الحبال
الإمام ، الحافظ ، المتقن ، العالم أبو إسحاق ، إبراهيم بن سعيد
[ ص: 496 ] بن عبد الله النعماني مولاهم ، المصري ، الكتبي ، الوراق ، الحبال ، الفراء . من أولاد عبيد القاضي ابن النعمان المغربي ، العبيدي ، الرافضي .
قال
أبو علي الصدفي : ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وسمع من
nindex.php?page=showalam&ids=16390الحافظ عبد الغني بن سعيد في سنة سبع وأربعمائة ، فكان آخر من سمع منه .
قلت : وسمع من :
أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال صاحب
المحاملي ، وهو أكبر شيخ له ، ومن
أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ،
ومحمد بن أحمد بن شاكر القطان ،
ومحمد بن ذكوان التنيسي ، سبط
عثمان بن محمد السمرقندي ،
وأحمد بن الحسين بن جعفر العطار ،
وأبي العباس أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي ،
ومحمد بن محمد النيسابوري ، صاحب
الأصم ،
ومحمد بن الفضل بن نظيف ، وخلق سواهم . ولم يرحل .
وقد خرج لنفسه عوالي
سفيان بن عيينة ، وكان يتجر في الكتب ويخبرها .
ومن شيوخه :
منير بن أحمد الخشاب ،
والخصيب بن عبد الله ،
وأبو سعد الماليني .
وحصل من الأصول والأجزاء ما لا يوصف كثرة .
حدث عنه :
أبو عبد الله الحميدي ،
وإبراهيم بن الحسن العلوي النقيب ،
وعبد الكريم بن سوار التككي ، وعطاء
بن هبة الله الإخميمي ،
ووفاء بن ذبيان النابلسي ،
ويوسف بن محمد الأردبيلي ،
ومحمد بن محمد [ ص: 497 ] بن جماهر الطليطلي ،
ومحمد بن إبراهيم البكري ،
وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي ،
وأبو الفضل محمد بن بنان الأنباري ،
وأبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي
المارستان ، وعدة .
وروى عنه بالإجازة :
أبو علي بن سكرة الصدفي ،
والحافظ محمد بن ناصر .
وكانت الدولة الباطنية قد منعوه من التحديث ، وأخافوه ، وهددوه ، فامتنع من الرواية ، ولم ينتشر له كبير شيء .
قال
القاضي أبو علي الصدفي : منعت من الدخول إليه إلا بشرط أن لا يسمعني ، ولا يكتب إجازة ، فأول ما فاتحته الكلام خلط في كلامه ، وأجابني على غير سؤالي حذرا من أن أكون مدسوسا عليه ، حتى بسطته ، وأعلمته أني أندلسي أريد الحج ، فأجاز لي لفظا ، وامتنع من غير ذلك .
قلت : قبح الله دولة أماتت السنة ورواية الأثارة النبوية ، وأحيت الرفض والضلال ، وبثت دعاتها في النواحي تغوي الناس ، ويدعونهم إلى نحلة
الإسماعيلية ، فبهم ضلت جبلية
الشام ، وتعثروا ، فنحمد الله على السلامة في الدين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13484أبو نصر بن ماكولا : كان
الحبال ثقة ، ثبتا ، ورعا ، خيرا ، ذكر أنه مولى
لابن النعمان قاضي القضاة ، ثم ساق عنه
أبو نصر حديثا ، وذكر عنه أنه
[ ص: 498 ] ثبته في غير شيء . وروى عنه
الخطيب أبو بكر الحافظ بالإجازة . ثم قال : وحدثنا عنه
أبو عبد الله الحميدي .
وقال
السلفي في مشيخة
الرازي : كان
الحبال من أهل المعرفة بالحديث ، ومن ختم به هذا الشأن
بمصر ، لقي
بمكة جماعة ، ولم يحصل أحد في زمانه من الحديث ما حصله هو .
وقال
عبد الله بن خلف المسكي : هو من الحفاظ المبرزين الأثبات ، جمع حديث
أبي موسى الزمن ، وانتقى عليه
أبو نصر السجزي مائة جزء .
