[ ص: 95 ] جبير بن مطعم ( ع )
ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي . شيخ
قريش في زمانه ، أبو محمد ، ويقال : أبو عدي القرشي النوفلي ، ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم .
من الطلقاء الذين حسن إسلامهم ، وقد قدم
المدينة في فداء الأسارى من قومه . وكان موصوفا بالحلم ، ونبل الرأي كأبيه .
وكان أبوه هو الذي قام في نقض صحيفة القطيعة . وكان يحنو على أهل الشعب ، ويصلهم في السر . ولذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم
بدر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879719لو كان المطعم بن عدي حيا ، وكلمني في هؤلاء النتنى ، لتركتهم له وهو الذي أجار النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من
الطائف حتى طاف بعمرة .
ثم كان
جبير شريفا مطاعا ، وله رواية أحاديث .
روى عنه ولداه الفقيهان
محمد ونافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=123وسليمان بن صرد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب وآخرون ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن ،
وعبد الرحمن بن أزهر ،
[ ص: 96 ] وعبد الله بن باباه ،
ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ،
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف .
ووفد على
معاوية في أيامه .
ابن وهب : حدثنا
أسامة بن زيد ، عن
ابن شهاب ، أن
محمد بن جبير أخبره عن أبيه ،
أنه جاء في فداء أسارى بدر . قال : فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب والطور وكتاب مسطور فأخذني من قراءته كالكرب .
ابن لهيعة : عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
عامر بن يحيى ، عن
علي بن رباح ، عن
جبير بن مطعم قال :
كنت أكره أذى قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما ظننا أنهم سيقتلونه لحقت بدير من الديارات ، فذهب أهل الدير إلى رأسهم ، فأخبروه ، فاجتمعت به ، فقصصت عليه أمري ، فقال : تخاف أن يقتلوه ؟ قلت : نعم . قال : وتعرف شبهه لو رأيته مصورا ؟ قلت : نعم . قال : فأراه صورة مغطاة كأنها هو ، وقال : والله لا يقتلوه ، ولنقتلن من يريد قتله ، وإنه [ ص: 97 ] لنبي . فمكثت عندهم حينا ، وعدت إلى مكة ، وقد ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، فتنكر لي أهل مكة ، وقالوا : هلم أموال الصبية التي عندك استودعها أبوك . فقلت : ما كنت لأفعل حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي ، ولكن دعوني أذهب ، فأدفعها إليهم ، فقالوا : إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه ، فقدمت المدينة ، وقد بلغ رسول الله الخبر ، فدخلت عليه ، فقال لي فيما يقول : إني لأراك جائعا هلموا طعاما . قلت : لا آكل خبزك ، فإن رأيت أن آكل أكلت ; وحدثته . قال : فأوف بعهدك .
ابن إسحاق : حدثنا
عبد الله بن أبي بكر وغيره ، قالوا . :
أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤلفة قلوبهم . فأعطى جبير بن مطعم مائة من الإبل .
قال
مصعب بن عبد الله : كان
جبير من حلماء
قريش وسادتهم ، وكان يؤخذ عنه النسب .
ابن إسحاق : حدثنا
يعقوب بن عتبة ، عن شيخ ، قال : لما قدم على
عمر بسيف
النعمان بن المنذر ، دعا
جبير بن مطعم بن عدي ، فسلحه إياه . وكان
جبير أنسب العرب للعرب ، وكان يقول : إنما أخذت النسب من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، وكان
أبو بكر أنسب العرب .
عد
خليفة جبيرا في عمال
عمر على
الكوفة . وأنه ولاه قبل
المغيرة بن شعبة .
قال
ابن سعد :
أم أم جبير ، هي جدته
أم حبيب بنت العاص بن أمية [ ص: 98 ] بن عبد شمس . ومات أبوه
المطعم بمكة قبل
بدر ، وله نيف وتسعون سنة ، فرثاه
حسان بن ثابت فيما قيل ، فقال :
فلو كان مجد يخلد اليوم واحدا من الناس أنجى مجده اليوم مطعما أجرت رسول الله منهم فأصبحوا
عبيدك ما لبى ملب وأحرما
الزبير : حدثنا
المؤملي ، عن
زكريا بن عيسى ، عن
الزهري ، أن
عمرو بن العاص قال
لأبي موسى لما رأى كثرة مخالفته له : هل أنت مطيعي ؟ فإن هذا الأمر لا يصلح أن ننفرد به حتى نحضره رهطا من
قريش نستشيرهم ، فإنهم أعلم بقومهم . قال : نعم ما رأيت . فبعثا إلى خمسة :
ابن عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=9489وأبي جهم بن حذيفة ،
وابن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16334وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فقدموا عليهم .
قال
محمد بن عمرو : عن
أبي سلمة : أن
جبير بن مطعم تزوج امرأة ، فسمى لها صداقها ، ثم طلقها قبل الدخول ، فتلا هذه الآية :
إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح فقال : أنا أحق بالعفو منها . فسلم إليها الصداق كاملا .
[ ص: 99 ] قال
الهيثم بن عدي ،
وخليفة ، وغيرهما : توفي
جبير بن مطعم سنة تسع وخمسين وقال
المدائني : سنة ثمان وخمسين .