الخلعي
الشيخ الإمام الفقيه القدوة ، مسند الديار المصرية القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الموصلي الأصل ، المصري الشافعي الخلعي صاحب " الفوائد العشرين " وراوي السيرة النبوية .
[ ص: 75 ]
مولده
بمصر في أول سنة خمس وأربعمائة .
وسمع
أبا محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ،
وأبا العباس بن الحاج ،
وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني ،
وأبا العباس منير بن أحمد الخشاب ،
وإسماعيل بن رجاء الأديب ،
والحسن بن جعفر الكللي ،
وأبا عبد الله بن نظيف ،
والخصيب بن عبد الله القاضي ،
وشعيب بن عبد الله بن المنهال ،
وأبا النعمان تراب بن عمر ،
وأحمد بن الحسين العطار ،
وأبا خازم محمد بن الحسين ،
وإسماعيل بن بكران ،
وعبد الوهاب بن أبي الكرام ، وغيرهم ، وكان آخر من حدث عن جماعة
كالنحاس والماليني .
حدث عنه :
أبو علي الصدفي ،
ومحمد بن طاهر ،
وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم الفقيه ،
وسليمان بن محمد بن أبي داود الفارسي ،
وعلي بن محمد بن سلامة الروحاني وعبد الكريم بن سوار التككي ،
وعبد الحق بن أحمد البانياسي ،
ومحمد بن حمزة العرقي اللغوي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12815والقاضي أبو بكر بن العربي ،
وعبد الله بن رفاعة السعدي ، وآخرون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13224ابن سكرة : هو فقيه ، له تصانيف ، ولي القضاء ، وحكم يوما واحدا واستعفى ، وانزوى بالقرافة وكان مسند
مصر بعد
الحبال .
[ ص: 76 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي : شيخ معتزل في القرافة ، له علو في الرواية ، وعنده فوائد ، وقد حدث عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، وعبر عنه
بالقرافي .
وقال آخر : كان يبيع الخلع لملوك
مصر .
وقال الحافظ
إسماعيل بن الأنماطي : سمعت
أبا صادق عبد الحق بن هبة الله القضاعي المحدث ، سمعت العالم
أبا الحسن علي بن إبراهيم بن بنت أبي سعد ، يقول : كان
القاضي الخلعي يحكم بين الجن ، وإنهم أبطؤوا عليه قدر جمعة ، ثم أتوه ، وقالوا : كان في بيتك أترج ، ونحن لا ندخل مكانا يكون فيه .
قال
أبو الميمون بن وردان : حدثنا
أبي أبو الفضل ، حدثنا بعض المشايخ ، عن
أبي الفضل الجوهري الواعظ ، قال : كنت أتردد إلى
الخلعي ، فقمت في ليلة مقمرة ظننت الصبح ، فإذا على باب مسجده فرس حسنة ، فصعدت ، فوجدت بين يديه شابا لم أر أحسن منه يقرأ القرآن ، فجلست أسمع إلى أن قرأ جزءا ، ثم قال للشيخ : آجرك الله . قال : نفعك الله ، ثم نزل ، فنزلت خلفه ، فلما استوى على الفرس ، طارت به ، فغشي علي ، والقاضي يصيح بي : اصعد يا
أبا الفضل ، فصعدت ، فقال : هذا من مؤمني الجن ، يأتي في الأسبوع مرة يقرأ جزءا ويمضي .
قال
ابن الأنماطي : قبر
الخلعي بالقرافة يعرف بقبر قاضي الجن
[ ص: 77 ] والإنس ، يعرف بإجابة الدعاء عنده .
قال : وسألت
شجاعا المدلجي وغيره عن
الخلعي : النسبة إلى أي شيء ؟ فما أخبرني أحد بشيء ، وسألت
السديد الربعي ، وكان عارفا بأخبار
المصريين ، عدلا ، فقال : كان أبوه بزازا ، وكانت أمراء
المصريين من أهل القصر يشترون الخلع من عنده ، وكان يتصدق بثلث مكسبه .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13175ابن رفاعة أنه سمع من
الحبال ، وأنه أتى إلى
الخلعي ، فطرده مدة ، وكان بينهما شيء ، أظن من جهة الاعتقاد ، فهذه الحكاية منكرة ، لأن
أبا إسحاق الحبال كان قد منع من التحديث قبل موته بسنوات ، ويصبو
nindex.php?page=showalam&ids=13175ابن رفاعة عن إدراك الأخذ عنه قبل ذلك .
قال
أبو الحسن علي بن أحمد العابد : سمعت الشيخ
ابن بخيساه قال : كنا ندخل على
القاضي أبي الحسن الخلعي في مجلسه ، فنجده في الشتاء والصيف وعليه قميص واحد ، ووجهه في غاية من الحسن ، لا يتغير من البرد ، ولا من الحر ، فسألته عن ذلك ، فتغير وجهه ، ودمعت عينه ثم قال : أتكتم علي ما أقول ؟ قلت : نعم . قال : غشيتني حمى يوما ، فنمت في تلك الليلة ، فهتف بي هاتف ، فناداني باسمي ، فقلت : لبيك
[ ص: 78 ] داعي الله ، فقال : لا ، قل : لبيك ربي الله ، ما تجد من الألم ؟ فقلت : إلهي وسيدي ، قد أخذت مني الحمى ما قد علمت ، فقال : قد أمرتها أن تقلع عنك ، فقلت : إلهي ، والبرد أيضا ؟ قال : قد أمرت البرد أيضا أن يقلع عنك ، فلا تجد ألم البرد ولا الحر ، قال : فوالله ما أحس بما أنتم فيه من الحر ولا من البرد .
قال
هبة الله بن الأكفاني : مات
الخلعي بمصر في السادس والعشرين من ذي الحجة ، سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة .
أخبرنا
أبو الحسين يحيى بن أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز الجذامي بالثغر ، أخبرنا
محمد بن عماد سنة عشرين وستمائة ، أخبرنا
عبد الله بن رفاعة ، أخبرنا
علي بن الحسن الشافعي ، أخبرنا
أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس إملاء ، أخبرنا
أحمد بن الحسين بن داناج الإصطخري إملاء ، سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة ، حدثنا
إسحاق الدبري قال : قرأت على
[ ص: 79 ] عبد الرزاق ، أخبرنا
معمر ، عن
الزهري ، أخبرني
أبو سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للشونيز :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881578عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيه شفاء من كل داء إلا السام يريد الموت .