المسور بن مخرمة ( ع )
ابن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي بن كلاب ، الإمام
[ ص: 391 ] الجليل ، أبو عبد الرحمن ، وأبو عثمان ، القرشي الزهري .
وأمه
عاتكة أخت عبد الرحمن بن عوف زهرية أيضا .
له صحبة ورواية . وعداده في صغار الصحابة
كالنعمان بن بشير ،
وابن الزبير .
وحدث أيضا عن ، خاله ،
وأبي بكر ،
وعمر ،
وعثمان .
حدث عنه :
علي بن الحسين ،
وعروة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار ،
nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ، وولداه
عبد الرحمن وأم بكر ، وطائفة .
قدم
دمشق بريدا من
عثمان يستصرخ
بمعاوية .
وكان ممن يلزم
عمر ، ويحفظ عنه .
وقد انحاز إلى
مكة مع
ابن الزبير ، وسخط إمرة
يزيد ، وقد أصابه حجر منجنيق في الحصار .
قال
الزبير بن بكار : كانت
الخوارج تغشاه ، وينتحلونه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين :
مسور ثقة .
عقيل : عن
ابن شهاب ، عن
عروة أن
المسور أخبره أنه قدم على
معاوية ، فقال : يا
مسور ! ما فعل طعنك على الأئمة ؟ قال : دعنا من هذا ، وأحسن فيما جئنا له . قال : لتكلمني بذات نفسك بما تعيب علي ؟ قال : فلم أترك شيئا إلا بينته ، فقال : لا أبرأ من الذنب . فهل تعد لنا مما نلي من الإصلاح في أمر العامة ، أم تعد الذنوب ، وتترك الإحسان ؟ قلت : نعم .
[ ص: 392 ] قال : فإنا نعترف لله بكل ذنب . فهل لك ذنوب في خاصتك تخشاها ؟ قال : نعم . قال : فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني ، فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولا أخير بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على سواه ، وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ، ويجزى فيه بالحسنات ، قال : فعرفت أنه قد خصمني ، قال
عروة : فلم أسمع
المسور ذكر
معاوية إلا صلى عليه .
عن
أم بكر ، أن أباها كان يصوم الدهر . وكان إذا قدم
مكة ، طاف لكل يوم غاب عنها سبعا ، وصلى ركعتين .
الواقدي : حدثنا
عبد الله بن جعفر ، عن عمته
أم بكر بنت
المسور ؛ عن أبيها ، أنه وجد يوم القادسية إبريق ذهب بالياقوت والزبرجد ، فنفله
سعد إياه ، فباعه بمائة ألف .
وفي " مسند
أحمد " ، ورواه
مسلم عنه ؛ حدثنا
يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن
الوليد بن كثير ، حدثني
محمد بن عمرو بن حلحلة ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=879923أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه أنهم قدموا المدينة من عند يزيد مقتل الحسين ، فلقيه المسور بن مخرمة ، فقال : هل لك إلي من حاجة تأمرني بها ؟ قلت : لا . قال : هل أنت معطي سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه . وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي . إن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل ، فسمعت رسول الله [ ص: 393 ] - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا ، وأنا يومئذ محتلم ، فقال : إن فاطمة بضعة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها . ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه ، فأحسن ، قال : حدثني فصدقني ، ووعدني ، فوفى لي ، وإني لست أحرم حلالا ، ولا أحل حراما ، ولكن - والله - لا تجتمع ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابنة عدو الله مكانا واحدا أبدا .
ففيه أن
المسور كان كبيرا محتلما إذ ذاك . وعن
عطاء بن يزيد قال : كان
ابن الزبير لا يقطع أمرا دون
المسور بمكة .
وعن
أبي عون ، قال : لما دنا
الحصين بن نمير لحصار
مكة ، أخرج
المسور سلاحا قد حمله من
المدينة ودروعا ، ففرقها في موال له فرس جلد ، فلما كان القتال ، أحدقوا به ، ثم انكشفوا عنه ،
والمسور يضرب بسيفه ،
وابن الزبير في الرعيل الأول . وقتل موالي
مسور من الشاميين نفرا . وقيل : أصابه حجر المنجنيق فانفلقت منه قطعة أصابت خد
المسور وهو يصلي ، فمرض ، ومات في اليوم الذي جاء فيه نعي
يزيد .
فعن
أم بكر قالت : كنت أرى العظام تنزع من خده . بقي خمسة أيام ، ومات .
وقيل : أصابه الحجر ، فحمل مغشيا عليه ، وبقي يوما لا يتكلم ، ثم
[ ص: 394 ] أفاق . وجعل
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير يقول : يا
أبا عبد الرحمن ! كيف ترى في قتال هؤلاء ؟ فقال : على ذلك قتلنا .
قال : وولي
ابن الزبير غسله ، وحمله إلى
الحجون وإنا لنطأ به القتلى ، ونمشي بين
أهل الشام ، فصلوا معنا عليه .
قلت : كانوا قد علموا بموت
يزيد ، وبايعوا
ابن الزبير .
وعن
أم بكر ، قالت : ولد
المسور بمكة بعد الهجرة بعامين وبها توفي لهلال ربيع الآخر سنة أربع وستين وكذا أرخه فيها جماعة .
وغلط
المدائني ، فقال : مات في سنة ثلاث وسبعين من حجر المنجنيق .