أويس القرني
هو القدوة الزاهد ، سيد التابعين في زمانه أبو عمرو ، أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني .
[ ص: 20 ] وقرن بطن من
مراد ، وفد على
عمر وروى قليلا عنه ، وعن
علي .
روى عنه
يسير بن عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16330وعبد الرحمن بن أبي ليلى ،
وأبو عبد رب الدمشقي وغيرهم ، حكايات يسيرة ، ما روى شيئا مسندا ولا تهيأ أن يحكم عليه بلين ، وقد كان من أولياء الله المتقين ومن عباده المخلصين .
عفان ( م ) : حدثنا
حماد بن سلمة عن
الجريري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة عن
أسير بن جابر ، قال : لما أقبل
أهل اليمن ، جعل
عمر -رضي الله عنه- يستقرئ الرفاق فيقول : هل فيكم أحد من
قرن ، فوقع زمام
عمر أو زمام
أويس فناوله -أو ناول أحدهما الآخر- فعرفه ، فقال
عمر : ما اسمك؟ قال : أنا
أويس . قال : هل لك والدة؟ قال : نعم . قال : فهل كان بك من البياض شيء؟ قال : نعم ، فدعوت الله فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي لأذكر به ربي . قال له
عمر : استغفر لي . قال : أنت أحق أن تستغفر لي ، أنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . فقال
عمر : إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879994إن خير التابعين رجل يقال له أويس ، وله والدة وكان به بياض ، فدعا الله ، فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته ، فاستغفر له ، ثم دخل في غمار الناس فلم ندر أين وقع قال : فقدم
الكوفة . قال : فكنا نجتمع في حلقة ، فنذكر الله ، فيجلس معنا . فكان إذا ذكر هو ، وقع في قلوبنا ، لا يقع حديث غيره . فذكر الحديث . هكذا اختصره .
( م ) : حدثنا
ابن مثنى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام ، حدثنا أبي ، عن
قتادة ، عن
زرارة بن أوفى عن
أسير بن جابر ، قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، إذا أتى عليه أمداد
أهل اليمن سألهم : أفيكم
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر ؟ حتى أتى على
[ ص: 21 ] أويس فقال : أنت
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر ؟ قال : نعم . قال : من
مراد ثم من
قرن ؟ قال : نعم . [ قال : فكان بك برص ، فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال : نعم ] قال : ألك والدة؟ قال نعم . قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : " يأتي عليكم
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر مع أمداد
اليمن من
مراد ثم من
قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة ، هو بها بر ، لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فاستغفر لي . قال : فاستغفر له . فقال له
عمر : أين تريد؟ قال :
الكوفة . قال : ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال : أكون في غبرات الناس أحب إلي ، قال : فلما كان من العام المقبل ، حج رجل من أشرافهم ، فوافق
عمر ، فسأله عن
أويس ، فقال : تركته رث الهيئة قليل المتاع . قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879995يأتي عليكم nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ، من مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر ، لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى
أويسا فقال : استغفر لي ، قال : أنت أحدث عهدا بسفر صالح ، فاستغفر لي . قال : استغفر لي . قال : لقيت
عمر ؟ قال : نعم . قال : فاستغفر له ، قال : ففطن له الناس ، فانطلق على وجهه ، قال أسير : وكسوته بردة . وكان كل من رآه قال من أين
لأويس هذه البردة؟!
( م ) : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن مثنى ، حدثنا
عفان ، حدثنا
حماد ، عن
[ ص: 22 ] الجريري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أسير ، عن
عمر ، سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879996إن خير التابعين رجل يقال له أويس ، وله والدة ، وكان به بياض ، فمروه فليستغفر لكم قال
ابن المديني : هذا حديث بصري .
قلت : تفرد به
أسير بن جابر . ويقال :
يسير بن عمرو أبو الخباز بصري روى عنه ابنه
قيس ،
nindex.php?page=showalam&ids=11814وأبو إسحاق الشيباني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ،
nindex.php?page=showalam&ids=12107وأبو عمران الجوني .
