عبد الله بن عمرو بن العاص ( ع )
ابن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب .
[ ص: 80 ] الإمام الحبر العابد ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن صاحبه ، أبو محمد ، وقيل : أبو عبد الرحمن . وقيل : أبو نصير القرشي السهمي .
وأمه هي
رائطة بنت الحجاج بنت منبه السهمية ، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها .
وقد أسلم قبل أبيه في ما بلغنا ، ويقال : كان اسمه
العاص ، فلما أسلم ، غيره النبي - صلى الله عليه وسلم -
بعبد الله .
وله مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل ، حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علما جما .
يبلغ ما أسند سبعمائة حديث اتفقا له على سبعة أحاديث ، وانفرد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بثمانية ،
ومسلم بعشرين .
وكتب الكثير بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - وترخيصه له في الكتابة بعد كراهيته للصحابة أن يكتبوا عنه سوى القرآن وسوغ ذلك - صلى الله عليه وسلم - ثم انعقد الإجماع بعد اختلاف الصحابة - رضي الله عنهم - على الجواز والاستحباب لتقييد العلم بالكتابة .
[ ص: 81 ] والظاهر أن النهي كان أولا لتتوفر هممهم على القرآن وحده ، وليمتاز القرآن بالكتابة عما سواه من السنن النبوية ، فيؤمن اللبس فلما زال المحذور واللبس ، ووضح أن القرآن لا يشتبه بكلام الناس أذن في كتابة العلم ، والله أعلم .
وقد روى عبد الله أيضا عن
أبي بكر ،
وعمر ،
ومعاذ ،
وسراقة بن مالك ، وأبيه
عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، وطائفة ، وعن
أهل الكتاب ، وأدمن النظر في كتبهم ، واعتنى بذلك .
حدث عنه : ابنه
محمد على نزاع في ذلك ، ورواية
محمد عنه في
أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، ومولاه
أبو قابوس ، وحفيده
شعيب بن محمد ، فأكثر عنه ، وخدمه ولزمه ، وتربى في حجره ، لأن أباه
محمدا مات في حياة والده
عبد الله ، وحدث عنه أيضا مولاه
إسماعيل ، ومولاه
سالم ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ،
وأبو أمامة بن سهل ،
nindex.php?page=showalam&ids=15622وجبير بن نفير ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ،
وعروة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش ،
وحميد بن عبد الرحمن بن عوف ،
وخيثمة بن عبد الرحمن الجعفي ،
وأبو العباس السائب بن فروخ الشاعر ،
والسائب الثقفي والد عطاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ،
والقاسم ،
ومجاهد ،
ويزيد بن الشخير ،
وأبو المليح بن أسامة ،
[ ص: 82 ] والحسن البصري ،
وأبو الجوزاء أوس الربعي ،
وعيسى بن طلحة ، وابن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=12386إبراهيم بن محمد بن طلحة ،
وبشر بن شغاف .
وجنادة بن أبي أمية ،
وربيعة بن سيف ،
وريحان بن يزيد العامري ،
nindex.php?page=showalam&ids=15957وسالم بن أبي الجعد ،
وأبو السفر سعيد بن يحمد ،
وسلمان الأغر ،
وشفعة السمعي ،
وشفي بن ماتع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16128وشهر بن حوشب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16259وطلق بن حبيب ،
وعبد الله بن باباه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16423وعبد الله بن بريدة ،
وعبد الله بن رباح الأنصاري ،
وعبد الله بن صفوان بن أمية ،
nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة ،
وعبد الله بن فيروز الديلمي ،
وأبو عبد الرحمن الحبلي ،
وعبد الرحمن بن جبير ،
وعبد الرحمن بن حجيرة ،
وعبد الرحمن بن رافع قاضي
إفريقية ،
وعبد الرحمن بن شماسة ،
وعبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ،
وعبدة بن أبي لبابة ولم يدركه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار ،
وعطاء العامري ،
وعقبة بن أوس ،
وعقبة بن مسلم ،
وعمارة بن عمرو بن حزم ،
وعمر بن الحكم بن رافع ،
وأبو عياض عمرو بن الأسود العنسي ،
وعمرو بن أوس الثقفي ،
وعمرو بن حريش الزبيدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار .
nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمرو بن ميمون الأودي ،
وعمران بن عبد المعافري ،
وعيسى بن هلال الصدفي ،
والقاسم بن ربيعة الغطفاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14947والقاسم بن مخيمرة ،
وقزعة بن يحيى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16839وكثير بن مرة ،
ومحمد بن هدية الصدفي ،
وأبو الخير اليزني ،
ومسافع بن شيبة الحجبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق بن الأجدع ،
وأبو يحيى مصدع ،
وناعم مولى أم سلمة ،
ونافع بن عاصم بن عروة بن مسعود الطائفي ، وأخوه
يعقوب ،
وأبو العريان الهيثم النخعي ،
والوليد بن عبدة ،
ووهب بن جابر الخيواني ،
nindex.php?page=showalam&ids=17285ووهب بن منبه ويحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية ،
nindex.php?page=showalam&ids=17408ويوسف بن ماهك ،
وأبو أيوب المراغي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11936وأبو بردة بن أبي موسى ،
وأبو حازم الأعرج ولم يلقه ،
وأبو حرب بن أبي الأسود وأبو راشد الحبراني nindex.php?page=showalam&ids=11862وأبو الزبير المكي وأبو زرعة بن عمرو بن حريز ،
وأبو سالم الجيشاني ،
وأبو فراس مولى والده عمرو ،
وأبو [ ص: 83 ] قبيل المعافري ،
وأبو كبشة السلولي ،
وأبو كثير الزبيدي ،
وأبو المليح بن أسامة ، وخلق سواهم .
قال
قتادة : كان رجلا سمينا .
وروى
حماد بن سلمة ، عن
علي بن زيد ، عن
العريان بن الهيثم ، قال : وفدت مع أبي إلى
يزيد ، فجاء رجل طوال ، أحمر عظيم البطن ، فجلس ، فقلت : من هذا ؟ قيل :
عبد الله بن عمرو .
أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17194نافع بن عمر ،
وعبد الجبار بن ورد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879703نعم أهل البيت عبد الله ، وأبو عبد الله ، وأم عبد الله .
وروى
ابن لهيعة ; عن
مشرح بن هاعان عن
عقبة بن عامر ، مرفوعا نحوه .
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن
يحيى بن حكيم بن صفوان ، عن
عبد الله بن عمرو ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879704جمعت القرآن ، فقرأته كله في ليلة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقرأه في شهر . قلت : يا رسول الله ، دعني أستمتع من قوتي وشبابي . قال : اقرأه في عشرين . قلت : دعني أستمتع . قال : اقرأه في سبع ليال . قلت : دعني يا رسول الله أستمتع . قال : فأبى .
[ ص: 84 ]
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
وصح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازله إلى ثلاث ليال ، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث وهذا كان في الذي نزل من القرآن ، ثم بعد هذا القول نزل ما بقي من القرآن . فأقل مراتب النهي أن تكره تلاوة القرآن كله في أقل من ثلاث ، فما فقه ولا تدبر من تلا في أقل من ذلك . ولو تلا ورتل في أسبوع ، ولازم ذلك ، لكان عملا فاضلا ، فالدين يسر ، فوالله إن ترتيل سبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة ، والضحى ، وتحية المسجد ، مع الأذكار المأثورة الثابتة ، والقول عند النوم واليقظة ، ودبر المكتوبة والسحر ، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصا لله ، مع الأمر بالمعروف ، وإرشاد الجاهل وتفهيمه ، وزجر الفاسق ، ونحو ذلك ، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان ، مع أداء الواجب ، واجتناب الكبائر ، وكثرة الدعاء والاستغفار ، والصدقة وصلة الرحم ، والتواضع ، والإخلاص في جميع ذلك ، لشغل عظيم جسيم ، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين ، فإن سائر ذلك مطلوب . فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم ، فقد خالف الحنيفية السمحة ، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه .
