عبد الله بن حنظلة ( د )
الغسيل ابن أبي عامر الراهب عبد عمرو بن صيفي بن النعمان ، أبو عبد الرحمن الأنصاري الأوسي المدني ، من صغار الصحابة .
استشهد أبوه يوم
أحد ، فغسلته الملائكة لكونه جنبا فلو غسل
[ ص: 322 ] الشهيد الذي يكون جنبا استدلالا بهذا ، لكان حسنا .
حدث عن
عبد الله :
nindex.php?page=showalam&ids=16474عبد الله بن يزيد الخطمي رفيقه ،
nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة ،
وضمضم بن جوس ،
وأسماء بنت زيد العدوية .
وقد روى أيضا عن
عمر ، وعن
كعب الأحبار .
وكان رأس الثائرين على
يزيد نوبة
الحرة .
وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت على ناقة ، إسناده حسن .
وهو
ابن جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول .
وفد في بنيه الثمانية على
يزيد ، فأعطاهم مائتي ألف وخلعا ؛ فلما رجع ، قال له كبراء
المدينة : ما وراءك ؟ قال : جئت من عند رجل لو لم أجد إلا بني ، لجاهدته بهم . قالوا : إنه أكرمك وأعطاك . قال : وما قبلت إلا لأتقوى به عليه ، وحض الناس ، فبايعوه ، وأمر على
الأنصار ، وأمر على
قريش عبد الله بن مطيع العدوي ، وعلى باقي
المهاجرين معقل بن سنان الأشجعي ، ونفوا
بني أمية .
فجهز
يزيد لهم جيشا ، عليهم
مسلم بن عقبة - ويدعى
مسرفا المري في اثني عشر ألفا ، فكلمه
عبد الله بن جعفر في أهل
المدينة . فقال : دعني أشتفي ؛ لكني آمر
مسلم بن عقبة أن يتخذ
المدينة طريقه إلى
مكة ، فإن هم لم يحاربوه . وتركوه ، فيمضي لحرب
ابن الزبير ، وإن حاربوه ، قاتلهم ، فإن نصر ، قتل ، وأنهب
المدينة ثلاثا ، ثم يمضي إلى
ابن الزبير .
[ ص: 323 ]
وكتب
عبد الله بن جعفر إليهم ليكفوا ، فقدم
مسلم ، فحاربوه ، ونالوا من
يزيد ، فأوقع بهم ، وأنهبها ثلاثا ، وسار ، فمات بالشلل ، وعهد إلى
حصين بن نمير في أول سنة أربع وستين ، وذمهم
ابن عمر على شق العصا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879877دخل ابن مطيع على ابن عمر ليالي الحرة ؛ فقال ابن عمر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من نزع يدا من طاعة لم يكن له حجة يوم القيامة .
قال
المدائني : توجه إليهم
مسلم بن عقبة في اثني عشر ألفا ، وأنفق فيهم
يزيد في الرجل أربعين دينارا . فقال له
النعمان بن بشير : وجهني أكفك . قال : لا . ليس لهم إلا هذا الغشمة ؛ والله لا أقيلهم بعد إحساني إليهم ، وعفوي عنهم مرة بعد مرة ؛ فقال : أنشدك الله يا أمير المؤمنين في عشيرتك ، وأنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلمه
عبد الله بن جعفر ، فقال : إن رجعوا ، فلا سبيل عليهم ، فادعهم يا
مسلم ثلاثا ، وامض إلى الملحد
ابن الزبير . قال : واستوص
بعلي بن الحسين خيرا .
جرير : عن
الحسن ، قال : والله ما كاد ينجو منهم أحد ، لقد قتل ولدا
nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أم سلمة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17127مغيرة بن مقسم : أنهب
مسرف بن عقبة المدينة ثلاثا ، وافتض بها ألف عذراء .
قال
السائب بن خلاد : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879878من أخاف أهل [ ص: 324 ] المدينة ، أخافه الله ، وعليه لعنة الله .
رواه
مسلم بن أبي مريم وجماعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عنه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية بن أسماء ، عن أشياخه ، قالوا : خرج
أهل المدينة يوم
الحرة بجموع وهيئة لم ير مثلها ، فلما رآهم عسكر
الشام ، كرهوا قتالهم ؛ فأمر
مسرف بسريره ، فوضع بين الصفين ، ونادى مناديه : قاتلوا عني ، أو دعوا ؛ فشدوا ، فسمعوا التكبير خلفهم من
المدينة ، وأقحم عليهم
بنو حارثة ، فانهزم الناس ،
وعبد الله بن الغسيل متساند إلى ابنه نائم ، فنبهه ، فلما رأى ما جرى ، أمر أكبر بنيه فقاتل حتى قتل ، ثم لم يزل يقدمهم واحدا واحدا حتى قتلوا ، وكسر جفن سيفه وقاتل حتى قتل .
وروى
الواقدي بإسناد ، قال : لما وثب
أهل الحرة ، وأخرجوا
بني أمية من
المدينة ، بايعوا
ابن الغسيل على الموت ، فقال : يا قوم ! والله ما خرجنا حتى خفنا أن نرجم من السماء ، رجل ينكح أمهات الأولاد ، والبنات ، والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة .
قال : وكان يبيت تلك الليالي في المسجد ، وما يزيد في إفطاره على شربة سويق ، ويصوم الدهر ، ولا يرفع رأسه إلى السماء ؛ فخطب ، وحرض على القتال ، وقال : اللهم إنا بك واثقون . فقاتلوا أشد قتال . وكبر أهل
الشام ، ودخلت
المدينة من النواحي كلها ، وقتل الناس ، وبقي لواء
ابن الغسيل ما حوله خمسة ، فلما رأى ذلك ، رمى درعه ، وقاتلهم حاسرا حتى قتل ، فوقف عليه
مروان وهو ماد إصبعه السبابة ؛ فقال : أما والله لئن نصبتها
[ ص: 325 ] ميتا ، لطالما نصبتها حيا .
قال
أبو هارون العبدي : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري ممعط اللحية ، فقال : هذا ما لقيت من ظلمة
أهل الشام ، أخذوا ما في البيت ، ثم دخلت طائفة ، فلم يجدوا شيئا ، فأسفوا ، وأضجعوني ، فجعل كل واحد منهم يأخد من لحيتي خصلة .
قال
خليفة : أصيب من
قريش والأنصار يومئذ ثلاثمائة وستة رجال . ثم سماهم . .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبي جعفر الباقر ، قال : ما خرج فيها أحد من
بني عبد المطلب ، لزموا بيوتهم ، وسأل
مسرف عن أبي ، فجاءه ومعه ابنا
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية ، فرحب بأبي ، وأوسع له ، وقال : إن أمير المؤمنين أوصاني بك .
كانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأصيب يومئذ
nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد بن عاصم حاكي وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=235ومعقل بن سنان ،
ومحمد بن أبي بن كعب ، وعدة من أولاد كبراء الصحابة ، وقتل جماعة صبرا .
وعن
مالك بن أنس ، قال : قتل يوم
الحرة من حملة القرآن سبعمائة .
قلت : فلما جرت هذه الكائنة ، اشتد بغض الناس
ليزيد مع فعله
بالحسين وآله ، ومع قلة دينه ؛ فخرج عليه
أبو بلال مرداس بن أدية الحنظلي ، وخرج
نافع بن الأزرق ، وخرج
طواف السدوسي ، فما أمهله الله ، وهلك بعد نيف وسبعين يوما .