أبو داود ( ت ، س )
وابنه
سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر . كذا أسماه
nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن أبي حاتم . وقال
محمد بن عبد العزيز الهاشمي :
سليمان بن الأشعث بن بشر بن شداد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13136ابن داسة وأبو عبيد الآجري :
سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد . وكذلك قال
أبو بكر الخطيب في " تاريخه " . وزاد :
ابن عمرو بن عمران . الإمام ، شيخ السنة ، مقدم الحفاظ
أبو داود ، الأزدي السجستاني ، محدث
البصرة .
[ ص: 204 ]
ولد سنة اثنتين ومائتين ورحل ، وجمع ، وصنف ، وبرع في هذا الشأن .
قال
أبو عبيد الآجري : سمعته يقول : ولدت سنة اثنتين وصليت على
عفان سنة عشرين ، ودخلت
البصرة وهم يقولون : أمس مات
nindex.php?page=showalam&ids=16546عثمان بن الهيثم المؤذن . فسمعت من
أبي عمر الضرير مجلسا واحدا .
قلت : مات في شعبان من سنة عشرين ، ومات
عثمان قبله بشهر ، قال : وتبعت
عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ، ولم أسمع منه وسمعت من
سعيد بن سليمان مجلسا واحدا ، ومن
عاصم بن علي مجلسا واحدا .
قلت : وسمع
بمكة من
القعنبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16039وسليمان بن حرب .
وسمع من :
مسلم بن إبراهيم ،
وعبد الله بن رجاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=11928وأبي الوليد الطيالسي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17173وموسى بن إسماعيل ، وطبقتهم
بالبصرة .
ثم سمع
بالكوفة من :
الحسن بن الربيع البوراني ،
وأحمد بن يونس اليربوعي ، وطائفة . وسمع من :
nindex.php?page=showalam&ids=11955أبي توبة الربيع بن نافع بحلب ، ومن :
أبي جعفر النفيلي ،
وأحمد بن أبي شعيب ، وعدة ،
بحران . ومن
حيوة بن شريح ،
ويزيد بن عبد ربه ، وخلق
بحمص . ومن
صفوان بن صالح ،
وهشام بن [ ص: 205 ] عمار ،
بدمشق .
ومن
إسحاق ابن راهويه وطبقته
بخراسان . ومن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وطبقته
ببغداد . ومن
قتيبة بن سعيد ببلخ .
ومن
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح وخلق
بمصر . ومن
إبراهيم بن بشار الرمادي ،
وإبراهيم بن موسى الفراء ،
nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني ،
والحكم بن موسى ،
nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف بن هشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
وسهل بن بكار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16079وشاذ بن فياض ،
وأبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد .
وعبد الرحمن بن المبارك العيشي ،
وعبد السلام بن مطهر ،
وعبد الوهاب بن نجدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16598وعلي بن الجعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16715وعمرو بن عون ،
وعمرو بن مرزوق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16915ومحمد بن الصباح الدولابي ،
ومحمد بن المنهال الضرير ،
ومحمد بن كثير العبدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17072ومسدد بن مسرهد ،
ومعاذ بن أسد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، وأمم سواهم .
حدث عنه :
أبو عيسى ، في " جامعه " ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، فيما قيل ،
وإبراهيم بن حمدان العاقولي وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم ابن الأشناني البغدادي ، نزيل الرحبة ، راوي " السنن " عنه
وأبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني ،
وأبو بكر النجاد ،
وأبو عمرو أحمد بن علي بن حسن البصري ، راوي " السنن " عنه .
وأحمد بن داود بن سليم ،
وأبو سعيد ابن الأعرابي راوي " السنن " بفوت له ،
وأبو بكر أحمد بن محمد الخلال الفقيه ،
وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي ،
وأحمد بن المعلى الدمشقي ،
وإسحاق بن موسى الرملي الوراق .
وإسماعيل بن محمد الصفار ،
وحرب بن إسماعيل الكرماني ،
والحسن بن صاحب الشاشي ،
والحسن بن عبد الله الذارع ،
[ ص: 206 ] والحسين بن إدريس الهروي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14451وزكريا بن يحيى الساجي ،
وعبد الله بن أحمد الأهوازي عبدان ، وابنه
أبو بكر ابن أبي داود ،
وأبو بكر ابن أبي الدنيا ،
وعبد الله ابن أخي أبي زرعة ،
وعبد الله بن محمد بن يعقوب ،
وعبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ،
وعلي بن الحسن بن العبد الأنصاري ، أحد رواة " السنن "
وعلي بن عبد الصمد ما غمه
وعيسى بن سليمان البكري ،
والفضل بن العباس بن أبي الشوارب .
