المزني
الإمام العلامة ، فقيه الملة ، علم الزهاد ،
أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني المصري ، تلميذ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . مولده في سنة موت
الليث بن سعد سنة خمس وسبعين ومائة .
[ ص: 493 ]
حدث عن :
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وعن
علي بن معبد بن شداد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17211ونعيم بن حماد ، وغيرهم .
وهو قليل الرواية ، ولكنه كان رأسا في الفقه .
حدث عنه :
إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة ،
وأبو الحسن بن جوصا ،
وأبو بكر بن زياد النيسابوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=14695وأبو جعفر الطحاوي ،
وأبونعيم بن عدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وعبد الرحمن بن أبي حاتم ،
وأبو الفوارس بن الصابوني ، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة .
وامتلأت البلاد ب " مختصره " في الفقه ، وشرحه عدة من الكبار ، بحيث يقال : كانت البكر يكون في جهازها نسخة ب " مختصر "
المزني .
أخبرنا
عمر بن القواس ، أخبرنا
زيد بن الحسن كتابة ، أخبرنا
أبو الحسن بن عبد السلام ، حدثنا الفقيه
أبو إسحاق قال : فأما
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي -رحمه الله- فقد انتقل فقهه إلى أصحابه ، فمنهم
أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزني . مات
بمصر في سنة أربع وستين ومائتين . قال : وكان زاهدا عالما مناظرا محجاجا غواصا على المعاني الدقيقة . صنف كتبا كثيرة : " الجامع الكبير " ، و " الجامع الصغير " ، و " المنثور " ، و " المسائل المعتبرة " ، و " الترغيب في العلم " ، وكتاب " الوثائق " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي :
المزني ناصر مذهبي .
قلت : بلغنا أن
المزني كان إذا فرغ من تبييض مسألة ، وأودعها
[ ص: 494 ] " مختصره " ، صلى لله ركعتين .
وروي أن
القاضي بكار بن قتيبة قدم على قضاء
مصر ، وكان حنفيا ، فاجتمع
بالمزني مرة ، فسأله رجل من أصحاب
بكار ، فقال : قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ ، وجاء تحليله ، فلم قدمتم التحريم ؟ فقال
المزني : لم يذهب أحد إلى تحريم النبيذ في الجاهلية ثم حلل لنا ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا ، فحرم . فهذا يعضد أحاديث التحريم . فاستحسن
بكار ذلك منه .
قلت : وأيضا فأحاديث التحريم كثيرة صحاح ، وليس كذلك أحاديث الإباحة .
قال
عمرو بن تميم المكي : سمعت
محمد بن إسماعيل الترمذي قال : سمعت
المزني يقول : لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله -تعالى- على العرش بصفاته . قلت له : مثل أي شيء؟ قال : سميع بصير عليم .
قال
أبو عبد الرحمن السلمي : أخبرنا
محمد بن عبد الله بن شاذان ، سمعت
محمد بن علي الكتاني ، وسمعت
عمرو بن عثمان المكي ، يقول : ما رأيت أحدا من المتعبدين في كثرة من لقيت منهم أشد اجتهادا من
المزني ، ولا أدوم على العبادة منه . وما رأيت أحدا أشد تعظيما للعلم وأهله منه . وكان من أشد الناس تضييقا على نفسه في الورع ، وأوسعه في ذلك على الناس ، وكان يقول : أنا خلق من أخلاق
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
قلت : وبلغنا أن
المزني -رحمه الله- كان مجاب الدعوة ، ذا زهد
[ ص: 495 ] وتأله ، أخذ عنه خلق من العلماء وبه انتشر مذهب الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الآفاق .
يقال : كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلى تلك الصلاة خمسا وعشرين مرة .
وكان يغسل الموتى تعبدا واحتسابا . وهو القائل : تعانيت غسل الموتى ليرق قلبي ، فصار لي عادة ، وهو الذي غسل
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي -رحمه الله .
قال
ابن أبي حاتم : سمعت من
المزني ، وهو صدوق .
وقال
أبو سعيد بن يونس : ثقة ، كان يلزم الرباط .
توفي في رمضان لست بقين منه سنة أربع وستين ومائتين ، وله تسع وثمانون سنة .
قلت : ومن جلة تلامذته العلامة
أبو القاسم عثمان بن بشار الأنماطي شيخ
ابن سريج ، وشيخ
البصرة زكريا بن يحيى الساجي . ولم يل قضاء ، وكان قانعا شريف النفس .
أخبرنا
إسماعيل بن عبد الرحمن الحنبلي غير مرة ، أخبرنا
أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن البن الأسدي سنة ثلاث
[ ص: 496 ] وعشرين ، أخبرنا جدي
الحسين ، أخبرنا
علي بن محمد بن علي الشافعي سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، أخبرنا
محمد بن الفضل الفراء بمصر ، حدثنا
أبو الفوارس أحمد بن محمد الصابوني سنة ثمان وأربعين ، وثلاثمائة ، أخبرنا المزني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، عن
مالك ، عن
نافع ، عن
ابن عمر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880735أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الوصال . فقيل : إنك تواصل؟ فقال : لست مثلكم إني أطعم وأسقى .
وبالإسناد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر رمضان ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881088لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه . فإن غم عليكم فاقدروا له .
وبه
nindex.php?page=hadith&LINKID=881089أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس ، صاعا من تمر ، أو صاعا من شعير على كل حر وعبد ، ذكر أو أنثى من المسلمين متفق عليها .
أخبرنا
ابن الفراء ، أخبرنا
ابن البن ، أخبرنا جدي ، أخبرنا
أبو الفوارس علي بن محمد ، أخبرنا
ابن نظيف ، قال : قال لنا
أبو الفوارس السندي : ولدت في المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين ، وأول ما سمعت الحديث ولي عشر سنين .
قال : ومات
المزني سنة 264 وتوفي الربيع سنة سبعين ومائتين . قال : وكانا رضيعين بينهما ستة أشهر ، يعني في المولد .
[ ص: 497 ]
قال : ومات في سنة أربع -أيضا-
أحمد بن أخي بن وهب ،
nindex.php?page=showalam&ids=17418ويونس بن عبد الأعلى ،
ويزيد بن سنان .