البيهقي
هو الحافظ العلامة ، الثبت ، الفقيه ، شيخ الإسلام أبو بكر ، أحمد
[ ص: 164 ] بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي الخراساني .
وبيهق : عدة قرى من أعمال
نيسابور على يومين منها .
ولد في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في شعبان .
وسمع وهو ابن خمس عشرة سنة من :
أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي ; صاحب
أبي حامد بن الشرقي ، وهو أقدم شيخ عنده ، وفاته السماع من
أبي نعيم الإسفراييني ; صاحب
أبي عوانة ، وروى عنه بالإجازة في البيوع ، وسمع من
الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، فأكثر جدا ، وتخرج به ، ومن
أبي طاهر بن محمش الفقيه ،
وعبد الله بن يوسف الأصبهاني ،
وأبي علي الروذباري ،
nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبي عبد الرحمن السلمي ،
وأبي بكر بن فورك المتكلم ،
وحمزة بن عبد العزيز المهلبي ،
والقاضي أبي بكر الحيري ،
ويحيى بن إبراهيم المزكي ،
وأبي سعيد الصيرفي ،
وعلي بن محمد بن السقا ،
وظفر بن محمد العلوي ،
وعلي بن أحمد بن عبدان ،
وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني الصوفي ،
والحسن بن علي المؤملي ،
وأبي عمر محمد بن الحسين البسطامي ،
ومحمد بن يعقوب الفقيه ،
بالطابران وخلق سواهم . ومن
أبي بكر محمد بن أحمد بن منصور ،
بنوقان .
وأبي نصر محمد بن علي الشيرازي ،
ومحمد بن محمد بن أحمد [ ص: 165 ] بن رجاء الأديب ،
وأحمد بن محمد الشاذياخي ،
وأحمد بن محمد بن مزاحم الصفار ،
وأبي نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي ،
وإبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه ،
وإبراهيم بن محمد بن معاوية العطار ،
وإسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ،
والحسن بن محمد بن حبيب المفسر ،
وسعيد بن محمد بن محمد بن عبدان ،
وأبي الطيب الصعلوكي ،
وعبد الله بن محمد المهرجاني وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ ،
وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه ،
وعبيد بن محمد بن مهدي ،
وعلي بن محمد بن علي الإسفراييني ،
وعلي بن محمد السبعي ،
وعلي بن حسن الطهماني ،
ومنصور بن الحسين المقرئ ،
ومسعود بن محمد الجرجاني ; وهؤلاء العشرون من أصحاب
الأصم . وسمع
ببغداد من
هلال بن محمد بن جعفر الحفار ،
وعلي بن يعقوب الإيادي ،
وأبي الحسين بن بشران ، وطبقتهم .
وبمكة من
الحسن بن أحمد بن فراس ، وغيره .
وبالكوفة من
جناح بن نذير القاضي ، وطائفة .
وبورك له في علمه ، وصنف التصانيف النافعة ، ولم يكن عنده " سنن
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " ، ولا " سنن
ابن ماجه " ، ولا " جامع
أبي عيسى " ، بلى عنده عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وقر بعير أو نحو ذلك ، وعنده " سنن
أبي داود " عاليا ، وتفقه على
ناصر العمري ، وغيره .
وانقطع بقريته مقبلا على الجمع والتأليف ، فعمل " السنن الكبير " في
[ ص: 166 ] عشر مجلدات ليس لأحد مثله ، وألف كتاب " السنن والآثار " في أربع مجلدات وكتاب " الأسماء والصفات " في مجلدتين وكتاب " المعتقد " مجلد ، وكتاب " البعث " مجلد ، وكتاب " الترغيب والترهيب " مجلد ، وكتاب " الدعوات " مجلد ، وكتاب " الزهد " مجلد ، وكتاب " الخلافيات " ثلاث مجلدات ، وكتاب " نصوص
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي " مجلدان ، وكتاب " دلائل النبوة " أربع مجلدات وكتاب " السنن الصغير " مجلد ضخم ، وكتاب " شعب الإيمان " مجلدان وكتاب " المدخل إلى السنن " مجلد ، وكتاب " الآداب " مجلد ، وكتاب " فضائل الأوقات " مجيليد ، وكتاب " الأربعين الكبرى " مجيليد ، وكتاب " الأربعين الصغرى " ، وكتاب " الرؤية " جزء ، وكتاب " الإسراء " وكتاب " مناقب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي " مجلد وكتاب " مناقب
أحمد " مجلد ، وكتاب " فضائل
[ ص: 167 ] الصحابة " مجلد ، وأشياء لا يحضرني ذكرها .
قال
الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل في " تاريخه " : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي على سيرة العلماء ، قانعا باليسير ، متجملا في زهده وورعه .
