صفحة جزء
أخبرني أحمد بن إسحاق : أخبرنا الفتح بن عبد السلام : أخبرنا محمد بن علي ، ومحمد بن أحمد ، ومحمد بن عمر القاضي ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة : أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن : أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي : حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي يونس ، [ ص: 624 ] عن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ويل للعرب من شر قد اقترب . فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ، ويمسي كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل . المتمسك منهم على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى .

أبو يونس هذا : اسمه : سليم بن جبير ، من موالي أبي هريرة ، صدوق ، وهذا أعلى شيء يقع لنا من حديث أبي هريرة .

أخبرنا أحمد بن سلام ، والخضر بن حمويه إجازة ، عن أبي الفرج بن كليب : أخبرنا ابن بيان : أخبرنا محمد بن مخلد : أخبرنا إسماعيل الصفار : حدثنا الحسن بن عرفة : حدثنا عمار بن محمد ، عن الصلت بن قويد الحنفي : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء .

الصلت هذا ، كناه النسائي : أبا الأحمر ، وقال : لا أدري كيف هو ؟ ثم ذكر له هذا الحديث ، وقال : قاله أحمد بن علي - يعني : المروزي - حدثنا عبد الله بن عون الخراز ، عن عمار . [ ص: 625 ]

قلت : ويروي عنه علي بن ثابت الجزري .

وقال بعضهم : الصلت ، عن أبي الأحمر ، عن أبي هريرة .

قال يحيى بن معين : الصلت بن قويد ، يحدث عن أبي هريرة : حدثني عنه عمار بن محمد ، وعلي بن ثابت الجزري .

ابن المبارك ، عن وهيب بن الورد ، عن سلم بن بشير أن أبا هريرة بكى في مرضه : فقيل : ما يبكيك ؟ قال : ما أبكي على دنياكم هذه ، ولكن على بعد سفري ، وقلة زادي ، وأني أمسيت في صعود ، ومهبطه على جنة أو نار ، فلا أدري أيهما يؤخذ بي .

مالك ، عن المقبري ، قال : دخل مروان على أبي هريرة في شكواه ، فقال : شفاك الله يا أبا هريرة . فقال : اللهم ، إني أحب لقاءك ، فأحب لقائي .

قال : فما بلغ مروان أصحاب القطا ، حتى مات .

الواقدي : حدثنا ثابت بن قيس ، عن ثابت بن مسحل ، قال : كتب [ ص: 626 ] الوليد إلى معاوية بموت أبي هريرة . فكتب إليه : انظر من ترك ، فأعطهم عشرة آلاف درهم ، وأحسن جوارهم ; فإنه كان ممن نصر عثمان ، وكان معه في الدار .

قال عمير بن هانئ العنسي : قال أبو هريرة : اللهم ، لا تدركني سنة ستين فتوفي فيها ، أو قبلها بسنة .

قال الواقدي : كان ينزل ذا الحليفة . وله بالمدينة دار ، تصدق بها على مواليه . ومات سنة تسع وخمسين وله ثمان وسبعون سنة . وهو صلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين ، قال : وهو صلى على أم سلمة في شوال سنة تسع وخمسين .

قلت : الصحيح خلاف هذا .

وروى سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة : أن عائشة ، وأبا هريرة ماتا سنة سبع وخمسين قبل معاوية بسنتين .

تابعه يحيى بن بكير ، وابن المديني ، وخليفة ، والمدائني ، والفلاس . [ ص: 627 ]

وقال أبو معشر ، وضمرة ، وعبد الرحمن بن مغراء ، والهيثم ، وغيرهم : سنة ثمان وخمسين .

وقال ابن إسحاق ، وأبو عمر الضرير ، وأبو عبيد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير : سنة تسع . كالواقدي .

وقيل : صلى على أبي هريرة الأمير الوليد بن عتبة بعد العصر ، وشيعه ابن عمر ، وأبو سعيد ، ودفن بالبقيع .

وقد ذكرته في " طبقات القراء " ، وأنه قرأ على أبي بن كعب .

أخذ عنه : الأعرج ، وأبو جعفر ، وطائفة .

وذكرته في " تذكرة الحفاظ " . فهو رأس في القرآن ، وفي السنة ، وفي الفقه .

قال أبو القاسم النحاس : سمعت أبا بكر بن أبي داود ، يقول : رأيت في النوم - وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة - أبا هريرة كث اللحية ، أسمر ، عليه ثياب غلاظ ، فقلت له : إني أحبك . فقال : أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا .

في " الكنى " لأبي أحمد : أبو بكير إبراهيم ، عن رجل : أن أبا هريرة - رضي الله عنه- كان إذا استثقل رجلا ، قال : اللهم اغفر له ، وأرحنا [ ص: 628 ] منه .

حدث بهذا بشر بن المفضل ، عن محمد صاحب الساج ، عن أبي بكير : قال ابن سيرين : تمخط أبو هريرة ، وعليه ثوب كتان ، فقال : بخ بخ ! أبو هريرة يتمخط في الكتان! لقد رأيتني أخر فيما بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وحجرة عائشة ، يجيء الرجل يظن بي جنونا .

شعبة ، عن محمد بن زياد : رأيت على أبي هريرة كساء خز .

قال أبو هريرة : نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا .

قيس بن الربيع ، عن أبي حصين ، عن خباب بن عروة : رأيت أبا هريرة ، وعليه عمامة سوداء .

وفي " سنن النسائي " : أن أبا هريرة ، دعا لنفسه : اللهم ، إني أسألك علما لا ينسى . فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : آمين .

قال الداني : عرض أبو هريرة القرآن على أبي بن كعب .

قرأ عليه : الأعرج .

قال سليمان بن مسلم بن جماز سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة [ ص: 629 ] أبي هريرة في إذا الشمس كورت يحزنها شبه الرثاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية