صفحة جزء
عبدان

عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد ، الحافظ الحجة العلامة ، أبو [ ص: 169 ] محمد الأهوازي الجواليقي عبدان ، صاحب المصنفات .

سمع محمد بن بكار بن الريان ، وشيبان بن فروخ ، وطالوت بن عباد ، وهشام بن عمار السلمي ، وسهل بن عثمان ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وأبا كامل الجحدري ، وخليفة بن خياط ، وعثمان بن أبي شيبة ، وزيد بن الحريش ، ومسروق بن المرزبان ، ويعقوب الدورقي ، وعبيد بن يعيش ، وأحمد بن عبد الرحمن بحشل ، وحميد بن مسعدة ، ومحمد بن عبيد بن حساب ، وأبا الطاهر بن السرح ، ومحمد بن مصفى ، وابن أبي عمر العدني ، وعيسى بن زغبة ، وأبا كريب ، ووهب بن بيان ، وبندارا ، وخلقا سواهم بالحجاز ، والشام ، ومصر ، والعراق ، وكان من أئمة هذا الشأن .

حدث عنه ابن قانع ، والطبراني ، وحمزة الكناني ، وأبو بكر الإسماعيلي ، وأبو بكر بن المقرئ ، وأبو عمرو بن حمدان ، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال ، وآخرون .

وارتحل إليه الحفاظ إلى عسكر مكرم ، وهي قريبة من البصرة .

قال الحاكم : سمعت أبا علي الحافظ يقول : رأيت من أئمة الحديث أربعة : إبراهيم بن أبي طالب -يعني رفيق مسلم - وابن خزيمة بنيسابور ، والنسائي بمصر ، وعبدان بالأهواز . قال : فأما عبدان ، فكان يحفظ مائة ألف حديث ، ما رأيت في المشايخ أحفظ منه .

وقال حمزة بن محمد الكناني : سمعت عبدان يقول : دخلت البصرة ثمان عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني ، وجمعت ما يجمعه أصحاب الحديث -يعني من حديث الكبار- ، قال : إلا حديث مالك ; فإنه لم [ ص: 170 ] يكن عندي " الموطأ " بعلو ، وإلا حديث أبي حصين .

قال حمزة : وسمعته يقول : جمعت لبشر بن المفضل ست مائة حديث ، من شاء يزيد علي .

قال أبو عبد الله الحاكم : كان أبو علي النيسابوري لا يسامح في المذاكرة ; بل يواجه بالرد في الملأ ، فوقع بينه وبين عبدان لذلك ، فسمعت أبا علي يقول : أتيت أبا بكر بن عبدان ، فقلت له : الله الله ! تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكري ، عن جنادة ، عن عبيد الله بن عمر . فقال : قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالأهواز .

قال : فأصلحت شأني للسفر ، وودعت الشيخ ، وشيعني أصحابنا ، ثم اختفيت إلى يوم المجلس ، ثم حضرت متنكرا لا يعرفني أحد ، فأملى عبدان الحديث ، وأملى غير ذلك مما كان قد امتنع علي منها . ثم بلغه بعد أني كنت في المجلس ، فتعجب .

قال أبو حاتم البستي : أخبرنا عبدان بعسكر مكرم ، وكان عسرا نكدا .

وقال أبو محمد الرامهرمزي : كنا عند عبدان ، فقال : من دعي فلم يجب فقد عصى الله ، بفتح الياء . فقال له ابن سريج : إن رأيت أن تقول : يجب . فأبي ، وعجب من صواب ابن سريج كما عجب ابن سريج من خطئه .

قال أبو أحمد بن عدي : عبدان كبير الاسم ، قال لي : جاءني أبو بكر بن أبي غالب ، فذهب إلى شاذان الفارسي فلم يلحقه ، فعطف إلى ابن أبي عاصم بأصبهان ، ثم جاءني فقال : فاتني شاذان ، وذهبت إلى ابن أبي عاصم فلم أره مليئا بحديث البصرة ، وجئتك لأكتب حديثهم عنك لأنك مليء [ ص: 171 ] بهم . فأخرجت إليه حديثهم ، وقاطعته كل يوم على مائة حديث .

ابن عدي : حدثنا عبدان ، حدثنا محمد بن عمرو بن سلمة ، حدثنا ابن وهب . فذكر حديثا . كذا قال ، وإنما هو عمرو بن سواد كان عبدان يخطئ فيه ، فيقول مرة كما ذكرنا ، ومرة يقول : محمد بن عمرو . وإنما هو عمرو بن سواد ، وكانت هيبة عبدان تمنعنا أن نقول له . وحدثنا بحديث فيه أشرس ، فقال : رشرس . فتوقفت في الرد عليه .

قال الحاكم : سمعت أبا علي يقول : ورد العسكر أبو العباس بن سريج وأنا بها ، فقصدته ، فقال لي : سل إذا حضرت عبدان . قال : فدخل ، فسألت أبا محمد عن حديث ، فقال : حدثنا به القطعي : أخبرنا محمد بن بكر البرساني ، حدثنا ابن عون ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه : في رفع اليدين في الصلاة إذا ركع ورفع .

قال الحاكم : فقلت لأبي علي : ما علة هذا ؟ قال : لا أدري .

قلت : لعله ابن جريج بدل ابن عون . قال : ليس ذا عند البرساني ، عن ابن جريج . ثم قال : وعبدان ثبت ، وحدثنا به من أصل كتابه . قيل : وسرقه [ ص: 172 ] الحسن بن عثمان التستري ، فرواه عن القطعي .

قلت : عبدان حافظ صدوق ، ومن الذي يسلم من الوهم ؟ ! عاش تسعين عاما وأشهرا ، وكانت وفاته في آخر سنة ست وثلاثمائة .

وقع إلي ثلاثة أجزاء من حديثه بعلو .

ومات معه في العام فقيه العصر أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج ببغداد ، ومسند العراق أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، والمسند علي بن إسحاق بن زاطيا ، والقاضي محمد بن خلف وكيع ، ومحمد بن مسعود الأسدي محدث قزوين ، وشيخ الطريق أبو عبد الله أحمد بن الجلاء .

أخبرنا أحمد بن هبة الله بن عساكر بقراءتي ، عن عبد المعز بن محمد ، أخبرنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى ، حدثنا طالوت -هو ابن عباد- حدثنا حرب بن سريج ، حدثنا أبو المهزم ، عن أبي هريرة ، قال : أوصاني خليلي أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- بثلاث : الغسل في كل يوم جمعة ، والوتر قبل النوم ، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر .

متنه محفوظ وأبو المهزم يزيد بن سفيان متفق على ضعفه [ ص: 173 ] والعجب أن شعبة يروي عنه ، ما أظنه تبين له حاله ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية