محمد بن أبي حذيفة
هو الأمير أبو القاسم العبشمي ، أحد الأشراف ، ولد لأبيه لما هاجر
[ ص: 480 ] الهجرة الأولى إلى
الحبشة . وله رؤية . ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - كان هذا ابن إحدى عشرة سنة ، أو أكثر .
وكان أبوه من السابقين الأولين ، البدريين . وكان جده
عتبة بن ربيعة سيد المشركين وكبيرهم ، فقتل يوم
بدر ، واستشهد
أبو حذيفة يوم اليمامة ، فنشأ
محمد في حجر
عثمان .
وأمه هي
سهلة بنت سهيل العامرية . وتربى في حشمة وبأو ، ثم كان ممن قام على
عثمان ، واستولى على إمرة
مصر .
روى عنه
عبد الملك بن مليل البلوي .
قال
ابن يونس : وانبرى
بمصر nindex.php?page=showalam&ids=16891محمد بن أبي حذيفة على متوليها
عقبة بن مالك ، استعمله
عبد الله بن أبي سرح لما وفد إلى
عثمان ، فأخرج
عقبة عن
الفسطاط ، وخلع
عثمان .
وكان يسمى مشئوم
قريش .
وذكره
شباب في تسمية عمال
علي - رضي الله عنه - على
مصر ، فقال : ولى
محمدا ، ثم عزله
بقيس بن سعد .
ابن المبارك : حدثنا
حرملة بن عمران ، حدثني
عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل ، حدثني أبي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879981كنت مع عقبة بن عامر جالسا بقرب المنبر يوم الجمعة ، فخرج nindex.php?page=showalam&ids=16891محمد بن أبي حذيفة ، فاستوى على المنبر ، فخطب ، وقرأ سورة - وكان من أقرأ الناس - فقال عقبة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم [ ص: 481 ] من الرمية . فسمعها nindex.php?page=showalam&ids=16891محمد بن أبي حذيفة ، فقال : والله لئن كنت صادقا - وإنك ما علمت لكذوب - إنك لمنهم .
قال
ابن المبارك : حمل هذا الحديث أنهم يجمعون معهم ، ويقولون لهم هذه المقالة .
ابن عون ، عن
ابن سيرين ؛ أن
محمد بن أبي حذيفة بن عتبة وكعبا ركبا سفينة ، فقال
محمد : يا
كعب ! أما تجد سفينتنا هذه في التوراة كيف تجري ؟ قال : لا ، ولكن أجد فيها رجلا أشقى الفتية من
قريش ، ينزو في الفتنة نزو الحمار ، لا تكون أنت هو .
ابن لهيعة ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، قال : انطلق
ابن أبي حذيفة مع
معاوية ، حتى دخل بهم
الشام ، ففرقهم نصفين ، فسجن
ابن أبي حذيفة وجماعة
بدمشق ، وسجن
ابن عديس وجماعة
ببعلبك .
وقال
ابن يونس : قتل
ابن أبي حذيفة بفلسطين سنة ست وثلاثين وكان ممن أخرجه
معاوية من
مصر .
قلت : عامة من سعى في دم
عثمان قتلوا ، وعسى القتل خيرا لهم وتمحيصا .