[ ص: 491 ] معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي ( ع )
من المهاجرين ، ومن حلفاء بني عبد شمس .
وكان أمينا على خاتم النبي ، صلى الله عليه وسلم . وقد استعمله أبو بكر على الفيء ، وولي بيت المال لعمر .
روى حديثين :
وذكر أبو عبد الله بن منده - وحده- أنه شهد بدرا . ولا يصح هذا .
روى عنه : حفيده إياس بن الحارث بن معيقيب ، nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن .
وله هجرة إلى الحبشة . وقيل : إنه قدم مع جعفر ليالي خيبر . وكان مبتلى بالجذام .
ابن سعد : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم : حدثنا ابن إسحاق : حدثني عاصم بن عمر ، عن محمود بن لبيد ، قال : أمرني يحيى بن الحكم على جرش ، فقدمتها ، فحدثوني أن عبد الله بن جعفر حدثهم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لصاحب هذا الوجع - الجذام- اتقوه كما يتقى السبع ; إذا هبط واديا فاهبطوا غيره [ ص: 492 ] فقدمت المدينة ، فسألت عبد الله بن جعفر . فقال : كذبوا ، والله ما حدثتهم هذا ! ولقد رأيت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يؤتى بالإناء فيه الماء ، فيعطيه معيقيبا - وكان رجلا قد أسرع فيه ذاك الداء- فيشرب منه ، ويناوله عمر ، فيضع فمه موضع فمه ، حتى يشرب منه ; فعرفت أنه يفعله فرارا من العدوى .
وكان يطلب الطب من كل من سمع له بطب ، حتى قدم عليه رجلان من أهل اليمن ، فقال : هل عندكما من طب لهذا الرجل الصالح ؟ فقالا : أما شيء يذهبه ، فلا نقدر عليه ; ولكنا سنداويه دواء يوقفه ، فلا يزيد . فقال عمر : عافية عظيمة . فقالا : هل تنبت أرضك الحنظل ؟ قال : نعم . قالا : فاجمع لنا منه ، فأمر ، فجمع له ملء مكتلين عظيمين .
فشقا كل واحدة نصفين ; ثم أضجعا معيقيبا ، وأخذ كل واحد منهما برجل ، ثم جعلا يدلكان بطون قدميه بالحنظلة ، حتى إذا محقت ، أخذا أخرى ، حتى إذا رأيا معيقيبا يتنخمه أخضر مرا أرسلاه .
ثم قالا لعمر : لا يزيد وجعه بعد هذا أبدا . قال : فوالله ، ما زال معيقيب متماسكا ، لا يزيد وجعه ، حتى مات .
صالح بن كيسان : قال أبو زناد : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15786خارجة بن زيد : أن عمر دعاهم لغدائه ، فهابوا ، وكان فيهم معيقيب - وكان به جذام- فأكل معيقيب [ ص: 493 ] معهم . فقال له عمر : كل مما يليك ومن شقك ; فلو كان غيرك ما آكلني في صحفة ، ولكان بيني وبينه قيد رمح .
وروى الواقدي ، عن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن خارجة نحوه . عاش معيقيب إلى خلافة عثمان .
وقيل : عاش إلى سنة أربعين ، رضي الله عنه .
والفرار من المجذوم ، وترك مؤاكلته جائز ، لكن ليكن ذلك بحيث لا يكاد يشعر المجذوم ; فإن ذلك يحزنه . ومن واكله - ثقة بالله وتوكلا عليه - فهو مؤمن .
التالي
السابق