دعلج
دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن المحدث الحجة الفقيه الإمام أبو محمد السجستاني ثم البغدادي التاجر ، ذو الأموال العظيمة .
ولد سنة تسع وخمسين ومائتين أو قبلها بقليل ، وسمع بعد الثمانين ما لا يوصف كثرة
بالحرمين ،
والعراق ،
وخراسان ، والنواحي حال جولانه في التجارة .
[ ص: 31 ] وحدث عن :
علي بن عبد العزيز ،
ومحمد بن غالب تمتام ،
ومحمد بن عمرو قشمرد النيسابوري ،
وعبد العزيز بن معاوية القرشي ،
وهشام بن علي السيرافي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15541وبشر بن موسى ،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل ،
ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ،
ومحمد بن أيوب البجلي ،
والعباس بن الفضل الأسفاطي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15061وأبي مسلم الكجي ،
ومحمد بن ربح البزاز ،
nindex.php?page=showalam&ids=14274وعثمان بن سعيد الدارمي ،
ومحمد بن عبد الرحمن السامي ، وإمام الأئمة
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، وعدد كثير .
حدث عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ،
وابن جميع الغساني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وأبو عبد الله الحاكم ،
وابن رزقويه ،
وأبو القاسم بن بشران ،
وعلي بن أحمد البادي ،
وأبو علي بن شاذان ،
وأحمد بن أبي عمران الهروي ، والأستاذ
nindex.php?page=showalam&ids=11812أبو إسحاق الإسفراييني ، وخلق سواهم . ولقي
بدمشق أبا الحسن بن جوصا وطبقته .
قال
أبو سعيد بن يونس : حدث
بمصر ، وكان ثقة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم :
دعلج الفقيه شيخ أهل الحديث في عصره ، له صدقات جارية على أهل الحديث
بمكة وببغداد وسجستان ، أول ارتحاله كان إلى
نيسابور فأخذ مصنفات
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، وكان يفتي على مذهبه ، سمعته يقول ذلك ، وجاور
بمكة مدة .
قال
الخطيب : كان
دعلج من ذوي اليسار ، له وقوف على أهل الحديث . وحدث عن
عثمان الدارمي ،
وابن ربح ،
وإبراهيم بن زهير الحلواني ،
وإسحاق الحربي ،
ومحمد بن شاذان الجوهري ،
ومحمد بن سليمان الباغندي ،
ومحمد بن يحيى القزاز ،
وأحمد بن موسى [ ص: 32 ] الحمار . وسرد جماعة ، ثم قال : حدثنا عنه ، فسمى جماعة . قال : وكان ثقة ، ثبتا ، جمع له المسند ، وحديث
شعبة ، وحديث
مالك . قال : وبلغني أنه كان يبعث بمسنده إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13370ابن عقدة لينظر فيه ، فجعل بين كل ورقتين دينارا . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني هو المصنف له كتبه ، فحدثني
أبو العلاء الواسطي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني قال : صنفت
لدعلج المسند الكبير ، فكان إذا شك في حديث ضرب عليه ، ولم أر في مشايخنا أثبت منه .
قال
أبو العلاء : وقال
عمر البصري : ما رأيت
ببغداد ممن انتخبت عليه أصح كتبا من
دعلج .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدراقطني يقول : ما رأيت في مشايخنا أثبت من
دعلج .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي : سمعت أن
معز الدولة أول ما أخذ من المواريث مال
دعلج ، خلف ثلاثمائة ألف دينار .
قال
الخطيب : حكى لي
أبو العلاء الواسطي ، أن
دعلجا سئل عن مفارقته
مكة فقال : خرجت ليلة من المسجد ، فتقدم ثلاثة من الأعراب ، فقالوا : أخ لك من
خراسان قتل أخانا ، فنحن نقتلك به ، فقلت : اتقوا الله ، فإن
خراسان ليست بمدينة واحدة ، ولم أزل بهم إلى أن اجتمع الناس وخلوا عني . فهذا كان سبب انتقالي إلى
بغداد . وكان يقول : ليس في الدنيا مثل داري ، وذلك لأنه ليس في الدنيا مثل
[ ص: 33 ] بغداد ، ولا
ببغداد مثل
محلة القطيعة ، ولا في القطيعة مثل درب
أبي خلف ، وليس في الدرب مثل داري . ونقل
أبو بكر الخطيب حكاية مقتضاها أن رجلا صلى الجمعة ، فرأى رجلا متنسكا لم يصل ، فكلمه ، فقال : استر علي ،
لدعلج علي خمسة آلاف ، فلما رأيته أحدثت . فبلغ ذلك
دعلجا ، فطلبه إلى منزله ، وحلله من المال ، ووصله بمثلها لكونه روعه .
