الصبغي
الإمام العلامة المفتي المحدث ، شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد ، النيسابوري الشافعي المعروف بالصبغي .
مولده في سنة ثمان وخمسين ومئتين .
[ ص: 484 ] رأى
يحيى بن محمد الذهلي ،
وأبا حاتم الرازي .
وسمع
الفضل بن محمد الشعراني ،
وإسماعيل بن قتيبة ،
ويوسف بن يعقوب القزويني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14060والحارث بن أبي أسامة ،
وهشام بن علي السيرافي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16628وعلي بن عبد العزيز البغوي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12425وإسماعيل القاضي ومحمد بن أيوب البجلي وطبقتهم
بنيسابور والحجاز والبصرة وبغداد والري .
وجمع وصنف ، وبرع في الفقه ، وتميز في علم الحديث .
حج في سنة 283 ، فقرأ له
أبو القاسم البغوي على عمه " منتقى المسند " .
حدث عنه :
حمزة بن محمد الزيدي ،
وأبو علي الحافظ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11797وأبو أحمد الحاكم ،
وأبو بكر الإسماعيلي ،
ومحمد بن إبراهيم الجرجاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وأبو عبد الله الحاكم ، وخلق كثير .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعته يقول : لما ترعرعت اشتغلت بتعلم الفروسية ، ولم أسمع حرفا ، وحملت إلى
الري ،
وأبو حاتم حي ، وسألته عن مسألة في ميراث أبي ، ثم رجعنا إلى
نيسابور في سنة ثمانين ومائتين ، فبينا أنا على باب دارنا ،
وأبو حامد ابن الشرقي ،
وأبو حامد بن حسنويه جالسين ، فقالا لي : اشتغل بسماع الحديث . قلت : ممن ؟ قالا : من
إسماعيل بن قتيبة . فذهبت إليه ، وسمعت ، فرغبت في الحديث ، ثم خرجت إلى
العراق بعد بسنة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : بقي الإمام
أبو بكر يفتى
بنيسابور نيفا وخمسين سنة ، ولم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها .
وله الكتب المبسوطة مثل الطهارة
[ ص: 485 ] والصلاة والزكاة ، ثم إلى آخر كتاب " المبسوط " .
سمعت
أبا الفضل بن إبراهيم يقول : كان
أبو بكر بن إسحاق يخلف إمام الأئمة
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة في الجامع وغيره .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت الشيخ
أبا بكر يقول : رأيت في منامي كأني في دار فيها
عمر ، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل ، فأشار إلي : أن أجيبهم ، فما زلت أسأل وأجيب وهو يقول لي : أصبت ، امض ، أصبت امض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما النجاة من الدنيا أو المخرج منها ؟ فقال لي بإصبعه : الدعاء ، فأعدت عليه السؤال فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه ، ثم قال : الدعاء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : ومن تصانيفه كتاب " الأسماء والصفات " ، وكتاب " الإيمان " ، وكتاب " القدر " ، وكتاب " الخلفاء الأربعة " ، وكتاب " الرؤية " ، وكتاب " الأحكام " ، وحمل إلى
بغداد ، فكثر الثناء عليه -يعني : هذا التأليف - وكتاب " الإمامة " .
وقد سمعته يخاطب كهلا من أهل فقال : حدثونا عن
سليمان بن حرب فقال له : دعنا من حدثنا ، إلى متى حدثنا وأخبرنا ؟ فقال : يا هذا ، لست أشم من كلامك رائحة الإيمان ، ولا يحل لك أن تدخل هذه الدار ، ثم هجره حتى مات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
محمد بن حمدون يقول : صحبت
أبا بكر بن إسحاق سنين ، فما رأيته قط ترك قيام الليل لا في سفر ولا حضر .
[ ص: 486 ] رأيت
أبا بكر غير مرة عقيب الأذان يدعو ويبكي ، وربما كان يضرب برأسه الحائط ، حتى خشيت يوما أن يدمى رأسه ، وما رأيت في جماعة مشايخنا أحسن صلاة منه ، وكان لا يدع أحدا يغتاب في مجلسه .
وسمعته غير مرة إذا أنشد بيتا ، يفسده ويغيره حتى يذهب الوزن ، وكان يضرب المثل بعقله ورأيه .
وسئل عمن يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة ، فقال : يعيد الركعة .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : حدثنا
أبو بكر بن إسحاق ، حدثنا
يوسف بن يعقوب القزويني ، حدثنا
سعيد بن يحيى الأصبهاني ، حدثنا
سعير بن الخمس ، عن
أبي إسحاق ، عن
أبي الأحوص ، عن
عبد الله ، قال : " من أحب أن يلقى الله غدا مسلما ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : كتب عني
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني هذا ، وقال : ما كتبته عن أحد قط . ورواه
الخليلي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وقال
الخليلي : ورواه
ابن منده عن
الصبغي ، وقال
ابن منده : كتبه عني
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ الحافظ . رواه جماعة عن الهجري . وما جاء عن
سعير إلا من هذا الوجه ، عن
أبي إسحاق ، وهو
إبراهيم الهجري لا السبيعي ، ثم بالغ
الخليلي في تعظيمه .
[ ص: 487 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وسمعت
أبا بكر بن إسحاق يقول : خرجنا من مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي ، ومعنا رجل كثير المجون ، فرأى أمرد ، فتقدم ، فقال : السلام عليك ، وصافحه ، وقبل عينيه وخده ، ثم قال : حدثنا
الدبري بصنعاء بإسناده ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880816إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه فقلت له : ألا تستحي تلوط وتكذب في الحديث ؟ - يعني : أنه ركب إسنادا للمتن .
توفي
الصبغي في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة .
وفيها مات مسند
همذان أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي ، وشيخ
الصوفية إبراهيم بن المولد ، والمسند
أبو الفضل الحسن بن يعقوب البخاري ، والمسند
عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان ، والقاضي العلامة
أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي ، وشيخ
مرو الإمام
أبو العباس القاسم بن القاسم بن مهدي السياري سبط
أحمد بن سيار [ ص: 488 ] الحافظ ، والمسند
أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي الأسواري الأصبهاني ، وشيخ المحدثين والزهاد
بنيسابور أبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري .
قرأت على
أبي المعالي أحمد بن المؤيد ، أخبرنا
محمد بن محمد المأموني ، أخبرنا
أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا
القاسم بن الفضل ، حدثنا
محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي إملاء ، أخبرنا
أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي ، حدثنا
محمد بن غالب بن حرب ، حدثنا
داود بن عبد الله الجعفري ، حدثنا
مالك ، عن
نافع ، عن
ابن عمر ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=881361أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه إذا كبر ، وإذا رفع .
وبه أخبرنا
الصبغي ، حدثنا
أحمد بن القاسم بن أبي مساور ، حدثنا
أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم قال : أملى علي
ابن وهب من حفظه ، عن
يونس ، عن
الزهري ، عن
أنس ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881362ليس على منتهب ولا مختلس ولا خائن قطع .
[ ص: 489 ] غريب جدا . مع عدالة رواته ، فلا تنبغي الرواية إلا من كتاب ; فإني أرى
ابن وهب - مع حفظه - وهم فيه ، وللمتن إسناد غير هذا .