قال
ابن المديني :
أسير بن جابر من أصحاب
ابن مسعود . سمعت
سفيان يقول : قدم
أسير البصرة ، فجعل يحدثهم ، فقالوا : هذا هكذا . فكيف النهر الذي شرب منه -يعنون
ابن مسعود - قال
علي : وأهل
البصرة يقولون :
أسير بن جابر ،
وأهل الكوفة يقولون :
ابن عمرو . ويقال :
يسير .
وقال
العوام بن حوشب : ولد في مهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومات سنة خمس وثمانين .
أبو النضر ( م ) : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أسير بن جابر ، عن
عمر ، سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879997خير التابعين رجل يقال له : أويس ، وكان به بياض ، فدعا الله ، فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته لا يدع باليمن غير أم له ، فمن لقيه منكم فمروه ، فليستغفر لكم .
قال
عمر : فقدم علينا رجل فقلت له : من أين أنت؟ قال : من
اليمن . قلت : ما اسمك؟ قال :
أويس ، قلت : فمن تركت
باليمن ؟ قال : أما لي . قلت : أكان بك بياض ، فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال : نعم . قلت : فاستغفر لي . قال : أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ ! قال :
[ ص: 23 ] فاستغفر لي وقلت له : أنت أخي لا تفارقني . قال : فانملس مني . فأنبئت أنه قدم عليكم
الكوفة . قال فجعل رجل كان يسخر
بأويس بالكوفة ويحقره ، يقول : ما هذا منا ولا نعرفه . قال
عمر : بلى إنه رجل كذا وكذا فقال -كأنه يضع شأنه- : فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له
أويس . فقال
عمر : أدرك فلا أراك تدركه قال : فأقبل ذلك الرجل حتى دخل على
أويس ، قبل أن يأتي أهله ، فقال له
أويس : ما هذه عادتك ، فما بدا لك؟ قال : سمعت
عمر يقول فيك كذا وكذا ، فاستغفر لي ، قال : لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد ، وأن لا تذكر ما سمعته من
عمر لأحد . قال : نعم ، فاستغفر له . قال
أسير : فما لبثنا أن فشا أمره
بالكوفة . قال : فدخلت عليه فقلت : يا أخي! ألا أراك العجب ونحن لا نشعر؟ فقال : ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس ، وما يجزى كل عبد بعمله . قال : وانملس مني فذهب .
وبالإسناد إلى
أسير بن جابر ، قال : كان
بالكوفة رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم به ففقدته ، فسألت عنه ، فقالوا : ذاك
أويس . فاستدللت عليه وأتيته فقلت : ما حبسك عنا؟ قال : العري ، قال : وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه ، قلت : هذا برد ، فخذه . قال : لا تفعل ، فإنهم إذا يؤذونني . فلم أزل به حتى لبسه . فخرج عليهم ، فقالوا : من ترون خدع عن هذا البرد؟ قال : فجاء ، فوضعه . فأتيت فقلت : ما تريدون من هذا الرجل ، فقد آذيتموه ، الرجل يعرى مرة ، ويكتسي أخرى ، وآخذتهم بلساني .
[ ص: 24 ] فقضي أن
أهل الكوفة وفدوا على
عمر ، فوفد رجل ممن كان يسخر به ، فقال
عمر : ما هاهنا رجل من
القرنيين ؟ فقام ذلك الرجل ، فقال
عمر : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=879998إن رجلا يأتيكم من اليمن ، يقال له أويس ، لا يدع باليمن غير أم له ، قد كان به بياض ، فدعا الله ، فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم ، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم .
