[ ص: 599 ] بكار بن قتيبة
ابن أسد بن عبيد الله بن بشير بن صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي بكرة نفيع بن الحارث ، الثقفي البكراوي البصري ، القاضي الكبير ، العلامة المحدث ، أبو بكرة ، الفقيه الحنفي ، قاضي القضاة
بمصر .
مولده في سنة اثنتين وثمانين ومائة بالبصرة .
وسمع
أبا داود الطيالسي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15903وروح بن عبادة ،
وعبد الله بن بكر السهمي ،
وأبا عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=17282ووهب بن جرير ،
وسعيد بن عامر الضبعي ، وطبقتهم .
وعني بالحديث ، وكتب الكثير ، وبرع في الفروع ، وصنف واشتغل .
حدث عنه :
أبو عوانة في " صحيحه " ،
وابن خزيمة ،
وعبد الله بن عتاب الزفتي ،
ويحيى بن صاعد ،
وابن جوصا ،
nindex.php?page=showalam&ids=14695وأبو جعفر الطحاوي ،
وابن زياد النيسابوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13685ومحمد بن المسيب الأرغياني ،
وأبو علي بن حبيب الحصائري ،
وأبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو الخامي ،
وأحمد بن سليمان بن حذلم ،
ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي ،
وأبو العباس الأصم ،
والحسن بن محمد بن النعمان الصيداوي ،
وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري ،
وأحمد بن عبد الله الناقد ، وخلق كثير من أهل
مصر ودمشق ، ومن الرحالة ، وكان من قضاة العدل .
[ ص: 600 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12909أبو بكر بن المقرئ : حدثنا
محمد بن بكر الشعراني بالقدس ، حدثنا
أحمد بن سهل الهروي قال : كنت ساكنا في جوار
بكار بن قتيبة ، فانصرفت بعد العشاء ، فإذا هو يقرأ :
يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله قال : ثم نزلت في السحر ، فإذا هو يقرؤها ، ويبكي ، فعلمت أنه كان يتلوها من أول الليل .
قال
محمد بن يوسف الكندي : قدم
بكار قاضيا إلى أن توفي ، فأقامت
مصر بلا قاض بعده سبع سنين ، ثم ولى
خمارويه محمد بن عبدة القضاء . قال : وكان
أحمد بن طولون أراد
بكارا على لعن
الموفق ، -يعني : ولي العهد- فامتنع ، فسجنه ، إلى أن مات
أحمد بن طولون ، فأطلق القاضي
بكار ، وبقي يسيرا ومات ، فغسل ليلا ، وكثر الناس ، فلم يدفن إلى العصر .
قلت : كان عظيم الحرمة ، وافر الجلالة ، من العلماء العاملين ، كان السلطان ينزل إليه ، ويحضر مجلسه ، فذكر أبو
nindex.php?page=showalam&ids=14695جعفر الطحاوي أن
بكار بن قتيبة استعظم فسخ حكم
nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين في قضية
ابن السائح ، -يعني لما حكم عليه- فأخرج من يده
دار الفيل ، وتوجه
ابن السائح إلى
العراق بغوث
على ابن مسكين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وكان
الحارث إنما حكم فيها بمذهب
أهل المدينة ، فلم يزل
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى يكلم القاضي
بكارا ، ويجسده حتى جسد ، ورد إلى
ابني السائح الدار . ولا أحصي كم كان
أحمد بن طولون يجيء إلى مجلس
بكار وهو يملي ، ومجلسه مملوء بالناس ، فيتقدم الحاجب ، ويقول : لا يتغير أحد من مكانه ، فما يشعر
بكار إلا
وأحمد إلى جانبه ، فيقول له : أيها الأمير ، ألا تركتني كنت أقضي
[ ص: 601 ] حقك وأقوم ؟ قال : ثم فسد الحال بينهما حتى حبسه ، وفعل به ما فعل .