وأبو بشر الدولابي الحافظ ،
وأبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ، راوي " السنن "
ومحمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري ، راوي كتاب " القدر " له ،
ومحمد بن بكر بن داسة التمار ، من رواة " السنن "
ومحمد بن جعفر بن الفريابي ،
ومحمد بن خلف بن المرزبان ،
ومحمد بن رجاء البصري ،
وأبو سالم محمد بن سعيد الأدمي .
وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الهاشمي المكي ،
وأبو أسامة محمد بن عبد الملك الرواس ، راوي " السنن " بفواتات ،
وأبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري الحافظ ،
ومحمد بن مخلد العطار الخضيب nindex.php?page=showalam&ids=16116ومحمد بن المنذر شكر ،
ومحمد بن يحيى بن مرداس السلمي ،
وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي ،
وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني .
[ ص: 207 ]
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في " سننه " مواضع يقول : حدثنا
أبو داود ، حدثنا
سليمان بن حرب ، وحدثنا
النفيلي ، وحدثنا
عبد العزيز بن يحيى المدني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16715وعمرو بن عون ،
ومسلم بن إبراهيم ،
وأبو الوليد ، فالظاهر أن
أبا داود في كل الأماكن هو
السجستاني ، فإنه معروف بالرواية عن السبعة ، لكن شاركه
أبو داود سليمان بن سيف الحراني في الرواية عن بعضهم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي فمكثر عن
الحراني .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في كتاب " الكنى " ، عن
سليمان بن الأشعث ، ولم يكنه ، وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر في " النبل " أن
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي يروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السجستاني .
أنبأني جماعة سمعوا
ابن طبرزد ، أخبرنا
أبو البدر الكرخي ، أخبرنا
أبو بكر الخطيب ، أخبرنا
أبو عمر الهاشمي ، أخبرنا
أبو علي اللؤلؤي ، أخبرنا
أبو دواد ، حدثنا
محمد بن كثير ، أخبرنا
جعفر بن سليمان ، عن
عوف ، عن
أبي رجاء ، عن
عمران بن حصين قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881107جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : السلام عليكم . فرد عليه ، ثم جلس ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- " عشر " . ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه ، فجلس ، فقال : " عشرون " . ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فرد عليه ، فجلس ، وقال : " ثلاثون " [ ص: 208 ]
أخبرنا
أبو الحسين علي بن محمد -فيما أظن-
وعمر بن محمد الفارسي وجماعة ، قالوا : أخبرنا
عبد الله بن عمر ، أخبرنا
عبد الأول بن عيسى ، أخبرنا
أبو الحسن الداودي ، أخبرنا
عبد الله بن أحمد ، أخبرنا
عيسى بن عمر السمرقندي ، أخبرنا
عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ ، أخبرنا
محمد بن كثير ، فذكره بنحوه .
أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397أبو عبد الرحمن النسائي ، عن
أبي داود ، عن
محمد بن كثير ، وأخرجه
أبو عيسى في " جامعه " عن الحافظ
عبد الله الدارمي ، فوافقناهما بعلو .
أخبرنا
أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم الفقيه بقراءتي ، أخبرنا
علي بن مختار ، أخبرنا
أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا
أبو بكر أحمد بن علي الصوفي ، أخبرنا
علي بن أحمد الرزاز ، حدثنا
أحمد بن سلمان الفقيه ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود سليمان بن الأشعث ،
بالبصرة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11955أبو توبة الربيع بن نافع ، حدثنا
عبيد الله بن عمرو ، عن
أيوب ، عن
ابن سيرين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881108أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تلقي الجلب ، فإن تلقاه متلق فاشتراه ، فصاحب السلعة بالخيار إذا ورد السوق [ ص: 209 ] هذا حديث صحيح غريب وأخرجه
الترمذي من طريق
عبيد الله بن عمرو ، وهو من أفراده .