هذا السيد العابد الصاحب كان يقول لما شاخ : ليتني قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذلك قال له - عليه السلام - في الصوم ، وما زال يناقصه
[ ص: 85 ] حتى قال له :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879705صم يوما وأفطر يوما ، صوم أخي داود عليه السلام .
وثبت أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879706أفضل الصيام صيام داود nindex.php?page=hadith&LINKID=879707ونهى - عليه السلام - عن صيام الدهر وأمر - عليه السلام - بنوم قسط من الليل ، وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879709لكني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، وآكل اللحم ، فمن رغب عن سنتي فليس مني .
وكل من لم يذم نفسه في تعبده وأوراده بالسنة النبوية ، يندم ويترهب ويسوء مزاجه ، ويفوته خير كثير من متابعة سنة نبيه الرءوف الرحيم بالمؤمنين ، الحريص على نفعهم ، وما زال - صلى الله عليه وسلم - معلما للأمة أفضل الأعمال ، وآمرا بهجر التبتل والرهبانية التي لم يبعث بها ، فنهى عن سرد الصوم ، ونهى عن الوصال ، وعن قيام أكثر الليل إلا في العشر الأخير ، ونهى عن العزبة للمستطيع ، ونهى عن ترك اللحم إلى غير ذلك من الأوامر
[ ص: 86 ] والنواهي . فالعابد بلا معرفة لكثير من ذلك معذور مأجور ، والعابد العالم بالآثار المحمدية . المتجاوز لها مفضول مغرور ، وأحب الأعمال إلى الله - تعالى - أدومها وإن قل . ألهمنا الله وإياكم حسن المتابعة ، وجنبنا الهوى والمخالفة .
قال
أحمد في مسنده : حدثنا
قتيبة ، حدثنا
ابن لهيعة ، عن
واهب بن عبد الله المعافري ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=879710عن عبد الله بن عمرو ، قال : رأيت فيما يرى النائم كأن في أحد أصبعي سمنا ، وفي الأخرى عسلا ، فأنا ألعقهما ، فلما أصبحت ، ذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : تقرأ الكتابين ; التوراة والفرقان . فكان يقرأهما .
ابن لهيعة ضعيف الحديث ، وهذا خبر منكر ، ولا يشرع لأحد بعد نزول القرآن أن يقرأ التوراة ولا أن يحفظها ، لكونها مبدلة محرفة منسوخة العمل ، قد اختلط فيها الحق بالباطل ، فلتجتنب . فأما النظر فيها للاعتبار وللرد على
اليهود ، فلا بأس بذلك للرجل العالم قليلا ، والإعراض أولى .
فأما ما روي من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن
لعبد الله أن يقوم بالقرآن ليلة وبالتوراة ليلة ، فكذب موضوع قبح الله من افتراه . وقيل : بل
عبد الله هنا هو
ابن [ ص: 87 ] سلام . وقيل : إذنه في القيام بها أي يكرر على الماضي لا أن يقرأ بها في تهجده .
كامل بن طلحة : حدثنا
ابن لهيعة ، عن
يزيد بن عمرو ، عن
شفي ، عن
عبد الله بن عمرو ، قال :
حفظت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألف مثل .
يحيى بن أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12128أبي قبيل ، عن
عبد الله بن عمرو ، قال : كنا عند رسول الله نكتب ما يقول .
هذا حديث حسن غريب رواه
سعيد بن عفير عنه .
وهو دال على أن الصحابة كتبوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أقواله ، وهذا
علي - رضي الله عنه - كتب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في صحيفة صغيرة ، قرنها بسيفه
nindex.php?page=hadith&LINKID=879712وقال - عليه السلام - : اكتبوا لأبي شاة وكتبوا عنه كتاب
[ ص: 88 ] الديات ، وفرائض الصدقة وغير ذلك .
ابن إسحاق : عن
عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879713قلت : يا رسول الله ! أكتب ما أسمع منك ؟ قال : نعم . قلت : في الرضا والغضب ؟ قال : نعم ، فإني لا أقول إلا حقا .
