المأمون
ملك طليطلة أبو زكريا ; يحيى بن صاحب طليطلة الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون الهواري ، الأندلسي .
استولى أبوه على البلد بعد العشرين وأربعمائة ، ونزعوا طاعة المروانية ، وتملك المأمون بعد أبيه سنة خمس وثلاثين فامتدت أيامه خمسا وعشرين سنة ، عاكفا على اللذات والخلاعة ، وصادر الرعية ، وهادن [ ص: 221 ] العدو ، وقدم الأطراف ، فطمعت فيه الفرنج ، بل في الأندلس ; وأخذت عدة حصون إلى أن أخذوا منهم طليطلة في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، وجعلوها دار ملكهم -فإنا لله وإنا إليه راجعون- وكان المأمون أراد أن يستنجد بالفرنج على تملك مدائن الأندلس ، فكاتب طاغيتهم : أن تعال في مائة فارس ، والملتقى في مكان كذا ، فسار في مائتين ، وأقبل الطاغية في ستة آلاف ، وجعلهم كمينا له ، وقال : إذا رأيتمونا قد اجتمعنا ، فأحيطوا بنا . فلما اجتمع الملكان ، أحاط بهم الجيش ، فندم المأمون ، وحار ، فقال الفرنجي : يا يحيى ! وحق الإنجيل كنت أظنك عاقلا ، وأنت أحمق ! جئت إلي وسلمت مهجتك بلا عهد ولا عقد ، فلا نجوت مني حتى تعطيني ما أطلب . قال : فاقتصد . فسمى له حصونا وقرر عليه مالا في كل سنة ، ورجع ذليلا مخذولا ، وذلك بما قدمت يداه .
توفي سنة ستين وأربعمائة .
التالي
السابق