قال
عمر : فقدم علينا هاهنا . فقلت : ما أنت؟ قال : أنا
أويس . قلت : من تركت
باليمن ؟ قال : أما لي ، قلت : هل كان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال : نعم . قلت : استغفر لي . قال : يا أمير المؤمنين يستغفر مثلي لمثلك؟ ! قلت : أنت أخي لا تفارقني . فانملس مني ، فأنبئت أنه قدم عليكم
الكوفة . قال : وجعل الرجل يحقره عما يقول فيه
عمر . فجعل يقول : ماذا فينا ، ولا نعرف هذا . قال
عمر : بلى ; إنه رجل كذا ، فجعل يضع من أمره فقال : ذاك رجل عندنا نسخر به ، فقال له :
أويس ؟ قال : هو هو ، أدرك ولا أراك تدرك . فأقبل الرجل حتى دخل عليه من قبل أن يأتي أهله ، فقال
أويس : ما كانت هذه عادتك ، فما بدا لك؟ أنشدك الله ، قال : لقيت
عمر فقال كذا وقال كذا ، فاستغفر لي ، قال : لا أستغفر لك حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي ، ولا تذكر ما سمعت من
عمر إلى أحد ، قال : لك ذاك ، قال : فاستغفر له . قال
أسير : فما لبث أن فشا حديثه
بالكوفة ، فأتيته فقلت : يا أخي ، ألا أراك ، أنت العجب وكنا لا نشعر ، قال : ما كان في هذا ما أتبلغ به إلى الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله . فلما فشا الحديث هرب فذهب .
[ ص: 25 ] ورواه
أبو أسامة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة ، وفي لفظ " أويستغفر لمثلك ؟ " وروى نحوا من ذلك
عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه ، وزاد فيها : ثم إنه غزا
أذربيجان فمات ، فتنافس أصحابه في حفر قبره .
أخبرنا
أبو الفضل ،
أحمد بن هبة الله ، أنبأنا
عبد المعز بن محمد ، أنبأنا
تميم بن أبي سعيد ، أنبأنا
أبو سعيد الكنجروذي ، أنبأنا
أبو عمرو الحيري ، حدثنا
أبو يعلى الموصلي ، حدثنا
هدبة بن خالد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة ، حدثني
أبو الأصفر ، عن
صعصعة بن معاوية قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر رجلا من
قرن ، وكان من أهل
الكوفة ، وكان من التابعين ، فخرج به وضح ، فدعا الله أن يذهبه عنه ، فأذهبه الله ، قال : دع في جسدي منه ما أذكر به نعمك علي . فترك له ما يذكر به نعمه عليه . وكان رجل يلزم المسجد في ناس من أصحابه ، وكان ابن عم له يلزم السلطان ، يولع به ، فإن رآه مع قوم أغنياء ، قال : ما هو إلا يستأكلهم ، وإن رآه مع قوم فقراء ، قال : ما هو إلا يخدعهم ،
وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا ، غير أنه إذا مر به ، استتر منه مخافة أن يأثم في سببه ، وكان
عمر يسأل الوفود إذا هم قدموا عليه من
الكوفة : هل تعرفون
أويس بن عامر القرني ؟ فيقولون : لا . فقدم وفد من
أهل الكوفة ، فيهم ابن عمه ذاك ، فقال : هل تعرفون
أويسا ؟ قال ابن عمه : يا أمير المؤمنين ، هو ابن عمي ، وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ ما أن تعرفه أنت . قال : ويلك هلكت ، ويلك هلكت ، إذا قدمت فأقرئه مني السلام ومره فليفد إلي ، فقدم
الكوفة ، فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد ، فرأى
أويسا فلم به فقال : استغفر لي يا ابن عمي . قال : غفر الله لك يا ابن عم . قال : وأنت فغفر الله لك يا
أويس ، أمير المؤمنين يقرئك السلام ، قال :
[ ص: 26 ] ومن ذكرني لأمير المؤمنين؟ قال : هو ذكرك وأمرني أن أبلغك أن تفد إليه .