وقع لنا عدة أحاديث عالية
nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود ، وكتاب " الناسخ " له . وسكن
البصرة بعد هلاك الخبيث طاغية الزنج ، فنشر بها العلم ، وكان يتردد إلى
بغداد .
قال
الخطيب أبو بكر : يقال : إنه صنف كتابه " السنن " قديما ، وعرضه على
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، فاستجاده ، واستحسنه .
قال
أبو عبيد : سمعت
أبا داود يقول : رأيت
خالد بن خداش ، ولم أسمع منه ، ولم أسمع من
يوسف الصفار ، ولا من
ابن الأصبهاني ، ولا من
عمرو بن حماد ، والحديث رزق .
قال
أبو عبيد الآجري : وكان
أبو داود لا يحدث عن
ابن الحماني ، ولا عن
سويد ، ولا عن
ابن كاسب ، ولا عن
محمد بن حميد ، ولا عن
سفيان بن وكيع .
وقال
أبو بكر بن داسة : سمعت
أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب -يعني
[ ص: 210 ] كتاب " السنن " ، جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح ، وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ، أحدها : قوله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880222الأعمال بالنيات والثاني :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880654من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه والثالث : قوله :
لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه والرابع :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881110الحلال بين الحديث .
رواها
الخطيب : حدثني
أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القاري الدينوري بلفظه : سمعت
أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي ، سمع
nindex.php?page=showalam&ids=13136ابن داسة .
قوله : يكفي الإنسان لدينه ، ممنوع ، بل يحتاج المسلم إلى عدد كثير من السنن الصحيحة مع القرآن .
[ ص: 211 ]
قال
أبو بكر الخلال :
أبو داود الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم ، وبصره بمواضعه أحد في زمانه ، رجل ورع مقدم ، سمع منه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل حديثا واحدا ، كان
أبو داود يذكره .
قلت : هو حديث
أبي داود ، عن
محمد بن عمرو الرازي ، عن
عبد الرحمن بن قيس ، عن
حماد بن سلمة ، عن
أبي العشراء ، عن أبيه :
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن العتيرة ، فحسنها .
وهذا حديث منكر ، تكلم في
ابن قيس من أجله وإنما المحفوظ عند
حماد بهذا السند حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881112أما تكون الذكاة إلا من اللبة . .
ثم قال
الخلال : وكان
إبراهيم الأصبهاني ابن أورمة ،
وأبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره ، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله .
وقال
أحمد بن محمد بن ياسين : كان
أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة النسك والعفاف ، والصلاح والورع ، من فرسان الحديث .
[ ص: 212 ]
وقال
أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=12352وإبراهيم الحربي : لما صنف
أبو داود كتاب " السنن " ألين
nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود الحديث ، كما ألين
لداود ، -عليه السلام- الحديد .
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
الزبير بن عبد الله بن موسى ، سمعت
محمد بن مخلد يقول : كان
أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث ، ولما صنف كتاب " السنن " ، وقرأه على الناس ، صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف ، يتبعونه ولا يخالفونه ، وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه .
وقال الحافظ
موسى بن هارون : خلق
أبو داود في الدنيا للحديث ، وفي الآخرة للجنة .
وقال
علان بن عبد الصمد : سمعت
أبا داود ، وكان من فرسان الحديث .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم بن حبان :
أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ، ونسكا وورعا وإتقانا جمع وصنف وذب عن السنن .
قال الحافظ
أبو عبد الله بن منده : الذين خرجوا وميزوا الثابت من المعلول ، والخطأ من الصواب أربعة :
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم ، ثم
أبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070أبو عبد الله الحاكم :
أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة ، سمع
بمصر والحجاز ،
والشام والعراقين وخراسان . وقد كتب
[ ص: 213 ] بخراسان قبل خروجه إلى
العراق ، في بلده
وهراة . وكتب
ببغلان عن
قتيبة ،
وبالري عن
إبراهيم بن موسى ، إلا أن أعلى إسناده :
القعنبي ،
ومسلم بن إبراهيم . . . وسمى جماعة . قال : وكان قد كتب قديما
بنيسابور ، ثم رحل بابنه
أبي بكر إلى
خراسان .
روى
أبو عبيد الآجري ، عن
أبي داود ، قال : دخلت
الكوفة سنة إحدى وعشرين ، وما رأيت
بدمشق مثل
أبي النضر الفراديسي ، وكان كثير البكاء ، كتبت عنه سنة اثنتين وعشرين .
