زيد بن صوحان
ابن حجر بن الحارث بن هجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس العبدي الكوفي . أخو
صعصعة بن صوحان ، ولهما أخ اسمه
سيحان لا يكاد يعرف .
كنية
زيد : أبو سليمان .
وقيل : أبو عائشة .
كان من العلماء العباد ، ذكروه في كتب معرفة الصحابة ، ولا صحبة له . لكنه أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع من
عمر ،
وعلي ،
وسلمان .
حدث عنه :
أبو وائل ،
والعيزار بن حريث ولا رواية له في الأمهات ؛ لأنه قديم الوفاة .
وذكر بعضهم أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
يعلى بن عبيد : حدثنا
الأجلح ، عن
عبيد بن لاحق ، قال :
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فنزل رجل ، فساق بالقوم ، ورجز ، ثم نزل آخر ، [ ص: 526 ] ثم بدا لرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يواسي أصحابه فنزل ، فجعل يقول :
جندب وما جندب والأقطع الخير زيد
قيل : يا رسول الله : سمعناك الليلة تقول كذا وكذا ، فقال : رجلان في الأمة يضرب أحدهما ضربة تفرق بين الحق والباطل ، والآخر تقطع يده في سبيل الله ، ثم يتبع آخر جسده أوله قال
الأجلح : أما
جندب ، فقتل الساحر ، وأما
زيد ، فقطعت يده يوم جلولاء ، وقتل يوم الجمل .
قال
الأعمش ، عن
إبراهيم ، قال : كان
زيد بن صوحان يحدث ، فقال أعرابي : إن حديثك يعجبني ، وإن يدك لتريبني . قال : أو ما تراها الشمال ؟ قال : والله ما أدري اليمين يقطعون أم الشمال ؟ فقال
زيد : صدق الله
الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله فذكر
الأعمش أن يده قطعت يوم
نهاوند .
حماد بن سلمة : عن
أبي التياح ، عن
عبد الله بن أبي الهذيل : أن وفد
الكوفة قدموا على
عمر فيهم
زيد بن صوحان ، فجاءه رجل من
أهل الشام يستمد ، فقال : يا
أهل الكوفة ! إنكم كنز أهل الإسلام ، إن استمدكم
أهل البصرة ، أمددتموهم ، وإن استمدكم
أهل الشام ، أمددتموهم . وجعل
عمر يرحل
لزيد وقال : يا
أهل الكوفة هكذا فاصنعوا
بزيد وإلا عذبتكم .
[ ص: 527 ]
وروى
الأجلح ، عن ابن
أبي الهذيل ، قال : دعا
عمر زيد بن صوحان ، فضفنه على الرحل كما تضفنون أمراءكم ، ثم التفت إلى الناس ، فقال : اصنعوا هذا
بزيد وأصحاب
زيد .
سماك : عن
النعمان أبي قدامة : أنه كان في جيش عليهم
سلمان الفارسي ، فكان يؤمهم
زيد بن صوحان يأمره بذلك
سلمان .
سماك ، عن رجل أن
سلمان كان يقول
لزيد بن صوحان يوم الجمعة : قم ، فذكر قومك .
ابن سعد : حدثنا
حجاج بن نصير ، حدثنا
عقبة الرفاعي ، حدثنا
حميد بن هلال ، قال : قام
زيد بن صوحان إلى
عثمان ، فقال : يا أمير المؤمنين! ملت فمالت أمتك ، اعتدل يعتدلوا . قال : أسامع مطيع أنت ؟ قال : نعم . قال : الحق
بالشام . فطلق امرأته ، ثم لحق بحيث أمره .
أيوب السختياني ، عن
غيلان بن جرير قال : ارتث
زيد بن صوحان يوم الجمل ، فدخلوا عليه ، فقالوا : أبشر بالجنة . قال : تقولون قادرين ، أو النار فلا تدرون ، إنا غزونا القوم في بلادهم ، وقتلنا أميرهم ، فليتنا إذ ظلمنا ، صبرنا .
[ ص: 528 ]
روى نحوه
العوام بن حوشب ، عن
أبي معشر ، عن الحي الذين كان فيهم
زيد فذكره ،
وقال : شدوا علي إزاري ، فإني مخاصم ، وأفضوا بخدي إلى الأرض ، وأسرعوا الانكفات عني .
الثوري عن
مخول ، عن
العيزار بن حريث ، عن
زيد بن صوحان ، قال : لا تغسلوا عني دما ، ولا تنزعوا عني ثوبا ، إلا الخفين ، وأرمسوني في الأرض رمسا ، فإني مخاصم أحاج يوم القيامة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16650عمار الدهني : قال
زيد : ادفنوني وابن أمي في قبر ، ولا تغسلوا عنا دما ، فإنا قوم مخاصمون .
قيل : كان قتل معه أخوه
سيحان ، فدفنا في قبر .
وروي أنه أمر أن يدفن معه مصحفه ، نقله
ابن سعد بإسناد منقطع ، ثم قال : وكان ثقة قليل الحديث .