قال : سمعا وطاعة لأمير المؤمنين . فوفد عليه ، فقال : أنت
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر ؟ قال : نعم . قال : أنت الذي خرج بك وضح فدعوت الله أن يذهبه عنك فأذهبه ، فقلت : اللهم دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك علي ، فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك؟ قال : وما أدراك يا أمير المؤمنين؟ فوالله ما اطلع على هذا بشر . قال : أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=879999سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له : nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر ، يخرج به وضح ، فيدعو الله أن يذهبه عنه فيذهبه فيقول : اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك علي ، فيدع له ما يذكر به نعمه عليه ، فمن أدركه منكم ، فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له فاستغفر لي يا
أويس . قال : غفر الله لك يا أمير المؤمنين ، قال : وأنت غفر الله لك يا
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر ، قال : فلما سمعوا
عمر قال عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال رجل : استغفر لي يا
أويس ، وقال آخر : استغفر لي يا
أويس ، فلما كثروا عليه ، انساب ، فذهب فما رئي حتى الساعة .
هذا حديث غريب تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة ، عن
أبي الأصفر ،
وأبو الأصفر ليس بمعروف .
معلل بن نفيل : حدثنا
محمد بن محصن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12356إبراهيم بن أبي عبلة عن
سالم ، عن أبيه ، عن جده ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
يا عمر ، إذا رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12338أويسا القرني ، فقل له ، فليستغفر لك; فإنه يشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ، بين كتفيه علامة وضح مثل الدرهم .
[ ص: 27 ] أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في مسند
عمر .
ومحمد بن محصن ، هو
العكاشي تالف .
أنبئت عن
أبي المكارم التيمي ، أنبأنا
أبو علي المقرئ ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ قال : فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العباد ، وعلم الأصفياء من الزهاد ،
أويس بن عامر القرني ، بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- به وأوصى به ، إلى أن قال في الترجمة : ورواه
الضحاك بن مزاحم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابع عليها . وما رواه أحد سوى
مخلد بن يزيد ،
عن نوفل بن عبد الله عنه . ومن ألفاظه : فقالوا يا رسول الله ، وما أويس ؟ قال : أشهل ، ذو صهوبة ، بعيد ما بين المنكبين ، معتدل القامة ، آدم شديد الأدمة ، ضارب بذقنه على صدره ، رام ببصره إلى موضع سجوده ، واضع يمينه على شماله ، يتلو القرآن ، يبكي على نفسه ، ذو طمرين ، لا يؤبه له ، يتزر بإزار صوف ، ورداء صوف ، مجهول في أهل الأرض ، معروف في السماء ، لو أقسم على الله لأبره ، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد : ادخلوا الجنة ، ويقال لأويس : قف فاشفع ، فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر . يا عمر ويا علي إذا رأيتماه ، فاطلبا إليه يستغفر لكما ، يغفر الله لكما .
فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه . فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر ، قام على أبي قبيس فنادى بأعلى صوته : يا أهل الحجيج من أهل اليمن ، أفيكم أويس من مراد ؟ فقام شيخ كبير فقال : إنا لا ندري من أويس ، ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك ، وإنه ليرعى إبلنا بأراك عرفات [ ص: 28 ] فذكر اجتماع عمر به وهو يرعى فسأله الاستغفار ، وعرض عليه مالا فأبى .
وهذا سياق منكر ، لعله موضوع .
أخبرنا
إسحاق بن أبي بكر ، أنبأنا
يوسف بن خليل ، أنبأنا
أبو المكارم المعدل ، أنبأنا
أبو علي الحداد ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ ، حدثنا
حبيب بن الحسن ، حدثنا
أبو شعيب الحراني ، حدثنا
خالد بن يزيد العمري ، حدثنا
عبد العزيز بن أبي رواد ، عن
علقمة بن مرثد ، قال : انتهى الزهد إلى ثمانية :
عامر بن عبد الله بن عبد قيس وأويس القرني ،
nindex.php?page=showalam&ids=17234وهرم بن حيان ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع بن خثيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق بن الأجدع ،
nindex.php?page=showalam&ids=13705والأسود بن يزيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12150وأبي مسلم الخولاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بن أبي الحسن .