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، وهو في المسند عنه ، عن
عبيد الله بن [ ص: 89 ] الأخنس ، عن
الوليد بن عبد الله ، عن
يوسف بن ماهك ; عن
عبد الله بن عمرو نحوه .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد وغيره عن
عمرو بن شعيب نحوه . وثبت عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، عن أخيه
همام ، سمع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : لم يكن أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر حديثا مني إلا ما كان من
عبد الله بن عمرو ، فإنه كان يكتب ولا أكتب .
وهو في صحيفة
معمر عن
همام .
ويرويه
ابن إسحاق ; عن
عمرو بن شعيب ، عن
مجاهد وآخر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، مثله .
nindex.php?page=showalam&ids=11920أبو النضر هاشم بن القاسم ،
وسعدويه ، قالا : حدثنا
إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن
مجاهد ، قال : دخلت على
عبد الله بن عمرو ، فتناولت صحيفة تحت رأسه ، فتمنع علي . فقلت : تمنعني شيئا من كتبك ؟ فقال : إن هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه أحد ، فإذا سلم لي كتاب الله وهذه الصحيفة والوهط ، لم أبال ما ضيعت الدنيا .
الوهط : بستان عظيم
بالطائف ، غرم مرة على عروشه ألف ألف درهم .
[ ص: 90 ] قتيبة : حدثنا
الليث ، وآخر ، عن
عياش بن عباس ، عن
أبي عبد الرحمن الحبلي ، سمعت
عبد الله بن عمرو يقول : لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء ، فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا ، يقول : يتصدق يمينا وشمالا .
هشيم : عن
مغيرة وحصين ، عن
مجاهد ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=879714عن عبد الله بن عمرو ، قال : زوجني أبي امرأة من قريش ، فلما دخلت علي ، جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة ، فجاء أبي إلى كنته ، فقال : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : خير رجل من رجل لم يفتش لها كنفا ، ولم يقرب لها فراشا ، قال : فأقبل علي ، وعضني بلسانه ، ثم قال : أنكحتك امرأة ذات حسب ، فعضلتها وفعلت ، ثم انطلق ، فشكاني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فطلبني ، فأتيته ، فقال لي : أتصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت : نعم . قال : لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأنام ، وأمس النساء . فمن رغب عن سنتي فليس مني .
قلت : ورث
عبد الله من أبيه قناطير مقنطرة من الذهب المصري ، فكان من ملوك الصحابة .
[ ص: 91 ] nindex.php?page=showalam&ids=16081الأسود بن عامر : حدثنا
شعبة ; عن
يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، قال : كنت أصنع الكحل
nindex.php?page=showalam&ids=13لعبد الله بن عمرو ، وكان يطفئ السراج بالليل ، ثم يبكي حتى رسعت عيناه .
محمد بن عمرو : عن
أبي سلمة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879715عن عبد الله بن عمرو ، قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي هذا ، فقال : يا عبد الله ! ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار ؟ قلت : إني لأفعل . فقال : إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، فالحسنة بعشر أمثالها ، فكأنك قد صمت الدهر كله . قلت : يا رسول الله ، إني أجد قوة ، وإني أحب أن تزيدني . فقال : فخمسة أيام قلت : إني أجد قوة . قال : سبعة أيام ، فجعل يستزيده ، ويزيده حتى بلغ النصف . وأن يصوم نصف الدهر : ( إن لأهلك عليك حقا ، وإن لعبدك عليك حقا ) وإن لضيفك عليك حقا فكان بعد ما كبر وأسن يقول : ألا كنت قبلت رخصة النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أهلي ومالي .
وهذا الحديث له طرق مشهورة .
وقد أسلم
عبد الله ، وهاجر بعد سنة سبع ، وشهد بعض المغازي .
قال
أبو عبيد : كان على ميمنة جيش
معاوية يوم
صفين .
وذكره
خليفة بن خياط في تسمية عمال
معاوية على
الكوفة . قال : ثم
[ ص: 92 ] عزله وولى
المغيرة بن شعبة .