قلت : لا بل عشرين جزءا ، وشيوخه يزيدون على ثلاثمائة .
وقال
ابن المفضل : انتهت إليه رئاسة الرحلة ، وبه اختتم هذا الشأن في قطره ، وآخر من حدث عنه فيما علمت
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي بالإجازة ، وبقي إلى سنة أربع وخمسين وخمسمائة وقيل : إن محدثا قرأ عليه ، فقال له : ورضي الله عن الشيخ الحافظ ، فقال : قل : رضي الله عنك ، إنما الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وعبد الغني .
قال
ابن طاهر : رأيت
الحبال وما رأيت أتقن منه ! كان ثبتا ، ثقة ، حافظا .
وقال
الأعز بن علي الظهيري : حدثنا
أبو القاسم بن السمرقندي قال : كتب إلينا
أبو إسحاق الحبال من
مصر فكتب : أجزت لهم أن يقولوا : أجاز لنا فلان ، ولا يقولوا : حدثنا ولا أخبرنا .
وقال
عبد الله بن حمود الزاهد فيما علقه عنه
السلفي : إنه حضر مجلس
[ ص: 499 ] الحبال والحديث يقرأ عليه ، فلم تزل دموعه تجري حتى فرغ القارئ .
وقال
السلفي : سمعت
ابن طاهر يقول : وقع المطر يوما ، فجاء
الحبال ، فقال : قد تلف بالمطر من كتبي بأكثر من خمسمائة دينار . فقلت له : قيل : إن
ابن منده عمل خزانة لكتبه ، فقال : لو عملت خزانة لاحتجت إلى جامع
عمرو بن العاص .
قال
السلفي : سمعت
مرشد بن يحيى المديني يقول : اشتريت من كتب
الحبال عشرين قنطارا بمائة دينار ، فكان عنده أكثر من خمسمائة قنطار كتب .
قيل : إن بعض طلبة الحديث قصد
أبا إسحاق الحبال ، ليسمع منه جزءا - وذلك قبل أن يمنع - فأخرج به عشرين نسخة ، وناول كل واحد نسخة يقابل بها .
قال الحافظ
محمد بن طاهر : سمعت
أبا إسحاق الحبال يقول : كان عندنا
بمصر رجل يسمع معنا الحديث ، وكان متشددا ، وكان يكتب السماع على الأصول ، فلا يكتب اسم أحد حتى يستحلفه أنه سمع الجزء ، ولم يذهب عليه منه شيء . وسمعته يقول : كنا يوما نقرأ على شيخ ، فقرأنا قوله - عليه السلام - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880745لا يدخل الجنة قتات وكان في الجماعة رجل يبيع القت - وهو علف الدواب - فقام وبكى ، وقال : أتوب إلى الله . فقيل له : ليس هو ذاك ، لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم . قال : فسكن ، وطابت نفسه .
[ ص: 500 ]
قال
ابن طاهر : كان شيخنا
الحبال لا يخرج أصله من يده إلا بحضوره ، يدفع الجزء إلى الطالب ، فيكتب منه قدر جلوسه ، وكان له بأكثر كتبه نسخ عدة ، ولم أر أحدا أشد أخذا منه ، ولا أكثر كتبا ، وكان مذهبه في الإجازة أن يقدمها على الإخبار يقول : أجاز لنا فلان . ولا يقول : أخبرنا فلان إجازة . يقول : ربما تسقط لفظة إجازة ، فتبقى إخبارا ، فإذا بدئ بها ، لم يقع شك .
قلت : لا حرج في هذا ، وإنما هو استحسان .
قال : وسمعته يقول : خرج
الحافظ أبو نصر السجزي علي أكثر من مائة ، لم يبق منهم غيري .
قال
ابن طاهر : خرج له
أبو نصر عشرين جزءا في وقت الطلب ، وكتبها في كاغد عتيق ، فسألنا
الحبال ، فقال : هذا من الكاغد الذي كان يحمل إلى الوزير - يعني
ابن حنزابة - من
سمرقند ، وقع إلي من كتبه قطعة ، فكنت إذا رأيت ورقة بيضاء قطعتها ، إلى أن اجتمع لي هذا القدر .