قال
القاضي الخليل بن أحمد السجزي : سمعت
أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول : جاء
nindex.php?page=showalam&ids=16065سهل بن عبد الله التستري إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السجستاني ، فقيل : يا
أبا داود : هذا
سهل بن عبد الله جاءك زائرا ، فرحب به ، وأجلسه ، فقال
سهل : يا
أبا داود ! لي إليك حاجة . قال : وما هي ؟ قال : حتى تقول : قد قضيتها مع الإمكان . قال : نعم . قال : أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أقبله . فأخرج إليه لسانه فقبله .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=14642إسماعيل بن محمد الصفار ، عن
الصاغاني ، قال : لين
لأبي داود السجستاني الحديث ، كما لين
لداود الحديد .
وقال
موسى بن هارون : ما رأيت أفضل من
أبي داود .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13136ابن داسة : سمعت
أبا داود يقول : ذكرت في " السنن " الصحيح وما يقاربه ، فإن كان فيه وهن شديد بينته
[ ص: 214 ]
قلت : فقد وفى -رحمه الله- بذلك بحسب اجتهاده ، وبين ما ضعفه شديد ، ووهنه غير محتمل ، وكاسر عن ما ضعفه خفيف محتمل ، فلا يلزم من سكوته -والحالة هذه- عن الحديث أن يكون حسنا عنده ، ولا سيما إذا حكمنا على حد الحسن باصطلاحنا المولد الحادث ، الذي هو في عرف السلف يعود إلى قسم من أقسام الصحيح ، الذي يجب العمل به عند جمهور العلماء ، أو الذي يرغب عنه
أبو عبد الله البخاري ، ويمشيه
مسلم ، وبالعكس ، فهو داخل في أداني مراتب الصحة ، فإنه لو انحط عن ذلك لخرج عن الاحتجاج ، ولبقي متجاذبا بين الضعف والحسن ، فكتاب
أبي داود أعلى ما فيه من الثابت ما أخرجه الشيخان ، وذلك نحو من شطر الكتاب ، ثم يليه ما أخرجه أحد الشيخين ، ورغب عنه الآخر ، ثم يليه ما رغبا عنه ، وكان إسناده جيدا ، سالما من علة وشذوذ ، ثم يليه ما كان إسناده صالحا ، وقبله العلماء لمجيئه من وجهين لينين فصاعدا ، يعضد كل إسناد منهما الآخر ، ثم يليه ما ضعف إسناده لنقص حفظ راويه ، فمثل هذا يمشيه
أبو داود ، ويسكت عنه غالبا ، ثم يليه ما كان بين الضعف من جهة راويه ، فهذا لا
[ ص: 215 ] يسكت عنه ، بل يوهنه غالبا ، وقد يسكت عنه بحسب شهرته ونكارته ، والله أعلم .
قال
الحافظ زكريا الساجي : كتاب الله أصل الإسلام ، وكتاب
أبي داود عهد الإسلام .
قلت : كان
أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء ، فكتابه يدل على ذلك ، وهو من نجباء أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، لازم مجلسه مدة ، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول .
وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها ، وترك الخوض
[ ص: 216 ] في مضائق الكلام .
روى
الأعمش ، عن
إبراهيم ، عن
علقمة ، قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود يشبه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هديه ودله . وكان
علقمة يشبه
بعبد الله في ذلك .
قال
جرير بن عبد الحميد : وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي يشبه
بعلقمة في ذلك ، وكان
منصور يشبه
بإبراهيم .
وقيل : كان
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري يشبه
بمنصور ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع يشبه
بسفيان ، وكان
أحمد يشبه
بوكيع ، وكان
أبو داود يشبه
بأحمد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : حدثني
عبد الله بن محمد المسكي ، حدثني
أبو بكر بن جابر خادم
أبي داود -رحمه الله- قال : كنت مع
أبي داود ببغداد ، فصلينا المغرب ، فجاءه الأمير
أبو أحمد الموفق -يعني ولي العهد- فدخل ، ثم أقبل عليه
أبو داود ، فقال : ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت ؟ قال : خلال ثلاث . قال : وما هي ؟ قال : تنتقل إلى
البصرة فتتخذها وطنا ، ليرحل إليك طلبة العلم ، فتعمر بك ، فإنها قد خربت ، وانقطع عنها الناس ، لما جرى عليها من محنة
الزنج . فقال : هذه واحدة . قال : وتروي لأولادي " السنن " . قال : نعم ، هات الثالثة . قال : وتفرد لهم مجلسا ، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة . قال : أما هذه فلا سبيل إليها ، لأن الناس في العلم سواء .
