[ ص: 645 ] سليم بن أيوب
ابن سليم ، الإمام شيخ الإسلام أبو الفتح ، الرازي الشافعي .
ولد سنة نيف وستين وثلاثمائة .
وحدث عن : محمد بن عبد الملك الجعفي ، ومحمد بن جعفر التميمي ، والحافظ أحمد بن محمد بن البصير الرازي ، وحمد بن عبد الله ، صاحبي ابن أبي حاتم ، وأحمد بن محمد بن الصلت المجبر ، وأبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي ، وأبي أحمد الفرضي ، والأستاذ أبي حامد الإسفراييني وتفقه به ، وطائفة سواهم .
وسكن الشام مرابطا ، ناشرا للعلم احتسابا .
حدث عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو محمد الكتاني ، والفقيه نصر المقدسي ، وأبو نصر الطريثيثي ، وسهل بن بشر الإسفراييني ، وأبو القاسم النسيب ، وآخرون .
قال النسيب : هو ثقة ، فقيه ، مقرئ محدث .
وقال سهل بن بشر : حدثنا سليم أنه كان في صغره بالري ، وله نحو من عشر سنين ، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن قال : فقال لي : تقدم [ ص: 646 ] فاقرأ . فجهدت أن أقرأ الفاتحة ، فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني ، فقال : لك والدة ؟ قلت : نعم : قال : قل لها تدعو لك أن يرزقك الله قراءة القرآن والعلم . قلت : نعم . فرجعت ، فسألتها الدعاء ، فدعت لي ، ثم إنى كبرت ، ودخلت بغداد ، قرأت بها العربية والفقه ، ثم عدت إلى الري ، فبينا أنا في الجامع أقابل " مختصر " المزني ، وإذا الشيخ قد حضر وسلم علينا وهو لا يعرفني ، فسمع مقابلتنا ، وهو لا يعلم ماذا نقول ، ثم قال : متى يتعلم مثل هذا ؟ فأردت أن أقول : إن كانت لك والدة ، فقل لها تدعو لك . فاستحييت .
وقال أبو نصر الطريثيثي : سمعت سليما يقول : علقت عن شيخنا أبي حامد جميع التعليقة ، وسمعته يقول : وضعت مني صور ، ورفعت بغداد من أبي الحسن ابن المحاملي . قال أبو القاسم ابن عساكر : بلغني أن سليما تفقه بعد أن جاز الأربعين . قال : وقرأت بخط غيث الأرمنازي : غرق سليم الفقيه في بحر القلزم ، عند ساحل جدة ، بعد أن حج في صفر سنة سبع وأربعين وأربعمائة . وقد نيف على الثمانين . قال : وكان فقيها مشارا إليه ، صنف الكثير في الفقه وغيره ، ودرس ، وهو أول من نشر هذا العلم بصور ، وانتفع به جماعة ، منهم الفقيه نصر ، وحدثت عنه أنه كان يحاسب نفسه في الأنفاس ، لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة ، إما ينسخ ، أو يدرس ، أو يقرأ . وحدثت عنه أنه كان يحرك شفتيه إلى أن يقط القلم . [ ص: 647 ]
قلت : وله كتاب " البسملة " سمعناه ، وكتاب " غسل الرجلين " ، وله تفسير كبير شهير ، وغير ذلك رحمه الله تعالى .
التالي
السابق