قال
ابن طاهر : لما قصدت
أبا إسحاق الحبال - وكانوا وصفوه لي بحليته وسيرته ، وأنه يخدم نفسه - فكنت في بعض الأسواق ولا أهتدي إلى أين أذهب ، فرأيت شيخا على الصفة واقفا على دكان عطار ، وكمه ملأى من الحوائج ، فوقع في نفسي أنه هو ، فلما ذهب ، سألت
العطار : من هذا ؟ قال : وما تعرفه ؟ ! هذا
أبو إسحاق الحبال . فتبعته ، وبلغته رسالة
سعد بن علي الزنجاني ، فسألني عنه ، وأخرج من جيبه جزءا صغيرا فيه الحديثان
[ ص: 501 ] المسلسلان ، أحدهما مسلسل بالأولية ، فقرأهما علي ، وأخذت عليه الموعد كل يوم في جامع
عمرو بن العاص ، حتى خرجت .
قلت : كان هذا في سنة سبعين وأربعمائة ، وسماع
قاضي المارستان منه في سنة [ ست ] وسبعين ، وبعد ذلك منع من التحديث ، وكان موته سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة وله إحدى وتسعون سنة ، فقيل : مات في شوال .
وقال
علي بن إبراهيم المسلم الأنصاري : مات عشية الأربعاء لست خلون من ذي القعدة - رحمه الله تعالى .
ومات معه في السنة مسند
أصبهان القاضي أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه ومسند
دمشق أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، وقاضي
نيسابور ورئيسها
أبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد الصاعدي ، ومفتي
سرخس أبو حامد أحمد بن محمد الشجاعي ، وخطيب
أصبهان أبو الخير محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي ، مؤلف كتاب " بستان العارفين " ،
وأبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء وقاضي
البصرة أبو العباس أحمد بن محمد الجرجاني الشافعي ،
وعبد الوهاب بن أحمد الثقفي ،
والمحدث علي بن أبي نصر المناديلي ،
وأبو الفتح بن سمكويه بأصبهان ، ومسند
جرجان إبراهيم بن عثمان الخلالي .
أخبرنا
أبو الفهم تمام بن أحمد السلمي ، أخبرنا
الإمام أبو محمد عبد الله [ ص: 502 ] بن أحمد الحنبلي ، أخبرنا
محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا
محمد بن أبى نصر الحافظ ، حدثني
إبراهيم بن سعيد النعماني ويده على كتفي ، أخبرنا
أبو سعد أحمد بن محمد الحافظ ويده على كتفي فذكر حديثا لا أريد أن أرويه لبطلان متنه : حدثني
جبريل ويده على كتفي . . وذكر الحديث ، وهو في " تذكرة "
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد في كتابه ، أخبرنا
عمر بن محمد ، أخبرنا
محمد بن عبد الباقي سنة 532 قال : قرأت على
إبراهيم بن سعيد بمصر ، أخبرنا
أحمد بن عبد العزيز بن أحمد ، حدثنا
أبو عبد الله المحاملي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13824العباس بن يزيد البحراني ، حدثنا
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ،
عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتدرون ما الشجرة الطيبة " ؟ فأردت أن أقول : هي النخلة ، فنظرت ، فإذا أنا أصغر القوم ، فسكت ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هي النخلة .
أخبرنا
أحمد بن يحيى بن طي ،
وإبراهيم بن حاتم ببعلبك ، أخبرنا
سليمان بن رحمة الخطيب ، أخبرنا
هبة الله بن علي ، أخبرنا
مرشد بن يحيى المديني ، أخبرنا
أبو إسحاق الحبال لفظا ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14595عبد الرحمن بن عمر ، أخبرنا
إسماعيل بن يعقوب بن الجراب ، حدثنا
إسماعيل القاضي ، حدثنا
[ ص: 503 ] nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن
قتادة ، عن
عبد الله بن الحارث : أن
أبا حليمة معاذا كان يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في القنوت .