قال
الخطيب : حدثنا
أبو منصور محمد بن محمد العكبري ، حدثني
أحمد بن الحسين الواعظ قال : أودع
أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم ، فضاقت يده ، فأنفقها ، وكبر الصبي ، وأذن له في قبض ماله . قال
ابن أبي موسى : فضاقت علي الأرض ، وتحيرت ، فبكرت على بغلتي ، وقصدت
الكرخ ، فانتهت بي البغلة إلى
درب السلولي ووقفت بي على باب مسجد
دعلج ، فدخلت فصليت خلفه الفجر ، فلما انفتل رحب بي ، وقمنا فدخلنا داره ، فقدمت لنا هريسة ، فأكلت وقصرت ، فقال : أراك منقبضا ، فأخبرته ، فقال : كل فإن حاجتك تقضى ، فلما فرغنا ، استدعى بالذهب والميزان ، فوزن لي عشرة آلاف دينار . وقمت أطير فرحا ، فوضعت المال على القربوس وغطيته بطيلساني ، ثم سلمت المال إلى الصبي بحضرة قاضي القضاة ، وعظم الثناء علي .
فلما عدت إلى منزلي استدعاني أمير من أولاد الخليفة ، فقال : قد رغبت في معاملتك
[ ص: 34 ] وتضمينك أملاكي ، فضمنتها ، فربحت في سنتي ربحا عظيما ، وكسبت في ثلاث سنين ثلاثين ألف دينار ، وحملت
لدعلج المال ، فقال : سبحان الله ، والله ما نويت أخذها ، حل بها الصبيان ، فقلت : أيها الشيخ ، أيش أصل هذا المال حتى تهب لي عشرة آلاف دينار ؟ فقال : نشأت ، وحفظت القرآن ، وطلبت الحديث ، وكنت أتبرز ، فوافاني تاجر من البحر ، فقال : أنت
دعلج ؟ قلت : نعم . قال : قد رغبت في تسليم مالي إليك مضاربة ، فسلم إلي برنامجات بألف ألف درهم .
وقال لي : ابسط يدك فيه ولا تعلم مكانا ينفق فيه المتاع إلا حملته إليه ، ولم يزل يتردد إلي سنة بعد سنة يحمل إلي مثل هذا ، والبضاعة تنمى . ثم قال : أنا كثير الأسفار في البحر ، فإن هلكت ، فهذا المال لك على أن تصدق منه ، وتبني المساجد ، فأنا أفعل مثل هذا ، وقد ثمر الله المال في يدي ، فاكتم علي ما عشت .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : كان السلطان لا يتعرض لتركة ، ثم لم يصبر عن أموال
دعلج . وقيل : لم يكن في الدنيا أيسر منه من التجار ، وتركوا أوقافه ، رحمه الله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : اشترى
دعلج بمكة دار العباسية بثلاثين ألف دينار . قال
أبو عمر بن حيويه : أدخلني
nindex.php?page=showalam&ids=15866دعلج بن أحمد داره ، وأراني بدرا من المال معبأة ، فقال لي : خذ منها ما شئت ، فشكرته ، وقلت : أنا في كفاية .
قال
أبو علي بن شاذان ،
وابن الفضل القطان ،
وابن أبي [ ص: 35 ] الفوارس وغيرهم : مات لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وغلط
nindex.php?page=showalam&ids=14070أبو عبد الله الحاكم فقال : توفي في عشر ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة .
قلت : الصحيح سنة إحدى .
وفيها كان موت
أبي إسحاق الهجيمي ، وقد نيف على المائة ،
وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد راوي السيرة
بمصر ، وشيخ القراء والمفسرين
أبو بكر النقاش ببغداد ، ومحدث
الكوفة أبو جعفر بن دحيم ، ومسند
بغداد ميمون بن إسحاق صاحب
العطاردي .
أخبرنا
أبو جعفر محمد بن علي ، أخبرنا
البهاء عبد الرحمن ( ح ) وأخبرنا
أبو جعفر بن المقير وجماعة قالوا : أخبرنا
يحيى بن أبي السعود قالا : أخبرتنا
شهدة بنت أحمد ، أخبرنا
محمد بن الحسن ، أخبرنا
أبو علي بن شاذان ، أخبرنا
دعلج ، حدثنا
بشر بن موسى ، حدثنا
عمرو بن حكام ، حدثنا
شعبة ، عن
محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن
عباد بن تميم ، عن
عبد الله بن زيد الأنصاري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881377أن رسول الله ، كان إذا استسقى قلب رداءه .