قال
ابن جابر : فكانوا يحضرون ويقعدون في كم حيري ، عليه ستر ، ويسمعون مع العامة .
[ ص: 217 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13136ابن داسة : كان
nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود كم واسع وكم ضيق ، فقيل له في ذلك ، فقال : الواسع للكتب ، والآخر لا يحتاج إليه .
قال
أبو بكر ابن أبي داود : سمعت أبي يقول : خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن .
قال
أبو عبيد الآجري : سمعت
أبا داود يقول :
الليث روى عن
الزهري ، وروى عن أربعة ، عن
الزهري ، حدث عن :
خالد بن يزيد ، عن
سعيد بن أبي هلال ، عن
إبراهيم بن سعد ، عن
صالح بن كيسان ، عن
الزهري .
وسمعت
أبا داود يقول : كان
عمير بن هانئ قدريا ، يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة ، قتل صبرا
بداريا أيام
يزيد بن الوليد ، وكان يحرض عليه .
قال
أبو داود :
مسلمة بن محمد حدثنا عنه
مسدد ، قال
أبو عبيد : فقلت
nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود : حدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن
عائشة : " إياكم والزنج ، فإنه خلق مشوه " ؟ فقال : من حدث بهذا ، فاتهمه .
وقال
أبو داود :
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ليس هو عندي حجة ، هو
والبكائي سمعا من
ابن إسحاق بالري .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم :
سليمان بن الأشعث السجستاني مولده
بسجستان ، وله ولسلفه إلى الآن بها عقد وأملاك وأوقاف ، خرج منها في طلب الحديث إلى
البصرة ، فسكنها ، وأكثر بها السماع عن
سليمان بن حرب ،
وأبي النعمان ،
[ ص: 218 ] وأبي الوليد ، ثم دخل إلى
الشام ومصر ، وانصرف إلى
العراق ، ثم رحل بابنه
أبي بكر إلى بقية المشايخ ، وجاء إلى
نيسابور ، فسمع ابنه من
إسحاق بن منصور ، ثم خرج إلى
سجستان . وطالع بها أسبابه ، وانصرف إلى
البصرة واستوطنها .
وحدثنا
محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني ، حدثنا
أبو بكر ابن أبي داود ، حدثنا أبي ، حدثنا
محمد بن عمرو الرازي ، حدثنا
عبد الرحمن بن قيس ، عن
حماد بن سلمة ، عن
أبي العشراء الدارمي ، عن أبيه :
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن العتيرة ، فحسنها .
قيل : إن
أحمد كتب عن أبي هذا ، فذكرت له ، فقال : نعم . قلت : وكيف كان ذلك ؟ فقال : ذكرنا يوما أحاديث
أبي العشراء ، فقال
أحمد : لا أعرف له إلا ثلاثة أحاديث ، ولم يرو عنه إلا
حماد حديث اللبة وحديث : رأيت على
أبي العشراء عمامة . فذكرت
لأحمد هذا ، فقال : أمله علي . ثم قال :
لمحمد بن أبي سمينة عند
أبي داود حديث غريب . فسألني ، فكتبه عني
محمد بن يحيى بن أبي سمينة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وأخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم بن حبان : سمعت
ابن أبي داود ، سمعت أبي يقول : أدركت من أهل الحديث من أدركت ، لم يكن فيهم أحفظ للحديث ، ولا أكثر جمعا له من
ابن معين ، ولا أورع ولا أعرف بفقه الحديث من
أحمد ، وأعلمهم بعلله
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، ورأيت
إسحاق -على حفظه ومعرفته- يقدم
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، ويعترف له .