وفي " مسند
أحمد " : حدثنا
يزيد ، أنبأنا
العوام ، حدثني
أسود بن مسعود ، عن
حنظلة بن خويلد العنبري ، قال : بينما أنا عند
معاوية ، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس
عمار - رضي الله عنه - فقال كل واحد منهما : أنا قتلته . فقال
عبد الله بن عمرو : ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879716تقتله الفئة الباغية . فقال
معاوية : يا
عمرو ! ألا تغني عنا مجنونك ، فما بالك معنا ؟ قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879717إن أبي شكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أطع أباك ما دام حيا . فأنا معكم ، ولست أقاتل .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17194نافع بن عمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، قال : قال
عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - : ما لي
ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت أني مت قبلها بعشرين سنة - أو قال بعشر سنين - أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا رميت بسهم . وذكر أنه كانت الراية بيده .
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون : حدثنا
عبد الملك بن قدامة ، حدثني
عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن أباه
عمرا قال له يوم
صفين : اخرج فقاتل . قال : يا أبه ! كيف تأمرني أخرج فأقاتل ، وقد سمعت من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي ما سمعت ؟! فقال : نشدتك بالله ! أتعلم أن
آخر ما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليك أن أخذ بيدك ، فوضعها في يدي ، فقال : أطع عمرو بن العاص ما دام حيا . قال : نعم . قال : فإني آمرك أن تقاتل .
[ ص: 93 ] عبد الملك ضعف .
عفان : حدثنا
همام ، حدثنا
قتادة ، عن
ابن بريدة ، عن
سليمان بن الربيع قال : انطلقت في رهط من نساك
أهل البصرة إلى
مكة ، فقلنا : لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدللنا على
عبد الله بن عمرو ، فأتينا منزله ، فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة . فقلنا : على كل هؤلاء حج
عبد الله بن عمرو ؟ قالوا : نعم . هو ومواليه وأحباؤه . قال : فانطلقنا إلى البيت ، فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية ، بين بردين قطريين ، عليه عمامة وليس عليه قميص .
رواه
حسين المعلم ، عن
ابن بريدة ، فقال : عن
سلمان بن ربيعة الغنوي أنه حج زمن
معاوية في عصابة من القراء ، فحدثنا أن
عبد الله في أسفل
مكة . فعمدنا إليه ، فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاثمائة راحلة ، منها مائة راحلة ومائتا زاملة وكنا نحدث أنه أشد الناس تواضعا . فقلنا : ما هذا ؟ قالوا : لإخوانه يحملهم عليها ولمن ينزل عليه ، فعجبنا ، فقالوا : إنه رجل غني . ودلونا عليه أنه في
المسجد الحرام ، فأتيناه ، فإذا هو رجل قصير أرمص بين بردين وعمامة ، قد علق نعليه في شماله .
[ ص: 94 ] مسلم الزنجي : عن
ابن خثيم ، عن
عبيد بن سعيد : أنه دخل مع
عبد الله بن عمرو المسجد الحرام ،
والكعبة محترقة حين أدبر جيش
حصين بن نمير ،
والكعبة تتناثر حجارتها . فوقف وبكى حتى إني لأنظر إلى دموعه تسيل على وجنتيه . فقال : أيها الناس ! والله لو أن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أخبركم أنكم قاتلو ابن نبيكم ، ومحرقو بيت ربكم ، لقلتم : ما أحد أكذب من
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . فقد فعلتم ، فانتظروا نقمة الله فليلبسنكم شيعا ، ويذيق بعضكم بأس بعض .
شعبة : عن
يعلى بن عطاء ، عن أمه ; أنها كانت تصنع الكحل
nindex.php?page=showalam&ids=13لعبد الله بن عمرو . وكان يكثر من البكاء يغلق عليه بابه ، ويبكي حتى رمصت عيناه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : مات
عبد الله ليالي
الحرة سنة ثلاث وستين .
وقال
يحيى بن بكير : توفي
عبد الله بن عمرو بمصر ، ودفن بداره الصغيرة سنة خمس وستين وكذا قال في تاريخ موته :
خليفة ،
وأبو عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14923والفلاس وغيرهم .
وقال
خليفة : مات
بالطائف ، ويقال :
بمكة .
وقال
ابن البرقي أبو بكر : فأما ولده فيقولون : مات
بالشام .