وقال أيضا : هو
أبو بكر الفقيه ، الحافظ الأصولي ، الدين الورع ، واحد زمانه في الحفظ ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط ، من كبار أصحاب الحاكم ، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم ، كتب الحديث ، وحفظه من صباه ، وتفقه وبرع ، وأخذ فن الأصول ، وارتحل إلى
العراق والجبال والحجاز ، ثم صنف ، وتواليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد ، جمع بين علم الحديث والفقه ، وبيان علل الحديث ، ووجه الجمع بين الأحاديث ، طلب منه الأئمة الانتقال من بيهق إلى
نيسابور ، لسماع الكتب ، فأتى في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، وعقدوا له المجلس لسماع كتاب " المعرفة " وحضره الأئمة .
قال شيخ القضاة
أبو علي إسماعيل بن البيهقي : حدثنا أبي قال : حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب -يعني كتاب " المعرفة في السنن والآثار " - وفرغت من تهذيب أجزاء منه ، سمعت الفقيه
محمد بن أحمد -وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة - يقول : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي [ ص: 168 ] -رحمه الله- في النوم ، وبيده أجزاء من هذا الكتاب ، وهو يقول : قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه
أحمد سبعة أجزاء . أو قال : قرأتها . ورآه يعتد بذلك . قال : وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قاعدا في الجامع على سرير وهو يقول : قد استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا .
وأخبرنا أبي قال : سمعت
الفقيه أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول : سمعت
الفقيه محمد بن عبد العزيز المروزي يقول : رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور ، فقلت : ما هذا ؟ قال : هذه تصنيفات
أحمد البيهقي . ثم قال شيخ القضاة : سمعت الحكايات الثلاث من الثلاثة المذكورين .
قلت : هذه رؤيا حق ، فتصانيف
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عظيمة القدر ، غزيرة الفوائد ، قل من جود تواليفه مثل الإمام
أبي بكر ، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء سيما " سننه الكبير " وقد قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى
نيسابور ، وتكاثر عليه الطلبة ، وسمعوا منه كتبه ، وجلبت إلى
العراق والشام والنواحي ، واعتنى بها
الحافظ أبو القاسم الدمشقي ، وسمعها من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، ونقلها إلى
دمشق هو
وأبو الحسن المرادي .
وبلغنا عن
إمام الحرمين أبي المعالي الجويني قال : ما من فقيه شافعي إلا
nindex.php?page=showalam&ids=13790وللشافعي عليه منة إلا
أبا بكر البيهقي ، فإن المنة له على
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه .
[ ص: 169 ]
قلت : أصاب
أبو المعالي ، هكذا هو ، ولو شاء
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه ، لكان قادرا على ذلك ، لسعة علومه ، ومعرفته بالاختلاف ، ولهذا تراه يلوح بنصر مسائل مما صح فيها الحديث . ولما سمعوا منه ما أحبوا في قدمته الأخيرة ، مرض وحضرت المنية ، فتوفي في عاشر شهر جمادى الأولى ، سنة ثمان وخمسين وأربعمائة فغسل وكفن ، وعمل له تابوت ، فنقل ودفن
ببيهق ، وهي ناحية قصبتها
خسروجرد ، هي محتده ، وهي على يومين من
نيسابور ، وعاش أربعا وسبعين سنة .
ومن الرواة عنه شيخ الإسلام
أبو إسماعيل الأنصاري ، بالإجازة ، وولده
إسماعيل بن أحمد ، وحفيده
أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد ،
وأبو زكريا يحيى بن منده الحافظ ،
وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ،
وزاهر بن طاهر الشحامي ،
وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ،
وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان ،
وعبد الجبار بن محمد الخواري وأخوه
عبد الحميد بن محمد الخواري ،
وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري النيسابوري ، المتوفى سنة أربعين وخمسمائة ، وطائفة سواهم .
ومات معه
الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة الأصبهاني صاحب
ابن المقرئ ، وإمام اللغة
أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده وشيخ الحنابلة القاضي
أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء البغدادي .
[ ص: 170 ]
أخبرنا الشيخ
أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد سماعا ، عن
زينب بنت عبد الرحمن ، أخبرنا
محمد بن إسماعيل الفارسي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي ، أخبرنا
علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا
أحمد بن عبيد ، أخبرنا
أبو بكر بن حجة ، حدثنا
أبو الوليد ، حدثنا
عمرو بن العلاء اليشكري ، عن
صالح بن سرج ، عن عمران بن حطان ، عن
عائشة قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881530يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة ، فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط غريب جدا .
أخبرنا
أحمد بن هبة الله ، أخبرنا
زين الأمناء الحسن بن محمد ،
ومحمد بن عبد الوهاب بن الشيرجي ،
وابن غسان قالوا : أخبرنا
علي بن الحسن الحافظ ، أخبرنا
أبو القاسم المستملي ، أخبرنا
أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا
عبد الله بن يوسف ، أخبرنا
ابن الأعرابي ، حدثنا
ابن أبي الدنيا ، حدثني
أبو علي المدائني ، حدثنا
فطر بن حماد بن واقد ، حدثنا أبي : سمعت
مالك بن دينار يقول : يقولون :
مالك زاهد ! أي زهد عند
مالك وله جبة وكساء ؟ إنما الزاهد
عمر بن عبد العزيز ، أتته الدنيا فاغرة فاها فأعرض عنها .