[ ص: 219 ]
وحدثني
أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده ، حدثني
عبد الكريم ابن النسائي ، حدثني أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود سليمان بن الأشعث بالبصرة ، قال : سمع
الزهري من ثلاثة عشر رجلا ، من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
أنس ،
سهل ،
السائب ،
سنين أبي جميلة nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن الربيع ، رجل من بلي ،
ابن أبي صعير ،
nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل ، وقالوا :
ابن عمر ؟ فقال : رأيت
ابن عمر سن على وجهه الماء سنا . وقالوا :
nindex.php?page=showalam&ids=12378إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم قبض ،
وعبد الرحمن بن أزهر .
أخبرنا
أبو الحسين علي بن محمد وإسماعيل بن عبد الرحمن ومحمد بن بيان بقراءتي ، أخبركم
الحسن بن صباح ، أخبرنا
عبد الله بن رفاعة ، أخبرنا
علي بن الحسن القاضي ، أخبرنا
عبد الرحمن بن عمر النحاس ، قال : حدثنا
أبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي ، حدثنا
أبو داود سليمان بن حرب ،
nindex.php?page=showalam&ids=17072ومسدد ، قالا : أخبرنا
حماد ، عن
ثابت ، عن
أبي بردة ، عن
الأغر -وكانت له صحبة- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881113إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة [ ص: 220 ] .
أخرجه
مسلم أيضا من حديث
حماد هذا ، وهو
ابن زيد ، وأخرجه
مسلم من حديث
عمرو بن مرة ، عن
أبي بردة ، عن
الأغر بن يسار المزني ، وقيل :
الجهني ، وما علمته روى شيئا سوى هذا الحديث .
وأخبرناه
أبو سعيد الثغري ، أخبرنا
عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا
عبد الحق ، أخبرنا
علي بن محمد ، أخبرنا
أبو الحسن الحمامي ، أخبرنا
ابن قانع ، حدثنا
علي بن محمد بن أبي الشوارب ، حدثنا
أبو الوليد ، حدثنا
شعبة ، قال :
عمرو بن مرة أخبرني ، قال : سمعت
أبا بردة يحدث عن رجل من
جهينة ، يقال له :
الأغر ، وكان من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881114يا أيها الناس ! توبوا إلى ربكم ، فإني أتوب إلى الله في كل يوم مائة مرة .
قال
أبو داود في " سننه " : شبرت قثاءة
بمصر ثلاثة عشر شبرا ، ورأيت أترجة على بعير ، وقد قطعت قطعتين ، وعملت مثل عدلين .
فأما
سجستان ، الإقليم الذي منه
الإمام أبو داود : فهو إقليم صغير منفرد ، متاخم لإقليم
السند ، غربيه بلد
هراة ، وجنوبيه مفازة ، بينه وبين إقليم
فارس وكرمان ، وشرقيه مفازة
وبرية بينه وبين
مكران التي هي قاعدة السند ، وتمام هذا الحد الشرقي بلاد
الملتان ، وشماليه أول
الهند .
فأرض
سجستان كثيرة النخل والرمل ، وهي من الإقليم الثالث من السبعة ، وقصبة
سجستان هي :
زرنج ، وعرضه اثنتان وثلاثون درجة ، وتطلق
[ ص: 221 ] زرنج ، على
سجستان ، ولها سور ، وبها جامع عظيم ، وعليها نهر كبير ، وطولها من
جزائر الخالدات تسع وثمانون درجة ، والنسبة إليها أيضا : " سجزي " ، وهكذا ينسب
nindex.php?page=showalam&ids=12119أبو عوانة الإسفراييني ،
أبا داود فيقول : السجزي ، وإليها ينسب مسند الوقت
أبو الوقت السجزي . وقد قيل -وليس بشيء- : إن
أبا داود من
سجستان قرية من أعمال
البصرة ، ذكره
القاضي شمس الدين في " وفيات الأعيان "
فأبو داود أول ما قدم من البلاد ، دخل
بغداد ، وهو ابن ثمان عشرة سنة ، وذلك قبل أن يرى
البصرة ، ثم ارتحل من
بغداد إلى
البصرة .
قال
أبو عبيد الآجري : توفي
أبو داود في سادس عشر شوال ، سنة خمس وسبعين ومائتين .
قلت : كان أخوه
محمد بن الأشعث أسن منه بقليل ، وكان رفيقا له في الرحلة .
يروي عن : أصحاب
شعبة .
روى عنه : ابن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود . ومات كهلا قبل
أبي دواد بمدة .