وقيل : إن
بكارا صنف كتابا ينقض فيه على
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رده على
أبي حنيفة ، وكان يأنس
بيونس بن عبد الأعلى ، ويسأله عن
أهل مصر وعدولهم . ولما اعتقله
nindex.php?page=showalam&ids=12267ابن طولون لم يمكنه أن يعزله; لأن القضاء لم يكن إليه أمره .
وقيل : إن
بكارا كان يشاور في حكم
يونس ، والرجل الصالح
موسى ولد عبد الرحمن بن القاسم ، فبلغنا أن
موسى سأله : من أين المعيشة ؟ قال : من وقف لأبي أتكفى به . قال : أريد أن أسألك يا
أبا بكرة ، هل ركبك دين
بالبصرة ؟ قال : لا . قال : فهل لك ولد أو زوجة ؟ قال : ما نكحت قط ، وما عندي سوى غلامي . قال : فأكرهك السلطان على القضاء؟ قال : لا . قال : فضربت آباط الإبل بغير حاجة إلا لتلي الدماء والفروج ؟ لله علي لا عدت إليك ، قال : أقلني يا
أبا هارون . قال : أنت ابتدأت بمسألتي ، انصرف ، ولم يعد إليه .
قلت : رضي الله عن
موسى ، فلقد صدقه ، وصدعه بالحق . ولم يكن
بكار مكابرا ، فيقول : تعين علي القضاء .
وقال
الحسن بن زولاق في ترجمة
بكار : لما اعتل
أحمد بن طولون ، راسل
بكارا ، وقال : إنا رادوك إلى منزلك ، فأجبني ، فقال :
[ ص: 602 ] قل له : شيخ فان وعليل مدنف ، والملتقى قريب ، والقاضي الله عز وجل . فأبلغها الرسول
أحمد ، فأطرق ، ثم أقبل يكرر ذلك على نفسه ، ثم أمر بنقله من السجن إلى دار اكتريت له ، وفيها كان يحدث ، فلما مات الملك قيل
لأبي بكرة : انصرف إلى منزلك ، فقال : هذه الدار بأجرة ، وقد صلحت لي ، فأقام بها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : فأقام بها بعد
أحمد أربعين يوما ومات .
قلت : كان ولي العهد
الموفق قد استبد بالأمور ، وضيق على أخيه
الخليفة المعتمد .
قال
الصولي : تخيل
المعتمد من أخيه ، فكاتب
أحمد بن طولون ، واتفقا ، وقال
المعتمد :
أليس من العجائب أن مثلي يرى ما قل ممتنعا عليه وتؤكل باسمه الدنيا جميعا
وما من ذاك شيء في يديه؟
!
فبلغنا أن
nindex.php?page=showalam&ids=12267ابن طولون جمع العلماء والأعيان ، وقال : قد نكث
nindex.php?page=showalam&ids=15360الموفق أبو أحمد بأمير المؤمنين ، فاخلعوه من العهد فخلعوه ، إلا
بكار بن قتيبة . وقال : أنت أوردت علي كتاب
المعتمد بتوليته العهد ، فهات كتابا آخر منه بخلعه . قال : إنه محجور عليه ومقهور؟ قال : لا أدري . فقال له : غرك الناس بقولهم : ما في الدنيا مثل
بكار ، أنت قد خرفت وقيده وحبسه ، وأخذ منه جميع عطائه من سنين ، فكان عشرة آلاف دينار ، فقيل : إنها وجدت بختومها وحالها . وبلغ ذلك
الموفق ، فأمر بلعن
nindex.php?page=showalam&ids=12267ابن طولون على المنابر .