وروي عن
هرم بن حيان ، قال : قدمت
الكوفة ، فلم يكن لي هم إلا
أويس أسأل عنه ، فدفع إليه بشاطئ الفرات ، يتوضأ ويغسل ثوبه ، فعرفته بالنعت ، فإذا رجل آدم ، محلوق الرأس ، كث اللحية ، مهيب المنظر ، فسلمت عليه ، ومددت إليه يدي لأصافحه ، فأبى أن يصافحني ، فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله ، فقلت : السلام عليك يا
أويس ، كيف أنت يا أخي ، قال : وأنت فحياك الله يا
هرم ، من دلك علي؟ قلت : الله -عز وجل- قال :
سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا قلت : يرحمك الله ، من أين عرفت اسمي ، واسم أبي ; فوالله ما رأيتك قط ، ولا رأيتني؟ قال : عرفت روحي روحك ، حيث كلمت نفسي نفسك; لأن الأرواح لها أنس كأنس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله ، وإن نأت
[ ص: 29 ] بهم الدار ، وتفرقت بهم المنازل ، قلت : حدثني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديث أحفظه عنك . فبكى ، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال : إني لم أدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعله قد رأيت من رآه ،
عمر وغيره ، ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي ، لا أحب أن أكون قاصا أو مفتيا . ثم سأله
هرم أن يتلو عليه شيئا من القرآن . فتلا عليه قوله تعالى :
إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم ثم قال : يا
هرم بن حيان ، مات أبوك ويوشك أن تموت ، فإما إلى جنة وإما إلى نار . ومات
آدم وماتت
حواء ، ومات
إبراهيم وموسى ومحمد -عليهم السلام- ، ومات
أبو بكر خليفة المسلمين ، ومات أخي وصديقي وصفيي
عمر ، واعمراه ، واعمراه ، قال : وذلك في آخر خلافة
عمر . قلت : يرحمك الله ، إن
عمر لم يمت . قال : بلى ، إن ربي قد نعاه لي ، وقد علمت ما قلت ، وأنا وأنت غدا في الموتى ، ثم دعا بدعوات خفية .
وذكر القصة ، أوردها
أبو نعيم في " الحلية " ولم تصح ، وفيها ما ينكر .
عن
أصبغ بن زيد ، قال : إنما منع
أويسا أن يقدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- بره بأمه .
عبد الرحمن بن مهدي : حدثنا
عبد الله بن الأشعث بن سوار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب بن دثار قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :
إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي [ ص: 30 ] مسجده أو مصلاه من العري يحجزه إيمانه أن يسأل الناس ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني وفرات بن حيان .
عبد الله بن أحمد : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا
أبو بكر بن عياش ، عن
مغيرة ، قال : إن كان
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني ليتصدق بثيابه ، حتى يجلس عريانا لا يجد ما يروح فيه إلى الجمعة .
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة الرازي : حدثنا
سعيد بن أسد ، حدثنا
ضمرة عن
أصبغ بن زيد ، قال : كان
أويس إذا أمسى يقول : هذه ليلة الركوع ، فيركع حتى يصبح ، وكان إذا أمسى يقول : هذه ليلة السجود ، فيسجد حتى يصبح . وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ثم قال : اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ، ومن مات عريا فلا تؤاخذني به .
أبو نعيم : حدثنا
مخلد بن جعفر ، حدثنا
ابن جرير ، حدثنا
محمد بن حميد ، حدثنا
زافر بن سليمان ، عن
شريك عن
جابر ، عن
الشعبي ، قال : مر رجل من
مراد على
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني فقال : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت أحمد الله عز وجل . قال : كيف الزمان عليك؟ قال : كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أنه لا يمسي ، وإن أمسى ظن أنه لا يصبح ، فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار . يا أخا مراد ، إن الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا ، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا ، وإن قيامه لله بالحق لم يترك له صديقا .
