؟ فقال
حمزة : يا ابن مقطعة البظور ، تحاد الله ورسوله ؟ ثم شد عليه ، فكان كأمس الذاهب . فكمنت
لحمزة تحت صخرة حتى مر علي فرميته في ثنته حتى خرجت الحربة من وركه .
إلى أن قال : فكنت
بالطائف ، فبعثوا رسلا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقيل : إنه لا يهيج الرسل . فخرجت معهم ، فلما رآني ، قال : " أنت
وحشي ؟ قلت : نعم . قال : الذي قتل
حمزة ؟ قلت : نعم . قد كان الأمر الذي بلغك . قال : ما
[ ص: 179 ] تستطيع أن تغيب عني وجهك ؟ " قال : فرجعت .
فلما توفي وخرج
مسيلمة قلت : لأخرجن إليه لعلي أقتله ، فأكافي به
حمزة . فخرجت مع الناس ، وكان من أمرهم ما كان ، فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ، ثائر رأسه ، فأرميه بحربتي ، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه ، ووثب إليه رجل من
الأنصار ، فضربه بالسيف على هامته .
قال
سليمان بن يسار : فسمعت
ابن عمر يقول : قالت جارية على ظهر بيت أمير المؤمنين : قتله العبد الأسود .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : ثم انتشر المسلمون يبتغون قتلاهم فلم يجدوا قتيلا إلا وقد مثلوا به ، إلا
حنظلة بن أبي عامر ، وكان أبوه
أبو عامر مع المشركين ، فترك لأجله . وزعموا أن أباه وقف عليه قتيلا ، فدفع صدره برجله ثم قال : دينان قد أصبتهما ، قد تقدمت إليك في مصرعك هذا يا دنيس ، ولعمر الله إن كنت لواصلا للرحم برا بالوالد .
ووجدوا
حمزة قد بقر بطنه ، واحتمل
وحشي كبده إلى
هند في نذر نذرته حين قتل أباها يوم
بدر . فدفن في نمرة كانت عليه ، إذا رفعت إلى رأسه ، بدت قدماه ، فغطوا قدميه بشيء من الشجر .
ابن إسحاق : حدثني
بريدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
" لإن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم " . فلما رأى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 180 ] ما به من الجزع قالوا : لإن ظفرنا بهم ، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد ، فأنزل الله وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به إلى آخر السورة . فعفا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
أبو بكر بن عياش : عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، عن
مقسم ، عن
ابن عباس ، قال :
لما قتل حمزة أقبلت صفية أخته ، فلقيت عليا والزبير ، فأرياها أنهما لا يدريان ، فجاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " فإني أخاف على عقلها " ، فوضع يده على صدرها ودعا لها ، فاسترجعت وبكت . ثم جاء فقام عليه ، وقد مثل به ، فقال : " لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع " ، ثم أمر بالقتلى ، فجعل يصلي عليهم بسبع تكبيرات ويرفعون ، ويترك حمزة ، ثم يجاء بسبعة ، فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم [ ص: 181 ] .
يزيد ليس بحجة ، وقول
جابر : لم يصل عليهم أصح .
وفي " الصحيحين " من حديث
عقبة nindex.php?page=hadith&LINKID=878740أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، صلى على قتلى أحد صلاته على الميت ، فهذا كان قبل موته بأيام
[ ص: 182 ] ويروى من حديث
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة قوله عليه السلام :
" لإن ظفرت بقريش ، لأمثلن بسبعين منهم فنزلت
وإن عاقبتم الآية .
عبدان : أخبرنا
عيسى بن عبيد الكندي ، حدثني
ربيع بن أنس ، حدثني
أبو العالية ، عن
أبي بن كعب nindex.php?page=hadith&LINKID=878742أنه أصيب من الأنصار يوم أحد سبعون . قال : فمثلوا بقتلاهم ، فقالت الأنصار : لإن أصبنا منهم يوما من الدهر ، لنربين عليهم . فلما كان يوم فتح مكة ، نادى رجل لا يعرف : لا قريش بعد اليوم . مرتين . فأنزل الله على نبيه وإن عاقبتم الآية . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كفوا عن القوم " .
[ ص: 183 ] nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير : عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878743جاءت صفية يوم أحد معها ثوبان لحمزة ، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كره أن ترى حمزة على حاله . فبعث إليها الزبير يحبسها ، وأخذ الثوبين . وكان إلى جنب حمزة قتيل من الأنصار ، فكرهوا أن يتخيروا لحمزة فقال : " أسهموا بينهما فأيهما طار له أجود الثوبين فهو له " . فأسهموا بينهما ، فكفن حمزة في ثوب ، والأنصاري في ثوب .
ابن إسحاق : عن
إسماعيل بن أمية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878744 " لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم ، قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أننا أحياء في الجنة نرزق لئلا ينكلوا عند الحرب ولا يزهدوا في الجهاد ، قال الله : أنا أبلغهم عنكم " ، [ ص: 184 ] فأنزلت ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا [ آل عمران : 169 ] .
ابن إسحاق : حدثني
عاصم بن عمر ، عن
عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=878745سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا ذكر أصحاب أحد : " أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب فحص الجبل " يقول : قتلت معهم .
وجاء بإسناد فيه ضعف عن
جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى حمزة قتيلا بكى ، فلما رأى ما مثل به شهق .