[ ص: 603 ] ونقل القاضي
ابن خلكان أن
nindex.php?page=showalam&ids=12267ابن طولون كان ينفذ إلى
بكار في العام ألف دينار ، سوى المقرر له ، فيتركها بختمها ، فلما دعاه إلى خلع
الموفق ، طالبه بجملة المال ، فحمله إليه بختومه ثمانية عشر كيسا ، فاستحيا
nindex.php?page=showalam&ids=12267ابن طولون عند ذلك ، ثم أمره أن يسلم القضاء إلى
محمد بن شاذان الجوهري ، ففعل ، واستخلفه ، وكان يحدث من طاقة السجن; لأن أصحاب الحديث طلبوا ذلك من
أحمد ، فأذن لهم على هذه الصورة .
قال
ابن خلكان : وكان
بكار تاليا للقرآن ، بكاء صالحا دينا ، وقبره مشهور قد عرف باستجابة الدعاء عنده .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : كان على نهاية في الحمد على ولايته ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12267ابن طولون على نهاية في تعظيمه وإجلاله إلى أن أراد منه خلع
الموفق ، قال : فلما رأى أنه لا يلتئم له ما يحاوله ألب عليه سفهاء الناس ، وجعله لهم خصما ، فكان يقعد له من يقيمه ، مقام الخصوم ، فلا يأبى ، ويقوم بالحجة لنفسه ، ثم حبسه في دار ، فكان كل جمعة يلبس ثيابه وقت الصلاة ، ويمشي إلى الباب ، فيقولون له الموكلون به : ارجع ، فيقول : اللهم اشهد .
قال
أبو عمر الكندي : قدم
بكار قاضيا من قبل
المتوكل في جمادى
[ ص: 604 ] الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين ، فلم يزل قاضيا إلى أن توفي في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين . وقيل : شيعه خلق عظيم أكثر ممن يشهد صلاة العيد ، وأمهم عليه ابن أخيه
محمد بن الحسن بن قتيبة الثقفي . رحمه الله تعالى .
قلت : عاش تسعا وثمانين سنة .
وفيها مات
أحمد بن طولون صاحب
مصر ،
وإبراهيم بن مرزوق ،
وأسيد بن عاصم ،
والحسن بن علي بن عفان ،
والربيع المرادي ،
وزكريا بن يحيى المروزي ،
وعباس بن الوليد بن مزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13621ومحمد بن مسلم بن وارة ،
ومحمد بن هشام بن ملاس ،
ومحمد بن ماهان رفيقه ،
وأحمد بن المقدام الهروي ،
وأحمد بن عبد الله البرقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود الظاهري ،
وأبو بكر الصغاني ،
وأبو البختري ابن شاكر .
أخبرنا
عمر بن عبد المنعم ، أخبرنا
عبد الصمد بن محمد حضورا في سنة تسع وست مائة ، أخبرنا
علي بن المسلم ، أخبرنا
ابن طلاب ، أخبرنا
ابن جميع ، حدثنا
الحسن بن محمد بن النعمان بصور ، حدثنا
بكار بن قتيبة ، حدثنا
أبو مطرف بن أبي الوزير ، حدثنا
موسى بن عبد الملك بن عمير ، عن أبيه ، عن
شيبة الحجبي ، عن عمه -يعني :
عثمان بن طلحة - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
ثلاث يصفين لك ود أخيك : تسلم عليه إذا لقيته ، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب أسمائه إليه .
[ ص: 605 ]
أخبرنا
علي بن أحمد الحسيني بالإسكندرية ، أخبرنا
محمد بن أحمد ببغداد ، أخبرنا
محمد بن عبيد الله ، أخبرنا
أبو نصر الزينبي ، أخبرنا
أبو طاهر المخلص ، حدثنا
يحيى بن محمد ، حدثنا
بكار بن قتيبة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ، حدثنا
سليم بن حيان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16001سعيد بن ميناء ، حدثنا
ابن الزبير ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=883222أخبرتني عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها : لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية ، لهدمت الكعبة ، وألزقتها بالأرض ، ولجعلت لها بابين : بابا شرقيا ، وبابا غربيا ، ولزدت ستة أذرع من الحجر في البيت ، فإن قريشا استقصرت لما بنت البيت .