[ ص: 31 ] شريك عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : نادى رجل من
أهل الشام يوم صفين : أفيكم
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني ؟ قلنا : نعم ، وما تريد منه؟ قال : إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880003أويس القرني خير التابعين بإحسان وعطف دابته فدخل مع أصحاب
علي رضي الله عنه .
رواه
عبد الله بن أحمد عن علي بن حكيم الأودي ، أنبأنا
شريك ، وزاد بعض الثقات فيه عن
يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، قال : فوجد في قتلى
صفين .
أنبأنا وخبرنا عن
أبي المكارم التيمي ، أنبأنا
أبو علي الحداد ، أنبأنا
أبو نعيم ، حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا
محمد بن يحيى ، حدثني
أحمد بن معاوية بن الهذيل حدثنا
محمد بن أبان العنبري ، حدثنا
عمرو -شيخ كوفي- عن
أبي سنان ، سمعت
حميد بن صالح ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويسا القرني يقول : قال النبي :
احفظوني في أصحابي ; فإن من أشراط الساعة ، أن يلعن آخر هذه الأمة أولها ، وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها ، فمن أدرك ذلك ، فليضع سيفه على عاتقه ، ثم ليلق ربه تعالى شهيدا ، فمن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه .
هذا حديث منكر جدا ، وإسناده مظلم
وأحمد بن معاوية تالف .
ويروى عن
علقمة بن مرثد عن
عمر ، قال : قال رسول الله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880005يدخل الجنة بشفاعة أويس مثل ربيعة ومضر .
[ ص: 32 ] nindex.php?page=showalam&ids=14919فضيل بن عياض : حدثنا
أبو قرة السدوسي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، قال : نادى
عمر بمنى على المنبر : يا
أهل قرن ، فقام مشايخ . فقال : أفيكم من اسمه
أويس ؟ فقال شيخ : يا أمير المؤمنين ، ذاك مجنون يسكن القفار ، لا يألف ولا يؤلف . قال : ذاك الذي أعنيه ، فإذا عدتم فاطلبوه وبلغوه سلامي وسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ، فقال : عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي . اللهم صل على
محمد وعلى آله ، السلام على رسول الله . ثم هام على وجهه ، فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا ، ثم عاد في أيام
علي -رضي الله عنه- ، فاستشهد معه بصفين ، فنظروا ، فإذا عليه نيف وأربعون جراحة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن
الحسن ، قال :
يخرج من النار بشفاعة أويس أكثر من ربيعة ومضر .
وروى
خالد الحذاء ، عن
عبد الله بن شقيق عن
ابن أبي الجدعاء ، سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880007يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357أبو أحمد بن عدي في " الكامل " :
أويس ثقة صدوق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك [ ص: 33 ] ينكر
أويسا ، ثم قال : ولا يجوز أن يشك فيه .
أخبار
أويس مستوعبة في تاريخ الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13359أبي القاسم ابن عساكر .
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " مستدركه " من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12433إسماعيل بن عمرو البجلي ، عن
حبان بن علي ، عن
سعد بن طريف عن
أصبغ بن نباتة : شهدت
عليا يوم
صفين يقول : من يبايعني على الموت؟ فبايعه تسعة وتسعون ، فقال : أين التمام؟ جاء رجل على أطمار صوف ، محلوق الرأس ، فبايع ، فقيل : هذا
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني فما زال يحارب بين يديه حتى قتل . سنده ضعيف .
أبو الأحوص سلام بن سليم : حدثني فلان ، قال : جاء رجل من
مراد فقال له
أويس : يا أخا
مراد ، إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا ، وإن عرفان المؤمن بحق الله ، لم يبق له فضة ولا ذهبا ، ولم يبق له صديقا .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني قال : قيل
لأويس : أما حججت؟ فسكت ، فأعطوه نفقة وراحلة ، فحج .
أبو بكر الأعين : حدثنا
أبو صالح ، حدثنا
الليث ، عن
المقبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا :
يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وتميم . قيل : من هو يا رسول الله؟ قال : nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني .
هذا حديث منكر تفرد به الأعين وهو ثقة .