ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم ، وما هو ببريء من الهنات ، والله يعفو عنه .
المدائني : عن
أبي عبيد الله ، عن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16294عبادة بن نسي ، قال : خطب
معاوية ، فقال : إني من زرع قد استحصد ، وقد طالت إمرتي عليكم حتى مللتكم ومللتموني ، ولا يأتيكم بعدي خير مني ، كما أن من كان قبلي خير مني . اللهم قد أحببت لقاءك فأحب لقائي .
الواقدي : حدثنا
ابن أبي سبرة ، عن
مروان بن أبي سعيد بن المعلى ، قال : قال
معاوية ليزيد وهو يوصيه : اتق الله ، فقد وطأت لك الأمر ، ووليت من ذلك ما وليت ، فإن يك خيرا فأنا أسعد به ، وإن كان غير ذلك شقيت به . فارفق بالناس ، وإياك وجبه أهل الشرف والتكبر عليهم .
وقيل : إن
معاوية قال
ليزيد : إن أخوف ما أخافه شيء عملته في أمرك ، شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما قلم أظفاره ، وأخذ من شعره ، فجمعت ذلك ، فإذا مت ، فاحش به فمي وأنفي .
عبد الأعلى بن ميمون بن مهران : عن أبيه ; أن
معاوية أوصى فقال :
[ ص: 160 ] كنت أوضئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزع قميصه وكسانيه ، فرفعته ، وخبأت قلامة أظفاره ، فإذا مت ، فألبسوني القميص على جلدي ، واجعلوا القلامة مسحوقة في عيني ، فعسى الله أن يرحمني ببركتها .
حميد بن هلال ، عن
أبي بردة ; قال : دخلت على
معاوية حين أصابته قرحته ، فقال : هلم يا ابن أخي فانظر ; فنظرت ، فإذا هي قد سرت .
قال
أبو عمرو بن العلاء : لما احتضر
معاوية ، قيل له : ألا توصي ؟ فقال : اللهم أقل العثرة ، واعف عن الزلة ، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك ، فما وراءك مذهب . وقال :
هو الموت لا منجى من الموت والذي نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع
قال
أبو مسهر : صلى
nindex.php?page=showalam&ids=190الضحاك بن قيس الفهري على
معاوية ، ودفن بين باب
الجابية وباب
الصغير فيما بلغني .
قال
أبو عبيدة : عن
أبي يعقوب الثقفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، قال : لما ثقل
معاوية ، قال : احشوا عيني بالإثمد ، وأوسعوا رأسي دهنا ، ففعلوا وبرقوا وجهه بالدهن ثم مهد له وأجلس وسند ، ثم قال : ليدن الناس ، فليسلموا قياما ، فيدخل الرجل ، ويقول : يقولون : هو لما به ، وهو أصح الناس ، فلما خرجوا ، قال
معاوية :
[ ص: 161 ] وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ، قال : أخرج
معاوية يديه كأنهما عسيبا نحل ، فقال : هل الدنيا إلا ما ذقنا وجربنا . والله لوددت أني لم أغبر فيكم إلا ثلاثا ، ثم ألحق بالله . قالوا : إلى مغفرة الله ورضوانه . قال : إلى ما شاء الله . قد علم الله أني لم آل ، ولو أراد الله أن يغير غير .
وعن
عمرو بن ميمون ، قال : مات
معاوية وابنه
يزيد بحوارين .
أبو مسهر : حدثنا
خالد بن يزيد ، حدثني
سعيد بن حريث ، قال : مات
معاوية ، ففزع الناس إلى المسجد ، فأتيت . فلما ارتفع النهار وهم يبكون في الخضراء ، وابنه
يزيد في البرية وهو ولي عهده ، وكان مع أخواله
بني كلب . فقدم في زيهم ، فتلقيناه ، وهو على بختي له زجل . قال : وليس عليه عمامة ولا سيف . وكان عظيم الجسم سمينا ، فسار إلى
[ ص: 162 ] باب الصغير ، فنزل ، ومشى بين يديه
الضحاك الفهري إلى قبر
معاوية ، فصفنا خلفه ، وكبر أربعا ، ثم ركب بغلته إلى الخضراء ثم نودي وقت الظهر : الصلاة جامعة ، فاغتسل ، وخرج ، فجلس على المنبر ، وعجل العطاء ، وأعفاهم من غزو البحر ، فافترقوا وما يفضلون عليه أحدا .
قال
الليث وأبو معشر وعدة : مات
معاوية في رجب سنة ستين فقيل : في نصف رجب وقيل : لثمان بقين منه وعاش سبعا وسبعين سنة .
مسنده في " مسند بقي " ; مائة وثلاثة وستون حديثا . وقد عمل
الأهوازي مسنده في مجلد . واتفق له
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم على أربعة أحاديث ، وانفرد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بأربعة ،
ومسلم بخمسة .